أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان الصباح - بؤس الثقافة العربية














المزيد.....

بؤس الثقافة العربية


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7054 - 2021 / 10 / 22 - 15:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الثقافة باختصار هي تجليات المعارف والخبرات وتراكمها وتحولها لفعل من خلال السلوك الانساني وانتاجيته في كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية أي انها السلوك الانساني حين يتحول الى فعل وبدون ذلك فإنها أي المعارف والخبرات " الثقافة " تبقى حبر على ورق لا معنى لوجودها واذا لم يتمكن الانسان من تطوير قدراته وسلوكياته بما يتناسب مع تطور معارفه وخبراته فان هذه المعارف والخبرات لا معنى لها ولا لوجودها سوى كقلادة من الذهب على صدر حمار.
كثيرون قدموا تعريفات للثقافة ومنهم " تايلور (Taylor) الذي يقول ان الثقافة هي " نظام متكامل يشتمل على كلٍّ من المعرفة، والفن، والقانون، والعادات والتقاليد، والأخلاق، وغيرها من الأمور التي يكتسبها الإنسان بوصفه أحد أفراد المجتمع " ولكنه لا يربط بينها وبين سلوك من اكتسبها والا فما قيمة المعرفة ومسميات الوعي بسائر تجلياته ان لم تتحول الى سلوك وفعل على الارض وفي مناحي الحياة واذا استطاع انسان ما جمع وادرك كل ما ذكر تايور وخبئه في الكتب فقط فهو لن يكون اكثر من " حمار يحمل اسفاره ", اما مالينوفسكي (Malinowski)فيعرف الثقافة على انها " وسيلة تحسّن من وضع الإنسان، حيث يستطيع مواكبة التغيُّرات الحاصلة في مجتمعه أو بيئته عند تلبية حاجاته الأساسية " ونسي مالينوفسكي ان الوصول الى تلبية الحاجات الاساسية يحتاج بذاته لأدوات الثقافة فالخبز حاجة اساسية وهو مصنوع لكن فعل الصنع وادواته وبناءها وتحضيرها وشكل الرغيف ومكوناته هي ثقافة تحولت الى رغيف خبز, كلايد كلوكهون (Clyde Kluckhohn) فاعتبر الثقافة " إرث اجتماعي وصل إلى الأفراد من المجتمع الذي ينتمون إليه، والذي خلّف أساليب حياة الشعوب التي عاشت في ظلّ ذلك المجتمع، بمعنىً آخر هي المعلومات التي خزنها الشخص في كتبه، أو حتى في ذاكرته. " وقد نسي دور المجتمع الذي تسلم هذا الارث وافترض ان عليه فقط القيام بدور الخازن لا اكثر.
في تعريف لمكونات الثقافة فقد اتفق الجميع تقريبا " على انها ثقافة مادية وهي التقنيات والاتصالات والنقل وما له تأثير مادي ملموس على الارض والثقافة غير المادية كالدين واللغة والعادات والتقاليد والآداب والفنون وهي صاحبة التأثير على السلوك الانساني والوعي, وقد جعلوا من الدين مكون اساسي من مكونات الثقافة وعند العرب تحديدا بل انهم اسموا ثقافتهم بالثقافة العربية الاسلامية وبمعنى الغاء الفوارق بين الاسلام والعروبة دون ان يدروا انهم بذلك يستبعدون مكون مهم من ثقافة العرب وهي المسيحية وحتى اليهودية ومن قبل الاديان الوثنية ولان العرب عجزوا عن تطوير ثقافة عصرية لجأوا للإسلام ومكوناته للخروج من ازمتهم دون ان يخرجوا من ذواتهم عمليا, فهم أي العرب تزينوا بالإسلام كمظهر وظلوا على حالهم كجوهر فالإسلام مثلا ينبذ العصبية والقبلية والعشائرية بل ويصفها بانها " منتنة " وهو ابشع وصف ممكن ومع ذلك فان العرب ومنذ الامويين لم يغادروا عصبيتهم وقبليتهم وعشائريتهم ولذلك فيما عدا دولة الراشدين تحولت الدولة الاسلامية الى دولة القبيلة او العشيرة او الجماعة من الامويين الى العباسيين ثم تابع بلا كلل حتى الانتهاء بدولة ال عثمان " العثمانيين " وهذا يعني ان العرب لم يحولوا ايمانهم بأهم مكونات ثقافتهم ولغتهم وهو الدين الاسلامي الى سلوك بل عارضوه بلا خجل ولم يعتبروا ذلك خروجا عن النص المقدس بينما اعتبروا انتهاك نظام الارث كفر وعدم التزام المرأة باللباس الشرعي " حسب رايهم " كفر وصار قتال الطوائف ايمان وحكومات القبائل دول اسلامية واذا تجرأ أحد وقال ان الله لم يصرح بالزواج من اربعة فهناك شروط وضوابط لذلك انبرى كل اصحاب الفتاوي لاتهامه بالإلحاد.
