شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 17:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التقى يوم الجمعة الأخير في منتجع سوتشي، رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذا هو اللقاء الأول بينهما.
وفي مستهل اللقاء قال بوتين: "هناك العديد من القضايا الإشكالية، ولكن هناك أيضًا فرص للتعاون، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب". وبدوره قال بينيت:"علاقتنا مع روسيا مميزة جدًا، ومبنية على العلاقات العميقة بين البلدين".
وقد تم خلال اللقاء تداول أكثر من ملف، وعلى رأسها الملفان السوري والإيراني، والمسائل المتعلقة بالإرهاب، فيما غاب موضوع الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، رغم ما أبدته موسكو في الماضي عن اهتمامها بهذا الملف من خلال الدعوة لعقد مؤتمر دولي في موسكو برعاية روسية، ولا يمكن تفسير وتحليل هذا التجاهل للقضية الفلسطينية وعدم الخوض بالموضوع الفلسطيني من قبل موسكو تحديدًا، ومن الناحية العملية استجابت الرئاسة الروسية لتجاهل هذا الملف، ومن المعلوم أن الحكومات الإسرائيلية السابقة لم تستجب ولا مرة للدعوات الروسية، وعلاوة على ذلك فإن تجاوز الملف الفلسطيني يفتح الطريق أكثر أمام تعزيز العلاقات الروسية، وكذلك الخلافات في وجهات النظر بخصوص القضايا التي تناولها اللقاء حول إيران وسورية يمكن إيجاد صيغة للتفاهم حولها، باستثناء الملف الفلسطيني- الإسرائيلي.
من الواضح أن العلاقات الروسية الإسرائيلية تتجه إلى مزيد من التعاون الاقتصادي التجاري، وبعيدًا عن الغزل السياسي والدبلوماسي بين إسرائيل وروسيا، فإسرائيل اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة لتثبيت التفاهمات العسكرية والأمنية مع روسيا، في ظل الانسحاب الأمريكي من المنطقة.
وهذا اللقاء لن يغير الأهداف والاستراتيجية الإسرائيلية في سورية، بل من المتوقع أن يتم توظيف التعاون مع روسيا لمواصلة التنسيق العسكري بينهما، وزيادة الدور الروسي لصالح إسرائيل.
ورغم التجاهل للموضوع الفلسطيني، لا بد من التذكير ان روسيا كانت اتخذت في الماضي مواقف حازمة ورافضة لقرارات الرئيس الأمريكي السابق ترامب، وأوضحت موقفها التقليدي الاعتراف بالقدس عاصمة دولة فلسطين العتيدة، ودعمها أي مشروع تسوية يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وأن موسكو تقف ضد كل القرارات التي تتخذ من جانب واحد، في سياق ردها على صفقة القرن الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية لصالح التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتكريس الاحتلال للمناطق الفلسطينية.
لقد تجاهل بينيت الموضوع الفلسطيني، جوهر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كذلك فعل الرئيس الروسي بوتين حيث استجاب لهذا التجاهل في لقاء سوتشي، وهذا له أبعاد خطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية.
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