أنا والنبي موسى وسحرة فرعون......

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

الحوار المتمدن-العدد: 7058 - 2021 / 10 / 26 - 22:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

منذ صغري،كنت عاشقا للنبي موسى ،عاشقا لذلك النبي الذي حرر شعبه من العبودية،عاشقا لذلك النبي الذي وقف في وجه فرعون مصر العظيم، ليعلن أنه يفعل كل تلك المعجزات بقوة اله العبرانيين ,عاشقا لذلك النبي الذي أخرج شعبا جبارا بكامله لياخذهم إلى الأرض التي وعده ربه بها.إلى أرض الميعاد ،كنت لا أمل من متابعة فيلم الوصايا العشرة للمثل المشهور Charlton Heston….ويزيدني عشقا للنبي موسى ومعجزاته….
أخذتني روح الحياة بعيدا بعيدا عن بلدي ، وقذقتني كامواج المحيط من بلد إلى آخر ،أخذتني من طور إلى طور ،ومن مرحلة إلى أخرى ومن عقلية إلى أخرى، سنوات كثيرة مرت ،كبر عقلي وزاد فهمي وتعلمت الكثير الكثير، لم اعد ذلك الفتى الساذج الذي يصدق كل شئ بمجرد أنه مكتوب في الكتاب المقدس،لم اعد اقرأ بعجالة وبدون فهم ولم اعد اردد كالببغاء كغيري، ولم اعد اردد جمل وأنا أصلي كتبها أحدهم…
ثلاثون عاما منذ رحيلي من العراق ،يقينا كل يوم يزداد عمري ،ولكن أيضاً تزداد ثقافتي ويزداد فهمي للحياة ..وهذا شئ جيد يشعرني أنني إنسان ،لاني ابحث وافكر….
لم اعد أيضاً معجبا بالنبي موسى كما كنت، ولا بمعجزاته الخرافية ولا بشريعته القاسية الظالمة ...أنه قاتل قبل كل شي، ألم يقتل ذلك المصري،وبدون سبب ؟؟؟؟؟
رغم غرابتها وعظمتها، فمعجزات موسى لا يذكرها التاريخ ولا يؤرخها المؤرخين، لا نصوص ولا حفريات ولا نقوش ولا كتابات ..يبحث عنها علماء الآثار ولا يجدون لها أي أثر، ولا سرد تاريخي في أي كتاب، إلا في التوراة والقرآن …..
في معجزات موسى مع فرعون مصر، الكثير الكثير، والحقيقة أن ضحية تلك المعجزات كانوا أناس أبرياء، ناهيك عن الحيوانات والمواشي والأسماك والمزارع وثمار الأرض وغيرها،فقط لان اله العبرانيين أراد أن يغلظ قلب فرعون وعبيده حتى يريهم تلك المعجزات المهلكة….
هذه المعجزات كانت بقوة اله العبرانيين والذي لا يعرفه العبرانيين انفسهم، ذلك الإله الجبار الذي قلب عاليها سافلها على فرعون وشعب وأرض مصر، واباد العباد والبلاد رغم أنه لم يستطع أن يحرر شعبه بعدها في نينوى وبابل….ولكن دعونا من معجزات موسى اليوم...اليوم أنا أتوقف وأتساءل ، إذا كانت كل تلك المعجزات بقوة الله أو يهوا أو اله العبرانيين ،فبأي قوة كانت معجزات سحرة فرعون ؟؟؟؟؟؟
معجزات خارقة استطاع سحرة فرعون هم أيضا أن يفعلوها وفي حضرة موسى ؟ فهل هناك آلهة أخرى, تفعل المعجزات ؟ هل هذا نوع من صراع الآلهة ؟ هل هناك قوة خارقة يملكها الهه سحرة فرعون ؟؟؟؟؟؟
** طرح سحرة فرعون كل واحد عصاه،كما فعل موسى وأخوه هرون في حضرة فرعون عندما طرحوا العصا لتتحول إلى ثعبان،فصارت العصي التي طرحها سحرة فرعون أيضاً ثعبانين…..فهل يستطيع أحدهم اليوم فعل مثل ما فعل سحرة فرعون؟
** ضرب موسى عصيه على ماء النهر ليتحول إلى دم ،امام عيني فرعون وعبيده، كذلك فعل سحرة مصر بسحرهم كما فعل موسى ..فهل يستطيع أحدهم اليوم فعل مثل ما فعل سحرة فرعون؟
** اصعد موسى الضفادع على أرض مصر كلها، ولكن كذلك فعل سحرة وعرافو مصر بسحرهم واصعدوا الضفادع على أرض مصر..فهل يستطيع أحدهم اليوم،فعل مثل ما فعل سحرة فرعون ؟؟؟؟؟؟
وعلى فكرة ،رغم أن تفاصيل معجزات موسى ،تفاصيل غريبة وغير منطقية، مثلاً ،كالتي يضرب فيها البرد على أرض مصر كلها، إلا أرض جاسان حيث كان بنو إسرائيل فلم يكن فيها برد، لان الله كلي المعرفة ،يعرف تماما أنها أرض بني إسرائيل..ولكنه يرجع ويقول لموسى " حتى يكون لهم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها فارى الدم واعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين اضرب ارض مصر"..
يعني لو نسى أحدهم أن يضع علامة على بابه فالله كلي المعرفة ،سوف لن يمييز هذا البيت ،ويطيح حظه…..
ولكن أيضاً تفاصيل معجزات سحرة فرعون لا تقل غرابة وسذاجة … أليس من المفروض انهم يفعلوا عكس ما فعل موسى ؟ أليس المفروض أن يزيلوا الدم من الأنهار وترجع كما كانت قبل معجزة موسى ؟ أليس المفروض أن يرجعوا الضفادع حيث أتت ،بدلا من أن يملؤا هم أيضا أرض مصر منها ؟؟؟؟؟؟
لو كان صدام بدل فرعون مصر ،لقطع أجسادهم إلى أربع وصل .ولكن فرعون مصر لم يفعل شيئا...
لا يهم فالخرافة ،لا رائحة ولا طعم ولا لون لها…..أنه اصبع الله،كما يقول سحرة فرعون...
لو صدقنا بأن معجزات موسى فعلا تمت ؟كيف استطاع سحرة فرعون عمل كل تلك المعجزات ؟؟؟؟ أليس هذه أيضاً عملا خارقا يستحق منا التوقف عنده ؟ البوم،وبعد مرور أكثر من 3500 سنة. هل يستطيع أحدهم ورغم التقدم العلمي والتكنولوجي فعل مثل ذلك ؟؟؟؟؟؟
أم هي تلك الخرافة المقدسة،التي تعيش وتعشعش في داخلنا ؟؟؟؟؟؟؟

تحياتي….
نعم للتنوير….لا للتخدير.

#فارس_الكيخوه (هاشتاغ)       Fares_Al_Kehwa#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات