أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - هل تخطط الولايات المتحدة لانقلابٍ في العراق ؟














المزيد.....

هل تخطط الولايات المتحدة لانقلابٍ في العراق ؟


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 09:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بيتر سيموندز
ترجمة وإعداد : سعدي يوسف

في السادس عشر من آب ، ظهر مقالٌ غريبٌ في النيويورك تايمز ، يتناول اجتماعاً خاصاً على مستوىً عالٍ ، في البنتاغون ، حول استراتيجية الولايات المتحدة في العراق ، عُـقِدَ الأسبوعَ الماضي . وقد بيّنَ الرئيس بوش ، الذي حضرالاجتماع مع أركان حربه و " خبراء منتقَين " من خارج الدائرة الرسمية ، امتعاضَه الشديد من الحكومة العراقية الجديدة – والشعب العراقي – لأنهما لم يبديا مساندةً أكثر لسياسات الولايات المتحدة . " عموماً ، قال الحاضرون إن الرئيس عبّرَ عن شعورٍ بالاحباط لأن العراقيين لم يقدِّروا تضحيات الولايات المتحدة في العراق ، مبدياً الدهشةَ من أن المظاهرة المعادية لأميركا ، والمؤيدة لحزب الله ، كانت بذلك الحجم الجماهيري " . في الاحتجاج الغاضب ، يوم الرابع من آب ، ضد الهجوم الاسرائيلي على لبنان المؤيَّد من أميركا ، حضر مائة ألف شخص من العاصمة ومدنٍ عراقيةٍ أخرى .
مقال النيويورك تايمز الذي يحمل كل بصمات القصص المعَـدّة ، لم يتحدث صراحةً عن انقلابٍ على المالكي . لكنه يشكل تهديداً واضحاً
لنظام بغداد بأن أيامه صارت معدودةً إن لم يسِــر على السكّــة الأميركية تماماً .
بعد هذا التقرير نشرت النيويورك تايمز في السابع عشر من آب حصيلةً لوزارة الدفاع عن الكارثة في العراق :
عبوات جانب الطريق التي تستهدف بصورة رئيسةٍ الأميركيين بلغ عددها 2625 في شهر تموز مقارنةً بـ 1445 في شهر كانون ثان . وقد أبلغ موظفٌ كبيرٌ في وزارة الدفاع الصحيفةَ " صار التمرد أسوأ بكل المقاييس ، وبلغت هجمات المتمردين مستوىً تاريخياً عالياً . يحظى التمرد بتأييد شعبي أكثر ، وهو الآن أقدرُ في عدد النشطاء وفي توجيه العنف نحو أي نقطةٍ يشاء ، وفي الوقت الذي يشــاء " .
ويكمن تحت استخلاصات المقال الاعترافُ المدهش لأحد حضور اجتماع البنتاغون بأن موظفي إدارة بوش شرعوا فعلاً بالتخطيط لفترة ما بعد المالكي . قال خبير عسكريّ ما للنيويورك تايمز : أخبرني موظفون كبارٌ في الإدارة أنهم يدرسون بدائل غير الديمقراطية .
كاذبةًً كانت محاولات الإدارة الأميركية إضفاء " الديمقراطية " على احتلالها غير المشروع للعراق . منذ غزو 2003 كانت للأميركيين اليد المباشرة في الترتيبات الدستورية وتوجيه الانتخابات وتشكيل الوزارات . ولم يأتِ
المالكي رئيساً للوزراء في أيار إلاّ بعد حملةٍ متواصلةٍ من البيت الأبيض لإزاحة سلفه ابراهيم الجعفري .
الحديث عن " دراسة بدائل غير الديمقراطية " ليس له إلا معنىً واحد – إدارة بوش تعدّ خططاً لإلغاء الدستور ،
وإزاحة المالكي ، والمجيء بنظامٍ يأتمر تماماً بما تمليه واشنطن .
هل تهيّء الولايات المتحدة انقلاباً في العراق ؟
ليست هذه هي المرة الأولى التي تزيح فيها الولايات المتحدة صنائعَها .

