أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رياض العطار - ذكريات عن البرزانين المبعدين في مدينة الديوانية














المزيد.....

ذكريات عن البرزانين المبعدين في مدينة الديوانية


رياض العطار

الحوار المتمدن-العدد: 1654 - 2006 / 8 / 26 - 11:00
المحور: حقوق الانسان
    


ذكريات عن البرزانيين المبعدين الى مدينة الديوانية
الغربة القاسية و التقدم في السن و المرض و التفكير بطبع نتاجي الفكري الغزير و النضال لمدة نصف قرن من الزمن في مجال السياسة و الدفاع عن حقوق الانسان ,
جعلتني لا اتذكربعض التفاصبل الدقيقة لما سأتطرق الية من ذكريات عن الاخوة الاكراد الذين ابعدوا قسرا في السبعينات الى مدينة (الديوانية ) المعروفة بطيبة اهلها و بساطتهم و استقبالهم للضيوف ...
في عام 1975 و بعد انهيارالحركة الكردية اقدم النظام البائد على ابعاد الاف العوائل الكردية الى المحافظات الجنوبية و منها مدينة الديوانية حيث تم اسكانهم على طريق مدينة الديوانية و قضاء ( عفك ) في صرائف لا تتوفر فيها ابسط مستلزمات الحياة .
كانت معظم المجموعات التي ابعدت الى مدينتنا هم من الاخوة البرزانيون اضافة الى بعض الكوادر السياسية من الحزب ( البارتي , هكذا كان اسم الحزب الديمقراطي الكردستاني ) الذين ابعدوا قبلهم الى الديوانية و كان منهم الناشط السياسي المعلم عبد اللطيف نادر الذي تعرفت عليه و اصبح صديقا لي . استقر الاخوة الاكراد في الصرائف و هم يعانون كل انواع المضايقات من الاجهزة الامنية حيث يتم استدعائهم الى مركز الشرطة ثلاثة مرات في اليوم لاثبات الوجود و تشجيع البعض على الزواج من الكرديات و دفع الف دينار لكل من يتزوج بكردية...! .
في يوم من الايام جاء الى محلاتي ثلاثة من الاخوة الاكراد بملابسهم الكردية و معهم طفل يرتدي مثلهم , بعد السلام قدم احدهم نفسه قائلا : الشيخ خالد البرزاني ( حسب ما اتذكر ) لقد ارسلني المعلم عبد اللطيف نادر ... رحبت بهم و اجلستهم و بعد شرب الشاي , قال الشيخ خالد انه يريدني ان اساعده في شؤون اخذ المقاولات لان الظروف تستوجب ذلك و يرجوا التوصية به في البنك و الادارة المحلية و شراء العطاءات و غيرها , قلت له , سوف اساعدك بكل شيئ و سوف اوصي بك من له معرفة بهذه الامور. بعد اسابيع احيلت عليه اول مناقصة و سارت الامور بشكل جيد رغم حصول بعض العثرات التي كنت اتجاوزها من خلال نفوذي في المدينة . و اعود الى المعلم عبد اللطيف نادر الذي جاءني في يوم من الايام يخبرني انه لا يستطيع ان يستمر هكذا و انه قرر الالتحاق بالثورة الكردية و طلب مساعدة مالية تمكنه من الوصول الى اهله في راوندوز و مساعدة اخرى و هي اخراجه من نقطة التفتيش الكائنة على طريق بغداد , فكلفت احدهم بذلك و وصل سالما الى اهله حيث وصلتني حوالة بريدية منه يسدد بها ما اقترضه مني , و علمت بعد ذلك انه اصبح سكرتير اتحاد معلمي كردستان و انه مرض و كبر بالسن وو... و انقطعت اخباره عني بسبب ان السلطة نالت مني بشكل مباغت لم احسبه على الاطلاق , حيث صودرت جميع اموالي و ممتلكاتي .. . بتهمة لا علاقة لي بها و بتدخل من احدى الشخصيات العربية الكبيرة التي سهلت دخولي الى الاردن مع جميع افراد عائلتي و أستثنائي من جميع الاجراءات... بع
و اعود الى الشيخ خالد البرزاني في الديوانية حيث جاءني يوما يودعني قائلا انهم سوف يعودون الى كردستان و انه لا يعرف مصيره و هو يشكرني على مساعدتي له في الظروف القاسية و الخطيرة .. , و بعدها ايضا انقطعت اخباره للسبب اعلاه...
و اخيرا , اذكر هذه الذكريات بمناسبة استشهاد ثمانية الاف برزاني عام 1983 و اتساءل في هذا السياق: هل الشيخ خالد البرزاني و عائلته المحترمة من بين الذين دفنوا احياء في المقابر الجماعية في الصحراء ام لا ؟ , اتمنى ان يكون الجواب لا , و ان الطفل الذي جاء الى محلاتي مع ابيه اصبح شابا و من المؤكد انة الان مقاتل شجاع لما رأه في طفولته و عائلته من تعسف و ظلم على ايدي صدام حسين الذي يحاكم الان على جرائم الانفال و بعدها عن جرائم حلبجة و الاهوار و قمع انتفاضة اذار المجيدة عام 1991 وو ... ( لقد بدأت بتأليف كتاب خاص حول هذه الجرائم بعنوان : ( جريمة الانفال و حلبجة ... من الجرائم الموجهة ضد الانسانية ) وسوف اطبعه في اربيل, بعد ان تتبنى احدى المؤسسات الثقافية في كردستان طبعه و توزيعه ...
رياض العطار – كاتب صحفي عضو اتحاد الكتاب السويديين





#رياض_العطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة الابادة السياسية
- لا افلات من العقاب مهما طال الزمن
- نفاق سياسي ام ماذا ؟ !
- لاعق الاحذية...!
- جريمة الانفال من الجرائم الموجهة ضد الانسانية
- ذكرى ميلاد عقل القنبلة الذرية
- الضمانات الدستورية لحرية الفكر و الوجدان ...
- التضامن مع الشعب اللبناني الى أين ؟
- الذكرى 61 لجريمة هيروشيما - جريمة بلا عقاب
- تصريحات بوش الاخيرة استفزاز للمشاعر الانسانية
- جرائم ضد الانسانية في لبنان
- دور الاسلحة الامريكية في انتهاكات حقوق الانسان
- حقوق السجناء
- دور المعاهدات و المواثيق الدولية في السلم و الاستقرار في الم ...
- من ذكريات النضال قبل و بعد ثورة 14 تموز
- كل الاوقات مناسبة لاجتثاث الفساد
- الذكرى ال 48 لثورة 14 تموز الخالدة
- اهمية انضمام العراق لاتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد
- دمشق اقدم مدينة في العالم
- دعاة حقوق الانسان على خط المواجهة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رياض العطار - ذكريات عن البرزانين المبعدين في مدينة الديوانية