أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - بين القوى والضعيف والمستضعف















المزيد.....

بين القوى والضعيف والمستضعف


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7071 - 2021 / 11 / 8 - 20:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتاب ( ضعف البشر في رؤية قرآنية )
الباب الثانى : الضعف النفسى والاستضعاف والمستضعفون
بين القوى والضعيف والمستضعف
أولا : قوة الضعف وضعف القوة
المسلسل الدرامى الامريكى باسيفيك ( المحيط الهادى ) هو أكبر المسلسلات في العالم تكلفة . وقد دار حول الحروب التى خاضتها أمريكا في الحرب العالمية الثانية لاستخلاص الجزر النائية في المحيط ( الباسفيكى / الهادى) من السلطة اليابانية . كانت حربا ضارية ، برع المسلسل في تقديمها بما يقرب من التوثيق ، وقدّم المسلسل من بقى حيا من الشخصيات الحقيقية للأحداث ، يروون ذكرياتهم . برغم وحشية القتال جاء فيه مشهد عن قتال ضار حول كهف يتحصّن فيه جنود يابانيون . نجح جندي أمريكى في اقتحام الكهف، بجانب القتلى اليابانيين وجد الجندى الأمريكي سيدة يابانية جريحة تحمل طفلها ، اقترب منها الجندى الأمريكى متوجّسا ، وضعت مسدس الجندى الأمريكى على صدغها تريده أن يقتلها وباليد الأخرى تعطيه طفلها ، وكان صراخه يملأ المشهد ويفتّت الأكباد . قتلها الجندى ، وحمل الطفل بكل حنان وخرج به من الكهف . هذا الطفل الصارخ كان الأقوى . إستمد هذه القوة الشديدة من ضعفه الشديد . الجندى الأمريكي المتمرس بالقتال ـ والذى كان يعبث بجثث اليابانيين القتلى ــ شعر بضعف شديد أمام الطفل الضعيف .
قال جل وعلا :
1 ـ : ( قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (78) يوسف ) . هنا أخوة يوسف يخاطبون عزيز مصر ، ولا يعلمون إنه أخوهم يوسف . كانوا يستعطفونه بأن يأخذ واحدا منهم بدلا من أخيهم المتهم بالسرقة . أساس الاستعطاف هنا أن له أبا شيخا كبيرا ضعيفا .
2 ـ ( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنْ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (86) يوسف ).
3 ـ ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) القصص )
4 ـ ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) الروم )
المستفاد من الآيات الكريمة أن :
1 ـ الانسان يصل بعد الشباب والقوة الى الشيخوخة والضعف. تذهب عنه القوة ، ولكن ضعفه يجعل الآخرين يشفقون عليه ، خصوصا إذا بكى . لا يستطيع انسان عاقل أن يتحمل شيخا عجوزا يبكى .
2 ـ يعقوب في شيخوخته وحزنه على ابنه يوسف ابيضّت عيناه من الحزن . أثار هذا شفقة أبنائه ولم يكونا هكذا من قبل ، فكلموه في عطف ودون كذب يرجونه ألا يهلك نفسه من الحزن .
3 ـ والمرأتان في قصة موسى قالتا إن أباهما شيخ كبير، أي عاجز على أن يأتي ليسقى أنعامه بنفسه فأرسل إبنتيه . أثار هذا شفقة موسى فسقى لهما ، ثم تولى الى ظل شجره يشكو لربه جل وعلا إنه فقير يرجو الخير .
4 ـ هنا أيضا أخوة يوسف في شبابهم وقوتهم ، وموسى في عنفوان قوته ، وقد شعروا بضعف تجاه الأب الشيخ الكبير . هنا تجد في الضعف قوة ، وتجد في القوة ضعفا .
ثانيا : قوة داخلها ضعف
1 ـ موسى في شبابه وعنفوانه سقى للمرأتين ثم أوى الى الظل يشكو فقره وجوعه . الفقر والاحتياج ضعف . هناك الشباب القوى الفقير ، ولكنه يعانى الفقر والاحتياج . هذا الفقر والاحتياج نوع من الضعف .
2 ـ قال جل وعلا في قصة معركة ذات العسرة : ( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93) التوبة ). هنا ثلاثة أصناف :
2 / 1 : مؤمنون ضعفاء ومرضى في شبابهم لا يستطيعون سوى النصيحة ، وقد إعتبرهم رب العزة جل وعلا محسنين .
2 / 2 : مؤمنون محسنون أقوياء بالصحة والقدرة على القتال ولكنهم فقراء لا يجدون ما ينفقون ، وليست معهم راحلة يركبونها ، وقد طلبوا من النبى محمد عليه السلام أن يوفّر لهم ما يركبون . فلما قال لهم : لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حُزنا على فقرهم .
2 / 3 : ثم هناك المنافقون القادرون على القتال والقاعدون عنه .
3 ـ وقد قال عنهم رب العزة :
3 / 1 : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) التوبة )
3 / 2 : ( وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (86) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (87) التوبة )
3 / 3 : ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93) التوبة )
4 ـ هؤلاء المنافقون كانوا ضخاما الأجسام أقوياء . قال جل وعلا عنهم : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ) (4) المنافقون ) برغم ضخامة أجسادهم فهم في خوف دائم ، إذا سمعوا صيحة يحسبونها هجوما عليهم .
