أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الثانية والعشرون















المزيد.....

ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الثانية والعشرون


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 7057 - 2021 / 10 / 25 - 23:42
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


دوزن صوتك
أقرأ القصص بصوت عال

من بين كل المؤثرات التى يصنعها الكُتاب ، ليس هناك ميزة أكثر أهمية ولا أصعب منالا من تلك الميزة التى تدعى الصوت .

الكتاب المهرة ، وهذا ما قيل مرة تلو الأخرى ، يريدون أن يكتشفوا صوتهم ، يريدون أن يكون ذلك الصوت مألوفا ، وهذه الكلمة تذكرنى بكلمتى " مؤلف " و " وتأليف .

ولكن ما الصوت ؟
وكيف يضبطه الكاتب ؟

إن التعريف الأكثر فائدة يأتى من صديقى وزميلى فى الكلية دون فراى : " إن الصوت هو خلاصة كل الاستراتيجيات التى يستعملها الكاتب لخلق الوهم بأن الكاتب يكلم القارىء مباشرة من الورقة " ، الكلمات الأكثر أهمية فى ذلك التعريف هى " خلق "و" وهم " و " يتكلم " .

الصوت هو مؤثر يصنعه الكاتب ويصل القارىء عبر أذنيه ، حتى حينما يصله المضمون عبر عينيه .
يتذكر الشاعر ديفيد مككورد أنه تناول ذات مرة نسخة قديمة من مجلة سانت نيكولاس ( بابا نويل ) التى كانت تنشر قصصا يكتبها الأطفال ، وقد لفتت انتباهه إحدى القصص " وفجأة أدهشتنى قطعة نثرية أكثر واقعية وطبيعية فى الصوت من كل ما مررت عليه بشكل عابر .

وقلت لنفسى ، إن هذا الصوت يبدو مشابها ل " ى. ب . وايت " ، ثم نظرت إلى التوقيع ، وكان باسم بيلوين بروكس وايت ، العمر 11 سنة " . لقد ميز مككورد عناصر أسلوب – الصوت – المؤلف الشاب الذى سيكبر فى يوم ما ليكتب رواية الاطفال " شبكة شارلوت ".

إذا كان فراى محقا ، فإن ذلك الصوت هو خلاصة كل استرتيجيات الكتابة ، فأى تلك الاسترتيجيات هى الجوهرية فى صنع التكلم ؟

للأجابة عن ذلك السؤال ، تخيل قطعة من أداة موسيقية تسمى جهاز التحكم فى الصوت ، هذه هى الألة التى تخلق مديات الصوت فى مضخم الصوت ، من خلال توفير الأصوات العالية والمنخفضة ، فترفع المنخفض وتخفض المرتفع ، وتضيف قليلا من الارتدادات الى أن يتكون الصوت المطلوب .

لذلك ، فإذا كنا نمتلك جهاز توليف سلسا وممتازا لصوت الكتابة فما المديات التى يستطيع هذا الجهاز أن يصل الى مستوياتها ؟
هذه مجموعة من التوضيحات على شكل أسئلة .

ما مستوى اللغة ، أو بعبارة أدق ، هل يستخدم الكاتب لغة الشارع أم الجدل المنطقى لأستاذة الميتافيزيقا ؟ هل مستوى اللغة فى أسفل سلم التجريد أم قريب من قمته ؟ أم أنه ينتقل بينهما ؟

من الشخص الذى يستخدمه الكاتب ؟ هل يستخدم الكاتب الضمير " أنا " أم " نحن " أم " هم " أم كلها ؟

ما حدود ومصادر الإيماءات ؟ هل هى نابعة من ثقافة راقية أم متدنية ؟ أم كليهما ؟ هل استشهد الكاتب بعالم لا هوت من القرون الوسطى أم بمصارع محترف ؟ أم بكليهما ؟

كم عدد المرات التى يستخدم فيها الكاتب غالبا الاستعارات وسمات الخطاب الأخرى ؟

هل يريد الكاتب أن يبدو أكثر شبها بالشاعر ؟ ، الذى يكون عمله غنيا بالصور التشبيهية ، أم الصحافى الذى يستخدم الاستعارات من أجل تأثيرات خاصة ؟
ما طول وتكوين الجملة النموذجية ؟ هل الجمل القصيرة أم البسيطة ؟ الطويلة أم معقدة ؟ أم مزيج من ذلك ؟

ما المسافة التى تفصلها عن الحيادية ؟ هل يحاول الكاتب أن يكون موضوعيا ، متعصبا ، متعاطفا ؟

كيف تشكل الكتـابة مادتها ؟ هل هى عادية أم شاذة ؟ هل تعمل الكاتبة بموضيع معيارية ، مستخدمة البنى القصصية التقليدية ؟ أم أنها تجريبية وابتكارية ؟

تمعن فى هذه القطعة ، وهى حديث إذاعى لمراسل راديو سى بى إس ، عن تحرير معسكر الاعتقال النازى بو خنفالد فى العام 1945 . اقرأها بصوت عال لتختبر صوت الكاتب :

" عندما دخلنا ، كانت الأرضية مبلطة بالأسمنت ، وكان هناك صفان من الجثث التى كدست مثل كومات حطب التدفئة ، كانت نحيلة وشاحبة جدا، بعض الجثث كانت مكدومة بشكل رهيب ، على الرغم من بنيتها النحيلة التى لا تتحمل الكدمات ، كان بعضها قد أطلق عليه النار فى الرأس ، ولم تنزف سوى قليل ، كانت كلها عارية عدا اثنتين منها .

