عبد فيصل السهلاني
الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 09:54
المحور:
المجتمع المدني
رسالتين يحملان نفس الزمن ولكن مصدراهما مختلفان , مرسليها يختلفان فقط في الجنسية , في الوطن الذي ينتمي إليه كل مرسل ,قلت في البداية إنهما ينتميان,يعودان لنفس الزمن, ولكن محتواهما ومضمونهما يذهب في الاختلاف إلى عشرات السنين إذا ما قلنا لأكثر من ذلك , ولنترك هذه المقارنة للقارئ , ليس فقط المقارنة ولكن أيضا للجلوس والتفكير بالاختلاف هذا, أسبابه, والظروف الكامنة وراءه, رسالتان وصلتا عبر الانترنيت ,واستلمتا بنفس اليوم , سوف أترجم أحداهما ترجمة حرفية والأولى هي أساسا مكتوبة باللغة العربية , الرسالة الثانية جاءت من السويد من مدينة تبعد بضعة أميال عن القطب الشمالي فيها الحرارة في الشتاء تصل إلى 40 تحت الصفر, وفي الشتاء تختفي الشمس إلا دقائق ولكن تبقى الحياة مضيئة ليس فقط بسبب التيار الكهربائي وتسخير التكنولوجيا لمصلحة الرفاهة ألمعاشي وترتيب الحياة ولكن بسبب الطبيعة التي منحت هؤلاء الناس القسوة غير أنهم تغلبوا عليها من خلال الإخلاص في العمل واحترام الوقت رغم كل الظروف القاسية تغلبوا عليها من اجل مصلحة هذا الإنسان , ولكن أيضا بسبب ظاهرة انتشار الثلج في الشتاء بحيث يغطي كل الأشياء , أبنية وشوارع وأشجار وسيارات وبواخر , مما يجعل الأرض كلها بيضاء مضيئة بأقل كمية من النور قادم من السماء.بعد إن نقرا الرسالتين أدعو القارئ إلى التمعن الجيد بأسباب التي جعلت الفرق بين هاتين الرسالتين إلى هذا الحد وهذا البون الشاسع , إلا يحق لنا أن نعيش نفكر ونكتب ونمارس حياتنا بنفس المستوى الذي يعيشه العالم الأخر أم إننا لا زلنا نعيش البلاغة والحديث عن الماضي ورحلات الأجداد والإمبراطوريات التي بنياناها , أريد القول هل لا زلنا نعيش الذي حققه أجدادنا وأنا في شك أنهم حققوا شيئا كبيرا باستثناء البلاغة والشعر المسفط عن ليلى العامرية ومعارك عنتر ابن شداد وغرامه بعبلة , أن الشذرات الجميلة في تأريخ أجدادنا غير كافية هذا اليوم ولقد استهلكتاها, ولم تعد مفيدة أمام التقدم الهائل , أمام حركة الصواريخ عابرة القارات , أمام الشركات عابرة القارات , أمام هذا الجهاز الذي استخدمه لكي يوصلني بكل إنسان أين ما وجد , ولكي اكتب لآي رئيس في العالم حتى استلم الجواب منه او من مكتبه بعد دقائق إلا الرؤساء العرب وحضرات الملوك المحنطين ,حيث لا يملكون أي موقع الكتروني للرد على تساؤلات أبناء شعوبهم ,هذا الجهاز الذي يجهله 99%من الشعب العربي ويا لها من صدفة إنها النسبة التي يفوز بها الرئيس العربي في الانتخابات الحرة والديمقراطية التي يستلم بواسطتها السلطة في بلاد الدول العربية , انه ببساطة جهاز الكومبيوتر الذي اقتصرنا تسميته باللغة العربية ( الحاسوب) أي العداد حسب التفسير السريع لهذه الكلمة وحتما سوف يخرج غدا بليغا عربيا ليقول لي أن هذه التسمية جاءْت بعد دراسات مضنية وسميناه أولا (صخرا) بدل (عنترا) ,ولكن توصلنا بعد جهد طويل إلى هذه التسمية التوافقية.
