أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عدنان عزيز دفار - لعبة الشعر بين عبد العظيم فنجان وعقيل علي وكمال سبتي -دراسه نقديه -الجزء الاول















المزيد.....


لعبة الشعر بين عبد العظيم فنجان وعقيل علي وكمال سبتي -دراسه نقديه -الجزء الاول


عدنان عزيز دفار

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 11:24
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الشاعر الحقيقي .. هو الذي يختص بانتاج تجربة شعريه جديده متفرده عن غيره ولا يعيد تجارب الاخرين بصيغ مختلفة هؤلاء العمالقه في عالم الشعر العراقي لهم تجاربهم المتفرده والخاصه جدا في صناعة القصيدة . وربما هنا كلمة صناعه فيها شيء من الابتعاد ولكنها حقيقه قريبة عن الحقيقة لان لكل منهم تجربته ومواده الخاصه التي يستخدمها في صناعة القصيدة ولكل منهم اسلوبه الخاصه وتقنياته التي تختلف عن الاخرين. لانهم يعرفون تماما حرفية كتابة القصيدة الى اقصى حد ولم يعتمدو على هبوط الوحيبل استندوا الى ثلاثة عناصر رئيسه _ الموهبة _ الثقافة العاليه _ الفهم العالي لتقنيه كتابه القصيدة وسنأتي بالدراسه المفصله لاسلوب وتقنيات كل شاعر على حده بعيدا عن أي تفسيرات اخرى لانني حاولت ان ادرس في هذا البحث التقنيات الاساسيه التي يعتمدها الشاعر في صناعة القصيدةمن خلال عدة معايير منها اللغه _الاسلوب الشعري _ الرؤيه _ الحركه الداخلية للقصيده وغيرها من الامور التي تساعدنا على فهم اساليب كل شاعر .


الشعر نتاج روحي.... كالموج دائما يدفع بالقوارب نحو الشواطىء الجميلة ... او الى ضفاف الروح .!
والشاعر ذلك الذي يمتلك الرؤى والأدوات فيختار لنا أقداراً وشواطىء ..ربما لم تطأها أقدامنا من قبل ، ولكل شاعر أدوات وحرفة يصنع منها موجه وقاربه وحتى شواطئه ِ لكن أين تكمن لعبة الشعر ..!
حينما يحترف الشاعر وتتمايز لديه خيوط لعبته ، اعتمادا واستنادا الى ثقافته التي ينهل منها ، مفردات أشعاره وأفكاره ويرتاد حدود الصعلكه والانزواء ... وربما القطيعه مع المألوف والبحث عن الألقاب التي توفر له نوعا من التفرد ! وبالعوده الى أدوات الشاعر ...بعد الاحتراف وقراءة نبوءة وتكهنات المتلقي مواطن إعجاب الآخرين بما يريد واين يقدم عنصر المفاجأه في القصيدة ،!؟.
.لكل شاعر أدواته وعناصر لعبته..... شاعر يعتمد على لعبة اللغة... وغزارة المفردات... يلجأ الى المطولات والغموض لتحقيق عنصر الا بهار في نفس المتلقي ولأننا في عصر سرعه، يعتمد على الاختصار فانه لا يضطر إلى أكمال النصوص المطوله بل يعتمد على المقدمة وشيء من الوسط ثم يختم نصه . و يعتقد هنا أن الصورة تتكامل بهذا القدر الذي يختاره ،.
.شاعر آخر يلجأ إلى لغة وسطيه... غزير الأفكار متراص الجمل حتى يصعب الحذف أو الاختصار وكأنها عمود ذو ارتفاع معين ؟. يعتمد في بناء قصيدته على الصور العابثة والمفاجئة للقارىء وهي مشاكسه فكرية مبينه على عناصر الإبهار والمفاجأه غير المتوقعة ؟. ذلك الشاعر يعرف تماما لعبة الشعر كما يعرف ضارب الكره الماهر متى يحتاج الى الكرات القوة ومتى يحتاج لها الركل الهادىء ؟. . شاعر آخر يلجأ الىفبركة اللغة التي تعتمد على الغموض والجمل غير المفهومه معتقدا انه يقدم نصا يصعب على الآخرين فهم معانيه من خلال زرع عدم الثقه مستفيدا من قلة ثقافة المتلقي الذي يضطر الاعتراف بشاعرية هذا الشاعر الماكر الذي اعتمد على عدم جرأتنا في قول الحقيقة خشية أن نتهم بعدم الفهم او اللحاق بثقافة الشاعر المزعومه.
هنا يطيب لي أن ابحث في ثلاثة من شعراء العراق الذين احترفوا لعبة الشعر عقيل علي... عبد العظيم فنجان... كمال سبتي هؤلاء الشعراء اجادوا حرفية لعبة الشعر ويمكن ان نعدهم نموذجا حيا لثلاثة اعتمادات في مفهوم اللعبة لان مايجمع هؤلاء الشعراء الفضاء الواسع فضاء الغربة والندرة في الذات والصعلكة الروحية التي تبحث عن السمو في جنة الشعر والكلمات عوالم متقاربه وضياع لاحدود له ولكنه صنع المجد والخلود لانني اعتقد ان هؤلاء كتبوا بإنتاج أممي يكفي لان يملآ وحشة الروح في كثير من العوالم في زمن مكتض بالتناقض والارباك .


