أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - الإخوان المسلمين : الجماعات الدينية : هل من رابط مشترك ؟















المزيد.....

الإخوان المسلمين : الجماعات الدينية : هل من رابط مشترك ؟


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 06:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لاشك أن الإخوان المسلمين لهم شعبية جارفة في المجتمع المصري بلامنازع لما قدموه من أعمال خدمية للمجتمع المصري المأزوم بقضايا الفساد العام والسرقة والسلب والنهب المنظم لخيرات وثروات الوطن فما كان منهم إلا أن يكون لهم الدور الرائد في المجتمع من خلال الجمعيات الأهلية ومنها جمعيات بناء وتعمير المساجد الملحقة بها لجان الزكاة حيث جمع التبرعات والهبات والعطايا والزكوات من المواطنين .
ثم إنشاءالعيادات الطبية والمستوصفات لعلاج المرضي وإعانة الأرامل والأيتام وذوي الحاجة بل وتوزيع الحلوي والملابس في المناسبات الدينية والأعياد الدينية وبناء المساجد وتصليحها وترميمها , وكان هذا هو الدور الغالب للإخوان المسلمين في المجتمع المصري المأزوم بقضاياه المعيشية والحياتية اليومية المتكررة بصفة دائمة فقضايا الفقر والجوع والمرض هي الممثلة لثالوث الخطر في المجتمع المصري ولتنامي دور الإخوان المسلمين في المجتمع المصري وكافة التيارات الدينية الموجودة داخل إطار المجتمع المصري من التيار السلفي حتي التكفير والهجرة والشوقيين والناجون من النار وأنصار السنة المحمدية والتبليغ والدعوة وجمعية أنصار محمد وتنظيم الجماعة الإسلامية , بل وتنظيم القاعدة الذي يوجد بالفعل في مصر بنفس أفكار وأليات تنظيم القاعدة في أفغانستان والعراق حيث الأفكار واحدة لأنها عابرة للقوميات ولحدود الجغرافيا ومتأصلة في التاريخ الدموي للصراعات الدموية في التاريخ العربي / الإسلامي علي خلفية إقامة الدولة الإسلامية التي منها سوف يتم الإنطلاق إلي دولة الخلافة الإسلامية الجامعة لكل الدول العربية / الإسلامية تحت غطاء سياسي موحد وحاكمية دينية موحدة مختزلة في إرادة الخليفة الأوحد للمسلمين الذي طاعته من طاعة الله وطاعة الرسول وعصيانه من معصية الله والرسول ومن هنا يكون الجزاء الدنيوي الآني وهو إقامة الحدود وتفعيل دور التعذيرات من الضرب والجلد والتعذيب البدني والنفسي بل والقتل إذا إرتأت إرادة الخليفة ذلك لأن كل ماسبق هو طاعة لله والرسول بل وترك الضرب والتعذيب النفسي والبدني والجلد بل والقتل في المفهوم الديني يعتبر خيانة لله والرسول .
ومن هنا تأتي الطامة الكبري من إختزال كل الأفكار والأراء والتصورات في الدنيا التي هي عندهم دين وفي الدين الذي هو عندهم أساس الدنيا , تختزل في شخص واحد هو الخليفة أو من يمن عليه الخليفة بالإمارة أو الوكالة عنه التي هي وكالة عن الله في التصرف في كافة أمور البشر والناس بما يراه صالحاً للدين وإصلاحاً لأمور الدنيا التي أساسها عندهم منطق الدين والدين فقط .
ويأتي دور الإخوان المسلمين في هذا الأمر مؤسس لهذه العقائد علي أستاذية العالم كما قرربها المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين والتي منها ينطلق إلي رحاب دولة الخلافة الإسلامية فأستاذية العالم التي قال بها حسن البنا هي من العقائد المؤسسة لدولة الخلافة والمؤمن بها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والتي تعتبر من وجهة نظرهم جزء من العقيدة الإسلامية ومن يخالفها أو يهمل العمل لتحقيق هذه الفكرة المتمثلة في الخلافة الإسلامية فإنما آثم قلبه وينتظرعقاب الله في الدنيا وعذابه في الآخرة .
وهذا الرابط المشترك هو الجامع لكل الجماعات الدينية بجميع أطيافها وألوانها بداية من تيار الإسلام السياسي الذي رائده جماعة الإخوان المسلمين إلي جماعات التكفير مروراً بالتيارات السلفية جميعها ووصولاً للسلفية الجهادية .
ومن ثم لايمكن التفرقة بين الإخوان المسلمين وباقي الجماعات الدينية في الهدف المبتغي وهو الوصول للحكم والسلطة لإقامة دولة الخلافة التي هي عقيدة دينية لديهم يحرم التخلي عنها أو تطويرها أو تعديلها فهذا من الكفر البواح .
