|
بين الأمس واليوم حكاية وطن
سلام المهندس
كاتب وشاعر وناشط في حقوق الإنسان
(Salam Almohands)
الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 21:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نحن لا نقدس الماضي ولا نبكي عليه، فقط إننا نبكي على مستقبلنا وما حل بالعراق والعراقيين، بعدما أصبح أحلى خياراتنا مُر علقم، فأما ان نقبل بطاغية دكتاتور يحكمنا ومجموعة مرتزقة يتسلطون على رقابنا ، وأما ان يكون البديل مجموعة من اللصوص وأصحاب الأجندات والمرتبطين بالخارج يتسلطون علينا ، ويحاربون الثوار الأحرار أصحاب الضمائر الحية واصحاب الروح الوطنية.
نتذكر الأمس كحكاية وطن مهدور الكرامة، لا نريد نطيل الحديث في ماضيٍ مضى كسابقتها من الحقبات الذي مرت على العراق، لم يسقط الشعب بل سقط القادة وبقى الشعب صامد لم تهز نسيجة الاجتماعي جميع الصدمات والظلم والمؤامرات الذي اجتازت العراق، واليوم حكاية وطن مجروح الكرامة ومهان ويعيش على النعرات الطائفية، بل لنسميها الحقبة السوداء والتأريخ الأسود الذي سيذكرها التأريخ في كل مفاصلها، تأريخ كتاريخ المغول الذي دمر بغداد وانهى تاريخ الازدهار فيها والمغول من أخطر شعوب العالم الذين عرفهم التاريخ في ميدان القتل والتخريب والتدمير لم نصدقها وكنا نقول روايات من الخيال مزيفه، لكن عندما رأينا سواد وإجرام الذين جاءوا بعد عام 2003 الآن نصدق تأريخ المغول وما فعلوه في بغداد واهلها، بل نصدق ذاك التاريخ قبل 763 سنة من الآن، بعدما رأينا مغول العصر الحديث، المتأسلمين الذي قدموا أسوء صورة للإسلام من قتل وفساد وانتهاك حقوق الإنسان للإنسان وهدر كرامته.
الأمس رغم كل المحن والجوع والذل ونعوش الموت مع توفير الامان والقانون، وفي نفس الوقت تجد العراقيين متكاتفين الجار يحب الجار، ويتناقلون القصص والأحلام لغد اجمل، ويتأملون يوماً ديمقراطية شبيه بديمقراطية الدول المتقدمة مع رفاهيتهم بنفطهم وينتظرون الخلاص من الظلم والحروب ودخولهم الجيش مجبورين وإلا حبل المشنقة في انتظارهم، يتمنون امتلاكهم تواصل اجتماعي حال باقي الشعوب ويواكبون التقدم وخاصة هم من الدول الغنية، أمس لم نكن نسمع عن العطوات ولا الفصل العشائري ولا تقاتل عشيرتين مع بعض مهما كانت الأسباب وكانت تحل بشكل ودي مع تواجد الحكماء من القبيلة، أمس لم يكن يسمع العراقيين فلان يكره فلان لكونه يقلد فلان والآخر يقلد فلان رغم هم بنفس الطائفة، امس لم نكن نسمع تم قتل فلان لكون انتقد فلان وهو يمثل قائد مذهب او طائفه او مقلد لفلان.