2

أنا الفزعُ والخرابُ ، وأنتِ الطيرانُ .
ينبغي أنْ أنـظـّفَ فوضاي ، أن أنـيـرَ أعماقَ الشمعةِ ،
وأنْ أحلـقَ لحيةَ حرّيتي ،
لأننى الآن لستُ ناصعَ البياضِ ، كما جوهركِ.(1)قصيدة نشيد الانشاد

في هذا النص لا نستطيع ان نحذف شيئا،... لايمكن،.. لان الصياغة التي اعتمدها الشاعر لا توفر لنا فرصة الافتراض اوالحذف او التندر في الإضافة، مختصره ،فاضحة، لاعماق ، روحية سحيقة تمثل الخيبة والتراجع لكنها لاتكف عن الأمل في المجهول ،... وصف مشبع في الصور ،. لقد اختار الفزع والخراب،... مقابل الطيران الذي اختاره الىالضفة الأخرى عند المحب او الاخر او الخلاص ،.. يريد منا ان نسهم في تنظيف الفوضى اقتراح في غاية الروعة لكنه سرعان ما يجردنا من المشاركة يريد أن ينير أعماق الشمعة وهل كانت شمعته مضاءة ام للنور اعماق قصيه في ركاماته، ؟
هنا نصطدم في خيط من خيوط تلك اللعبة... الرجل يريد أن يحلق لحية حريته كانت لحية كثه وهي صورة اللامبالاة والفوضى وحينما يحلقها يعني العوده الى الحياة الطبيعيه المنسجمه مع الواقع تمثل رغبة الشاعر في ان يضع حدا لغربته واغترابه وهلاميته لكي يكون في النهاية ناصع البياض فيتحد مع الاخر المحب وتنتهي المفارقه الي صورها في البدء لفهم جوهر الاخر ناصع البياض بعيد عن الفوضى والتسكع لان عنصر المقاربه الذي يريد لنا أن ننبهر به هو المقارنه مع مايفرض علينا تخيله،. هو يبحث عن نصاعة البياض ونحن نعلم ان الرجل حينما يحلق لحيته بعد فترة تبرز بشرته اكثر بياضا، صورة مكملة لصورة اكثر عمقا واشمل لكنها ليست جوهر المحب او الاخر او الخلاص .

أخافُ عليكِ من اليأسِ ،
الذي نصبتُ ، بين ضواحيه ، خيمتي (1)

هل تنحصر المساحات لدى الشاعر الذي يتدفق علينا بالصور النادرة اذ يصور اليأس ضاحيه حيث يقترب التصاق معناها بالمدينة التي من الغرابة ان تنتصب الخيمة في شوارعها وعادة لاترمز الخيمة الى الاستقرار او حتمية ما، اذ انها نذير رحيل وترحال مرتبط في مخيلة الشاعر ولكن اقامته الوقتيه في ضاحية اليأس تكتسب دلاله عمق المأساة التي تمر بالشاعرالصور كثيرة في تركيبة عقلية هذا الشاعر الذي يمتلك خزينا هائلا من الصور مع متناقضاتها المركبه والمعقدة التي صاغها في حرفية عاليه وجودة تامه لعناصر اللعبة التي فهم تماما قواعدها ويأخذنا في فسحة أخرى اذ يصوغها في اطار لعبة فكريه نادرة ورائعة ومركبه في الصور وفي الجمل،.



