أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الله ليس هو الحل













المزيد.....

الله ليس هو الحل


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 7055 - 2021 / 10 / 23 - 21:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أستكمل فى مقالتى هذه ما أنهيت به مقالى السابق وهى عبارة: الأديان تؤكد لك عزيزى المؤمن أن الله هو الحل، وأنت ‏بالتأكيد تؤيد ذلك والدليل أنك ترفع إليه صلواتك ودعواتك بالخير للمؤمنين وبالشر واللعنات وخراب وهلاك الغير مؤمنين، ‏وتؤمن بذلك أشد الإيمان والكلام واضح ولا يحتاج إلى تفسير أو تأويل أو فلسفة أو سفسطة، ويعنى هذا أنك تثق بأن ‏إلهك الله يسمع دعواتك ويستجيب لها سواء كان بالخير أو بالشر، وبوضوح أكثر فإنك عزيزى المؤمن تعبد وتؤمن بإله ‏الخير وإله الشر، لأن الله يهدى من يشاء ويضل من يشاء ويقف الله وملائكته مع بنى إسرائيل ليحارب أعداءهم ويقتل ‏المئات والألاف منهم فى حروب كثيرة، وجميع الأديان السماوية أو الإبراهيمية أعطاها الله لكم على أيدى أبوكم وجدكم ‏إبراهيم، وهذه الأديان تؤمن وتعتقد أيضاً بأن الله هو إله الخير والشر رغم أنف الجميع كما يقولون فى الأمثال!!‏

لست بحاجة أن تحتج بعصبية وتقول بأن الله إله الخير فقط أما الشر فهو من إبليس الشيطان، هذا كذب ومحاولة ‏لتجميل وجه الله والأديان لأن التاريخ يقص علينا فى كتب الله التى أنزلها على رسله وأنبياؤه الذين تؤمنون بهم، أن الله ‏صنع الكثير من الشر ضد الشعوب التى لم تؤمن بهم عهد إبراهيم وحتى الدين الأخير، وتستطيع عزيزى المؤمن وأعتذر ‏أننى لا أقول أخى المؤمن لأنك ترفض ذلك وبشدة لأن المؤمنين إخوة وغير المؤمنين هم خارج دائرة هذه الإخوة، أستكمل ‏وأقول أن تلك الكتب التى تقدسونها يأمر فيها إلهم الواحد بقتل غير المؤمنين وأعتبارهم أعداء الله وبذلك هم أعداءكم ‏ولزاماً عليكم محاربتهم وقتالهم وغزوهم فى بلادهم وسفك دماءهم ودماء شيوخهم وأطفالهم وسبى نساءهم ونهب أموالهم ‏وممتلكاتهم والتمتع بنسائهم.‏

هذا الكلام قاله الله ومحفوظ عنده ومكتوب قى كتبه التى أنزلها وأسأل أخى القارئ: تلك الأوامر والحروب والغزوات وقتل ‏الألاف من البشر, هل هى من الله أم لا؟؟ بالطبع أخى القارئ وعزيزى المؤمن لا تستطيع أن تنكر أو تمارس مبدأ التقية ‏بل ستقول: أنها أوامر الله ولا يمكننا عصيانه، إذن تشريد وتهجير وقتل الألاف من البشر، بإذن الله إله الخير وإله الشر ‏لكنك يا مؤمن تقول بأنك تنفذ أوامر الله لكن الشر هو من الشيطان الذى يوسوس لك ويجعلك تشتهى وتزنى وتكذب ‏وتسرق وتقتل وتزدرى بقية البشر لأنهم ليسوا مؤمنين بالله الذى لم يراه بشر، وأنت مطمئن وواثق من هذا الكلام لان الله ‏قاله لك وبذلك أستراح ضميرك لأن إلهك ألقى المسئولية على الشيطان الذى خلقه, أليس كذلك يا مؤمن؟؟؟

أعتقد أن كلامى بسيط وسهل الفهم لا يحتاج إلى شرح أو تفسيروتاويل من فقيه أو كاهن أو حاخام، لكنه من الصعب ‏على المؤمن الإيمان بأن الله يقوم بدورين أو إلهين إله الخير وإله الشر والأثنين واحد، وإلا أعتبرنا الله إله الخير ‏والشيطان هو إله الشر، وهذا بالطبع مرفوض من المؤمنين وغير المؤمنين لأن معرفتنا بتاريخ نشأة الشيطان والإنسان ‏حسب ما تقوله كتب الله ورسله، أن الله أخرج الشيطان من سماءه أو من ملكوته أو من جنته بعد أن كان ملاكاً مطيعاً ‏للأوامر الإلهية ويتعبد لله ويسبحه ويرسله الله فى إرساليات هامة مثله مثل بقية الملائكة، لكن بعد ظهور آدم وحواء ‏عصى الله وأصبح شيطان!!‏
‏ المثير للإنتباه فى هذه القصة أن الله عاقب الشيطان بأن جعله مثل إله أو ملاك الشر لا يوجد فرقاً كبيراً بين الأثنين ‏لأن الشيطان فى كلتا الحالتين يملك حرية نفسه وإرادته ومشيئته ويفعل ما يريد، وقام الله بتعيين الشيطان بسلطة إلهية ‏أن يتسلط على عقول وقلوب البشر أجمعين بإغوائهم لأرتكاب الشر ويعصون وصايا الله وأوامره، معنى ذلك أن الشيطان ‏يقوم بهذا العمل الشرير المكلف به من الله بمفرده ضد البشرية جمعاء؟؟؟
لا لا الله يعلم ما لا تعلمون، تخطيط الله أن الشيطان لا يعمل بمفرده أعطاه الحرية أن يصعد إلى السماء ويقوم بغواية ‏ملائكة الله، ومن أستطاع غوايته يصبح شيطاناً مثله وفى رواية أخرى أن الشياطين يتوالدون، لكن هذا لا يهمنا الله حر ‏والشيطان حر إذا جعلهم يتناسلون أو يسمح الله للشيطان بغواية الملائكة، لكن النتيجة الواضحة بين السطور وعلى ‏السطور التى أحاول أن يستوعبها القارئ من المؤمنين وغير المؤمنين هى: أن الله قادر على فعل الشر بل يقوم بفعل ‏الشر منذ الأزل وحتى اليوم، سواء فعله بنفسه أو بتوجيهه أو بأصدار أوامره للمؤمنين بأن يقتلوا غير المؤمنين لتكون ‏لهم جنة الفردوس بحورياتها ويتمتع بما لذ وطاب من ملذات الله التى أعدها للمؤمنين به وينفذون كلامه ولا يعصون له ‏أمراً، وفى الوقت نفسه الشياطين تعمل هى أيضاً ببذر وزرع الشر فى العالم أجمع.‏

