أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - على بعد شهرين من عام 2022














المزيد.....

على بعد شهرين من عام 2022


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 7060 - 2021 / 10 / 28 - 18:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لم يعد يفصلنا سوى شهرين عن العام الشمسي الجديد. كان عامنا هذا، على الصعيد المغاربي، حافلا بالأحداث والقرارات. لعل من أهم تلك الأحداث تشكيل الليبيين لحكومة وحدتهم الوطنية شهر مارس بعد سنوات من الصراع والفوضى والانفلات الأمني. أما أهم حدث عاشته تونس فقد تمثل في القرارات المفاجئة التي اتخذها قيس سعيد في 25 يوليو حيث أغلق القوس على مرحلة كان فيها لإخوان تونس دور صانع القرار بلا منازع، فاتحا قوسا جديدة على مرحلة لم تتضح معالمها بعد. ويبدو أن حكومة نجلاء التي ترتبت عن تلك القرارات سيكون من مهامها إطلاق حوار وطني من المحتمل أن يتزامن مع العهد الليبي الجديد الذي ستسفر عنه استحقاقات ديسمبر القادم. ومن المؤكد أن القوس التي فتحها قيس سعيد قد أنهت الدور الإخواني في تونس مثلما انتهى في المغرب في أفق إعادة هيكلة الحقل السياسي في كل البلدان المغاربية.

المغرب في علاقته المستأنفة مع إسرائيل، أثار غضب الجزائر أكثر مما أثار غضب المغاربة المناهضين للصهيونيا والتطبيع، وتجد حكومة أخنوش نفسها أمام رهانات وتحديات صعبة: ملف التطبيع والرهان على توسيعه مغاربيا مع دولة مغاربية على الأقل، وبذلك يعزز المغرب محوره إزاء محور غريمه الجزائري ويضع مواطنيه المناهضين للتطبيع أمام مرآة تعكس لهم حركة التاريخ كما تصنعها الأفعال لا كما تتخيلها الأوهام. أما الملف الثاني فهو ملف الصحراء الغربية/المغربية الذي اشتغل عليه المغرب طيلة عقود على أكثر من مدخل، ويبدو أن مقترح الحكم الذاتي لم يعد مقبولا، فحسب، لدى عدد من البلدان بل أصبح له أنصاره من داخل الصحراء وحتى من داخل مخيمات تندوف، فهناك تنظيمات صحراوية تتبنى هذا المشروع وراكمت تجربة في النضال السياسي والمرافعة القانونية، أغلب الفاعلين في هذه التنظيمات هم منشقون عن البوليساريو وهذا ما يراهن عليه المغرب أكثر من رهانه على الدعم الخارجي. وأمام حكومة أخنوش ملفان آخران: مستقبل العلاقة المغربية مع ألمانيا وإسبانيا.

لن تبقى موريتانيا على الحياد، واستقراء لكرونولوجيا علاقتها بالقضية الصحراوية وبالبوليساريو، ستختار المحور الذي يبدو أكثر رسوخا في المستقبل، وبذلك ستنهي علاقتها بالوضعية الرمادية التي ظلت تدور فيها، بحثا عن طريق يفضي إلى المستقبل.

الجزائر التي لم تنعم بحياة هادئة، منذ أن تبادل رفاق الكفاح إطلاق النار على بعضهم لحظة الاستقلال 1962 إلى مطاردة "إرهابيي" رشاد والماك 2021، مرورا بحرب الرمال ضد المغرب والحرب على إسرائيل ثم الحرب على الإرهاب في العشرية السوداء، فضلا عن حروبها الدبلوماسية في الأروقة القارية والأممية دعما للبوليساريو تارة وللقضية الفلسطينية تارة أخرى، وتوسطا لإصلاح ذات البين في العراق وإيران وأثيوبيا وفي بقاع أخرى تارة ثالثة، وحرب الذاكرة مع فرنسا تارة رابعة، تمر اليوم بوضعية صعبة ومعقدة على المستويين الداخلي والخارجي.

شاءت الأقدار الجيوسياسية والأيديولوجية أن تكون الجزائر "قبلة الثوار"، ومنذ أن حشرها القدر الثوري في تلك الزاوية لم تتزحزح رغم أن الثورة انتشرت في كل بقاع العالم، وأخذت تجليات عديدة، ولم يعد العنف أداتها بعد أن قرأ الثوار خيبات تشي غيفارا مع كابيلا الأفريقي، لقد تشبع الثوار بروح السلمية وتمرنوا على النضال المدني والمرافعات الحقوقية، وهو توجه أزعج أعداء الثورة بالقدر نفسه الذي أزعج تجار الحروب والقضايا.

كانت المنطقة المغاربية مهد الثورة في تجلياتها السلمية، اشتعل فتيلها في تونس ثم ليبيا وامتد إلى باقي البلدان المغاربية وأرجاء أخرى من العالم، ولم يكن من السهل أن تنجو هذه الثورة من فخاخ العنف، ولاسيما في ليبيا التي تحولت إلى مسرح قتال.

نحن على مرمى شهرين من العام الجديد، بعد أسبوع ستحتفل الجزائر بالذكرى السابعة والستين لثورة نوفمبر، وبعد ذلك، سيحتفل المغرب بالذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، وستحتفل موريتانيا بالذكرى الحادية والستين لعيد الاستقلال وستحتفل ليبيا بالذكرى السبعين لعيد الاستقلال تزامنا مع الاستحقاقات التي ظل الليبيون يتطلعون إليها على أحر من الجمر. أما تونس فستحتفل بالذكرى الحادية عشرة لثورة الياسمين.

في غمار الاحتفالات الوطنية القادمة وعلى هامشها، ومع الاحتفال برأس العام الجديد، تكون المنطقة المغاربية، بلا شك، قد دخلت أقطارُها وبشكل منفرد، في نفَسٍ جديد من "البث التجريبي" لنسخة أخرى من "الدولة الجديدة"، يبقى فقط، هل ستنجح هذه الأقطار في الخروج من "البث التجريبي" ومن السياسة الفاشلة، وتحظى الشعوب المغاربية بدول جديدة ناجحة؟ أم أن الأمر لا يتعدى عملية استنساخ للفشل؟



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة مونبيلييه: هل العلاقة الأفريقية الفرنسية نحو التطور أم ن ...
- الفساد في -الكون- المغاربي
- الأمم المتحدة: «الأمة المغاربية» ودولها
- اليوم العالمي للسلام
- أيام سبتمبر لو يتداولها الناس. .!
- لغز حالة الجفاء في العلاقة الجزائرية المغربية
- المغرب والجزائر: إلى أين سيتجه البلدان بعد القطيعة؟
- البلدان المغاربية في مفترق الطرق
- خطاب الكراهية: العنف والعدوانية
- التواصل حق وإبداع إنساني
- المغرب والجزائر: أسبوع على الخطاب الملكي
- تونس: أسبوع على قرارات 25 يوليو
- العقل المغاربي
- جدارية من أجل المستقبل
- المستقبل المغاربي في ضوء نظرية حدوة الحصان
- حول الموقف الجزائري من قرار البرلمان العربي في تضامنه مع الم ...
- الجزائر: حرب ذاكرات أم أزمة مشاعر؟
- تركيا والمغرب الكبير في أفق 2024
- على هامش ذكرى النكبة: في الحاجة إلى تغيير البراديغما
- جبهة البوليساريو ما بعد الأزمةالمغربية -الإسبانية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - على بعد شهرين من عام 2022