صورة المثليين في الاعلام

منظمة مجتمع الميم في العراق

الحوار المتمدن-العدد: 7053 - 2021 / 10 / 21 - 17:33
المحور: حقوق مثليي الجنس
    

الصورة الإعلامية أداة أو طريقة ثرية لنقل المعلومات والآراء وفقا لكل من الوسيلة وسياستها الإعلامية والغرض الذي استخدمت فيه، وتعد وسائل الاعلام المختلفة الأكثر قوة في صناعة وتضخيم وترويج الصورة الذهنية، وطبعها بقوة في اذهان الناس من خلال الصورة الإعلامية، لذلك فهي تؤثر في اتجاهات الناس وميولهم.

والمثليين هم الفئة او الشريحة من المجتمع الأكثر عرضة للحملات الإعلامية، والتي دائما ما يصاحبها التشويه من صورة المثليين امام المجتمع، بل والدفع بالمزيد من الكراهية والعداء تجاههم، مما يزيد من عزلة هذه الفئة وانطوائها.

اغلب التقارير الإعلامية والصحفية تغرس في ذهنية المجتمع الكثير من الصور المغلوطة تجاه المثليين، وهي تشكل هذه الصورة بفبركة إعلامية عالية الاحتراف، وهذه التقارير الإعلامية ومعديها يعرفون جيدا الاستعداد المسبق لدى المجتمع تجاه المثليين، لهذا فأن الخبر او التعليق او التقرير عندما يقومون بإعداده، يأخذون بعين الاعتبار تلك الصورة الذهنية لدى الناس، ويقومون بتضخيمها وتكبيرها وترسيخها في ذهنية الناس، واعطائها الشرعية الكاملة، وبأنها الحقيقة الاكيدة والثابتة.

"كيف تتعرف على المثلي، ما هي صفات المثلي، اين يلتقي المثليين، هل ينبغي الاختلاط بالمثليين" الخ من هذه الاخبار التي نراها ونسمعها ونقرأها من على وسائل الاعلام المختلفة، هي أسئلة مصطنعة يراد بها عزل هذه الفئة، لكنها صورة إعلامية موجهة بالضد من المثليين بشكل احترافي عال جدا، فهي تنظر لهذه الشريحة من المجتمع كوباء او انهم اشخاص مرضى بشكل ما، ويجب على المجتمع التعرف على خصائصهم الشخصية، وهنا الاعلام يكون إدراك جماعي عن تلك الفئة، ويرسخ في ذهنية المجتمع صورة عدائية ضدهم.

لقد عرف احد الباحثين الصورة الإعلامية قائلا انها: ((مجموعة السمات والخصائص التي ترسمها وسائل الإعلام للأفراد والجماعات والشعوب والأحداث والقضايا، بفضل ما تقدمه من معالجات إعلامية مختلفة تعكس رؤية النخبة الإعلامية القائمة على شأن وسائل الإعلام ولا تعكس بالضرورة رؤية جماهيرية لهذه الخصائص والسمات)) وهذا كلام جدا صحيح، خصوصا فيما يتعلق بالتقارير التي تنشر عن المثليين، فهي ليست بالضرورة تعكس رؤية المجتمع، بقدر ما يصنع قادة الاعلام تلك الصور.

ان الواقع اليوم للمثليين يشير الى التوظيف السيء جدا للإعلام ضدهم، وان على المجتمع المدني والمتحضر وبعض الحكومات ذات التوجه العلماني ان تقف بشكل جاد جدا بالضد من انتشار هذه الصورة الإعلامية الفجة، فهي تزيد من احتقان المجتمع ضد هذه الفئة، وبالتالي تزيد من العدائية والكراهية لها، وفي الأخير زيادة في العنف ضدهم.

#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات