|
نساء أمل -12-
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 7075 - 2021 / 11 / 12 - 12:57
المحور:
المجتمع المدني
زلمة ولا موزلمة ؟ أسأل نفسي هذا السؤال منذ عشرين عام .هكذا تقول أمل . تزوجت صديقتي لمياء في سن العشرين ، وصديقتي رولا في سن الواحد والعشرين ، صديقتي ميسون في الثانية و العشرين ، شعرت بالعنوسة فبحثت عن شخص لديه مواصفات كي أغيظ الجميع .رأيت شخصاً مشرداً بلا انتماء يحمل شهادة طب ، قلت أتزوجه و أنظفه ، ونكون أسرة أقودها . تزوجته دكتور، كنت أقولها بالفم الملآن ، هو إنجاز . لم أكن سعيدة، ولا تعيسة ، لكنني راهنت على نجاح العلاقة لذا استثمرت فيها ودفعت من عملي من أجل إنجاحها . قالت لي أمي مرة هذا ليس رجلاً ، وقد لا حظتْ أنه يتغيب عن المنزل ويتهرب من مسؤولية الأطفال . كنت أعرف أنه ليس رجلاً ، أسميه بيني وبين نفسي الصعلوك. لم يكن لديه دخل رغم أنه دكتور ، ولم يستطع تلبية الحاجات العاطفية لي ، كنت أشعر أنه غير ميال للنساء فأسميه بيني وبين نفسي بيدوفيليا ، لكنني لم أتحدث مع أمي عنه ، واعتقدت أنني بذكائي يمكن أن أصنع منه رجلاً، فوراء"كل رجل عظيم امرأة" .إلى أن توصلت إلى قناعة : لا يرغب أن يكون رجلاً . أصبحت أحسد رفيقاتي اللواتي يمارسن الحياة العائلية بشكل طبيعي ، و أعجب بالرجل الذي تزوجنه لأنّه يمثل حقيقة دور الرجل في الأسرة . عندما تفتقد الرجل يتغير مزاجك وتصبح غاضباً ، فلا أحد ألزمه بالزواج. أصبحت أطالب ببعض الحقوق للعائلة و أهمها الطعام والشراب فأصبح يحاسب على ثمن التفاحة التي يأكلها الآولاد . لم أرغب بالطلاق، ليس من أجل المجتمع ، بل من أجل الأطفال، لم أكن أدري أنه يعتقد نفسه عظيماً إلى أن قال لي مرة: يقولون لي تبدو أصغر من زوجتك ، فعلاً هو ليس وسيماً لكن وجهه من النوع الذي يشيخ بشكل طفولي لأنّ نموّه الجسدي ناقص. هددني في أحد المرات وقال: لو تركتك سوف تعوّين مثل الكلاب ، رنت تلك الكلمة في ذهني ، لماذا سوف أعوي ؟ وفي إحدى المرات وضع رقم سري لهاتفه، طلبت أن يلفيه وعندما حاول أن يدفعني هبشته ودممت وجهه. لن أسمح له بذلك . اختفى وبدأ يرسل لي رسائل تهديد ، ويصفني بالمختلة ، صدّقته لفترة أنّني مختلة ،نسيت من أنا، وعددت مواقفه الرخيصة ، آخر رسالة قال لي: أنتم تقولون أني لست رجلاً . لك الحرية أن تتمتعي بحياتك . لن أعود. لم أكن أعرف أنه طبّق إحدى الآرامل من أجل أن يتزوجها ليثبت أنه رجل. يعتقد أنه انتصر . كتب مرة على الفيسبوك : زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً . أبشر بطول العمر يامربع علقت عليه الأرملة الطروب" زوجته" : هذا من الماضي. الفرزدق انتهى ، فقال لها دخيل ربك شو بتفهمي عليي. ليس لدي مشكلة مع زواجه ، لكن عائلته التي رمته إلى الشارع فالتقطه لأنظفه و أصنع منه رجلاً عادت و احتضنته ، لا تسأله ماذا حل بأطفاله ، وكأن نساء العائلة ندمن على رميه ويعتقدن أن الابن الضَال قد عاد ، وبخاصة أخته التي كانت تغار مني ورفضت أن تحضر حفلة زواجنا . هو الآن يضع صوره مع أولاد زوجته . أصبحوا عائلته حقيقة ، ولن يستطيع طلاق زوجته هذه لسبب بسيط أن عائلتها تنتمي إلى متنمري النظام ، ورصاصة واحدة تكفي ، وهي لا تفهمه. هو لا يرغب بالأطفال فقد قال لي أول مرة لو نأجل موضوع الأطفال، أجبته : لكنني تزوجت من أجلهم. علماً أن ليس لديه ميولاً نسائية في الغالب ، ولكنه يبدو ناعماً بقدر المجتمع ما يريد، فلن يتهم نفسه أمام المجتمع الذي أعاد له اعتباره كرجل ! لن يكون رجلاً لأنه تزوج . هو ليس رجلاً لأنه