لدينا أصعب الطرق للدخول إلى الجنة ..

ابراهيم سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 09:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كلما شاهدت مهرولا للمسجد .. أو مقصرا لثوبه ..أو حائرا مترددا من وخز الضمير بسبب سماع ألاغاني أو مشاهدة الفضائيات .. او متحسرا بسبب قرض استهلاكي من البنك .. أو نادما أوجع نفسه .. قلت لنفسي هيهات ان تدخلوا الجنة .. لن تدخلوها حتى يدخل الجمل في سم الخياط ..؟؟!

الجنة .. واعني جنتنا نحن .. الوهابيين .. هي للفرجة والسماع فقط .. ولن يدخلها إلا الأمراء والمشائخ من خريجي جامعة الإمام .. أما بقية الرعاع ..فهم إلى النار ويئس المصير .. وما منكم إلا واردها .. !

عندما أتذكر السعادة .. حلم البشرية الخالد .. تخطر في بالي طوائف من الأديان الهامشية عندما تندمج مع الليبرالية الغربية .. فتحقق سعادة الدارين لأتباعها .. وخير مثل قريب في ذهني الآن هم الدروز .. بل الدروز الاسرائيلين تحديدا .. فهم فعلا النقيض لما نحن عليه .. أي الوهابيين السعوديين .. فهم سعداء في الدنيا والآخرة .. تماما عكسنا نحن .. فهم في الدنيا يحيون في بلاد ديمقراطية السيادة فيه للقانون والعقل .. وذات طقس معتدل جميل .. ودينيا ليس لديهم تكاليف ولكن لديهم دين يملاء القلب مثل أي دين والدليل أنهم متمسكين به .. والجميل انه دين سهل بلا تكاليف مرهقه وصعبه .. فهو بلا صلاة ولا صوم ولا أشياء كثيرة تدخلك النار بهفوة صغيره مثل إطالة الثوب أو تحرقك بالنار لانك لا تستطيع الصلاة خمس مرات في اليوم حسب تقويم ام القرى جماعة .. أو لأنك تحب سماع محمد عبده او مشاهدة روتانا .. دين سهل لين ويملاء القلب كما يملاءه أي دين أخر بالتمام والكمال .. والمسيحية اليوم قريبه من هذا .. فبعد التحديات التي واجهتها خلال القرون الماضية طورت من نفسها وحافظت على جمهورها وتحولت الى رمز جميل لأخلاقيات سامية ومثل إنسانيه خالدة وانفكت من اسر الطقوسيه التي صارت في دائرة رجال الدين فقط أو للمؤمنين اختياريا .. فيكفي الإيمان القلبي بالمسيح مخلصا وفاديا لتضمن ألجنه .. بل حتى المجانين بحب الفوضى والمواكب والنواح البدائي أعني الشيعية .. يكفي أن تؤمن لديهم بالأئمة الاثنى عشر وتستجير بهم حتى تكون قطعت 90% من الطريق للجنة فهم يجيروك ويمنعوا عنك النار خاصة إذا دفنت في مقابر جنوب العراق قرب المراقد المقدسة ..

أما لدينا فلا طريق للجنة إلا وهو مسدود بعقبات لا يستطيع التغلب عليها إلا مجنون أو مهووس أو مريض عقليا .. وأصبح من الطبيعي ان تجد من الناس من يظل في الحمام للوضوء قبل الأذان ليخرج من الوضؤ والصلاة على وشك الانتهاء بسبب هوس النجاسة الذي سيلقيك في النار .. أو تجد من الناس من يكسر التلفزيون مرات ومرات فرارا من النار .. طريق صعب للجنة ومطالب صعبه اقلها أن تخرج من بيتك أو عملك أو توقف تيار حياتك كل بضع ساعات لتغطس في بركة ماء وتذهب للقاء الحبايب ..!

والأعجب والأغرب أن تغيير الدين هو من أصعب الأمور إنسانيا .. ( ولا أستطيع تصديق أولئك الوافدين الذين يتركون أديانهم الاصليه و يدخلون الإسلام بعد شهور من مشاهدتهم حياتنا الملائكية ! وهم يعدون بعشرات الآلاف سنويا ! واشك أن مصالحهم المالية هي الدافع الحقيقي ..) ملايين يغيرون أو طانهم ومجتمعاتهم ولكنهم يبقون على الدين فليس من السهل الخروج من الدين .. فنحن خلقنا ونشأنا على ما رأينا أهلنا عليه وسنظل عليه ..

وليت أن الأمور وقفت عند حدود الاخرة والجنة والنار .. بل أن الجائزة الحقيقية تتمحور حول الدنيا .. فنشأ لدينا عشرات الآلاف بل ربما مئات الآلاف من الهداة المهتدين الذين وظيفتهم الأولى والوحيدة هي تذكيرنا بالموت و بعذاب القبر و بالنار وتخوفينا من الله وإرهابنا بعصا الدين .. وأصبح أولئك الجمهور من الوعاظ والخطباء والائمة والناجين والمنصورين هم قادة المجتمع إلى الجنون الجماعي والهوس الجماعي .. ومعهم كل الحق ومن يرفض أن يكون هاديا ومرشدا ومسيطرا وفوق النقد .. لهذا أصبح التدين والتمشيخ هدف لكل لوذعي ولكل من يعرف من أين تؤكل الكتف .. وصارت جامعة الإمام مفتاح المستقبل الواعد للشباب الطامح إلى التسيد والى الأمر والنهي والتسلط .. وصار التزاحم على كليات جامعة الإمام عنوانا على مدى التقدم الذي يحياه مجتمعنا ( المعاصر ) ..! فلا تقل طبيب أو مهندس أو صيدلي .. بل ان اهل هذه المهن النادرة نادمين عليها وكثير منهم تحول الى طبيب واعظ أو مهندس واعظ .. ولو عاد بهم الزمن لما درسوا الطب أو الزراعه أو الهندسه ولاتجهوا لجامعة الامام منذ البداية وتسيدوا المجالس والعقول ..



ابرامان / ابراهيم سليمان

#ابراهيم_سليمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات