|
نساء أمل -11-
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 09:45
المحور:
المجتمع المدني
نهرب من الواقع أحياناً ، فنذهب إلى واقع آخر ، و إذا كانت قصة الدول النفطية اليوم هي مع شخص تبنتّه، ورفعت من شأنه ، لكنها لم تُجِد تربيته ، فثار وتمرد ، وبقي كما كان على عشقه الأسدي ، ثمل اليسارين العرب بجرأته الفريدة ، و تابع " الثورجيون " السوريون قصة سقوطه ، مع أن قتلهم لم يكن له قيمة من قبل دول النفط. ليت تلك الدول تلاحق سيد وطننا بنفس الطريقة! أتحدث عن جورج قرداحي نموذج المثقف العربي اليساري . . . أمام ذلك الفراغ نعود إلى أمل ، في هذه المرة القصة حقيقية يمكننا الإشارة إلى الأسماء لولا الضرر الاجتماعي . نصف أنفسنا بالنّسويات ، ونقول لا . نبكي النساء المقتولات ، لكننا لم نجرّب أن نحاسب المرأة عمّا تفعله . تقول أمل وهي تصفع نفسها: أجريت تجربة على المرأة فصّحت مقولة أنّها ناقصة عقل ، لكنّها زائدة دين . كانت أمل تتخبط في الشّرح، ثم صرخت : كلّها سياسة ، الشريعة، و التشريع ، و القضاء . عندما كنت أمارس نقص عقلي كامرأة خرجت في مظاهرات سلمية لدعم الثورة السورية ، لعب بعقلي الناقص شاب كان يخرج في المظاهرات ، قال لي: الجلباب يجعلك حرّة ، فتجلببت، و كلفني بتربية أولاده ، وعندما لم يستطع الانفاق هربت، خلعت النقاب ، بدأت أبحث عن رجل آخر . صديقتي أمل أيضاً كانت متزوجة ، ولديها طفل معاق ، و عدة بنات شابات لم يبلغن الثامنة عشرة . كانت تشاركنا المظاهرات ، في يوم من الأيام قالت لي: هل ترغبين بالسفر إلى أوربا ، أجبتها بنعم قالت حضّري ثمانية ألف دولار ، ولم يكن معي المبلغ فأقمت حملة تبرعات، تصدّق علي الناس . لم أكن أعلم أن الذّهاب إلى الغرب سهلاً إلا بعد أن أتى علي، و حسين إلى بيروت ، قبضا الثمن ، وعقدنا زواجنا عليهما . صديقتي طلّقها زوجها ريثما تحلّ أمورها ثم يستعيدها قرب برج إيفل ، جرت الأمور بيسر ، وعمل لنا علي وحسين لم شمل ، كنا نذهب معاً إلى مدرسة اللغة ، كنت أنا وزوجي المفترض نعيش في نفس المكان ، وهذا شرط لإتمام أوراق الإقامة . كن نناضل على الفيس بوك وندعم حقوق المرأة، والحرية، و الكرامة. كان لساننا طويلاً ، وفعلنا دنيئاً . أنا وصديقتي أمل لدينا كبت جنسي ، عندما نرى رجلاً لا نفارق المكان ، لكن ابنة أمل صبحت فوق الثامنة عشر ، و التقت بشاب صايع أحبّها هي و أمها معاً ، و الطريقة الوحيدة لدوام الحبّ هو أن تزوجه ابنتها . في تلك الأثناء انضم زوج أمل الحقيقي إلى العائلة ، قالت له لا تقترب مني ، لم تعد تصلح لي . طبعاً لم يكن زوجها خروف المسيح فهو من طينتها ، كان يريد أن يقسم مرتب رعاية ابنها المعاق ، و آخر ماكان يفكر به " الشرف" . اشترت أمل منزلاً بالأقساط ، أخرجت زوجها من حياتها، و أدخلت صهرها ، كان أمين أسرارها لدرجة أن الرقم السري للبطاقة البنكية كان معه . حجّب الصهر زوجته ، أصبح يسجنها في الحمام ، و أمها