أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الرابعة والعشرون















المزيد.....

ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الرابعة والعشرون


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 7064 - 2021 / 11 / 1 - 22:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تعلم الفرق بين التقارير والقصص


استخدم إحدهما لإعطاء المعلومة ولأخرى لتقديم التجربة


بعض الصحافين يستخدمون مصطلح " القصة " برومانسية مبتذلة .


يعدون أنفسهم ناقلين للاخبار فى عالمنا المعاصر ، رواة الحكايات ، نساجو الصوف . ثم وغالبا ، يكتبون تقارير مملة جدا .


ليس من الضرورى أن تكون التقارير مملة ، ولا أن تكون القصص مشوقة .ولكن الفرق بين التقرير والقصة أمرا مهم لتوقعات القارىء وأداء الكاتب .


تظهر فى كثير من التقارير شذرات من القصة – سمها أمثولات أو " القصة " له معنى وللقصص متطلبات محددة ، تخلق التأثيرات المتوقعة .


ما الفروقات بين القصة والتقرير ، وكيف يمكن للكاتب استخدامها للمنفعة الاستراتيجية ؟


يجادل العلامة الرائع لويس روزنبلات بلأن ، يقول ان الناس بصورة عامة تقرأ لسببين : المعلومات والخبرة .


وهذا هو الفرق . وظيفة التقرير نقل الأخبار ، اما القصة فتصنع الخبر . التقرير ينقل المعرفة ، أما القصة فتنقل القارىء عبر الزمان والمكان والخيال .


التقرير يوجهنا إلى هناك أما القصة فتضعنا هناك .


التقرير على هذا النحو : سوف يجتمع مجلس المدرسة يوم الخميس لمناقشة الخطة الجديدة لمعالجة التمييز العنصرى .


أما القصة فتبدو على هذا النحو : لوحت واندا ميتشل بقبضتها فى وجه رئيس مجلس المدرسة والدموع تنهمر بشدة من ماٌقيها .


كما تختلف الأدوات المستخدمة لتأليف التقارير والقصص أيضا .


لقد ساعدت الأسئلة الخمسة المعروفة فى الصحافة ( من ، ماذا ، أين ، لماذا ، ومتى ) بالاضافة الى (كيف ) .


تبدو هذه الأسئلة كأكثر عناصر المعلومات شيوعا . وسؤالى " لماذا " و" كيف " هى اصعبها .


وباستخدامها فى كتابة التقارير ، تصبح هذه المعلومات جامدة زمنيا ، تثبت بحيث يتمكن القارىء من مسحا واستيعابها .


انظر ماذا يحدث عندما نفك القيد الزمنى عن تلك الأسئلة ونحولها الى سرد . فى عملية التحويل هذه :


تتحول " مٌن " إلى شخصيات .


تتحول " ماذا " الى فعل ( ما الذى حدث ).


تتحول " أين " الى موقع .


تتحول " متى " الى تسلسل زمنى .


تتحول " لماذا " الى سبب أو دافع .


تتحول " كيف " الى عملية ( كيف حدث ) .


يجب على الكاتب ان يحدد ما إذا كان المشروع يتطلب ان يصاغ على شكل تقرير أو قصة أو خليط منهما .


الكاتب والمعلم جون فرانكلين يحاجج ، بأن القصص تتطلب صعودا وهبوطا فى الأحداث وتعقيدا فى الحبكات ونقاط استبصار فكريا وحلولا .


وبينما يخترع الروائيون هذه العناصر فى قصة ما ، يجب على الكتاب اللاقصصين نقلها بشكل تقريرى .


فى عقد الستينيات من القرن المنصرم عرض توم وولف كيفية الملائمة بين التقارير الواقعية وتقنيات الكتابة الخيالية ، على سبيل المثال ترتيب المشهد ، والعثور على تفاصيل الشخصيات والتقاط الحوارات وتغيير وجهات النظر .


يتطلب السرد قصة وراوية . فى المشهد التالى من رواية " أن تقرأ " لوليتا فى طهران " تروى اٌذر نفيسى لحظة مفاجئة من أحد دروسها السرية فى الأدب :


عندما طرحت السؤال عمن يحسن الرقص على الطريقة الفارسية على الصف / توجهت أنظار الجميع نحو سناز . وهى فتاة خجولة ، ترفض أن تظهر مواهبها فى الرقص على الملأ، فتحلقنا حولها لحثها وتحفيزها لكى تقوم وترقص .


وحين بدأت فى التحرك من مقعدها بتردد كبير صفقنا وشرعنا بالغناء ، نبهتنا نسرين الى أن نكف عن ذلك ، لأن سناز كانت تقوم من مقعدها ببطء شديد ، لاوية خصرها باشتهاء مقدس .


وفى غمرة ضحكنا ومرحنا كانت هى تزداد شجاعة وجرأة .


بدأت فى تحريك رأسها يمنة ويسرة ، تناغمت جميع اعضاء جسدها فى تواصل أثيرى .تلوى جسمها وهى تأخذ خطوات صغيرة لترقص بأصابعها ويديها .


وجهها أضاء بنظرة مميزة توحى بالتحدى والجرأة وتجلب الاهتمام من حولها .


ولكن فى اللحظة التى توقفت فيها عن الرقص ، اختفت تلك الهالة المغناطيسية ورجعت الى وضعها السابق .


يحرك المقطع السابق مشاعرى فى كل مرة أقرأه . ربما لا أكون أعرف الكثير عن جنس المؤلفة أو معتقدها أو ثقافتها أو بلدها أو نظامها السياسى ، بيد اننى أجد نفسى قد نقلت فى الثوانى التى تستغرقها قراءة تلك الكلمات .


إنها تضعنى فى تلك الغرفة ، حيث أقف ضمن حلقة الفتيات الإيرانيات ، منتشيا بسحر الراقصة .


الكاتب الجنوب افريقى هينك روسو يمزج بنجاح بين تقنية القصة والتقرير ، حيث ينقلنا بجملة واحدة إلى عالم وزمن مختلفين ، وتجربة مريرة :


" حين أفاقت أكالو جرال من نومها كان فى وسعها الشعور بنسيم الليل البارد يلفح وجهها ، لكنها لم تستطيع التحرك قيد أنملة .


كانت معظم أجزاء جسدها مغطاة بالرمال . لكن أين مسدسها ؟ كانت تعلم أن عقوبة إضاعة سلاحها النارى هى الضرب المبرح على يد قائدها فى جيش المقاومة .


وبينما هى تصارع للقيام من قبرها الضحل ، تذكرت بوضوح أحداث ذلك اليوم " .

لكى نفهم السبب وراء اهتمام المؤلف بحياة هذه المرأة الأفريقية ، يشرح لنا روسو كيف اجتازت الرحلة " من الجحيم إلى الجامعة " .


ولكى يساعدنا على استيعاب قساوة هذه الرحلة انتقل روسو من نمط القصة الى التقرير :


" عدد النساء اللواتى يلتحقن بالتعليم ما بعد المدرسى على أطراف الصحراء الأفريقية لا يتجاوز الربع من إجمالى الطلبة ، وفق تقديرات البنك الدولى لتلك المنطقة فى منتصف التسعينيات .


إذ يقضى نحو 60 فى المائة من النساء الأفريقيات حياتهن فى العمل فى الحقول والمزارع وتربية الأطفال ، ومعدل إنجاب الاطفال فى اوغندا هو سبعة أطفال للمرأة الواحدة ، حيث الزواج المبكر شائع هناك ، وعمر الفتيات اللواتى يجرى تزويجهن لا يتجاوز الرابعة عشرة أحيانا فى المناطق الريفية .


وبينما توفر الحكومة الأوغندية 900 منحة دراسية للراغبات فى تكملة تعليمهن الجامعى ، يصل مجموع المتقدمات لهذه المنح 10 اٌلاف أمرأة .


رأينا كيف أن الكاتب خاطب عقولنا وقلوبنا فى اٌن واحد عن طريق مزج أسلوب كتابة القصة والتقرير ، مما جعلنا نفهم منطقيا ونتعاطف شعوريا .


والى الأداة االخامسة والعشرون فى المقال القادم



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثالثة والعشرون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الثانية والعشرون
- # أشجار _ مصر من ينقذها
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الواحد والعشرون
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة العشرون
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة التاسعة عشرة
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثامنة عشرة
- كتابة وجنس
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة السابعة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة السادسة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الخامسة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الرابعة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الثالثة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الثانية عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الحادية عشرة
- وعكة صحية
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة العاشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الاداة التاسعة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الثامنة
- عريس سحليه


المزيد.....




- روبيو يعلن عن -إعادة تنظيم- وزارة الخارجية الأمريكية.. ماذا ...
- الكرسي الرسولي بانتظار قرار الكرادلة لاختيار خلف للبابا فرنس ...
- أوليانوف: موقف واشنطن من طهران غامض ولا يمكن الانتظار طويلا ...
- ساحل العاج.. شطب اسم منافس رئيسي في انتخابات الرئاسة بسبب ال ...
- المرصد الأورومتوسطي: فرنسا متورطة مع الجيش الإسرائيلي في مخط ...
- رئيس وزراء الهند يقطع زيارته إلى السعودية إثر هجوم مسلح أسفر ...
- ترامب: مواقف الولايات المتحدة وإسرائيل متطابقة في كل القضايا ...
- صحيفة: إدارة ترامب تحل الفريق الخاص بتتبع جرائم روسيا المزعو ...
- الرئيس الكولومبي يعلن إلغاء السلطات الأمريكية لتأشيرته
- انتكاسة قضائية ثانية لترامب في مسعاه لإغلاق إذاعة -صوت أميرك ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الرابعة والعشرون