الرسالة الأولى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البدء أود تقديم اعتذاري وأتمنى أن يكون مقبولا لديكم عن عدم حضوري اجتماع الهيئة التنفيذية العليا في كربلاء بسبب اغتيال احد أصدقائي المقربين والذي وقف معنا في الحملة الانتخابية موقفا مشرفا يوم الاثنين في الساعة 8 مساء إمام بيته في حي البراضعية ولم أكن استطيع التخلي عن حضور الفاتحة والوقوف إلى جانب أهله....والذين هاجروا اليوم الخميس إلى خارج العراق خوفا من القتل (علما أنهم من أبناء السنة)...
لذا أرجو قبول اعتذاري
هذا الموضوع الأول أما الموضوع الأخر فاني أود إن انقل لكم تصوري عن الحالة الأمنية في البصرة بعد ماعرفتموه من التهديد الذي طال بعض طوائف الشيعة منهم عشيرة أولاد عامر (التي انتمي إليها أنا ) والطائفة الإخبارية.....
ولسوء الحظ فإننا لم نستطع اللقاء بالقادة الدينيين لهاتين الطائفتين............................. بسبب توتر الوضع وعدم استعدادهم لمقابلة شخصيات سياسية
أما ألان فانا وحسب تصوري اعتقد انه يمكن لنا أن ندخل في هذه الساحة بطريقة معينة.... ويكون دخولنا فيها كما قال السيد .............. (فيه فائدة للوطن)
حيث أتصور انه يمكن لنا إن نوجه رسالة من قبل السيد .............. إلى القادة الدينين لعشيرة أولاد عامر نوضح لهم فيها موقفنا ككتلة سياسية ديمقراطية من هذه التهديدات ونشرح لهم رؤيتنا للواقع العراقي ومستقبل البلد في ظل الاستقطاب العنصري....
أقدم لكم هذا الرأي المتواضع عسى إن ينال القبول لديكم إذ أني أرى أنهم كعشيرة وطائفة دينية لهم ثقل كبير في البصرة بل أنهم يعتبرون القوة الأكبر فيها لما يتمتعون به من طاعة من قبل إتباعهم ولكنهم (للأسف الشديد) منعزلين عن الحياة السياسية ويعتقدون إنهم كلما انعزلوا كلما كانوا أكثر أمنا إلا إن الوقائع أثبتت عكس ذلك.. ه
البصرة
ملاحظة: سأسافر يوم السبت إلى كردستان (سليمانية) بالطائرة لأتدارس الأوضاع وارى إمكانية الانتقال الى جامعة السليمانية وأتمنى أن احصل على دعمكم في هذا المجال حيث إن آخر تهديد وصل لي يهدد بقتل أطفالي إذا بقيت... وهذا ليس خوفا وإنما رفضا للواقع وإنا اعرف إن من يهدد بهذا الشكل لا ذمة له ولا ضمير(لقد كنت مضطرا لحذف بعض الجمل لأسباب خاصة) .انتهت الرسالة الاولى.
وهذه الرسالة الثانية القادمة من السويد سأتولى ترجمتها بصورة حرفية وبشكل كامل
Kära ni Alla! Vi är nyss hemkomna från landet för att se efter våra grönsaksodlingar som ser fina ut
men torrt är det efter en strålande vecka. Vi har 28 grader varmt, varmt i vattnet en del dagar bero-
ende på vindarna. Sydlig vind varmt, nordlig vind kallt. VI är många timmar nere vid stranden efter-
som det är för varmt att vistas uppe vid stugan.-- Vet ni jag kan nästan se Madjid och Isabell på
trappen till lekstugan, smörgåsar,dricka och sagobok. --Vi har haft stugan full 14 personer några dagar. Nu är vi bara åtta. Stämningen är så fin alla trivs utom Ossian som nu är femton och tycker
det är långsamt på landet. Han längtar efter studsmattan i stan och efter datorn. T.V , dator m.m fanns inte på våra pojkars tid. Då gjorde man kojor, pilbågar, svärd av trä lekte kurragömma mm.Ja
barn och ungdomar var mer lättroade. ---Första dagarna i juni fick jag en en lunginflammation först nu
börjar jag repa mig. Mer än 40 som mest 40,3 grader sex dygn innan rätt penicillin satte ner febern.
