|
أهمية رعاية العجزة المسنين و المجانين
ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 7052 - 2021 / 10 / 19 - 20:02
المحور:
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
أهمية رعاية العجزة المسنين و المجانين لست ادري ما هو الفرق بين دار العجز و مستشفي المجانين . لكنني الان اولي الامر بعض الاهتمام و احسبهما و جهان لعملة واحدة اسمها الرفض و التخلي و نكران ذوي القربي لوليهم تخليهم عن مسئوليتهم تجاهه في الحالة الراهنة التي يصل اليها .. كنا نسمع حكايات عن اناس تخلي عنهم أهلهم و ذويهم عندما كبروا و صاروا عاجزين ، او عندما جنوا و فقدوا عقولهم و اصبحوا غير صالحين للخدمة و غير محتملين في الوجود . و بالاحري عندما صاروا الي مصيرهم مجهول فأضحوا محتاجين لمن يقف بجانبهم و معهم في مصابهم . عندها لفظهم الأخرين لأنهم أضحوا عبئاً ثقيلاً لايمكن احتماله . فتنكروا لهم و تركوهم يواجهون مصيرهم المجهول في مفترق طرق الضياع غير مأسوفاً عليهم . و نسمع عن ابناء و بنات تنكروا او نكروا ابائهم فأخذوهم او ارسلوهم الي دار رعاية العجزة و المسنين ثم فتحوا لهم او نسوهم الي الابد . بعضنا كان يظن تلك الروايات حكايات من بنات الخيال الخصب . او نظنها قصص و مسرحيات نراها و نتسلي بها علي سبيل الترفيه و قضاء الوقت نحن مسترخيين في بيوتنا نشاهد المسلسلات و الافلام العربية و الاجنبية . لكن تدور الايام و الايام بين الناس دول فيوماً لك و يوماً اخر عليك و انت تدروي و لاتدري بما سيألو اليه مصيرك في خاتمة المطاف. اما عن المجانيين فحدث و لا حرج تراهم في غير مكان كما لو كانوا مقطوعين من الشجر لا أهل لهم و لا صديق او زميل و حبيب . لا احد يسأل عنهم او يهتم و يبالي بهم تجدهم في الاسواق و الطرقات مهملين مشردين يقتاتون القمامة يفترشون الارض و يلتحفون السماء . لا رعاية من الاهل و المجتمع و لا اهتمام من الدولة و الرعاية الاجتماعية وحده الله هو المسئول الاول و الاخر عنهم . لذلك يقولون الجنون فنون و المجانين في نعيم و علي هذه النعيم التي يعيشونها يحسدهم الجميع . فدعونا هنا نترك المجنانين يعيشون في نعيمهم المفترض بلا حسد . فالذي يهمنا هنا هو دور الاسرة و المجتمع و الدولة تجاه العجزة المسنين . أنه المصير الذي ينتظر كل واحد منا . حتماً سنكبر و سنعجز جميعنا ان أمد الله في اعمارنا . عرفت احدهم عن قرب لنحو من ربع القرن او يزيد و من سرديات تاريخه و حكايته انه اسر او سرق من أهله و هو طفل صغير. حدث ذلك في أزمنة الحروب الاهلية و الاغارات القبلية علي القري تلك الاغارت التي تتم فيها مثل تلك الممارسات غير الببعيدة عن اذهاننا . كان عمر الطفل او الصبي زمن سرقتو او اسره و خطفه ، لم يتجاوز الثلاث سنين بل يقل . نشأ الصبي و ترعرع في احضان خاطفيه و صاروا له اسرة و أهل ووطن كما صار لهم ابن وولد من دم و لحم . و هكذا تربي و عاش و كبر و صار رجل و للأسف لم يتم تزويجه لأسباب مجتمعية تتعلق بأفكار و نظرة الاسرين الخاطفين تجاه ضحاياهم من المأسورين . فهذه لنوعية من الفئة البشرية يعتبرون عبيد مكرسين لخدمة ساداتهم في البيوت و الحقول و الرعي فقط . لذلك لا يحق لهم ادني درجات الحقوق الانسانية بل هم محرومين حتي الحقوق البهيمية التي تتمتع بها الحيوانات في سبيل بقاء و حفظ النسل و النوع . فلا غرابة ان يكون هذا الانسان قد حرم و جرد من الخصائص البشرية التي تتيح له ممارسة حياته الطبيعية في الزواج و الانجاب و الخلفة تكوين الاسرة . و في رحلة مشوار حياته المديد ها هو اليوم هنا محمول علي الاقدار وهن علي وهن فاقد الابن و الاهل و المأوي . عاش محسوبنا بين ظهرانينا مسحوباً كواحد من هذا المجتمع في العلاقات البشرية العادية من العمل و الزمالة و التعارف و الروابط الاخري. يحب الجميع و يحبه كل من عرفه عن قرب فكل من عرفه في يوم من الايام يسأل عنه بشغف و شوق فقد خصه الله و اكرمة بحب الناس . فلاشك انه قد قدم و قام بخدامات جليلة للمجتمع و الناس و الوطن و افاد الكثيرين في شتي مراحل حياته و تقطعات عمره المديد بين الناس هنا و هنالك . فقد عمل خفيراً في احد الادارات الحكومية ردحاً من الزمان الي ان تقاعد و احيل الي المعاش الاجباري . و لأسباب خاصة به لم يبارح مكان عمله فقد صار له هذا المكان دار و بيت و مأوي كما صار كل العاملين اولاده و أهله و عشيرته و كل حياته . فهو لا يعرف غيرهم أهل و ملجأ و مأوي فهم لم يقصروا في حقه بالرعاية و الاهتمام و تسديد الحاجات