ولكن الإختلاف يكون في الكيفية التي بها يتم بها تحقيق ذلك وإقامة دولة الخلافة بواسطة الأدوات والأساليب الدعوية المتعددة والتي منها تكفير المجتمع والخروج عليه وإستخدام أساليب العنف المسلح والقوة المسلحة علي أساس أن المجتمع كافر يتوجب قتاله وجهاده والخروج عليه لتطهيره من الرجس والشرك والكفران البواح بالله ومعصية الرسول .
هذه هي الحقيقة الصادقة , والواقع المؤلم لهذه الجماعات الدينية التي ترعرعت في ظل الفساد السياسي الناتج عن إغتصاب الحكم والسلطة والإنفراد بسلطة القرار السياسي من غير مشاركة سياسية للمواطنين وغياب القيم الديمقراطية وقيم المواطنة وإنعدام فرص تداول الحكم والسلطة وإستئثار سلطة واحدة وحيدة للحكم منذ توليها الحكم في القصر وحتي الخروج منه إلي القبر , يضاف إلي ذلك قضايا الفقر والجهل والمرض الناتجة عن سرقة الأوطان وسلبها ونهبها وضياع مفهوم الدولة وهيبتها لدي أفراد الشعب وتنامي الروح الفردية الأنانية التي تقدس أساليب السرقة والنهب والرشوة والفساد الإداري في كل مكان وإنعدام قيمة الحرية بكافة معانيها ومفرداتها المتعددة في الحياة العامة والسياسة والفن والدين , ومن ثم كان تنامي هذه التيارات الدينية في المجتمعات المأزومة والمنشغلة بقضايا لا تؤدي إلي سعادة المجتمعات ورفاهيتها وزيادة الدخل القومي وزيادة معدل دخل الأفراد وإرتفاع المستوي الصحي النفسي والبدني .
فماذا قدمت جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الدينية الأخري ؟
لم يتم تقديم شئ !!
لأن هذه الجماعات بدلاً من أن تطالب الدولة ببناء المستشفي , وتفعل دور الناس وتربيهم علي أساليب المطالبة بحقوقهم المسلوبة والمنهوبة , فتقوم الجماعة ببناء المستشفي , وبدلاً من تربي الناس علي المطالبة بأجهزة طبية في المستشفيات العامة , تقوم الجماعة بشراء هذه الأجهزة , فكان المفروض أن يكون لجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الدينية أن تعلم الناس وتربيهم علي المطالبة بحقوقهم ولكنها هي التي تريد أن تنازع الدولة وتقوم بدورها في بناء المدرسة الخاصة , والمستشفي الخاص , والصيدلية الخاصة , وكأنها تريد أن توفر هذه الأموال لسارقيها وناهبيها , من غير أي عناء سياسي , ومن ثم كان إنحياز الناس المأزومين الفقراء , والمرضي والأرامل والأيتام للإخوان المسلمين والجماعات الدينية وفي إتجاه مضاد للدولة .
وحزب الله في لبنان مثالاً , وحركة حماس في فلسطين نموذجاً .
وفي الحقيقة لن ترضي جماعة الإخوان المسلمين بذلك لأن هذا يخالف مفهوم الجماعة وإلا ستتحول لحزب سياسي ويضيع مفهوم الخلافة من بدايات أساس الفكرة الحزبية التي يستطيع من خلالها أي فرد أن يناقش رئيس الحزب أو يتم ترشيحه ضد رئيس الحزب , أما في الجماعة فالطاعة واجبة للإمير , والطاعة واجبة للمرشد العام للإخوان المسلمين والمستمد شرعيته من الله والرسول , فمن أطاع المرشد العام للإخوان المسلمين فقد أطاع الله وأطاع الرسول , ومن عصاه فقد عصي الله وعصي الرسول .
فمن يقدر أن يكون عاصياً لله وعاصياً للرسول ؟!!
الإجابة لدي المرشد العام للإخوان المسلمين !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعد حرب لبنان : ماذا يدور في العقلية
- عن خانة الديانة
- العقل : بين النص المقدس المتناهي والقضايا اللا متناهية
- عن رؤساء الأحزاب السياسية : مادوركم ؟!!
- الدين والمصلحة : المقدس والمدنس : أين الحقيقة المطلقة ؟
- عن الدين والمصلحة : المقدس والمدنس
- والحرب .. لم تنتهي : فماذا بعد ؟
- مبارك الإبن : عن أزمة لبنان : ماموقف لجنة سياسات الحزب الحاك ...
- إلي الحكام العرب : لماذا فعلتم مافعلتم بأوطانكم ؟
- الأنظمة العربية : هذا موقفكم مع لبنان : فماذا سيكون مع فلسطي ...
- الدين والسياسة : المقدس والمدنس : لبنان مثالاً
- الجماعات الدينية : عداؤها لمن ؟
- أزمة الخطاب الديني
- لبنان : سيناريو ما بعد الحرب
- وزراء الخارجية العرب : مالفرق بينكم وبين حكامكم ؟ !!
- شافيز أيضا ًفاضح حكام العرب والمسلمين : فهل كان سنياً أم شيع ...
- أزمة النخب : ورحيل الأنظمة الفاسدة ؟
- إلي الحكام العرب : و من منكم ليس بخائن ؟!!
- السلفيون : فيما يفكرون ؟ ومن ورائهم ؟ ثقافة الحياة وثقافة ال ...
- خانة الديانة : هل من ضرورة ؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - الإخوان المسلمين : الجماعات الدينية : هل من رابط مشترك ؟