Dessutom försvann tårvätska och saliv. Såriga ögon och mun, hemskt. Det enda som är bra är att
jag gått ner sex kilo, hurra. Vita kavajen, vilken trevlig dag vi hade tillsammans i Stockholm, tack!!,
passar ännu bättre. Pojkarna passar upp mig så att jag får vila. De lagar underbar mat och ser till
att nästa generation sköter disk och sopnning av golv m.m. --Arne mår bra tycker jag. Han tillverkar myggfönster och håller på att snickra en hammock, de färdigköpta kan man inte sova i det är för korta påstår han. --Vilken idyll jag skildrar,mås te te sig avlägset för er där nere.
Ni må tro att jag tänker på er alla och hoppas att allt är så väl som det kan vara. Kram från Momma
och Moffa!!!!
(ترجمة الرسالة الثانية)
الأحبة جميعا,نحن هذه اللحظات عدنا من البيت الصيفي لكي نرى ونراقب الورود والخضروات المزروعة في
حديقة البيت كيف يبدون مزهرات
كان الجو جافا ,خلال أسبوع رائع كانت فيه درجة الحرارة 28 درجة مئوية, وماء البحر أيضا دافئ
وكانت الرياح جنوبية دافئة وأحيانا شمالية باردة قليلا, نحن لساعات كثيرة نجلس على الشاطئ ونقضي وقتنا نسبح فيه ممتعا.
ولما تصبح حارة أكثر نهرب للبيت الصيفي القريب من الشاطئ. أنا الآن أرى أمام عيني مجيد ومروة- ازابيل عندما قضوا معنا وقتا ممتعا في السنة الماضية ونحن الآن نفتقدهم,وكأنما نراهم الآن وهم يتسلقون بيت الأطفال الصغير,نراهم وهم يأكلون (السندويج) وهم يشربون العصير واراهم أمام نظري واسمع همساتهم عندما كنت احكي لهم حكاية قبل النوم .
لقد كان البيت الصيفي مشغولا بعدد كبير من الناس خلال الأسبوع الماضي 14 شخصا. الآن نحن فقط ثمان أفراد. الحالة الاجتماعية ممتعة لدى الكل ماعدا الولد( اوسيان) الذي بلغ الآن من العمر أربعة عشر عاما ولديه هوايات تختلف يريد مع أصدقاءه, هو يتشوق إلى أكل المدرسة والى اللعب في جهاز( الكومبيوتر) والتلفزيون.
لم تكن هذه الأمور كلها عندما كنا نحن بهذا السن عندها كنا نلعب( ختلات) ونصنع السهم والنشابة من الخشب ونلعب بهما وغيرها من أدوات اللعب آنذاك.
أول أيام حزيران تعرضت إلى التهاب في القصبات الهوائية أما الآن فأنا اشعر أفضل, أكثر من أربعين كانت درجة حرارة جسدي تصل بعض الأحيان أكثر من أربعين, لمدة ستة أيام بلياليها ولكن أخذت بنسلين حتى خفض هذه الحرارة إضافة لذلك أصبح جسمي أكثر جفافا حتى اختفى اللعاب من فمي وأصبحت عيوني مجروحة(حمراء) وفمي أيضا ولكن الآن أفضل لقد نزلت الآن أكثر من ست (كيلو غرام) وزنا برافو الآن استطيع إن ارتدي القبوط الأبيض الذي اشتريناه من ستوكهولم أنا وانتم في ذلك اليوم الجميل الذي قضيناه معا . الأولاد الآن يساعدونني بعض الشئ حتى أنا استطيع إن ارتاح أو آخذ لي غفوة نهارية حتى أنهم يطهون طعاما لذيذا جدا وبنفس الوقت يمسحون الطاولات والأرضية وأشياء أخرى( اورنه وهو زوج المرسلة) يشعر الآن أفضل حسب اعتقادي .وهو الآن يعمر الشباك (المشبك الذي يحمي من البعوض والذباب )وكذلك فهو يصنع لنا مطرقة كبيرة للعمل في الغابة .
أنا أفكر بكم كثيرا جميعكم وأتمنى لكم من كل قلبي ما هو أفضل وأجمل كما تتمنون أنفسكم .
بألاحضان
جدتكم وجدكم
عبد فيصل السهلاني
الامين العام للتحالف الوطني الديمقراطي
#عبد_فيصل_السهلاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