أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد شفيق توفيق - قصة الموت والجهل المقدس في العراق ملازم حتمي للمرأة














المزيد.....

قصة الموت والجهل المقدس في العراق ملازم حتمي للمرأة


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 7051 - 2021 / 10 / 18 - 16:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رائد شفيق توفيق

لو تم نسف العملية السياسية في العراق برمتها وتشكلت حكومة من الشخصيات الوطنية وتم تشكيل قضاء عادل بحق وتمت محاسبة كل من قتلوا وخانوا وسرقوا المال العام وانتهكو الحرمات واعراض العراقيين ممن والوا اعداء العراق اعتقد إن عدد الذين سيحكم عليهم بالإعدام سيكون بضعة ملايين بين خائن وفاسد وقاتل .... الخ والسبب وراء ذلك كله هم البسطاء من السذج الذين ينقادون وراء تجار الدين من المعممين الذين ينشرون الجهل المقدس الذي اعدت برامجه وآلياته في دهاليز اجهزة مختصة تابعة لدول ارهابية تتخذ من الديمقراطية وحقوق الانسان شعارا لها مثل امريكا وحلفائها مع ان الديمقراطية سيف ذو حدين اذ عندما يكون الجهلة والسذج غالبية سينتخبون تجار الدين قادة الجهل المقدس .
للسذاجة ايها السادة معانٍ كثيرة ، فالشخص البسيط والغير محنّك , أو قليل النباهة والدّهاء او قليل المعرفة وفقير العقل في ادوات التفكير الذي ينخدع بسهولة ويصدّق كل ما يقال له من دون أي شكٍّ وهؤلاء السذج هم من المتدينين ممن يقعون في حبائل تخاريف وهذيانات وتدليسات تجار الدين ، فما أن يأتيهم نصاب ومعتوه يتسربل بلباس الدين وأسلوب كلامه الوقح مع مجموعة من النصابين اعدت مسبقا للتمهيد له بين هؤلاء البسطاء السذج لتصديق ما يطلقه من اكاذيب وهلوسات وكأنه مصدر ثقة وعلم ويقين !! حتى يبدأ بتدمير المتدين المسكين بدء بالعقل والفكر والمنطق متخليا عن ابسط ماهية الانسانية وصفاتها في امتلاكه للعقل ، لتحويل هذا المتدين البسيط الى خروف ضمن قطيع الخرفان يستمع الى نباح الكلاب التي تحيط به ، ومادة تجار الدين وبضاعتهم هي الاكاذيب والترقيعات والتدليسات والتلصيقات لخرافات وهلوسات واوهام وتهيؤآت لا يقبلها عقل ابسط المخلوقات حتى يقبلها عقل انسان سوي.
هذه السذاجة وهذا الغباء المرافق يسيطران سيطرة تامة على عقل المتدين البسيط فيغلقه ويسد قنواته الادراكية والمعرفية من جهة ويجعله يعيش وسط خرافات وخوف وهرائيات يصبها تاجر الدين في عقول البسطاء واذا ما بدأ هذا منذ الطفولة نكون امام كارثة غسل للدماغ ، هنا تتشكل مركباتهم النفسية التي تسيطر عليها الخرافة والاكاذيب التي تضحك عليهم باسم الخلاص الذي ارتكبوا ويرتكبون بذريعته افظع الجرائم في التاريخ البشري .
الامر الذي يجعلهم فوق كل شيء ما سهل لهم اصدار الاوامر للقطعان اتي تتبعهم والتي تنفذها مهما كانت من دون تردد فهذه القطعان تنفذ كل ما يطلب منها مهما كانت نتائجه .
وتاجر الدين ليس بالضرورة ان يكون معمما فهو يبدأ معمما ومن ثم يغير جلده حسب الحاجة فتارة هو قائد سياسي واخرى خبير اقتصادي وثالثة مصلح اجتماعي .... الخ وكلها تستند الى خرافة التكليف الشرعي ليبدأ بارتكاب جرائمه المقدسة من نهب ثروات وقتل وانتهاك حرمات وغيرها وهويسير بخطى ثابتة من خلال وعود ساذجة للقطعان التي تتبعه بالخلاص والجنة ، وهم يرضخون ويغوصون حتى اذانهم بالحرمان والفقر والعوز والرذيلة بجرائم يرتكبوها بحق انفسهم وعوائلهم وبلدهم تلك الجرائم نفذوها وينفذوها طاعة لهؤلاء التجار الاراذل الذين ينفذون اوامر اسيادهم .
وهكذا فان قصة الموت في العراق لا تنتهي، فالميليشيات وقوى السلطة التي تتبع تجار الدين المتلونين بجلودهم التي يبدولنها يوميا حسب متطلبات الموقف اليومي وهم من يتولى قيادة البلد تشن حملة قمع دموية على ثوار تشرين ، ويكاد لا يمر يوم دون ان يفجعك خبر اغتيال أحد المتظاهرين .
في هذه البلاد قصة الموت لا تنتهي، فالأمراض والاوبئة والفقر والعوز والقهر والمذلة وضنك الحياة والمعيشة، كلها تسلب الحياة.
في هذه البلاد قصة الموت لا تنتهي، فالقلق والخوف والانكسار وفقدان الامل والقادم المجهول وانعدام الامن والأمان، كلها تسلب الحياة.
في هذه البلاد قصة الموت لا تنتهي، ميليشيات تقتل، عشائر تقتل، عصابات تقتل، مافيات تقتل، سلطة تقتل، اسرة تقتل .
وفي هذه البلاد ايضا الموت يعطي استراحة او فاصلا زمنيا للناس، لكنه ملازما حتميا للمرأة، فهي هنا لا تخرج عن قانونه، وليس لها استثناء بل هي اول من دفعت وتدفع ثمن الجهل المقدس الذي يسير في ركابه السذج وينفذونه من تردد ، فهي تقتل باسم الشرف، الخيانة، العفة، الكرامة، الدين، العشيرة. موتها يعني حياة الاخرين، هي ذي معادلتهم فقد قتلت النساء بشكل بشع في ثورة تشرين ، ( زهراء القره لوسي، ساره طالب، ريهام يعقوب، هدى خضير، جنان الشحماني، انوار جاسم ) .... الخ.
نسمع ونقرأ ونشاهد بين الحين والأخر مقتل امرأة حرقاً او غرقاً او شنقاً او انتحاراً او رميا بالرصاص او ضربا بالعصي والهراوات ، ومن يريد ان ينفس عن غضبه او توتره او حياته البائسة، يقوم بضرب او قتل امرأة ( اخت او ام او بنت او زوجة ) ، من يرجع من محاضرة دينية او يتعاطى مخدرات يفرغ همومه بالمرأة، اذ لا حساب او عقاب ولا تأنيب ضمير ولا مثلبة أخلاقية، لا شيء يقلقهم لاننا في عصر الإسلام السياسي، اننا في عصر الجهل والجريمة المقدسة ، انها مجرد امرأة.
ونخلص الى حقيقة يحاول الجميع تفادي مواجهتها لاسباب لا حصر لها وهي ان مصيبة العراق أعظم ببقاء الفاسدين وبقاء حكم الجهلة والقطعان التي تتبعهم انها مأساة كبرى وفترة مظلمة بدأتها امريكا راعية الجريمة والارهاب الدوليين مع حلف الناتو القذر حلف الجريمة والارهاب بتدمير العراق شعبا وفكرا وثقافة لنشر الجهل المقدس والفوضى الخلاقة التي خططت لها وتنفذها بايدي اراذل الناس الذين اعدتهم في مواخير رذيلها بدعم ذيولها ايران ودويلات الخليج العربي وبقية الانظمة العربية العميلة ودول الاقليم التي تسير في ركابها .
لا شيء يبعث على الفرحة والامل بل بالعكس لقد حافظ الفاسدون على كراسيهم وعروشهم الامر الذي يفتح الباب على مصراعيه امامهم وامام قطعانهم ليفتكوا بالعراق والعراقيين ويوغلوا اكثر في ما بدأوه من دمار .
العراق يدمر من قبل ايران بمعية عبيدها وذيولها .