حاولت أن أحصيها بكل ما أستطيع ووصلت إلى الاستنتاج أن كل ذلك كان إبادة لأكثر من خمسمائة رجل وصبى مستلقين فى أكداس مرتبة ".

استند الصحافى فى لغته على إفادة شاهد عيان ، بإمكانى أن أسمع الصراع بين حرفية المراسل وغضبه كإنسان ، مستوى اللغة كان واضحا

وملموسا ، يصف رؤية أشياء رهيبة ، وقد استخدم تعبيرا مرعبا وحادا ، " أكوام الحطب " ، ولكن البقية تبدوا واضحة ومباشرة ، الجمل أغلبها بسيطة وقصيرة ، ولم يكن صوت كتاباته محايدا ، كيف يمكن له أن يكون كذلك ؟

إنه يصف العالم كما يراه ولا يصف عواطفه كمراسل ، ومع ذلك ، فقد وضع نفسه فى المشهد فى الجملة الأخيرة ، مستخدما " أنا " لكيلا يثير الشك بأنه رأى ذلك بأم عينه ، إن عبارة " كانت تلك إبادة " تبدو تماما كما لو أنها مقتبسة من شكسبير .

إن هذه القراءة المجهرية الموجزة لأعمال مورو تظهر التفاعل بين استرتيجيات مختلفة ، الأمر الذى يخلق ذلك التأثير الذى نعرفه بالصوت .

وكم يختلف التأثير ، عندما يصف فيلسوف القرن السابع عشر الإنجيزى توماس هوبز عاطفة الإنسانية :

إن حزن الإنسان على بؤس االاٌخرين هو شفقة ، وهو يتأتى من تخيل أن من المحتمل أن تحدث له المصيبة نفسها ، ولذلك فهو يسمى أيضا تعاطفا ، وفى تعابير أوقاتنا الحاضرة الإحساس المشترك ، ( مقتبس من كتاب توماس هوبزليفانثان ).

إن قطعة مورو ، بخصوصيتها ، تثير الشفقة والعطف ، أما فقرة هوبز بتجردها ، فإنها تعرفهما .

إذا كتبت مثل مورو ، فسوف تبدو صحافيا ، واذا كتبت مثل هوبز فسوف تبدو فيلسوفا .

يعتبر كتاب " العناية بالرضيع والطفل " لبنجامين سبوك ، والذى نشر للمرة الأولى فى العام 1945 ، بمنزلة الكتاب المقدس للوالدين ، وقد كُتب فى مقدمته :

" أن أهم ما ينبغى على قوله ، هو أنك يجب ألا تأخذ حرفيا وتماما ما يقال فى الكتب ، كل طفل مختلف ، وكل والدين يختلفان ، كل مرض أو مشكلة سلوكية تختلف الى حد ما عن الاخرى ، كل ما أستطيع أن افعله هو أن أصف المشكلات والإصابات الأكثر شيوعا فى أحكامها الأكثر عمومية .

تذكر أنك أكثر اعتيادا على أمزجة أطفالك وحالاتهم أكثر مما أستطيعه أنا الى حد كبير " .

لغة الدكتور سبوك بسيطة ، بل وموثوقة . صوته حكيم ، بل ومتواضع . إنه يخاطب القارىء مباشرة ، كما فى رسالة ، مستخدما كلا من " أنت " و " أنا " ويحترم خبرة ومعرفة الأبوين ، وليس عجبا أن أجيالا من الأسر تتوجه الى صوت طبيب العائلة طلبا للنصيحة وراحة البال .

لكى تختبر صوت كتابتك ، فإن الأداة الأكثر فاعلية على طاولة عملك ، هى القراءة الجهرية . اقرأ قصتك بصوت عال ، لتسمع ما إذا كانت تشبهك ، عندما يقدم المعلمون هذه النصيحة للكتاب ، فغالبا ما نقابلها بنظرات شك ( لا يمكن أن تكون جادا ) ، هذا ما تقوله هذه النظرات ( " أنت لا تقصد أن على حرفيا قراءة القصة بصوت عال ؟

ربما كنت تقصد على أن على قراءة القصة " بصوت مرتفع " بهدوء ، وأنا أحرك شفتاى ؟

كلا ، ما أقصده عاليا ، وعاليا بما يكفى لأن يسمعه الأخرون .

بوسع الكاتبة أن تقرأ القصة بصوت عال لنفسها أو لمحرر أخر . وبوسع المحرر أن يقرأ القصة بصوت عال للكاتب ، أو لمحرر اخر ، من الممكن قراءتها على هذا النحو ليتلقى صوتها ، أو لتعديلها .

ومن الممكن أن تقرأ فى احتفال ما ، ولكن يجب الا تقرأ ابدا على نحو ساخر .

من الممكن أن تقرأ لسماع المشكلات التى تجب معالجتها .

يشكو الكتاب من المحررين الصُم ، الذين يقرأون بعيونهم وليس باذانهم . قد يرى المحرر عبارة غير ضرورية ، ولكن ما الذى يفعله حذفها لانسجام الجملة ؟

إن أفضل إجابة عن هذا السؤال هى القراءة السمعية والشفهية .

والى الاداة الثالثة والعشرون والجزء الثالث ( المخططات ) فى مقال قادم



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- # أشجار _ مصر من ينقذها
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الواحد والعشرون
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة العشرون
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة التاسعة عشرة
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثامنة عشرة
- كتابة وجنس
- أدوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة السابعة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة السادسة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الخامسة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الرابعة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الثالثة عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الثانية عشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الأداة الحادية عشرة
- وعكة صحية
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة العاشرة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك -الاداة التاسعة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الثامنة
- عريس سحليه
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة السابعة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة السادسة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الثانية والعشرون