أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - ألا تتقيؤن الشعار العار.. - بالروح بالدم - ؟!















المزيد.....

ألا تتقيؤن الشعار العار.. - بالروح بالدم - ؟!


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 488 - 2003 / 5 / 15 - 04:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أتقيأ حتي السلِ في رئتي ينشأ من نتانةِ فسادٍ يعم أوردتي، أتخيلُ على أمتدادِ الشعارِ الصفيقِ الذي أصبحَ مُعَلَقَةً ثَامِنَةً في تاريخِ الشعرِ العربي القديمِ والمعاصر، بِلُغَتِه المُدَمرة الوحشيةْ.. وأسرحُ برواجٍ عن كيفيةِ أن يفسد الذبابُ " الزلابيا "، يتجمعُ، ينفردُ، يَطِنُ، يَمِدُّ مَجَسّاته، لايقاتل بعضه البعض، لكنه يبدو نهماً، جشعاً يبحثُ عن فضلاتهِ، يُكَرِرُ العَمَلية في الغَيبة أو الخروج ، فالوقت بالنسبةِ للذُبابِ سيان أن يخرج أو يقبع مادامت شهيته تشبعُ رغباته الحشرية.

أسقطُ كوعلٍ في قمقمٍ، أرى جذراً من أطرافٍ آدميةٍ مقروضةٍ كأجسادٍ مرقومةٍ في مقابرٍ جماعيةٍ مبعثرةٍ، لأفرادٍ أو جماعاتٍ عَقَرَها الزمنُ فكانت ضحايا المومس المبتذلة الفاقعة " بالروح بالدم ".

أغرزُ في لهاثي إبراً مسمومةً، أشكُ بها الألسنة الإنتهازية، وأبصق على وجهِ من يحمل هذه المومس الصدئة لكي يعيد للناس وجهاً آخراً بشعارٍ  بلا أخلاقٍ وعارْ..  لمن يشذ فيعيد ومن يسمع ولا يرد ويبقى قابعاً كجرذِ مزرعةٍ يخاف من ظله بضلال تحلقه.

غشاءٌ سميكٌ له رؤوساً مدببةً كأنها أشواك جلد قنفذ مصاب بداء الكلب، يرسم تعاريجاً مزينةً مزخرفةً بألوانٍ خامدةٍ لا حياة فيها، تتضادد مع الألوان التي تبدو عبر ملايين ذرات الندى المبهورة خلف شعاع الشمس، وكأنها عالم الخيال الممدود على بساط البسيطة وروعتها الفكرية، لكنها تفقد ألوانها في طقوس بدائية وحشية وهي ترى المراقد مفجوعةً وقابضةً لأنفاسها مغموسةً مشبعةً " بالروح بالدم "

إلا يسقطُ هذا الرئيس الجديد مرةً في حضرته فيرى كيف لف المخاط الشعار، رئيساً مات أو حياً مشبعاً بالصراخ وبالذل المتناقض ذو الوجهين الإنتهازيين؟

إلا يتذكر فيمنع نفسه من شغف البهلوانيات فيتذكر  طريداً ضربوه حتى أشبعوه نِعلاً بعدما أشبعوه " بالروح بالدم " فأشبعهم بما يهتفون.

أسْتحي ، وأخجلُ على الرغمِ من أنني أتورى عن الأنظارِ، أسْتحي أخجلُ من نفسي كيف يمكن أن تعيش لترى في كل مرة تكرار الأصوات الحميرية المغَفَلة، كأنه زمن لا ينجلي إلا بالإنحطاط المزري، نتناً من الإفرازات البهيمية ذات الصدى التالف الذي أتلف أدمغة المطبلين الراقصين المغنيين  النكرة  نشازاً " بالروح وبالدم " كان بالأمس واليوم بالنعالِ  فهل يتجدد هذا الحدس مرتين، بعد لحظةٍ لحظتين، دقيقة دقيقتين، ساعة ساعتين، يوم يومين، اسبوع اسبوعين ، أو حول حولينًْ..

