أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - التنوير وإزدراء الأديان هو الحل















المزيد.....

التنوير وإزدراء الأديان هو الحل


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 7053 - 2021 / 10 / 21 - 17:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا أردنا بالفعل وصدق النية وضمير عادل تنوير العقول وتربية الوعى بدلاً من الوهم والهوس الجماعى، علينا البدء من ‏حيث بدأ السلوك الإزدراءى غير الإخلاقى حيث يقوم الله بإزدراء أديانه، وهذا عمل غير مشروع أخلاقياً ولا يمكن الصدور ‏عن إله خالق خلق هذه الإديان، وقبل الدخول إلى موضوع المقال علينا أن نتفق بأن إزدراء الأديان السابقة بنصوص ‏عديدة فى كتاب القرآن سلوك غير سوى وغير مشروع أياُ كان فاعله الله أو الإنسان.‏

لابد من مواجهة أنفسنا ونعرف بأن هذا حق وذاك باطل وإلا سندور فى دائرة أبدية لا تنتهى، ولكل إنسان حرية قبول أو ‏رفض فحوى المقال بكل أدب وأحترام معبرين بذلك عما ننتمى إليه من عقائد وآلهة غيبية نؤمن بها، أقول هذا لأن ‏عصرنا هذا من الجنون والبلاهة والتخلف إجبار أنفسنا على ممارسة أشياء وتطبيق أفكار وقعت منذ ألفين أو ثلاثة آلاف ‏سنة، إذ كنا بالفعل نؤمن بالله وأنه أعطانا عقول للتفكير بها وأستنباط الحق من الباطل والصح من الخطأ والخير من ‏الشر، هذا هو هدفى أن نستنير فى حوارنا وتحليلنا بناء على المنطق العقلى الذى يقودنا إلى الكلام الصالح لعصرنا هذا.‏

الإزدراء والأستخفاف والسخرية من عباد الله هو سلوك بشرى نتفق عليه جميعاً لأنه يخضع للمشاعر والعواطف ‏الإنسانية، وعندما نعيد قراءة تلك النصوص التى تزدرى بمؤمنى الأديان الأخرى أو غير المؤمنين بما تعبد من آلهة أو ‏إله واحد فى كتب الأديان الثلاث، سنكتشف أنها نصوص يعبر فيها كاتبيها عن مشاعرهم الرافضة لغيرهم من مؤمنين ‏سابقين عليهم أو عابدين لآلهة أو تماثيل يطلقون عليها آلهة أو من لا يعبد شيئاً ويبحث عن الخالق الحقيقى لهذا ‏الكون، لكن من الخطا الشنيع والفظيع أن أنسب ذلك الأزدراء لله وتلك الكراهية ودفع أتباعه لقتال وذبح الأقوام الأخرى ‏وطردها من أراضيها لأنها لا تعبده، ويقول لهم لأنى اخترتكم شعباً مقدساً لى من بين الشعوب يا إسرائيل، ألهذه الدرجة ‏نصدق تفاسير رجال الدين والمثقفين ونشترك معهم فى تشويه وجه الله بأعتباره شرير ويحب سفك الدماء ويرضى عنها ‏ويرفعوا صلواتهم على المذابح وتقديم القرابين الحية عليها؟؟

إنها بشاعة وليست عبادة لا يمكننى التفكير فيها أو أن أوافق وأصدق أنها خرجت من فم الله وأمر المؤمنين بتنفيذها، ‏كيف أصدق أن الإله العادل الصادق الغفور الرحيم يمكن أن يصدر عنه سلوك مثل هذا؟؟ كأننا بهذا التفكير نصف الله ‏بأنه ذات طبيعة إنسانية كأنه طفل صغير مشغول باللعب مع البشر ويريد أن يثبت لهم أن أفضل وأحسن منهم وأنه ‏شاطر وبيفهم كويس وأنه أذكى من البشر لذلك لا يمكننا الضحك عليه أو الأستخفاف بقدرته الهائلة، أو أنه يسمع ويرى ‏كل ما نفعله ويتابع سلوكياتنا ويكون مشغولاً بأعمالنا، كأنه ليس لديه شئ آخر فى هذا الكون يعمله إلا أن يضع الإنسان ‏تحت مراقبته ليل نهار حتى يفتح له فى النهاية مكان أسمه الجنة وآخر أسمه النار أو جهنم أو الجحيم ليتلذذ بعذاب ‏البشر!!‏

