أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سلافوي جيجيك - هل شيوعية الصين هي الاسم الآخر للرأسمالية السلطوية؟














المزيد.....

هل شيوعية الصين هي الاسم الآخر للرأسمالية السلطوية؟


سلافوي جيجيك

الحوار المتمدن-العدد: 7060 - 2021 / 10 / 28 - 21:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في الأول من تموز/ يوليو ١٩٢١، انعقد المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي الصيني في شانغهاي، عندما اجتمع ١٢ رجلاً في فيلا في «القطاع الفرنسي»، أغنى أحياء المدينة. اليوم تزيد عضوية الحزب على ٩٠ مليون عضو. خلال قرن، غيّر هذا الحزب تاريخ الصين وتاريخ العالم أجمع.

وفي العقود الأخيرة، مثّلت الصين واحدة من أكبر قصص النجاح الاقتصادي في التاريخ البشري. انتشلت مئات الملايين من الفقر. كيف فعلت ذلك؟

يعرَّف اليسارُ في القرن العشرين بمعارضته الرأسمالية والسلطوية. الصين، في المقابل، مزيج بين هذين في أقصى درجاتهما تطرّفًا. الصين اليوم دولة سلطوية عاتية لها ديناميات رأسمالية جامحة ولعلها شكل الدولة الاشتراكية الأشدّ فاعلية. إذا حاول أحدهم في الصين أن ينظّم العمال ضد إساءة استخدام سلطة الدولة باسم الأيديولوجيا الماركسية، يَكون مصيرُه الاعتقال. وفي الصين المعاصرة، تتمثل واحدة من أبرز مهمات الحزب الشيوعي في منع العمال من أن ينظموا مقاومتهم ضد الرأسمالية.

يروى عن دينغ كزياوبينغ أنه قال على فراش الموت إن إنجازه الكبير لم يكن الانفتاح الاقتصادي، إنما كيف أنه «قاوم إغراء السير قدمًا إلى نهاية المطاف وتحقيق الانفتاح في الحياة السياسية أيضًا، نحو ديموقراطية متعددة الأحزاب». والآن، يتعيّن علينا مقاومة الوقوع في التجربة الليبرالية فنفترض أن وتيرة تقدم الصين الاقتصادي كانت ستزداد تسارعًا عما هي عليه الآن، لو أن البلد اعتمد الليبرالية السياسية. لنستذكر الأطروحة الماركسية الكلاسيكية عن الفترة المبكرة من حداثة إنكلترا. كان من مصلحة البرجوازية أن تترك السلطة السياسية للأرستقراطية وتحتفظ بالسلطة الاقتصادية. وهو ما يجري في الصين حاليًّا. كان من مصلحة الرأسماليين الجدد أن يتركوا السلطة السياسية للحزب لأنه أفضل مدافع عن مصالح الرأسمالية.

قد يبدو أن الصين، في انتقالها من «الثورة الثقافية» إلى إصلاحات دينغ، قد انتقلت من النقيض إلى نقيضه. على أنه يوجد توازٍ بين الثورة الماويّة من جهة والدينامية المميزة للرأسمالية من جهة أخرى. لقد وفّر ماو تسي تونغ الشروط الأيديولوجية للنمو الرأسمالي المتسارع، إذ مزق نسيج المجتمع التقليدي إربًا إربًا.

وها هي الرأسمالية تظهر، مرة تلو الأخرى، على أنها البديل الوحيد، السبيل الوحيد للسير إلى الأمام والقوة الدينامية للتغيير عندما تتجمد الحياة الاجتماعية بهذا الشكل أو بآخر.

كانت «السياسة الاقتصادية الجديدة» التي أعلنها لينين منذ مطلع عشرينيات القرن الماضي النموذجَ البديهي الذي اعتمدتْه إصلاحات دينغ عندما فتحت الطريق أمام السوق الرأسمالية الحرّة تحت سيطرة الحزب الشيوعي الحاكم. ولكن هل يخوّلنا ذلك أن نسخر من هذا التحوّل على اعتباره خسارة للاشتراكية؟ وماذا لو وصفناه على أنه انتقال من الإقطاعية إلى الاشتراكية؟

مع إلغاء علاقات العبودية والسيطرة قبل الحديثة، ومع التأكيد على الحرية الشخصية ومبادئ حقوق الإنسان، باتت الحداثة الرأسمالية ذاتُها اشتراكية. ولا مفاجأة في أن ثورة الفلاحين الألمان في القرن السادس واليعاقبة [في القرن الثامن عشر] طالبوا بالمساواة الاقتصادية ضمن ذلك السياق.

إن الرأسمالية هي العبور مما قَبل الحداثة إلى الاشتراكية بمعنى ما. إنها ترتضي نهاية علاقات السيطرة المباشرة، ولكنها تنقل تلك السيطرة من مجال العلاقات بين بشر إلى علاقات بين أشياء، حسبما عبّر كارل ماركس في صيغته الكلاسيكية. نحن أحرار، بما نحن أفراد، لكن السيطرة تستمر في العلاقة مع سلع نتبادلها في السوق.

والسؤال الكبير الذي يؤرّقنا، طبعًا، هو ما إذا يمكن إلغاء حرية السوق دون إلغاء الحرية السياسية. فأنت تستطيع أن تلغي الأخيرة بالتأكيد، وتحافظ في الوقت نفسه على حرية السوق، كما فعلت الصين. لكن الصين تبدو شكلًا جديدًا من الرأسمالية ذا منحى سلطوي سوف يحلّ محل الرأسمالية الليبرالية. فهل الصين، إذًا، أكبر خطر على التحرر الديموقراطي الأصيل؟



#سلافوي_جيجيك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيانة ترامب العظمى هي خيانته للشعوبية الحقيقية
- فيروس كورونا، فيروس الايدولوجيا
- الشيوعية العالمية أو قانون الغاب - كورونا فيروس يرغمنا على ا ...
- -كورونا- ضربة للرأسمالية قد تعيد اختراع الشيوعية
- إقتنص النهار: ميراث لينين


المزيد.....




- -يحابي الأثرياء-.. بايدن يسارع بالهجوم على -نائب ترامب-
- من اليمين واليسار.. كيف انتشرت الشائعات عن محاولة اغتيال ترا ...
- القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية: إشادة بالطالبة المتف ...
- -صدمة اليسار-.. هل تحتاج أوروبا إلى مراجعات أيديولوجية؟
- شبيبة النهج الديمقراطي العمالي تدين السلوك الأرعن لعميد كلية ...
- بيان احتجاجي: المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الانسان ...
- «انقطاع الكهرباء».. بين تخفيف الأحمال وبيزنس الطاقة المتجددة ...
- كرم الأغنياء وإيثار الفقراء.. تنافس قبلي في موريتانيا لدعم ا ...
- «أمن الدولة» تقرر حبس 70 شخصًا على خلفية دعوات «ثورة الكرامة ...
- لماذا يلقي الديمقراطيان ساندرز وكورتيز طوق نجاة لبايدن؟


المزيد.....

- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- لماذا يجب أن تكون شيوعيا / روب سيويل
- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى
- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سلافوي جيجيك - هل شيوعية الصين هي الاسم الآخر للرأسمالية السلطوية؟