أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فؤاد - رهاب الاساطير














المزيد.....

رهاب الاساطير


محمد فؤاد
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7069 - 2021 / 11 / 6 - 18:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاسطورة هي حكاية مقدسة تصف افعال واحداث خارقة للطبيعة يتسبب بها الالهة او مساعديهم ويتم تناقلها عبر الاجيال اما شفاهية او بشكل نص مكتوب يرتل باسلوب محدد لغرض اضفاء الجذابية والهيبة عليه ويمثل (الدين) الحاضنة الام لها ، اما (الرهاب) يعتبر خوف متواصل ومتغير في شدته حسب الظروف والمواقف ، كما انه يقع ضمن الاضطرابات النفسية ، اذن (رهاب الاساطير) هو الخوف المتواصل من قصص خيالية خارقة واستثنائية ومقدسة لانها تجسد (القوة المطلقة) لعقيدة ما ، وبالتالي تعد خطة واسلوب حياة لمن يؤمن بها فكل فعل يصدر من الفرد يكون مقيد بها وممتثل لها خوفا من الاذى المحتمل الذي قد يصيبه منها .

ومن تلك الاساطير المخيفة عالم البرزخ! وعذاب القبر! وما يحدث في الليلة الاولى بعد دفن الميت ومجيء الملكان (منكر ونكير)! ومن ثم اهوال يوم القيامة المتمثلة بالنفخ في الصور! وطي السماء! وفتح ابوابها! و تسجّر البحار! ونسف الجبال! وتناثر النجوم! ودك الارض ومدها! ...الخ استعدادا ليوم الحساب من اجل الانتقال الى عالم الاخرة! ، هذه الاحداث الاسطورية تُعلم للاطفال منذ نعومة اظفارهم بواسطة الاسرة التي تعمل بشكل حثيث على تلقينها لهم ومع مرور الوقت وتقدم العمر تتكون شخصيتهم وفق قالب يحاكي تلك الاساطير ويوجه جميع سلوكياتهم تقريبا وبالنتيجة يحصل المجتمع على اعداد كبيرة من تلك (الشخصيات المشوهة) الغارقة خوفا في وهم الاسطورة .

الخوف من الاسطورة يعد (قيد) يكبح السلوكيات الغير اخلاقية والمخالفة لتعاليمها حصرا ، بمعنى يعتبر رهاب الاسطورة بمثابة (بوصلة) توجه الانسان المؤمن بها نحو اتجاه فكري محدد قد يكون خاطِئ لكنه فعال في السيطرة على عقله ، وهذا ما يجعل (نيات وسلوكيات) الانسان تافهة ومجردة من اي قيمة ، مثلا شخص ما لا يسرق لماذا؟ لانه يخاف من غضب الاسطورة عليه وبنفس الوقت يطمع بثوابها وبالتالي امتناعه عن ذلك الفعل لا يعد لانه لم يكن نابعا من اصيل يمثل وهكذا قس على بقية الافعال (صلة الرحم ، اعطاء الصدقة للفقراء ، كفالة يتيم ، بر الوالدين ، الامتناع عن الغش والكذب ، عدم اغتصاب النساء ....الخ) وهذه الطريقة تجعل الانسان <زائف ومنافق> بجميع سلوكياته كما تتفجر وتشع ذاته بالانانية اضافة الى ذلك يُسلم مقاليد شخصيته الى الوهم (الاسطورة) ومنتظر برغبة عارمة ان تتحقق ليجني بعدها الفوائد اللانهائية!



#محمد_فؤاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعودى


المزيد.....




- كيشيناو تمنع رئيس الأساقفة من السفر إلى القدس مجددا
- استجواب جماعي لرجال الدين الأرثوذكس في مولدوفا
- رئيس البعثة الكنسية الروسية في القدس: سلطات كيشيناو تتدخل بش ...
- الكنيسة الروسية تعلق على تعطيل كيشيناو رحلة أسقف المطرانية ا ...
- إصابات إثر اعتداء للمستعمرين في سلفيت
- المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة وسط أجواء مثقلة ...
- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...
- جنود في مالقة الإسبانية يحملون تمثال المسيح في موكب الخميس ا ...
- استطلاع يظهر ارتفا مفاجئا لـ-عوتسما يهوديت- في الانتخابات


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فؤاد - رهاب الاساطير