3

الإفلاس يسلف الشاعر خواطره أمنيات الثراء والغنى وطموح الشاعر لاتعدو في تلك الحدود التي تتمم له قصيدة فيصطحب الشاطىء ،في نزهة معه ... في رحلة عكسية،... هنا يبدأ البحث عن الذات في ملاحقة انسياب الموج وتدفقه الى الشاطىء هو يصطحبنا معه الى شواطئه فيعرفنا الى اهتماماته لكنه سرعان مايتركنا في دهشة الصدمه اذ يتسول من قميص البحر والشاطىء موجه اليست هذة صور مركبه لجمل في غاية الغنى والثراء ماذا يريد منا ان نفهم هو لم يترك المعنى ظل يلاحق الجمل وكلماتها ويتقصى ابعادها يغسل بزرقتها رأسه انفتاح الشاعر على الشاطىء والبحر ربما رغبة في اللامحدود وهروبا من المحدود لان عالم البحر يمثل نهايات غير مرئية يرغب الشاعر اللجوء اليها لكن ثمة صحراء تطارده وتحاول ان تغلق الابواب في محاولة اولى لشدة الى ماضي مرير وواقع فيه تراكمات آلام نادرة ومترسخة في نفس الشاعر فسنين الحرب التي عاشها لم تغادر ذاكرته بشكل مبكر ،... باقية لكنها مطاردة من قبل وعيه الذكي

سـلـّفني الإفلاسُ بعضَ خواطره ، فاصطحبتُ الشاطيء ، وتسوّلتُ من قميصه موجة ،
بزرقتها غسلتُ رأسي من الصحراء ، نظـّفتُ جيوبي من الأسلحة ، وتوسدتها ونمتُ .(2) قصيدة فصل المنامات

ان ذكريات الحرب وآلامها تطارد الشاعر في كل لحظاته المنتجة لتحتل مساحة لأبأس بها لكنهاكما قلت مطاردة أي لانه لايسمح لها بالبقاء لكنه يقدم لنا دليل ادانه للحرب في غاية الروعة وترتقي الى الكمال والنضوج الذي يطمح له الشاعر ان يوصف به كل جرعات الالم والمرارة التي تحاصره هذا الخزين من الصور في ذاكرة الشاعر لم يأتي من فراغ روحي او محاولة للعبث في المفردات التي يحاول ان يدين بها واقع مرير بل هي نتاج فكري عبقري لما اراد ان يؤسس له من مدرسه شعريه نادره يقدم لنا لغة مختصرة غير مكررة كأنها سكة قطار اذ لايمكن لنا ان نختصر منا قبل ان يصل القطار الى محطته والا فالهلاك لمن تواجد على متنه ؟. وهل لنا ان تصور أي معنى واي لغة واي روعة توفر لنا اقتفاء القبله في الهواء أي حرمان كان يعانيه واي اشتياق للقبل في زحمة الخراب والحرمان الصور مستمرة والحلم يتحول الى بيان لليأس والخيبة التي تلاحق الجنود وتطارد احلامهم الى التهلكه
في منامي سمعت ُ أصوات قطارات ، فوق أحد القطارات رأيتُ نفسي بصحبة جنودٍ ،
يغرسون الأرق حول رؤوسهم ، وهم نيـّام : أنا خارج السرب ، أنظر الى الليل ، وفمي
في الهواء يقتفي أثر قبلةٍ ،لكن القطارات تنحرف ، فجأة ، صوب شلال : الجنود يرمون
خوذهم الى مجراه ، ثم يرفعونها الى أفواههم ، فيجدونها مليئة بالدم .(2)