أخوتى وأخواتى القراء والقارئات, أعزائى المؤمنين والمؤمنات أعتقد أن إستيعاب فكر الله ثم ثقافة الله التى ورثتموها عن ‏آبائكم وأجدادكم، تلك الثقافة وذاك الفكر لم تشكوا فيها ولم تفكروا أو تبحثوا عن تلك الغيبيات مثل الكثيرين بل آمنتم بها ‏وأنتم مغلقى الأعين، الآن جاء الوقت لتفكروا بجدية فيه بناء على ما كتبته فى هذه السطور من أفكار لم تفكروا فيها من ‏قبل، مخافة أن يغضب عليكم الله أو يسلط عليكم الشياطين أو يغضب عليكم رجال الدين ويخرجونكم من جنة الله كما ‏خرج أبوكم آدم وأمكم حواء وثالثهم الشيطان؟؟

القضية أو القصة واضحة جداً أنه من رابع وخامس المستحيلات أن يكون الإله متصفاً بتلك الشرور، يصنعها ويسلط ‏الشياطين علينا حتى نقع فى الخطية لأنه لا يعرف الغفران ولا الرحمة لأنها صفات أطلقها عليه البشر لتحسين صورته ‏حتى نتغاضى عن مساوئه وعيوبه وننسى الشر الذى يفعله، بل هناك حقيقة غائبة عنكم وعنى أيضاً إذ أنارت عقلى فى ‏هذه اللحظة أو أوحى بها إلىَ بعضهم، تلك الحقيقة هى أن الله لم يفعل خيراً بأى بشر ومن الظلم أن نصفه بأنه إله ‏الخير، لأنه منذ ولادتنا وحتى اليوم ما هو ذلك الخير الذى صنعه الله لى أو لك أو لكم؟؟

ألسنم معى أن كل الخيرات صنعها الغير مؤمنين كما يقول إلهكم وكتبكم؟ والأرض خير شاهد على ما يصنعونه يومياً من ‏خيرات ووسائل ترفيه وكل شئ نستعمله ونستهلكه فى حياتنا اليومية، البشر أياً كانت جنسياتهم وأعتقاداتهم هم الذين ‏صنعوا كل الخيرات التى يتمتع بها البشر فى أنحاء العالم، لا أريد أن أكرر الكلام باطلاً بل الحقيقة الناصعة الثانية والتى ‏لم تخطر على بالنا وعقلنا هى أن الله كان فى الماضى يصنع الشر ويقاتل البشر ويسفك دمائهم لأنهم لا يريدونه إلهاً ‏عليهم، وكان معهم الحق لأنهم كان بسطاء على الفطرة جهلاء لم تكن لديهم معرفة اليوم، كانوا من السذاجة أنهم كانوا ‏يصنعون تمثالاً ويعبدونه ويقولون عليه أنه إله!!‏

أكرر الحقيقة الغائبة وأتركها لكم فريضة حاضرة تفكرون وتتمعنون فيها: كيف يكون إلهاً ويصنع الشر ويطلب منى ان ‏المؤمن به أن أصنع الشر مثله وبديلاً عنه لأدافع عنه؟؟؟ ‏
كيف يكون إلهاً ويطلب منى عبادته وهو يرتكب الشر ويسلط علينا الشياطين لنرتكب الشر مثله؟
هل المملكة الغيبية كلها مصدر الشرور ولم نفكر فى مصدرها الحقيقى من قبل؟
هل أستوعبنا الآن أن الله ليس هو الحل بل الإنسان هو الحل؟

نعم وعلينا من الآن أن نتعلم كيف نستخدم عقولنا لنفكر بها بدلاً من الأعتماد على الآخرين وثقافتهم الغيبية!! ‏



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوير وإزدراء الأديان هو الحل
- بؤساء الحداثة والتراث‏
- وين الملايين يا لبنان
- الكتابة على أمواج الإسلام الملتهبة
- سقطت السياسة وعاشت كورونا
- عالمنا واحد قبل وبعد كورونا
- السماء التى لا وجود لها
- الله أم صورة الله البشرية؟
- الله يكذب قصصه السحرية
- تعرية الله من الألوهية
- معجزة الله السحر مثل البشر المشعوذين
- ذنوب الله وإنكارها
- الله لا ينسى لكنها أخطاء
- نسيان الله الإنسانى
- تهافت سحر رب العالمين
- الله الرب الساحر
- الوداع يا الله
- هزيمة الله وأنتصار كورونا
- كورونا يُقَيِّد أيدى الله
- كورونا والإله الغائب


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الله ليس هو الحل