ان الثقافة التي لا تتجلى في سلوك اصحابها هي ثقافة عاقر لا وجود لها على الارض وهي ثقافة غائبة أيا كانت تجلياتها النظرية فان لم تصبح القبلية النتنة في القرآن نتنة ومنبوذة وموؤده في سلوك المؤمنين بالقرآن فلا فائدة من ايمانهم وهكذا في الفن والادب فلا يكفي ان تنتج الف شاعر عظماء ان لم ينعكس جمال وعظمة شعرهم على سلوك اهلهم ولا معنى لعظمة الفن التشكيلي ان لم يساهم في جمال حياة اهله واذا رددنا الف مرة ان النظافة من الايمان دون نظافة غلا يجوز الابقاء على كلمة الايمان وحدها بعد ذلك, كما ان التغني بالقول ان المسلم لا يكذب ثم نواصل الكذب فكيف من حق من يكذب أن يدعي بعد ذلك انه مسلم.
مرة اخرى الثقافة سلوك يؤدي الى ثقافة ارقى تؤدي بدورها الى سلوك ارقى اما التغني بالثقافة نظريا وتزيين واجهات الجدران بآيات القران او اجمل الشعر او اجمل اللوحات الفنية والابقاء على نظام القبيلة قائما في الامر الواقع وفعله فهو حال لا يمكن وصفه باقل من انفصام الشخصية العربية بين ما تعتقد وما تمارس لنصل الى نتيجة ان حقيقة حالها يقول انها تعتقد ما تمارس بالفعل لأنها لا تمارس ما تعتقد بالقول وهو ما يمكن وصفه ببؤس هذه الثقافة واصحابها مهما كان التغني رائعا ومنمقا وقادرا على استخدام لغة الله سبحانه او رسائله ولا حتى جزالة وفخامة الكلمات والمصطلحات الت تتحدث عن عظمة ورفعة العروبة وفكرها وثقافتها في زمن نرى فيه العرب في اخر الركب ملحقين ولاهثين خلف غيرهم في الواقع مع انهم يمارسون كل اصناف الشتم واللعنة ضد غيرهم من الامم فأمريكا تقودهم طائعين ويلعنونها في السر والعلن وكذا سائر الدول الامبريالية وللأسف بما في ذلك اسرائيل في الايام الحاضرة فبعض العرب يلعنون ايران الاسلامية لاختلافها الطائفي عنهم شكلا وحقيقة لأنها عدوة الامبريالية وحلفائها ويمدحون دولة الاحتلال الصهيوني لأنها حليفة سادتهم الإمبرياليتين وعديد المبدعين العرب يلعنون الامبريالية ويذهبون طواعية اليها لتقديم خدماتهم بما في ذلك في مجالات الامن والجيش ومع ذلك ترانا نغني لانتصارات أي عربي حقق انجازا هناك لصالح الاعداء وايضا بلا خجل دون ان نحاول الادراك ان من غادر بلاده لخدمة اعداءه لا يستحق التصفيق الا في حالة واحدة اذا اعتبرنا الارض دولة واحدة والبشر امة واحدة.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب ... غياب الفكر ... خرافة التفكير
- القيمة الفائضة ... سلاح إمبريالية المعرفة
- الأبطال يستشهدون والجموع تصفق
- العقل العربي استحضار الخرافة لتغييب الفعل
- نحن وخريف نفتالي بينيت
- سلاح الستة صناعة فلسطينية حصرية
- يمين اليمين على اكتاف العرب واليسار
- المهندسون هندسوا البلد
- مقبرة أفغانستان هل تركتها أمريكا لأعدائها
- حين نغادر مراوحة المكان
- عروبة بلا عرب ألف لماذا ولماذا
- من قضية القضايا إلى أزمات بلا قضية
- حين تجري الماء من تحتنا
- ما بعد الصعود على السلم
- مواطن الله على الأرض
- نزار بنات الذي صار أيقونتنا
- ماذا لدى المقاومة بعد
- تخليص الثورة من صدأ العدة والعتاد
- حالة التيه وساعة الحساب
- ثلاث دول بلا حدود


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان الصباح - بؤس الثقافة العربية