فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7067 - 2021 / 11 / 4 - 11:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس من طبيعة الحياة الثبات والجمود وإنما الحركة والتغيير والكرة الأرضية تسير في دورانها الفصول الأربعة تسير بمواعيدها والليل يعقبه النهار وكل شيء في الوجود ينشأ وينمو ويترعرع ويتطور ثم يفنى وهذه المتغيرات انعكست على العقل الإنساني الذي هو الموجه في عمل ونشاط ومسيرة الإنسان وتفكيره ومزاجه وطبيعته وأصبح يتغير ويختلف بينه وبين الواقع في ثلاثة أركان وهي :
1) من ناحية الزمان : إن ما يكون اليوم صحيحاً قد لا يكون كذلك غداً بسبب تبدل الواقع.
2) من الناحية المكانية : مما يصح في مجتمع ما قد لا يصح في مجتمع آخر في الزمان نفسه.
3) من الناحية الشخصية والفردانية : كل إنسان سواء كان باحثاً أو مفكراً أو مجتهداً يفهم الفكر ويتعامل معه وفق خصائصه الشخصية وتكوينه العقلي والنفسي وهذا يعني عدم وجود إنسان يشبه إنسان آخر مطلقاً .. ويقول أب الاقتصاد الرأسمالي (آدم سمث) لو توحدت الأفكار لبارت السلع.
إن الإنسان هو المحور الأساسي في العملية الانتخابية باعتباره هو المرشح وهو الناخب الذي يحمل بطاقة الفوز للمرشح ويضعها في صندوق الاقتراع .. وإذا نظرنا إلى الإنسان العراقي وتجربته بالواقع الملموس فإنه قد عاش وتعرض أثناء فترة الحكم الذي استمر ثمانية عشر عاماً من المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية والفساد الإداري الذي أفرز البطالة والفقر والجوع والانتحار والعنف الأسري وتفشي ظاهرة المخدرات تحت سلطة حكم الكتل والأحزاب السياسية الخاسرة وسبب ذلك حدوث يقظة فكرية لوعي الواقع وتغييره أحدثته وأثرت به ثورة الجوع والغضب التشرينية التي استمرت سنة ونصف وقدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح. وقد امتدت المظاهرات وعملية القتل والخطف والاغتيالات من العاصمة بغداد وشملت مدن الوسط والجنوب التي تتمركز فيها جماهير الكتل والأحزاب السياسية الخاسرة كما رافقت ذلك حرق وتدمير لمقرات الكتل والأحزاب السياسية الخاسرة أيضاً وبسبب جميع هذه الأحداث والأسباب والنتائج ألم تتوقع حدوث ردود فعل لأبناء تلك المناطق ضد الكتل والأحزاب السياسية سببت وأدت إلى خسارتهم في الانتخابات ؟
بعد أيام ينقضي شهر واحد على إجراء الانتخابات في 10/ تشرين أول/ 2021 وإذا استمرت حالة عدم القناعة بنتائج الانتخابات وفقدان الشفافية والمصلحة الوطنية سوف تؤدي إلى سلبيات مثل الفراغ الدستوري وعدم تأليف حكومة تدير الحكم.
المطلوب من الكتل والأحزاب السياسية دراسة ومعرفة الأسباب التي أفرزت خسارتهم بالانتخابات والاستفادة منها للمرحلة القادمة.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