و الضروريات . الا ان الرجل كبر السن و تقدم به الايام و تكالبت عليه الامراض لدرجة العجز عن القيام بحاجاته الشخصية جداً . فهواليوم بحاجة الي رعاية و عناية خاصة و هذا الخصوصيات تحتاج الابناء و البنات من فلذات الكبد و البطن او الرحم . اشرنا اعلاه بأن حتي هؤلاء من فلذات الكبد و صلات الرحم في احياين يتعففون او يتنكرون و يتركون وليهم و يتخلون عنه . فما بالك بالمعارف و غيرها من الصلات الاخري كما في هذه الحالة بين ايدينا . نذكر هنا فرغم صروف الدهر ظل هذا الانسان وفياً لأهله الذين ربوه و تربي معهم و ألفهم فلم تثنيه الفروقات القبيلة و النعرات و التمايزات عن الوفاء و العرفان . لذلك لم تنقطع عنه عرئ تلك الوشايج و شعيرات العرفان الجميل و كل تلك الصلات و الوصلات الحميمية العاطفية . فظل لا ينقطع عن معاودتهم عاماً بعد عام محملاً بالهدهم و الروح الطيبة تجاه الاهل و العشيرة . فالي أي دائرة محتملة ستدور الايام بهذا الانسان الاصيل الكريم الطيب الروح المتفرد في الخصال و الاواصر الودية . في مثل هذه الظروف الانسانية الحياتية الدقيقة من حياة الانسان بهذا الظروف و الخصوصية تنتهي دور المصلحة و الاصدقاء و الزملاء و المعارف حتي الاقارب ان وجدوا . فالمصلحة ليس بالبيت و المكتب لن يكون المأوي و المسكن . عليه تأتي دور الرعاية الاجتماعية في تبني مثل هؤلاء البشر . حتي اليوم لا يزال الكثيرين في مجتمعنا يستنكر فكرة الذهاب الي دور العجزة و المسنين لكنها الحل الامثل لمثل حالتنا هذه . فهنا سيجد المسن العاجز الاهتمام لحالته الصحية و النفسية كما سيجد الرعاية و العناية اللازمة له كان الله عونك حبيبنا و محسوبنا و هو عون لك و هو خير المعين . عسي ان يكره المرء شيئاً فهو خير له .
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جبريل ، مناوي و اردول صحيح الاختشوا ماتوا !!!
-
معاً لدعماً الحملة القومية لأسقاط او تنحي البرهان حميدتي
-
حمدوك في لقاءه بالبرهان يستعيد زمام المبادرة بترتيب ورقة الل
...
-
ابراهيم الشيخ يرد علي البرهان و نائبه حميدتي .
-
البرهان يعلن لنقلابه علي السلطة الثورية و الوثيقة الدستورية
-
ترك البرهان و مسرحية محاولة الانقلاب الفاشلة .
-
القديس او الدرويش كدردور
-
ايلول الاسود مع العشماوي ابودب و الوجه الاخر للأرهاب
-
رحلة وجدانية لسبر اغوار عوالم المثال العالمي اسعد كومي
-
البطل استفن ارنو يواري الثري في أرض المعركة .
-
البطل استفن ارنو يواري الثري في أرض المعركة
-
في انتظار قرار اقالة والي شمال كردفان
-
ملف مناهج التربية المسيحية علي طاولة وزارتي التربية و الشئون
...
-
التربية المسيحية في السودان ما لها و ما عليها
-
الجنيه السوداني المنهار و حتمية تغييره
-
الراحل استيفن أمين ارنو : لن اكون وزيراً غير شرعياً
-
امبروطوريات الاتصالات السيئة من يكبح جماحها ؟
-
لمرضي السكري جربوا عصير الدوم بنفعكم ... !
-
القتل و الموت سمبلا في الابيض عروس الرمال !
-
أوسلو : وطَني لَو شغِلتُ بِالخلدِ عَنهُ راودتني اليه !
المزيد.....
-
مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس: الأسرى المحررون تعرضوا لتعذي
...
-
شبكة حقوقية تدعو لتحقيق العدالة لضحايا مجزرة حماة 1982
-
جيش الاحتلال يعتقل صيادا لبنانيا عند نقطة رأس الناقورة.. ويع
...
-
السعودية.. إعدام مقيم أدين بجريمة مخدرات
-
الجزيرة ترصد أوضاع مدارس الطوارئ بمخيمات النازحين في السودان
...
-
حملات اعتقال وترحيل للمهاجرين غير النظاميين من أميركا
-
وصول عدد من الأسرى الفلسطينيين المبعدين إلى القاهرة (فيديو)
...
-
جدل واسع في إسرائيل بعد مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين
-
صحف عالمية: تبادل الأسرى السبت كان الأسلس وحماس تسيطر على غز
...
-
ناد نرويجي يتبرع بعائدات مباراته ضد فريق إسرائيلي لإغاثة غزة
...
المزيد.....
-
الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع
/ كيث روزينثال
-
اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
/ الأمم المتحدة
-
المعوقون في العراق -1-
/ لطيف الحبيب
-
التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً
/ مصطفى ساهي
-
ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم
...
/ شكري عبدالديم
-
كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق
/ المهدي مالك
-
فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع
/ لطيف الحبيب
المزيد.....
|