أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - التشبّث بالخرافة رغم معرفة حقيقتها.













المزيد.....

التشبّث بالخرافة رغم معرفة حقيقتها.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 7077 - 2021 / 11 / 14 - 15:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعلم جميعاً في الأوساط التنويرية والإلحادية أو حتى التاركة لدين بول البعير أيّاً كانت الاتجاهات الفكرية لتاركيه , أن مسألة ترك ورمي دين لا عدوى من الشبّاك هي مسألة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمعرفة حقيقة هذا التخريف وحقيقة نصوصه ودراستها عن قرب , حيث أنه لا يرضى عاقل على نفسه أو على من يُحب أن يبقى على خرافات ودجل بهذا العبث والتخلف الأخلاقي والفكري والمنطقي...الخ.

ولكن ومع الأسف فإنه هنالك بعض الحالات الشاذّة من المؤمنين , الذين يظلّون طواعية غارقين في وحل وقذارات الدين وخزعبلاته , وهذا مع معرفتهم التامّة بنصوصه الحقيرة والوضيعة والمنحطة , ومنهم من لا يكتفي بهذا , بل يروّج لتلك الأكاذيب والخرافات متحوّلاً الى دجّال من الدجاجلة المعروفين والمسمون بالدعاة أو رجال الدين.

وحال هؤلاء قد يبدو غير منطقي أو متناقض , فنحن نعلم أنه لن يرضى أي عاقل بأي دين على نفسه إن علم حقيقته , خصوصاً أديان اله الدم وخصوصاً دين لا عدوى , ولكن ومع هذا فإن هذه الحالات الشاذّة موجودة , فهل هم وحوش حتى يتجاهلو قذارات النصوص الداعشية وتخلفها العقلي والعلمي والفلسفي والأخلاقي ؟

لا , فلو عدنا قليلاً للفقرة السابقة , أود أن نركّز على كلمة (عاقل) , فنعم أنه لن يرضى عاقل بأن ينتمي لهذه الأديان أبداً إن علم حقيقتها , ولكن هؤلاء المعاتيه هم حرفيّاً مغيبي العقل , وأنا هنا لا أتحدث عن بعض رجال الدين الذين يعلمون الحقيقة ولكنهم متكتمون عليها خشية خسارة مصدر رزقهم الوحيد , فهؤلاء مساكين وهنالك جمعيات خيرية عديدة في أوربا وأمريكا لمساعدتهم ماديّاً وتوفير فرص عمل شريفة لهم بعد تركهم لدينهم ووظيفتهم الوحيدة ألا وهي الكذب على الناس.

ولكن أنا أتحدّث عن الحمقى المغفلين والمدلّسين الذين يصدقون هذا الفجور البول بعيري بكلّ ما أوتو من طاقة وحيونة !!

فهذه الأشكال هي حرفياً بلا عقل وممسوحة التفكير والإنسانية , وفعل بها الفكر الديني من تحجيم وتغييب للعقل , إلى تخدير للأخلاق والإنسانية ما لا يقل عن غسيل المخ التّام...

ولفهم هذه الحالة العويصة يمكننا النظر الى التاريخ الحديث , وتحديداً أتباع العهر النازي في ألمانيا , وكمثال على هذا سنأخذ وزير البروباغاندا جوزيف غوبلز , حيث ومع اقتراب عام 1944 إلى عام 1945 , بدت الهزيمة الألمانية حتمية للنظام النازي. وفي حين أن كبار المسؤولين النازيين الآخرين أجروا اتصالات مع الحلفاء على أمل التفاوض على معاملة متساهلة معهم بعد استسلام ألمانيا , ظل جوبلز مخلصاً بثبات منقطع النظير لهتلر وقضيته , مؤمناً بشكل تامّ أن النازية هي الحل وأنها أفضل ما يمكن الإيمان به.

وخلال الأيام الأخيرة من أبريل 1945 , عندما كانت القوات السوفيتية على عتبة برلين , كان هتلر محصناً في مخبأه. وكان غوبلز هو المسؤول النازي الوحيد إلى جانبه. وفي 30 أبريل , انتحر هتلر عن عمر يناهز 56 عاماً وخلفه غوبلز في منصب مستشار ألمانيا الذي لم يدم طويلاً , حيث وفي اليوم التالي , قام هو وزوجته ماجدا بتسميم أطفالهما الستة. ثم انتحر الزوجان من بعدهم !

هذه الحالة العويصة من التشبث بالدين (المادّي في حالة النازيين) هو ما أحب تسميته بالحيونة الدينية , حيث أن الدين المادي والميتافيزيقي , نجح في مثل هذه الحالات الشاذّة والخطيرة بأن يحوّل البشر الى حيوانات بمعنى الكلمة البهيمي , فقوّات الSS التي كانت تخوض معارك خاسرة من أجل العقيدة النازية علماً أنها ستموت بشكل مؤكّد , وجوزيف جوبلز وزوجته وغيرهم ممن انتحر من أجل العقيدة النازية , أو من انتحر حتى بعد سقوط الاتحاد السوفييتي بسبب الإيمان الكامل بدينه الشيوعي المادي , والدعدوش الذي ينفذ العمليات الانتحارية ويدافع عن عقيدة بالية فاشلة يرى فشلها أي شخص بذرّة عقل...

كلها أمثلة من التاريخ والحاضر , على نسف الخرافة لعقلية البشر بشكل كامل , محولة اياهم الى روبوتات حيوانية بهيمية لن ترى الحقيقة والواقع وإن كانت تنظر إليه بشكل مباشر !

والحل بالنسبة لهذه العاهات العقلية هو إزاحتهم وإيقاف أذاهم عن المجتمع , ووضعهم في مراكز لإعادة التأهيل , دون إيذائهم طبعاً , فهم تماماً كالكلاب البرّية التي تؤذي المارّة يميناً وشمالاً , فهي لا تعي ماذا تفعل ومتحولة لكونها كائنات مسيّرة بما يتعارض مع طبيعتها , ولهذا توضع هذه الكائنات جانباً في حديقة للحيوانات أو مصح عقلي في حالة البشر المغيبين لكي لا تؤذي أحداً , ولتكون مثالاً للدراسة لطلبة الطب النفسي.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاق الأديان نسبيّة وقاصرة حتى مع وجود الإله.
- مسطرة العلم وفوضوية الأديان.
- فضائل الثورة الفرنسية على العالم.
- نابليون بونابارت القذر.
- الصلاة ونرجسية الله اللامتناهية.
- تاريخ العثمانيين الأسود.
- كلمة مسلم هي أكبر إهانة لأي إنسان.
- المصائب في الإسلام لا تأتي فرادى !!
- سراب تطور دول الخليج.
- آثار الحرب تنسف الله ووجوده.
- اختلافات بالجملة في صفحة واحدة من مخطوطات القرآن.
- معايير الحكم على الأيديولوجيات وتصنيفها.
- الله الظالم.
- مسخرة زوال النِّعم.
- ألا ليتهم يتآمرون على دين الله !
- الاستهتار بحياة البشر في دين بول البعير.
- تساؤلات حول مهزلة رضاع الكبير.
- متى يخسر المرء حقه في حرية التعبير ؟
- الجنّة للأغبياء.
- ردّاً على مصري ملحد , فيما يتعلّق بإنقاذ ستالين للاتحاد السو ...


المزيد.....




- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - التشبّث بالخرافة رغم معرفة حقيقتها.