5 ـ كانوا يحملون خوفا هائلا ، حملهم على الاعتذار. قال جل وعلا عنهم :
5 / 1 : ( يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) التوبة )
5 / 2 : ( وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) التوبة ) . في ( فرقهم / خوفهم ) يودون الهروب الى ملاجىء ومغارات .
5 / 3 : وفى موقعة الأحزاب أرادوا الفرار ووصل بهم الخوف الى ما يشبه الموت . قال عنهم جل وعلا :
5 / 3 / 1 : ( وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً (13) الأحزاب )
5 / 3 / 2 : ( قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمْ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ الْمَوْتِ أَوْ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنْ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (17) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (19) الاحزاب ) .
المستفاد من هذا :
قد يكون الجسد قويا ، لكن الضعف يعتريه بالمرض ، أو بالحاجة والفقر ، أو بالجُبن المسيطر عليه . هنا قوة داخلها ضعف .
رابعا : المستضعفون
قال جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) النساء )
المستفاد هنا :
1 / 1 : هناك مستضعف قادر على الهجرة ، ولكن رضى بالبقاء خانعا للظلم . ثم يزعم عند الاحتضار أنه كان مستضعفا في الأرض . يقدم عذره للملائكة عند الموت . وهو عذر كاذب ، لأنه كان باستطاعته أن يهاجر من هذه الأرض التي عاش فيها مُستضعفا . هذا الصنف ظالم لنفسه إذ رضى بالذل والهوان متعايشا مع الظلم خانعا له . وجود هذا الصنف يخلق المستبد ، فطالما يسير منحنيا فلا بد أن يقفز على ظهره من يركبه . أي هو ليس ظالما لنفسه فقط بل هو ظالم لوطنه ، يجعل وطنه ضيعة يملكها المستبد دون مقاومة .
1 / 2 : هناك المستضعفون الكارهون للوضع ، ولكن ما بيدهم حيلة ، لا يجدون وسيلة للخروج والهجرة. أولئك (عسى) الله جل وعلا أن يعفو عنهم ، وأيضا : ( عسى ) ألّا يعفو عنهم .
2 ـ ( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (74) وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75) النساء )
المستفاد هنا :
1 ـ هناك مستضعفون يسعون للهجرة فلا يستطيعون ، فيدعون الله جل وعلا أن يُخرجهم من تلك القرية الظالم أهلها . هذه القرية الظالم أهلها فيها نوعان من الظالمين : الظالمون بأفعالهم ، والظالمون بسكوتهم .
2 ـ الله جل وعلا يجعل من مشروعية القتال في سبيله إنقاذ هؤلاء المستضعفين .
3 ـ الذين عليهم نُصرة أولئك المستضعفين هم الذين يقاتلون في سبيل الله جل وعلا يبيعون الدنيا بالآخرة ، والله جل وعلا يعدهم بالأجر العظيم .
قال جل وعلا :
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنْكُمْ ) (75)الانفال )
المستفاد هنا :
1ـ في وجود دولة إسلامية يجب علي المستضعفين ــ خارجها ــ الهجرة اليها ، ويكونون جميعا مواطنين يوالى بعضهم بعضا في مواجهة الكافرين المعتدين الظالمين الذين يوالى بعضهم بعضا .
2ـ المستضعفون الرافضون للهجرة للدولة الإسلامية لا يجب على الدولة الإسلامية موالاتهم حتى يهاجروا .
3 ـ على الدولة الإسلامية أن تنتصر لأولئك المستضعفين الذين لا يستطيعون الهجرة اليها ، وتدافع عنهم ، إلّأ إذا كان هناك معاهدة .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضعف النفسي : قصص من الحياة ومن التاريخ
- ف 9 : حقوق النساء
- ف 8 : حقوق الضعفاء
- ( سوار الذهب ) هو السبب
- ف 7 : التيسير في التشريع مراعاة للضعف والضعفاء
- ف 6 : تشريعات خاصة بالطفل اليتيم
- تعليم الطفل إسلاميا في رؤية قرآنية
- هل منافع الخمر والميسر تجعلهما حلالا ؟
- القاموس القرآنى : ( جنة / جنّات )
- ف 6 : تعليم الطفل : ( صناعة الانسان )
- ف 6 : رعاية الطفولة في الإسلام :( 4 ) رعاية المولود في فترة ...
- ف 6 : رعاية الطفولة في الإسلام : ( 3 ) العفة الجنسية حماية ل ...
- ف 6 : رعاية الطفولة في الإسلام:( 2 ) حق الطفل في الحياة قبل ...
- ف 6 : رعاية الطفولة في الإسلام : ( 1 ) تحديد فترة الطفولة
- ف 5 : شهامة العسكر المصرى العنيف في تعذيب الطفل المصرى الضعي ...
- ف 4 : جريمة قتل الأطفال الضعفاء
- ف 3 : عن ضعف الوالدين في شيخوختهما
- ف 2 : لُطف الله بضعف البشر
- ضعف البشر الجسدى في رؤية قرآنية ( 1 )
- ( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْ ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - بين القوى والضعيف والمستضعف