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ميدانها .. طريق الحرير مواجهة بين امريكا والصين
- هلوسات من ركام الذكريات
- كثرة الالهة وضاع العراق عندما حل الجهل وصار الخونة قادة
- مواطنون بلا وطن ...
- لسنا بحاجة الى انتخابات مبكرة بل الى ثورة عارمة
- ما الذي يبقيك في بلد أنها ت اخلاقه؟! ...... صور عراقية قميئة
- عراق اليوم : سرقة وهدر مليارات وجهل وفساد وارهاب بكل اشكاله
- بذريعة الوقاية من فايروس كورونا ...... اجهضت الثورة وبيوت ال ...
- ما الكاظمي الا دفان جديد
- ما الكاظمي الا دفانا جديدا ..
- الفنان السويدي Magnus Lönn : يوظف جمالية الرمز والمعنى ل ...
- كورونا بين جانبين .. مشرق ومعتم
- الدياثة في زمن كورونا .... صور من العراق ...
- مليونية مقتدى مؤامرة على الانتفاظة العراقية ..... ...
- ايران تستعجل إخراج الأمريكان لإخماد الثورة العراقية ... ...
- قتل المجرم سليماني ليس دفاعا عن العراقيين .... ...
- اجهاض التظاهرات هو الهدف الستراتيجي من الهجوم الامريكي
- مبارك للمرأة انتصارها على الخرافة
- الى ابنتي مع حبي
- الشباب نفضو التراب عن وجه العراق ... قوافل شهداء السباق نحو ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد شفيق توفيق - قصة الموت والجهل المقدس في العراق ملازم حتمي للمرأة