ما هذا التفكير يا أحبائى وأخوتى فى الإنسانية؟
الإله أعظم من وصفه بأنه أمر بقتل أعداءه، كيف نصدق أن الله يقارن نفسه بالبشر وكأنه فى حلبة مصارعة وليس فى ‏مقدرته قتل هؤلاء البشر، وكيف يكون هناك أصلاً بشر أعداء لله؟ هل الله يلعب ويخاف من خلقته التى خلقها ويصنع ‏معها عداء وكراهية وقتل ويصفهم بأنهم قردة وخنازير وبأن عليهم أن يدفعوا الضريبة وهم صاغرين ويوقع الضربات على ‏فرعون مصر وشعبها ويجعل نبيه يمارس السحر مثل سحرة فرعون ليثبت لهم أنه أجدع وأذكى منهم وفاهم السحر ‏كويس؟؟

ما هذه السطحية فى التفكير وبأى عقل نفكر به، عقل إنسان راشد يستخدم المنطق ويحلل ما يقرأ من كلام ويتفكر فيه، ‏أم يفكر بعقل الأطفال الصغار أو بعقل الكهنة والحاخامات والفقهاء وغيرهم من أدعياء الأديان؟؟

قيل لهم هذا الكلام أيام كانوا يركبون الجمال والحمير ويسكنون فى الخيام والأكواخ والكهوف، عقولهم المحدودة بحدود ‏زمانها لم تتوصل لبناء العمارات السكنية والأبراج الشاهقة، لم يكن لديهم أنوار إلا نور القمر والشمس والنجوم ولم يكن ‏لديهم كهرباء لتشغيل مصانع ولا سيارات ولا قطارات ولا طائرات ولا سفن فضاء ولا تليفونات ولا كمبيوترات، حياتهم كانت ‏على الفطرة وكانت تلك القصص والوصايا والثواب والعقاب من قطع الأيادى والرجم والقتل والتعذيب لمن يرتكب أخطاء أو ‏جرائم كان شيخ القبيلة هو القاضى والحاكم بأمره، فكيف تطلب من إنسان يعيش عصرنا أن تفرض عليه بالقوة الدينية ‏أن يطبق ويسير ويسلك على وصايا وشرائع كلها كانت فى الأصل فرعونية وبابلية وسامرية وكنعانية وجاهلية؟

ليس من المنطق أن الله كإله يحكم العالم والكون كله ويتحكم فى كل شئ ينسى أن الإنسان يتطور ويتغير وينمو عقله ‏وجسمه والبيئة من حوله، وعليه أن يتكيف ويتأقلم مع المتغيرات الجارية بنفس سرعتها وإلا أصابه التأخر والتخلف مثلما ‏نرى ما يحدث لمن توقفوا عن التفكير بل سجنوا أنفسهم فى كهوف أغلقوها على أنفسهم بحجة أنها ثوابت أمرنا الله أن ‏نتمسك بها ولا نتخطاها وإلا سيكون التخلف مصيرنا!!‏

الله أكبر من تلك الأفكار الصغيرة لأنه خلق الإنسان أعطاه الحرية ليعمل ويجتهد ويبدع وينمو أكثر مع تزايد معارفه، لذلك ‏نجد أن السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والطيور والحيوانات، منذ أن نشأة الإنسان الأول وهى كما هى ثوابت ‏لا تتغير وليس فيها جديد بمعنى أن الله لم يتدخل فى شئ من تلك الثوابت ولم يعطى البشر أكثر من هذه الأشياء، وكل ‏شئ جديد من إختراعات وإبداعات وتكنولوجيا وأستكشاف السموات والأرض وما فيها من كواكب، كلها أعمال يصنعها ‏الإنسان بيديه وعقله ولا دخل لله أو إله الأديان فيها ولا فضل لله على الإنسان فى تعليمه أو فى جهله، فالإنسان يسير ‏حسب ما يرشده عقله من حكمة وفلسفة وعلم وأخلاق وتربية لذلك من يعترف بقدرة التنوير على الإستنارة الحقيقية ‏للبشر سيصل إلى عالم وحياة إنسانية جديدة وبذلك يمسك بيديه الحل الوحيد والمفتاح الوحيد الذى يفتح أمامه كل ‏الأبواب المغلقة، لأن عقله أستنار بنور المعرفة الإنسانية وليس بظلام الغيب الذى لا يوجد به شئ. ‏