رَبَاهُ.. رَبَاهْ..  إلا يَستحي الوجدان من الإصغاءِ ، منذ أن أنشد ابن الثعلب أول صرخةٍ بالدمِ وأول ذئبٍ مجربٍ بالروح

 ـــ والرئيس .. الرؤساء ينشدون التفقس والراحة والتبذير في لحوم البشر الذين يُجْلسونه بمنظارين على يافوخهم مرتاحين ظاهرياً، ضجرين كافرين ملحدين باطنياً به وبمن حوله من الزمر الطبالة والحْبالةْ

أتفجعُ بقاموسٍ من الكلماتِ النكرة التي رُفضت وكأنها داء الخراب المنظور أمامي وأمامك، الفجعية التي جاء بها الرئيس وقبل بها القرادون الذين يطبلون بالروح وبالدم، إنه التلف الذي وصل للنخاع بالإهتاف والإنسلاخ من الجلود  الحضارية للعفن الجلدي القادم، تلف الداء المبعثر على ألسنة من تفوهوا به فأنقلب مرة أخرى مُجَدّداً كأنه داء القرن العشرين ظل متمترساً جَدَد نفسه في الواحد والعشرين بالسارز..

 في البصرة التي كانت كالفيحاء كما كان فيها الذئب المجرب يلهث بالروح بالدم.. في الناصرية أم معامل الثلج التاريخية كما كان الثعلب يلتف بعباءتة ويتفل شعاره المتبرج، في النجف المقام العقل الواعد، حَوّل وعاد لا بل ظل جامداً لم يحرك بنانه..

إلا تخجل النفس الأمارة بالسوءِ من سماعها من جديد ما كرهه من شعار العار المطرز بأفواج الذباب المختفين تحت أجنحة الفراشات الزاهية الألوان.

إلا يقول هذا الرئيس

ـــ وأسفاه لأنكم ساويتموني بالذي لففتم أذرعكم على خصره ولثمتم أيديه وزمرته ثم سبيتوه بالنعال والبصاق.. يا ويلكم أتتحينون الفرصة بالثم وبالنعال والبصاق ؟ كما كنتم أم أنتم لا تتذكرون واقعة الطف التي ابتلاكم الله بها وليس كما تقولون أن أبن الثعلب قد ابتلى بها، فجعلتموه شماعة تضعون ذنوبكم على أطرافها..

إلا تتقيأ أيها الرئيس الجديد مثلي  هذه الروح وهذا الدم؟ ونقولها كفاجعة عليك وسترى فأنتظرْ..  وإن لناظره قريب

ألا تتقيؤن هذا العار وتتركون شعار ابن الثعلب الماكر لأننا نعرف أبوه، لكي تعرفوا وتصححوا وتغسلوا أنفسكم قبل كل شيء..

إيها الواعين ضعوا فضلاتكم على شعار العار والشنار وكل قرقوزٍ يقبله مبستماً يناكد آخر مثله به.. وقوفوا وانظروا فإن أمامنا عمل مجيد.. فبدلاً من أن نقولها بالروح وبالدم ، نزينها بالحب والورد والأمان والحرية والسلام، ونقول للغريب متى تخلصنا من تفاهة شعاراتنا وتفرقتنا كن مؤدباً وارحل..

 فنحن لن نعيد شعارات الدم لأننا نخجل أن تسفك دماؤنا أو نسفك دماء الآخرين بحقٍ أو دون حقْ.

                                                             

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية تاريخ ونضالات وآفاق ...
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية تاريخ ونضالات وآفاق ...
- لنحتال على الضحك........!
- هل جاء الإحتلال رحمة لأقطاب النظام العراقي ؟
- الفرق بين الشجاعة والتضحية ونبْلهما ومهزلة والجبن وعاره الأب ...
- المثقف وحرية الجماهير في طقوس الممارسة العكسية
- هل نستطيع التخلص من الغوغائية في الفكر والضوضائية في العمل ا ...


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - ألا تتقيؤن الشعار العار.. - بالروح بالدم - ؟!