نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)
الحوار المتمدن-العدد: 7066 - 2021 / 11 / 3 - 23:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ ثلاثين عاما أو يزيد ، حدثتني جدتي عن الغول ؛ صاحب الأسنان الكبيرة الحادة والفم الواسع الكبير ، وحاسة الشم العظيمة النافذة التي تمكنه دوما من اقتفاء أثر طرائده من الإنس حيثما وجدت أو اختبأت ، حدثتني عن الغول المهيب الضخم الداكن اللون ، المكسو بالشعر الغزير ، الغول صاحب الكرش الضخم الكبير الذي لا يشبع نهمه شيء ولا يكفيه قليل أو كثير ، ولحداثة سني وقتها ولأني لم اكن استطيع أن أخون طفولتي فقد كنت اصدق كل ما كانت ترويه لي وأنام متجرعا خوفي منه ، قانعا بما استقر في ذهني من تخيلات عن هذا المخلوق الرهيب العجيب !!.
لم أكن اعرف حينها أن للغيلان أنظمة ومنظمات و جمعيات للرفق بالحيوان ، لم أكن اعرف أن للغيلان عيونا وعسسا وكلابا تؤمر فتنفذ و تطيع ، لم أكن اعرف أن للغيلان حسابات بنكية وأرصدة متخمة وجوازات سفر وربطات عنق و دفاتر شيكات ، لم أكن اعرف أن للغيلان كتبا تقرأ و علوما تتلى ومدارس تعلم فنون العقر الراقي للبشر المخالفين أو المختلفين ، لم أكن اعرف أن للغيلان مؤسسات ودوائر تحلب البشر حلبا وتأخذ منهم أضعاف ما تعطيهم وان لم يتسنى لها ذلك تأخذ بالشمال ما أعطته لهم باليمين ، لم أكن اعرف أن للغيلان أحزابا ، وصكوكا للغفران يوزعها بإرادته المنفردة ووفقا لمزاجه الخاص كبير الكهنة على مريديه من الفجار أو التجار ، لم أكن اعرف أن للغيلان طرائق و فنونا شتى في استدرار عطف الناس وكسب ولائهم تمهيدا لضمهم للقطيع ، لم أكن اعرف أن لهم ابتسامات ثعلبية ماكرة ظاهرها طيب سمح وباطنها فاسد قبيح ، لم أكن اعرف أن لهم رايات جميلة كراياتنا وشعارات براقة خادعة كشعارات الآدميين المخلصين !!.
لم أكن اعرف أنهم يستغلون أسمى ما فينا لاستعبادنا وإذلالنا وإسكاتنا وإخراسنا وتطويعنا بالشكل الذي يخدم مصالحهم الخاصة ومصالحهم الدنيوية فقط !!.
كان على أن أدرك ذلك كله وأكثر منذ عشرين عاما أو يزيد ولكن بلاهتي الطافحة ......... حالت دون ذلك !!.
#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)
Nassar_Jarada#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