إن الأديان تزدرى بنا ومنا وتسخر من غباءنا وليس فيها حلول أو شرائع تصلح لقيادة شباب العصر الحديث وإلا لقلنا ‏شباب العصر الجاهلى، التفكير فى حلول من الأديان هى أكبر عقبة فى سبيل التقدم والتعلم وأستخدام عقولنا للتفكير فى ‏إختراع شئ مثل بقية الإنسانية، نعمة العقل التى وهبها الخالق الذى لم يتكلم مع بشر ولا نسمع صوته ولا نرى صورته ‏ليذكرنا بنفسه وبوجوده، أم أن له وجود مثل وجودنا المادى ويخاف أن نراه أو نشعر بوجوده؟ ‏

إنها أفكار جاهلية مازال الكثيرين يتأملون فيها ويخافون من هذا الإله الموجود فى كل مكان ويراك وأنت بيتك وفى ‏مخدعك ويعلم كل أسرارك وخفاياك، أسأل نفسك يا أخى الحبيب: من أنا وأنت وتلك البشر والحيوانات وتلك الأرض التى ‏نعيش عليها؟ كم نمثل من حجم الكون أو من حجم مجرتنا درب التبانة؟ بل ما هو حجمى وحجمك وحجم الآخرين حتى ‏يهتم الخالق ويعد لنا مكان أسمه الجنة صنعها سليمان الحكيم أو النبى لنفسه قديماً فيها كل ما تشتهى نفسه من أنهار ‏وبحور وجوارى وأشجار وفواكه من كل نوع كما تقول التوراة؟ أم تعجبك الجنة الأخرى المستوحاة من جنة سليمان لكن ‏الفارق أن هناك حوريات ينتظرونك ومستعدات للأستجابة لرغباتك وشهواتك؟؟

هل تجدون فى هذه الجنات الحلول البهيجة والصالحة والتى ستخلص الإنسان من شروره ويسير على الصراط المستقيم، ‏ليستحق دخول الجنة ليستمتع ويشبع شهواته ورغباته؟ يا لها من حلول تزدرى بكم فيها الأديان عن طرق رجال الدين ‏والفضيلة والتقوى رجال علم والمعرفة ولديهم لكل عقدة حلاً وعلاجاً، لا تقلق يا من تؤمن بهؤلاء الرجال أغلق عقلك أو ‏سلمه لهم وهم سيفكرون مكانك وبدلاً عنك ويعطونك الحل المناسب الذى لا يخالف أوامر الله!! ‏

وأقنع نفسك وغيرك بأن التواكل هو من التوكل على الله والثقة والإيمان أنه سيفعل كل ما نطلبه منه فى صلواتنا ودعواتنا ‏له، لأننا إذ كنا مؤمنين به فهو القادر الذى يرزق من يشاء من حيث لا يعلم، لا تقل لى كيف لكنها لعبة الأديان ترمى ‏عصاك على الأرض مثل موسى النبى فتجدها تحولت إلى ثعابين وحيات وتصاب بالدهشة والإعجاب بقدرة الخالق على ‏صنع العجائب والمعجزات، لا تحاول النظر إلى أعمال وأختراعات الكفار الذين يبددون وقتهم فى الدراسات العلمية لانهم ‏يريدونك مثلهم تنشعل عن أداء صلواتك إلى الله وعن ممارسة واجباتك وشعائرك التعبدية للإله الواحد ولا تنسى بأن تزين ‏غرفتك بصور القديسين ليحمونك من كل شر، الأديان تؤكد لك أن الله هو الحل!!‏



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤساء الحداثة والتراث‏
- وين الملايين يا لبنان
- الكتابة على أمواج الإسلام الملتهبة
- سقطت السياسة وعاشت كورونا
- عالمنا واحد قبل وبعد كورونا
- السماء التى لا وجود لها
- الله أم صورة الله البشرية؟
- الله يكذب قصصه السحرية
- تعرية الله من الألوهية
- معجزة الله السحر مثل البشر المشعوذين
- ذنوب الله وإنكارها
- الله لا ينسى لكنها أخطاء
- نسيان الله الإنسانى
- تهافت سحر رب العالمين
- الله الرب الساحر
- الوداع يا الله
- هزيمة الله وأنتصار كورونا
- كورونا يُقَيِّد أيدى الله
- كورونا والإله الغائب
- إستسلام المرأة لعورتها ونجاستها


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - التنوير وإزدراء الأديان هو الحل