في 1963 ، حين بدأت السياسة الأميركية تترنح في فيتنام ، أعطت إدارة كنيدي الضوء الأخضر للمتآمرين العسكريين ، كي يطيحوا رئيسَ فيتنام الجنوبية نغو دين دييم . كان موالياً للولايات المتحدة ، لكن وسائله الأوتوقراطية أثارت معارضة شعبية وعرقلت جهود الولايات المتحدة في تقوية جيش فيتنام الجنوبية في الحرب ضد جبهة التحرير الوطني .
في الأول من تشرين ثاني 1963 سارت وحدات عسكرية متمردة إلى القصر الجمهوري في سايغون . أمّا دييم الذي هرب من القصر فقد اتصل بالسفيرالأميركي آنذاك ، هنري كابوت لودج ، فطمأنه هذا إلى أن ليس للولايات المتحدة دخلٌ في الانقلاب ، وعبّر عن اهتمامه بسلامته . بعد ساعات ، من التطمين ، استسلم نغو دين دييم ، ليُعدَم بالرصاص مع أخيه الشنيع نغو دين نهو ، ولتحكمَ طغمةٌ عسكريةٌ البلادَ .
للولايات المتحدة أسبابٌ كثيرةٌ للتخلص من المالكي . منها أن سياستها المتخبطة قد أجبرتها على اعتماد حكومة ائتلافية تسيطر عليها الأحزاب الشيعية ذات العلائق الوثيقة المديدة مع طهران . كما تبيّن خطلُ الحسابات الأميركية من أن حكومة " الوحدة الوطنية " للمالكي سوف تقمع المقاومة وتوقف الانحدار إلى الحرب الأهلية . وبالضد من ذلك اضطرت الولايات المتحدة إلى إرسال المزيد من الجنود إلى بغداد في محاولة يائسةٍ للسيطرة على العاصمة .
إزاحة المالكي ، وفرض نظامٍ عسكري مطيعٍ ، سيساعدان إدارة بوش في المدى القصير ، في الأقل ، وذلك بتشديد القمع الوحشي ، وتأمين العراق ، قاعدةً لاستفزازاتٍ جديدةٍ ضد إيران وسوريا .
لكنّ انقلاباً عسكرياً في بغداد لن ينقذ البيت الأبيض من ورطته ، مثل ما لم ينقذ الانقلابُ على نغو دين دييم في 1963 ، الولاياتِ المتحدة ، من الغرق أكثر فأكثر في المستنقع السياسي والعسكري .




#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفْرُ البئرِ المطويّة
- حوار مع الشاعر العراقي: سعدي يوسف - وليد الزريبي
- الشيوعيّ الأخير يدخلُ في النفَق
- قرنٌ أم نصفُ قَرنٍ ؟
- العودة إلى عصور الظلام
- الشيوعيّ الأخير يتعلّم الهبوطَ بالمظلّة
- الشيوعيُّ الأخيرُ يَخرج متظاهراً
- طيور عَمّان وأشكالُها
- الشيوعيّ الأخير يرفضُ عملاً
- الشيوعيّ الأخير لا يعملُ مترجِماً
- الشيوعيّ الأخير يتطوّعُ ...
- الشيوعيّ الأخير يسبح في خليج عدن
- الشيوعيّ الأخير ينتظرُ الحافلةَ
- الشيوعيّ الأخير يشتري قميصاً
- قتْلُ الفلسطينيين
- الشيوعيّ الأخير يريد أن يكتبَ شِعراً
- الشيوعيّ الأخير يدخل الجنّة
- الشيوعيّ الأخير يشهدُ أوّل أيّار في برشلونة
- الشيوعيّ الأخير يذهبُ إلى البصرة
- الشيوعيّ الأخير يذهب إلى السينما


المزيد.....




- ستشعر بزيادة سعر قهوتك بسبب الرسوم الجمركية بعد 14 إلى 90 يو ...
- بالأرقام.. 9 دول تتوزع بينها الرؤوس الحربية النووية
- أول رد من الصين بعد دخول تعريفات الـ 104% لترامب حيز التنفيذ ...
- -أمر مرعب-.. لماذا يشعر بعض الأمريكيين بالقلق من السفر في عه ...
- صناعات تمس حياتك اليومية.. ما عليك الاستعداد له مع دخول تعرف ...
- تقارير إعلامية تتحدث عن استخدام ميناء طنجة بالمغرب في شحن مك ...
- رئيس أذربيجان يحث أرمينيا على -عدم إضاعة الوقت- لإبرام اتفاق ...
- تحذير استخباراتي إسرائيلي من استعداد مصر للحرب
- تنفيذ حكم القتل تعزيرا بحق سعودي ارتكب جرائم إرهابية
- صحيفة أمريكية: روسيا تحقق تقدما ملحوظا في بناء حاملة مروحيات ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - هل تخطط الولايات المتحدة لانقلابٍ في العراق ؟