راني ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 7072 - 2021 / 11 / 9 - 09:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اعلان الجيشان الإسرائيلي والمصري يوم الاثنين 2021/11/8 عن موافقتها على تعديل الاتفاق الأمني بين الطرفين لتنظيم وتعزيز تواجد الجيش المصري في رفح يتماشى مع تراجع دور مصر التاريخي في قيادة الامة، وسقوطها في قاع بئر الذل والهوان والضعف التي وصلت اليه منذ توقيعها على سلام العار في عهد السادات وحتى اليوم.
كانت مصر في عهد الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر حاضنة للقومية والثقافة العربية، وكان لها ثقل عربي وإقليمي ودولي كبير لأنها كانت من مؤسسي حركة عدم الانحياز، ولأنها وقفت إلى جانب حركات التحرر من الاستعمار في أفريقيا والوطن العربي؛ فهي التي دعمت ثورة اليمن ضد النظام الملكي بالمال والسلاح، وكانت سباقة في محاولتها لتوحيد العرب بتوحيد مصر وسوريا تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة في 1958، وطورت جيشها وصناعاتها، وحاولت رص الصفوف لتحرير فلسطين، وقامت بتأميم قناة السويس، وأنشأت ما يزيد عن الف مصنع حديث، وبنت السد العالي الذي ساهم بتوفير الكهرباء وحماية مصر من الفيضانات، والذي يعتبر بشهادة المجتمع الدولي احد اعظم المشاريع الاقتصادية والتنموية في القرن العشرين.
اما نظام السيسي فقد سار على خطى اسلافه أنور السادات وحسني مبارك، وقام بتقزيم الدور الإقليمي والدولي لمصر من خلال تسليم دفة قيادة الامة العربية بالكامل للمحميات النفطية الخليجية وإسرائيل ومن لف لفيفهم من العابثين بخيرات ومقدرات الامة، ووقف مع الأنظمة المعادية لتطلعات الشعوب العربية بدعمه للعسكر في السودان، وخليفة حفتر في ليبيا، وحرب اليمن، وفشل فشلا ذريعا في التعامل مع بناء سد النهضة الأثيوبي وحماية امن مصر المائي واقتصادها من التداعيات السلبية المتوقعة نتيجة لبناء السد، وتبخرت في عهده أحلام المصريين ببناء مشاريع اقتصادية عملاقة، وأصبحت مصر أكثر فقرا وعجزا عن صياغة القرارات الإقليمية او الدولية او التأثير عليها وتسخيرها لخدمت صالحها.
لم تخدم معاهدة السلام التي وقعها أنور السادات مع الإسرائيليين في 1977 والتي .. تحدد وتقيد .. تواجد الجيش المصري في سيناء مصالح مصر؛ ولهذا من المؤسف والمؤلم لنا نحن العرب جميعا ان نرى مصر تغرق في مستنقع الذل والهوان بطلبها الموافقة الإسرائيلية على تعزيز حضور قواتها على أراضيها في سيناء، وان تتذرع بانها ملزمه على هذه الإهانة بموجب بنود اتفاق السلام الذي وقعته مع الدولة الصهيونية، وأن يتناسى نظام السيسي العدد المكوكي للاتفاقيات الدولية التي خرقتها صديقته دولة الاحتلال، وان تصبح مصر اليوم خير حليف لعدو خاضت ضده 4 حروب، وضحت بعشرات الآلاف من أبنائها لتحرير فلسطين، وسيناء، والأراضي العربية.
#راني_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