4

قلت ان لعبة الشعر عند الشاعر مكتملة الأدوات فهو يبعث في عقولنا الدهشه ويتركنا في فزع الهزيمة من أفكاره التي يصيبنا منها الذهول نص متراص متكامل البناء كلماته بسيطه لسيت معقدة وغير معجميه لم يكلف نفسه في عناء البحث في المعاجم بحثا عن الندرة ان مشكلة الشاعر الفكرة هو يبحث عن الفكرة ومايتعبة صيد الأفكار لاصيد الكلمات ففي قصيدة جاز شرقي تندهش لادوات الشاعر التي يبدأها في الاستذكار المركب يسكر في تلك الايام ويربكه ضياع النافذة ولو انه اكتفى بذكر النافذة دون ان يثير اهتمامه الروحي ماحاجته الى النافذه لاضعف بناء القصيدة الروحي لكنه تماسك تماما في ذكر المرأة التي اصبحت رمزا للامل والحب

كنتُ أسكـرُ كثيرا في تلك الأيام ، وكان يربكـني أني ، في كل صباح ، لاأجد النافذة مكانها : النافذة التي أنظر مـن خلالها الى امرأة .(3) جازشرقي
ففي بداية القصيدة شخص لنا العقدة والسبب ووضع لنا الامل الذي يجب ان يطارده ليكمل قصيدته وسط ذهولنا ورغبتنا في معرفة مصير النافذه والمرأة وهل انه يقلع عن السكر ليحصل على شيء ما ؟. هو يجعلنا نحاول ان نفكر معه لنعرف اين تذهب النافذة في الصباح حتى يقلع عن السكر ولكن ما الذي حدث بعد ذلك لان المنفى كان يطارده حتى في سرير وبين الاغطيه

لم أكـن متأكـدا مـمـا يحصل: لماذا تظهـر النـافـذة ، على الحائـط ، في
الـليل ، وتختـفـي في الصباح ؟ حتى قـررتُ ، ذات ليلة ،أن أتوقــف
عن السـُكر،لأنقب عنها بجدية تحت الاغطية، حيث يتدثر المنفى مـن
شدة البرد،في المرآة التي تـشطف رؤوس الـمارّين في اعـماقـها تحت
حنفية الماء، في الكتب وهي تـُخيط بدلة المكتبة، في .(3)

ان القصيدة عند الشاعر وحدة روحية متناغمة لاتجد فيها شيئا فائضا عن الحاجه ولايتيح لنا فرصه الحذف او الاقتراح
ولذا يبدو الشاعر غير مكترث بنا عندما يكتب لكنه مهتم جدا بمن سيقرأ لانه بكل حرفيته في صناعة القصيدة يريد التأكيد على شاعريته المفرطه في الابداع . ان خيال الاشاعر واسع ومحب دائما طريقة الى الحب وعر ومصدوم الخيبة تمثل حجر العثرة في طريقة لكنه كان حريصا على ان يبعد الحجر عن طريقنا حتى يبقيه سالكا من ان يفاحأنا بادواته المبتكرة كشاعر يعرف جيدا البداية والنهاية في تناغم غريب فيه عمق معاناة إنسانيه نادرة ومتحضره فقد يربط البحث عن النافذة التي كانت تنتهي اليه بالمرأة التي تمثل الحب والسكر الذي كان يضع الخيالات الخصبه في عقله ولكنه في لحظة ابتعد كثيرا عن زيف



5
السكر ليقف على حقيقة حبه وحقيقة تلك المرأة التي تنتظره على النافذه التي يصفها لنا تمهيدا بانها مقتطعه من غرف حقول الخيال التي لاتتسع لخطواته في لحظات اصطياد الحلم فالمرأة راها في النافذة و لم يتنهي امره معها في الحلم بل تعاطى معها لمسات عشق انسانيه رائعه فحاولت ان تخفف عنه عناء السنين

، ولم يكن مافعلتُ مجديا، فليس ثمة أثر لـهـا ، ولا للـمرأة الـتي كانـت
طوال الليل ، تجـمـع دموعي براحتيها ، لتغسل بـهـا بصيص الضوء
المتسلـل الى عـزلتي مـن مسـام الافـق ، أو تفرك برائـحتـها جسـدي ،
فتتساقـط منه تـقـاويـم السـنوات التي حفـر فيها الألمُ نفقه اللانـهائــي ،
داخـل روحـي ، فوصلـتُ من خــلاله الى هذه الغرفة المقـتطعـة مــن
حقول الخيال ... (3)

رغم كل مافعلة ليعرف فان الواقع يبقى الحقيقة المرة الكبرى التي يجب وعلينا في النهاية ان نتعامل معها شئنا ام ابينا وكل تلك الادوات التي سعى خلفها الشاعر كانت توحي له ربما هنا وهناك الى امل ما او رغبة ما فهو ابتدأ بالسكر وانتهى عنده لانه اراد ان يصطاد امرأة من خلال النافذة وقلت ان الامتداد الروحي للشاعر حاضر فان الصعلكه تطاردة في اروع قصائدة فورقة الإيجار تحطم كل مطارداته الشعريه لانها تقول له بالحرف ان الغرفو وقت الاستئجار لم يكن في احد جدرانها أي نافذة . هنا صدمة القصيدة التي بعدتنا كثيرنا عن ارتباط الوهم بالحقيقة فتارة تصاحبة وتارة تبتعد عنه ولكن في النهاية يلتقيان في محصلة واحدة هي الخيبة والمرارة التي تبل شفتي الشاعر ؟

فقد رأيـتُ
حجـم الـقسوة في قـلب هذا العالم ، متجلياً في عقد الايجارالذي يذكر
أن الغرفة ، التي استأجرتها في تلك الأيام ، كانت بلا نافذة ، أصلا (3)

ان الحرفية العاليه في وقع عنصر المفاجأه على القارىء الذي تابع احداث القصيدة لينتهي به الامر ان عقد الايجار لم يكن ينص على ان للغرفة نافذة ،ان المساحة التي يتركها في ذهن القارىء واسعه جدا ممتلئة بتساؤلات تتوالد منها الاسئله عن حياة الشاعر . هو ماهر في التلاعب بمشاعرنا ينقض على افكارنا بدهشة ومحبة لايبتعد كثيرا عن الامه التي لايريد لها ان تخلع عنه بدلة الوهم ويصور لنا جسدة النحيل منزلا تترامى اطرافة في المعموره ولايترك المعرفة بعيدا عن عقله ورغباته التي تتنامى مع الاحداث التي يريد أن يوقعنا في افخاخه المتزايدة ويختار دائما حقيقة الانعكاس والحقيقه في المرايا ماذا يريد منها ان تعكس له .. ام لنا





6
كنتُ أسكن بدني : لا أوسع منه بيتا في العالم
فهو بدني ، وأنا أعرفه غرفة غرفة .
بإمكاني أن أتجول بين مراياه ، (4) قصيدة لماذا فتحت الباب

كثيرا مايحاول الشاعر ان يتلاعب بنا وبعواطفنا فبعد ان صور جسده النحيل بيتا وتركنا نألف ذلك المشهد صادر منا الرؤيا مبكرا لينتقل بنا بعيدا فتارة يريده كتابا يتأبطه ليتصفحه على الرصيف او انه يستطيع ان يفككه ويعيد تركيبه في المساء مستعينا بصوء نجمه تصوير ذكي لجسدة المتهالك الذي دخل معه في موزانه روحا نيه خطيره لكنها مبهرة وتزيد في عوالم المفاجأه والدهشه ولن تسمح لمفارقة أشباحه خارج إطاره النفسي المرسوم له فهو لا يسعى الى المغادره النهائية التي تلازمه برغم احيانا فالتشبيه الذي يلجأ اليه بتلك اللامغادره (( إذا كان العصفور ، حتى وهو ينقل أعواد سريره خارج الغابة ، )) هويريد ان يقول شيئا بعيدا لكنه يبقى يراقب مايجذبه الى تلك المساحات التي يبتغي ان يملآءها ... ((يغني الغابة ؟)) (4)


بصحبة أشباح أبتكرهم ، كما يبتكر الطفل ألعابه .
بإمكاني أن أتأبطه مثل كتاب :
أجلس على الرصيف ، أتصفحه ،
مترنما بخطواته ، وهي تبتعد .
بإمكاني أن افككه في الصباح ،
وفي الليل أنصبه ، تحت نجمة .
بإمكاني أن أتركه هكذا .. مثل معطف يغطي جسد الشاطيء ،
أتأمل نفسي داخله ، أتعرّفها
كما يتعرّف المرء ، بمواجهة الغرق ، على يديه .
حتى وصلتِ ،(4)
ان مفردات الشاعر غاية في البساطه لكنها غية في الاهميه يستمر معها في رسم اقواله لنا يصب الزيت دائما على الاعشاب المحترقة ليزيد في اشتعالها بعيدا عن حقوله التي لم نزهر بعد والصدمه في الاختباء خلف الابواب هذة المره بحثا عن هروب خاص من عالم خاص

