|
امامة المرأة للصلاة ... نساء تستعذبن الصفوف الخلفية
محمد فُتوح
الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 17:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
امامة المرأة للصلاة نساء تستعذبن الصفوف الخلفية --------------------------------------- برغم معرفتى بالطريقة التى يفكر بها النساء والرجال فى مجتمعنا ، حينما يناقشون أو يتناولون أمراً يتعلق بالمرأة ، إلا أننى قد شعرت بالاستفزاز عندما قرأت فى احدى المجلات المصرية ، استجابات عدد من الداعيات المصريات ، لامامة المرأة ، للرجال والنساء ، فى الصلاة . أبدت الداعيات رفضهن لإمامة المرأة للرجال والنساء فى الصلاة ، حيث يشترط فى الإمامة الذكورة . كما أن بدن المرأة " عورة " أمام الرجال ، وخاصة فى وضع السجود والركوع ، مما يؤدى إلى عدم خشوع الرجال وانشغالهم بالنظر إليها ، كما أن المرأة لم تقف بجوار الرجل فى الصلاة فى الكعبة ، وإنما كانت تقف فى الصفوف الأخيرة بعد صفوف الرجال والأولاد . وإذا رأت المرأة شيئاً أثناء صلاتها فعليها أن تصفق ، ولا تصيح مثل الرجل . وهذا يدل على أن صوت المرأة " عورة " . تذكر داعية منهن تدعيماً لهذا الرأى ، أن الرسول قد ذَم الرجال ، الذين يقفون فى آخر الصفوف . والحكمة فى ذلك أن الصفوف المتأخرة قريبة من النساء ، لأن جسد المرأة " عورة " ، بالإضافة إلى أن القوامة للرجال فى الإسلام ، فى كل الأمور ، بما فيها قيادة الصلاة . إن هذه الطرح له خطورته ، لأنه مبنى على التفسير الحرفى للدين ، والانحياز إلى بعض التفسيرات التى يصفونها بأنها من " الثوابت " ، وهى ليست كذلك ، بدليل أن هناك منْ يفسرها تفسيراً أخر مغايراً لصالح المرأة وليس ضدها ، ولصالح بديهيات العقل الذى يؤمن بالعدالة وليس مهووساً بالجنس . مصدر الخطورة يرجع أيضاً إلى أن هؤلاء الداعيات يتقلدن مناصب قيادية ، تؤثر فى عقول الشباب ، بحكم عمل ثلاثة منهن بالتدريس فى الجامعة . ناهيك عن ظهورهن الدائم فى وسائل الإعلام ، والقنوات الفضائية والأرضية. دعونا نناقش قناعات الداعيات على أرضية عقلانية ، دون تشنج أو تعصب . ففيما يخص أن الإمامة تشترط الذكورة فهذا يعنى بادئ ذى بدء ، أن فى الإسلام أمور تخص الرجال ، ولا يقوم بها النساء ، وهذا ضد مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة ، فى الإسلام ، والذين يصدعون به أدمغتنا طوال الوقت ، وأن الاسلام لم يفرق بين الجنسين ، وأن الاسلام يكرم المرأة . كيف يكرمها ، وهو يمنعها من القيام بأمور معينة ؟؟. وكيف يكرمها وهو يعتبرها كلها " عورة " ؟؟. هذا بالإضافة إلى أنه ليس هناك علاقة بين الذكورة من ناحية ، والإمامة والقيادة من ناحية أخرى . فهل من المنطق أن يؤم ذكر من الرجال ، جاهل بأمور الدين ، نساءً وصلن إلى مستوى متقدم من التعليم كأستاذات فى الجامعة وباحثات وطبيبات ، ويعلمن من أمور دينهم ودنياهم الكثير ، ومع ذلك ، يفضل أن يؤمهن مثل هذا الرجل ، لمجرد أنه " ذكر " ؟؟. ما هذا السفه ؟؟؟ . وما هذا التفكير الذى يحرم ممارسات بعينها ، على النساء ، لمجرد أنهن لا يمتلكن الأعضاء الجنسية الذكورية ، وليس لهن شوارب ، ومختلفات بيولوجيا عن الرجال ؟؟. لقد تبنت هؤلاء الداعيات نظرة الفقهاء من الرجال ، ، فيما يخص المرأة . فالمرأة تم اختزالها فى كونها جسداً يثير الغرائز والشهوات . والرجال ضعفاء أمام هذا الجسد ، وينتابهم الهوس الجنسي حينما تقع أعينهم على المرأة فى كل الأوقات ، حتى لو كان هذا الوقت أثناء العبادة والصلاة . كيف لم يمنعهم ايمانهم ، وصلاتهم ، وعبادتهم ، من تسلط الشهوات فى المساجد والجوامع ؟؟. أهؤلاء رجال يصلحون للقوامة والقيادة؟؟. إن الرغبة الجنسية تنشأ فى المخ ، والإنسان الطبيعى يستطيع أن يتحكم فى رغباته وغرائزه . أما الرجال المهوسون جنسياً ، فهم لا ينتظرون أن تكون المرأة ساجدة أو راكعة ، بل سيلاحقونها فى الشارع والعمل والمواصلات العامة ، فهل معنى ذلك أن نحجب النساء ونمنعهن من ممارسة حياتهن العامة ؟ . منطق مريض . لقد التحقت المرأة ( فى مجتمعت أخرى غير مجتمعاتنا ) بالجيوش ، وارتادت الفضاء ، وقادت الطائرات ، ولم نسمع أنها قد أثارت شهوة زملائها من الرجال . أيضاً فإن هناك الكثير من الرياضات القوية ، والتى تقوم فيها المرأة بحركات جسمانية تتطلبها هذه الرياضات كالجمباز والسباحة والقفز بأنواعه المختلفة ، وهى تلقى قبولاً من غالبية الناس ، ولم نسمع أنها تثير غرائز الرجال وتلهب شهواتهم . وحتى إذا حدث هذا ، فهو عيب الرجال لا عيب النساء . إن هؤلاء الداعيات يكرسن للتفرقة بين المرأة والرجل ، أستناداً على أن كل منهما له طبيعته الخاصة . ثم نراهن يتناقضن بقولهن إن الإسلام قد ساوى بين المرأة والرجل فى كل الأمور . إن المساواة كما أراها ، وكما تقرها مواثيق حقوق الإنسان ، تعنى أن ما هو للرجل ، هو أيضاً للمرأة دون تفرقة أو تمييز فى كل جوانب الحياة . وهذا بالتحديد ما جعل إمامة المرأة للصلاة تمتد فى ولايات أخرى بأمريكا غير ولاية فرجينيا ، بمبادرات من نساء مسلمات . إن التفرقة تحت أى مبررات ، والتى يكرسها هؤلاء الداعيات ، من شأنها أن تحول النساء وهن نصف المجتمع ، إلى عورات وناقصات ، ومشروع اغتصاب . إن صورة الإنسان أمام نفسه ، تلعب دوراً هاماً فى حياته . فالمرأة التى تنظر إلى صورتها نظرة الفريسة ، يخلق ذلك منها شخصية مهزوزة ، مهترئة ، خائفة ، خاضعة ، خاملة ، وغير فاعلة . أما إذا كانت نظرة المرأة لنفسها نظرة إنسانية ، فإن ذلك يمنحها الثقة بالنفس ، والجرأة ، والقدرة على الاقتحام والفعل والابتكار . فهل لنا أن نتصور مجتمعاً تنظر نساؤه إلى أنفسهن هذه النظرة الدونية ، التى تدور فى فلك الغريزة الجنسية ، ونأمل من هذا المجتمع خيراً ؟ . وكيف تقف المرأة ضد نفسها ، وتستعذب دائماً أن يدفع بها الرجال إلى الصفوف الخلفية ، حتى فى الصلاة ، وفى دار عبادة ، وبيت من بيوت الله ، المقدسة الطاهرة ، والمفروض أن الله يحميها ، ويحفظها ، من رجس الشياطين ؟؟. من كتاب " الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الدينى " 2002 ------------------------------------------------------------------------
#محمد_فُتوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلاميون فى تركيا وتعريض المكتسبات العلمانية للخطر
-
حفيدات حسن البنا
-
الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الدينى
-
الجماعات الاسلامية والصيد فى الماء العكر
-
ثقافة الحجاب والوعى الزائف للمرأة
-
- ثقافة القبح - تفسد حقوق المواطنة
-
متى ندفع الثمن لنستحق الديمقراطية أو العدالة أو الحرية ؟؟
-
مروجو الفتاوى واحتلال الاسلام الشكلى الخليجى والأفغانى لمسلم
...
-
مجهولو النسب .. ضحايا غياب العدالة
-
للزوجات فقط .. نصائح للسعادة الزوجية منتهية الصلاحية
-
تطبيق الشريعة الاسلامية فى بلاد الأمريكان
-
الشرط الأوسط .. الشرع الأوسط .. الشرخ الأوسط الجديد ؟؟!!
-
النقاب أهو معركتنا الجديدة ؟؟؟؟.
-
اختلاف الفقهاء ليس رحمة ولكن تخبط
-
تنويعات على لحن الصمت العربى
-
الفكر الوهًابى الارهابى يجتاح مدارسنا
-
- أمى - وأنا فى مجتمع ذكورى
-
لهذه الأسباب يكرهون ويقهرون
-
الكبت الجنسى وفشل مؤسسة الزواج
-
الزى الاسلامى وخطر السرطان
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|