و أختها يقولون لها : تستحقين . أنت لا تطيعينه، ثم أصبح يأخذ زوجته إلى الغابة يربطها إلى شجرة ، ويصوب تجاهها السلاح، ثم أصبح يخرج مع أختها بالسيارة ، وهي تتوسل لأختها أن لا تخرج معه، ثم تزوج أختها فطلبت الحماية لها ولأولادها ، أنشأت صفحة على الفيس بوك ،دخلت إلى صفحتها لا تبدو متوازنة . سحب الصهر جميع المال الوجود عند أمل بالبنك . انقطعت أخبار زوجته الثانية ، أخت الأولى . بدأت أمل تدعو زوجها للغداء ، وتساهم في تصحيح العلاقة . أنا أمل صديقة أمل المطلقة ، ليس لي أبناء ، ولست على قيم ، لكن لو رزقت ببنت ، فسوف أكرّس لها حياتي ، وسوف أستعيد قيمي . سألت أمل المطلّقة: هل زوجت بنتك للرّجل الذي أحببته أنت ، فأجابتني : زوجي كما الدّب يأكل ويشرب وينام ، وكان الرجل شاباً، لا أعرف إن كان لدي ميل تجاهه، لكنّني توقعت أن يكون مناسباً لا بنتي . سألتها: لماذا قربتم منه كثيراً ، ولماذا لم تقفي مع ابنتك عندما هددها بالقتل ؟ أجابت : ابنتي عنيدة ، كان يجب أن يكسر رأسها حتى يلين لا تسأليني لماذا سلمته رقم البنك فأنا اعتبرته كابني ، وابنتي هذه مخطئة لأنها طلبت الحماية ، و ابنتي الثانية وقعت تحت الإغراء ، و الله غفور رحيم . كنت مرّة في طريقي مع أمل المطلّقة ، مررنا من قرب جامع الإيمان فتشهدت وقالت لي: الحمد لله على نعمة الإسلام. تأثرت بقصة أمل المطلّقة، وحزنت على ابنتها التي طلبت الحماية، دخلت إلى صفحتها على الفيس بوك ، تبدو شابة جميلة ، لكنها غير متوازنة ، و الشباب الصايع يتابعها قائلاً : هل تتزوجيني؟ تبكي أمل المطلّقة لأن لجنة حماية المرأة منعتها من رؤية ابنتها المحمية و أحفادها ، لا أدري لماذا تريد رؤيتهم وهي التي تسببت بالمأساة . قد تسألون : مادور الأب؟ وصفت أمل الأب بالدّب ، وهو فعلاً غير موجود ، محاصر بزجاجة المشروب ولا يعرف ماذا يجري في هذا العالم ، فكانت أمل الأم هي كل شيء ، ورغم أنها زائدة دين لم تستطع حماية عائلتها ، لكن اطمئنوا هي تعيش حياتها، لم تدخل في حالة اكتئاب، ساعدها الإيمان على الصبر .
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتهاء الصلاحية -3-
-
-المسامح كريم-
-
انتهاء الصلاحية -2-
-
قصة هروبي من العالم الافتراضي
-
انتهاء الصلاحية -1-
-
العمر مزحة
-
العدالة
-
حكايات غير مترابطة
-
لغة الصمت
-
بيع الجنس الشّرعي
-
نساء أمل -10-
-
قادمة من الأساطير
-
نساء أمل -9-
-
تداعيات في يوم خريفي
-
كسرة خبز
-
الهولوكست
-
عالمي الرّوحي
-
نساء أمل -8-
-
أسيء الظن بالانتخابات العربية
-
أهلاً بدموزي
المزيد.....
-
دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
-
إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
-
إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و
...
-
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال
...
-
مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|