رفعتِ المعطف ، فجأة ،
فرأيتـُني ارتل موجة تسطع في باحة خواطري ،
أشربـُها
ومن شدة السـُكر أصرخ : لماذا فتحتِ الباب ؟
دعيني.. (4)
عندما يلجأ الى رسم صورة فانه يستمر في استثمار احداثها مستخدما كل التفاصيل بلغته المعروفة المستقبل عند الشاعر كلاعب السيرك يمشي على الحبلدلاله انفلات الشاعر على ذاته اذ كيف يقر له قرار وهو يرى الغد لاعب سيرك عنوانه المخاطره لقد استطاع ان يوظف عناصر السيرك من اجل ان يكشف لنا مايريده ليس من اجل السيرك بل من اجل ان يرسم لنا حافة المخاطرة مع الرجل الذي يلعب من ارتفاع مع الخطر ويصور حاجته الى نفسه وذاته حاجة المهرج الى الايقاع والطبل ولكنه قد تخلى عن الرقص ليحذف الطبل

7

دعيني :
رأيتُ المستقبل ، في السيرك ، يمشي على الحبل كالبهلوان ،
وحفظتُ عن ظهر قلب مواقيت انقلابه .
أما الماضي فلم يعد مهما،
مادام المهرج قد حذف منه الرقصات التي كنتُ فيها الطبل .
لم اعد أملك علوّا أو انخفاضا ،
ولايهمني ،(4)
قلت ان المشكلة عند الشاعر ليست في اصطياد الكلمات فكلماته رشيقة بسيطه غير متكلفة غنيه في معناها مفيدة ورصينه غير محشوة وغير زائدة ، المشكلة الحقيقية عند الشاعر هو في كيفية اصطياد الفكره دائما كنا نتلمس من قصائد ه فكرة مركبه يبني عليها تأسيساته الروحية والابداعية وانه يجيد لعبة تداخل المعاني انه كمن يستدعي تلك المعاني الى ساحة ابداعيه لتهتف بابداعه وحرفيته العاليه في خلق الصور المعبره التي يريد لها ان تبهرنا بعناصرها المتعدده . الشاعر لديه متاهات ومتاهات لاتريد ان تنتهي ويعتمد على عناصره المتعدد في المشاكسه والابهار .

من فرط العزلة
سمعتُ ضجيج أصابعي .
جاورتُ نوافذ يحجبني العراء عن قضبانها .
من فرط العزلة :
العشب الابيض نبتَ على لحية الحديقة ،
وكتفي صارت سياجا ..(5) قصيدة كتفي صارت سياجا

فلديه سلسلة من السلالم ل التي يريد ان يلعب بهها معنا في دوامة ألمه وتطلعاته اللامتناهيه من الودجع والالم الانساني الذي يحاول ان يغرسه بدواخلنا حدود عناصر المفاجئة والمباغتة الابداعيه تلك المتاهه نحن غير معنيين بها بقدر مايريد ان يوقعه في اعماقنا في تأمل مايحدث من صراع داخل روحه وبدنه . فالامل ليس له عثرات بل هو العثرات نفسها .

رجلٌ يتسلق سلماً ،
وهو يحمل على كتفيه سلـما ، يتسلقه رجل آخر .
عند نهاية كل سلّم سلالم اخرى ،
وهناك رجال يتسلقونها ، وعلى أكتافهم سلالم .
السلالم تؤدي الى سلالم :
متاهة
تفضي الى متاهة ،
والأمل هو العثرات . (6) متاهة



#عدنان_عزيز_دفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لااقتل بنار الطائفيه
- صائد النهر
- شبعاد
- لست متعباً
- ِحرائق أخرى على ضفاف الفزع
- القمر الطائفي


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عدنان عزيز دفار - لعبة الشعر بين عبد العظيم فنجان وعقيل علي وكمال سبتي -دراسه نقديه -الجزء الاول