خسيس ، غدار ، و الرجل ليس هو من يمارس الجنس فقط . هذا ذكر، و ليس رجلاً ، وليس حتى ذكراً ، نحن نقرّ بالاختلاف ، وأنا أكثر من يعرفه بأن آخر هم له علاقته بالنساء ، لذا لا زلت مقتنعة بأنه لم يكن رجلاً ولن يكون . ليس مهماً أن يصبح رجلاً . المهم أنه سرق مالي وعمري ، لم يستطع سرقة أولادي فقد تنازل عنهم بصمت ، لم يفاوض حتى على رؤيتهم، أعتقد أنه يبتسم بينه وبين نفسه كيف تخلّص من مسؤوليتهم ، ولجأ إلى بيت أرملة تقبل به زوجاً في الشكل كي لا تلاحقها نظرات المجتمع . سألتني صديقتي العزباء أمل . كيف يحافظ الإنسان على زواجه؟ قلت لها: لا تتزوجي ابن الشّوارع ، يصبح أجمل بعد الزواج ويظهر له عائلة تحتضنه ، تحرّضه على الطلاق. في حالتي: الجميع متّهم عدا أمّه . هي الوحيدة التي لم تتدخل ، لكنها لم تدعم عائلتنا منذ البداية . كل الذين اتهموا زوجاتهم بالجنون أتوا من الشارع . لم يكن لهم أسر حقيقية ، لا يهتمون بأسرهم . من أتى من أسرة حقيقية يرحل بسلام ويحاول أن يبني جسوراً مع أولاده. الجسور ليست بكلمة حبيبي، أو حبيبتي على الفيس بوك، بل هي الإنفاق ، وحضور المناسبات الهامة في حياة الأطفال وكسب مودة الزوجة السابقة كي تتعاون من أجل مصلحة الأطفال. لا تتزوجي ابن شوارع لأنّه لا يجيد تلك الأشياء ، وليس لديه مشاعر لأن أباه رماه إلى الشارع ، ويعتقد أن للأطفال حياتهم، وله حياته .، لكن كيف وهم أطفال؟ قالها لزوجته قبل أن يغادر : هي مشكلتهم ، إذا لم يحترموا رغباتي. ما شأني ؟ هم فعلاً لم يحترموا رغباته وهذا شأنهم ، وهم يكبرون على أنّه غير موجود. فهنيئاً له أولاد زوجته، هم أيضاً وقع عليهم الظّلم بهذا الزواج ، فقد أتى طفل جديد إلى العائلة ينافسهم . قلبي معكم أيها الأولاد ، ومعك أيتها الآرملة . أعرف أنك تعانين ، لكنك سوف تقبلين بكل الأشياء مقابل أن يلتغي عنك اسم أرملة، وهو ليس غبي في الأمور التي تخصه ، لكنه متشدّق ، ومنافق اجتماعياً ، وسلوكه و أخلاقه هما أحد الأسباب التي أوصلت بلادنا إلى هذا الدّمار، فهو نسخة طبق الأصل لذلك الشبيح المنافق لمجتمعه ، ولأبناء طائفته . هناك الكثير من الطائفيين يسمون أنفسهم علمانيين ، ومنهم ثيادته ، لكن ثيادته محترم أكثر من اللارجل الذي يحاول أن يكون رجلاً .مبروك للأب و الأم عودة الابن الضال. لقد صنعت منه شبه رجل، ولن يكون رجلاً حتى لو تزوج عشر نساء ، كما أنه لن يكون ذكراً حتى . لا تتزوجي شخصاً بلا أهل ، تلتقطينه من الشّارع ، فالشّارع لا يصنع الرّجال .
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتهاء الصلاحية-7-
-
هل أنت مع السّنة ، أم مع الشيعة
-
وهم الحبّ
-
انتهاء الصلاحية -6*
-
الدولة القومية إلى زوال
-
قضية المناخ قضية طبقية
-
وطن بحجم دار
-
انتهاء الصّلاحية -5-
-
الجمال
-
الفن من أجل الفن
-
انتهاء الصلاحية -4-
-
هلوين العرب
-
نساء أمل -11-
-
انتهاء الصلاحية -3-
-
-المسامح كريم-
-
انتهاء الصلاحية -2-
-
قصة هروبي من العالم الافتراضي
-
انتهاء الصلاحية -1-
-
العمر مزحة
-
العدالة
المزيد.....
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
-
مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا
...
-
اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات
...
-
اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
-
ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف
...
-
مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
-
الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|