فد وى أ حمد ا لتكمو تي
الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 06:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شلل أفكار , ومرجعيات تقليدية جدا ثوارثها الآباء عن الأجداد و مصدرها ليس ديني ولكن للآسف الشديد في الوقت الراهن يستخدم الدين كوسيلة للوصول إلى الغاية وتحقبق المصالح .
أفكار تـنادي بالقيم والأخلاق والتمسك بالدين ليس من منطلق الحلال والحرام ولكن من منطلق يجوز أو لا يجوز و الممكن والغير الممكن , والفرق بين المفهومين الأولين والمفاهيم الأخيرة شاسع جدا, فعندما نقول الحلال والحرام ندخل إلى عالم الدين , عالم مثالي خال من أي غرض آخر سوى التقوى والتوحيد بالإلاه , والإيمان بالكتب المنزلة على الأنبياء والمرسلين , و إشاعة الخير والحب والسلام مع النفس البشرية لذاتها وفي تعاملاتها مع الآخرين , وهذا ما وقع مع جميع الأنبياء والمرسلين عندما أتوا بالكتب المقدسة , وعندما كانت النفس البشرية تواقة إلى الإيمان بخالق الكون ورسله وانبيائه ومحبة للخير والسلام , ولا يزحزحها عن إيمانها أي شيء لأن جميع التعاملات التي كانت تجمعها خاضعة للدين ولمصلحته , حبا في كسب رضى الخالق والولوج إلى جنة الخلود , أما المفهومين ( يجوز او لا يجوز ) فهما يدخلان في إطار ما توارث عن الآباء والأجداد , فهذا الفعل يكون إما نافعا ومحبا لما صنعه الأجداد أو مضرا ومكروها من منظورهم , فهو غير خاضع للدين بل خاضع للعيب , فمثلا في العربية السعودية في مجال التعليم الأساسي يدرس في مادة التوحيد للصف الثالث أو الرابع إبتدائي أن من يقوم بتصوير فتوغرافي لشخص أو صور إحدى الأشياء فهذا غير جائز وعيب لأنه حرام يشوه صورة الخالق , ما معنى هذا ؟ 1
وكأن صعود الإنسان إلى القمر عبر المكوك الفضائي ماهو إلا فعل شيطاني لأن الإنسان بادر بإكتشاف الكون الذي خلقه الله وأنه من المتشابه ويحرم فعله , وهذا يتنافى مع ما جاء في الديانات السماوية , لأن الله عز وجل حث على العلم , وأخص العلماء بمرتبة عالية في الدنيا والآخرة . ومثال آخر من السعودية ايضا حول قيادة المرأة للسيارة كان غير جائز لأن الأجداد لم يعهدوا هذا من قبل , فقد كانت القيادة للرجل في كل شيء أما المرأة فكانت مهمشة على السطر إن لم تكن خارج السطر و متخذين بذلك الدليل من المصدر الإلاهي لإقناع الشعب السعودي , ولكن بعدما صرح به الملك عبد الله بن عبد العزيز في إحدى لقاءاته الصحفية الأخيرة وردا عن سؤال إمكانية قيادة المرأة للسيارة في السعودية , فأجاب ممكن ؟2
وهذا يحيلنا إلى مفهومي الممكن و الغير الممكن , بمعنى انه قابل للنقاش في إطار المصلحة , والفرق شاسع جدا ما يظهر بين مفهوم الحلال والحرام والممكن والغير الممكن, وكما يقال بأن السياسة هي فن الممكن , نستخلص أن المصلحة تقتضي التسييس الديني حتى يكون هناك إقناع المجتمع بكل شيء في السياسة الداخلية والخارجية.
كما أن المجتمع العربي له قابلية كبيرة بالأخذ بهذا المفهوم بعدما أصا بته الإحباطات المتكررة ( حرب 48 , حرب 56 ,حرب 67 ,حرب 73 , حرب 82 , وحرب 2006 ) .
فخلال هذه السنوات كانت تنشط الحركات الإسلامية في المنطقة العربية (إخوان المسلمين بمصر , جبهة الإنقاد الجزائرية , منوظومة الزوايا بالمغرب و الحركات الإسلامية في كل من السودان واليمن . . . ) 3 . أما بالنسبة للحرب الأولى كانت الأسلحة الفاسدة , أما الثانية والثالثة فبعد ثورة يونيو52 , حيث تعود قيادوها للشعب العربي بالنصر فكانت الهزيمة والنكسة , وتخلوا عن وعدهم , أما الرابعة فكانت صرخة بين مؤيدي السلام ومحبي الحرب , اما 82 و2006 فلها نفس النتيجة رغم إختلاف السبب , ونتاجها هواللعب بأقدس شيء عند النفس البشرية وهو الدين للوصول إلى الغاية , أو لم يدركوا أنهم يؤيدون فكرة الغاية تبرر الوسيلة وهي نظرية ليبرالية محضة تلغي الدين وتقصيه , ونظرية ميكيافيلي كيفية الوصول إلى السلطة من خلال كتابه الأمير , فالتسييس الديني هو مغلف بثوب ديني ويحتاج إلى طقوس ومريدين , فلماذا يأخذ الدين مطية للوصول إلى غاية أو مصلحة الشخص ذاته ؟ فالمجتمع العربي فعلايريد التغيير بعدما اصابته الإحباطات المتكررة فقد مل ماهو شيوعي أو إشتراكي أو رأسمالي فكانت النتيجة تشلل فكره وأخذ جرعات كافية من التقايد البالية التي يوجد وتحويها فكرة واحدة هي العيب ويجوز ولا يجوز وليس الحلال والحرام , فوجد نفسه وبدون أن يشعر أن يدخل في مخطط التـسـيـس الديني , وفي معتقده أن من هم يوجهونه يخدمون المصلحة العامة والدين أولا , أو حتى أنه تناسى ذلك , فهو يبحث عن الجديد والتغيير , لكن لا يعرف ماهو السبيل الحقيقي حتى لايصبح دمية صغيرة وكل خيوط لعبها عند الساحر المحنك .
أما النتيجة فلا يمكن الحسم فيها نهائيا , وصدور حكم مطلق غير قابل للطعن غير مهيأ حاليا , لأن لا نعرف ماذا سيكون في الغد القريب , لذلك فالتغيير في المنطقة العربية لابد ان يكون في كل شيء دون المساس بالكتب المقدسة (القرآن , الثوراة , الإنجيل ) , فلا بد أن يكون في الفكر الرجعي الذي يحمل شحنات من التقاليد التي تحويها فكرة العيب والجائز والغير الجائز, حتى نقول فعلا أن المجتمع العربي تغير .
-------------------------------------------------
العين لمقدمه ذ/ كمال علدبد القادر الإعادة عنوان الحلقة قراءة في خطاب الملك ART برنامج حوارمن الداخل قناة [email protected] - 1
نفس المرجع السابق 2 -
منتصر حمادة 3 - ( الإسلاميون المغاربة وا للعبة السياسية ) ص 63 و منشورات عربية 3270/2003
#فد_وى_أ_حمد_ا_لتكمو_تي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