ذهب أمس وجاء اليوم الذي أثلج قلوب العراقيين بديمقراطية وحرية لم يألفوها يوم أمس، سيمتلكون الساتلايت والأنترنيت والتواصل الاجتماعي، جاء اليوم واهازيج العراقيين رجالاً ونساءاً تعم الشوارع فرحيين من الخلاص من عهد مضى حال العهود السابقة، جاء اليوم بتحقيق حلمهم بقائد جعفري ينقذهم من وحل العبودية إلى وحل الحرية، بدأ العراقيون يطوفون الشوارع ويجدون لوحات كبيره مرسومه فيها بنايات شاهقه وجسور وحدائق ومكتوب عليها سوف نجعلها دبي الثانية، طالما حلم حكام الامارات الانقياء والشرفاء لبناء بلدهم ومجتمعهم ان تكون دبي شبيه ببغداد، بدأنا نتمنى ان تكون بغداد شبيه بدبي، جاء اليوم وياليته لم يؤتي ليكشف عورتنا وزيف ايماننا ونحن نقدس الأصنام والبشر لنعلن عبوديتنا، جاء اليوم الأسود مع توافد غربان وعواهر السياسة الآتين من خلف الحدود لينهشوا بلحمنا ويقتلوا اطفالنا ويعبثون بقيمنا ومبادئنا، فعكسوا صورة امس ليتقاتل الشعب فيما بينه ليسرقوا وينهبوا ونحن نتقاتل خلال التواصل الاجتماعي بالشتام وإطلاق التهم، واصبح اكثرهم مخبرين عن فلان ابن فلان وعن عنوانه ليتم هدر دم إنسان لكون انتقد عواهر السياسة وبذلك ساهم بقتل اخوه الإنسان، جاء اليوم فالجار يكره جاره، والاخ يكره اخوه، وانتشر قطع الارحام، إذا كان ظلم الأمس الذي كنا نتمنى الخلاص منه، بدأنا نعيش اليوم بظلم لم نرى مثيله في كل تاريخ الأرض.
اليوم اصبحت العمامة هي الحاكم وهي القانون بعدما كانت مكانها في اقرب قمامة، اليوم خطاب العنف والطائفية والخوف من الإنسان الذي يختلف عنك في الطائفة والمبدأ هو العدو لك، هذه الصورة الذي تم غسل بها عقول الإنسانية، اليوم كثر المتسولين والفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم امام ميزانية مهولة يتم سرقتها بإسم الدين والطائفة والمذهب، اليوم اصبحت العمالة والخيانة هي الشرف والشرف تم ذبحه على قبلة المصلين الذين عاثوا فساداً وسرقات وشاركوا بهدر دماء شبابنا، حكاية وطننا طويلة يحتاج كتب ومجلدات لتؤرخ تاريخ اسود طوله 18 سنة وربما يحتاج آلاف الكتب للسنين السوداء الآتية ، العمر لم يبقى به سنين للمعاناة فنترك تاريخ العراق للأجيال القادمة لتكتب عن قصة وطننا وكيف تم سرقته ونهب ثرواته؟ لتكتب عن تاريخ المرتزقة والفاسدين الذين جعلونا نحلم بوطن نعيش به بكرامة الذي هُدرت من جميع الأنظمة الذي حكمت العراق.
اليوم اصبح نفط الشعب ليس للشعب، بعدما كان يوم امس نفط الشعب للشعب، اختلاف العنوانين والشعب لم يكن صاحب نفط ولم يملك منه شيء سوى شعارات فارغه، اليوم نفط الشعب لجيوب السياسيين سرقوه علناً ومباركة الشعب الفقير، وامس كان نفط الشعب لتحرير فلسطين والعراقيين هاربين من جحيم هذا التحرير، ليعملوا بأعمال لا تليق بهم عند الفلسطينيين في الاردن ويتم اكل حقهم وطردهم وتسفيرهم، شعارات فارغه عانى منها شعبنا، لم يكرمه الفاسدين ولم يكرمه المطبل لتحرير فلسطين، سننتظر تاريخ آخر من حكاية وطن إلى تحرير وطن من كل فاسد ومجرم وديكتاتور، وعلى نفس العهد يسقط القاده ويبقى الشعب.
#سلام_المهندس (هاشتاغ)
Salam_Almohands#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تساؤلات بين الفلاسفة والمفكرين حول الديمقراطية
-
الديمقراطية الزائفة في عراق الميليشيات
-
حلم الفقراء في ارض سماءها سوداء
-
المأساة الكبرى
المزيد.....
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|