ميثم مرتضى الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 09:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في ايام خلت كنت التقي نجل المفكر الراحل علي الوردي( د.احسان الوردي ) وكنا نتناول مسيرته التي بداها متحررا من قيد الانتماء والتبعية للميول فحصن قلمه من مؤثرات البيئة والحواضن الاجتماعية لينتج لنا تحليلا نقديا لظواهر نتعاطاها ومازلنا حتى الان ونتخاذل امام تشريحها خوفا او حياءا , ولطالما (والكلام للدكتور احسان ) لعن والدي من على المنابر( اللهم العن فلانا وفلانا والعن علي الوردي) لانه اصطدم بكامل الوان الموشور الاجتماعي بالقوى الاجتماعية والدينية والعرفية والسياسية فكان طبيعيا ان يكون خصما مشتركا لكل هؤلاء الا الحقيقة والمنطق العلمي اللذان ظلا حليفيه في كل سطر خطه يراعه من اجل تحليل الظواهر التي افرزت فينا مركبات القوة المزيفة والتي صحا بعدها العرب مرعوبين وهم بين انقاض حرب حزيران وحرب ام المعارك بلا حول ولاقوة , ان توقف قلم الوردي عن الكتابة (على الاقل العلنية) بسبب سياسة التضييق التي مارستها الحقبة الدكتاتورية يعد اكبر خسارة لعلم الاجتماع وللثقافة العراقية والعربية بالمعنى الاشمل , ان المفكر المتنورالامين على فكره هو اكثر الناس شكوى هذه الايام فبعد حقبة الدكتاتورية الكاتمة للفكر اطلت علينا الديمقراطية الكابحة للتفكير..وما احوجنا اليوم الى مفكر بثقل علي الوردي الذي انتج في خمسينات وستينات القرن الماضي كتبا ومؤلفات حللت الواقع العراقي على ضوء نظريات التناشز الاجتماعي وصراع البداوة والحضارة وازدواجية الشخصية العراقية مااحوجنا ونحن نشهد اصطراع القوى العشائرية والدينية والولائية الطائفية وغياب الرقم الوطني في أي عداد من عدادات الصراع مااحوجنا الى رجل ..وقامة كالوردي تضئ لنا الدرب وتجرد لنا الحقائق بعيدا عن التزويق والتحريض والمبالغة .
#ميثم_مرتضى_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