أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - قانونياً الجريمة لا تسقط بالتقادم، ومحاكمة النازيين نموذج لمحاكمة مجرمي الكيان الصهيوني














المزيد.....


قانونياً الجريمة لا تسقط بالتقادم، ومحاكمة النازيين نموذج لمحاكمة مجرمي الكيان الصهيوني


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7051 - 2021 / 10 / 18 - 11:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب م.علي أبو صعيليك
في عام 1945 وبعد عامين تقريباً على انهيار الحكم النازي في ألمانيا بقيادة هتلر، بدأت إحدى أشهر المحاكمات في التاريخ البشري وهي ما عُرفت بمحاكمات نورنبيرغ، وفيها تمت محاكمة أربعة وعشرين من أبرز قيادات الحزب النازي بعدة تهم أبرزها ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم ضد السلم.

ورغم كل الثغرات القانونية التي شابت تلك المحاكمات وطغيان الفكر الإنتقامي على النصوص القانونية، وسيطرة القوى الكبرى بريطانيا وأمريكا والسوفييت على تشكيل المحكمة، إلا أن هنالك جانب آخر لذلك المشهد، فقد كان النازيون في قمة عنجهيتهم وجبروتهم معتقدين أنهم قد مَلكوا الدنيا ولا يوجد من يستطيع إيقافهم وقد فعلوا ما فعلوا من جرائم ضد الإنسانية.
وبمرور الوقت استمرت مطاردة النازيين وتقديمهم للمحاكمة التي تطور فيها الجانب القانوني وكذلك شفافيتها، ولم يمنع مرور قرابة ستة وسبعين عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية من تقديم الحارس السابق في معسكرات الاعتقال النازية جوزيف إس للمحاكمة بتهمة المساعدة في قتل 3518 سجينا في زاكسينهاوزن بالقرب من برلين.
ملأت الماكينات الإعلامية الصهيونية الدنيا بالقصص الصحيحة وغير الصحيحة عن الهولوكوست وهي التسمية المستخدمة للإبادة الجماعية لليهود في الحرب العالمية الثانية، ولأن الجرائم لا تسقط بالتقادم حسب المواثيق الدولية فإن محاكمة مجرمي النازية تعطي الأمل بمحاكمة قادمة لا محالة لمن ارتكب جرائم من الكيان الصهيوني اللقيط بحق الشعب الفلسطيني.
لابد من الإشارة إلى وجود فوارق جوهرية بين الكيان الصهيوني والحزب النازي من نواحي وجوديه، مثلاً النازية هي حركة فكرية ألمانية أسسها المنتمين للحزب القومي الاشتراكي العمالي الألماني، وهم شباب ألمان دافعوا من خلالها عن وطنهم ورغم وجود انحرافات من قياداتهم خصوصاً منذ تفرد هتلر بالقرارات.
بينما الكيان الصهيوني اللقيط غير المتجانس تم إنشاءه من خلال التنسيق بين بريطانيا وفرنسا تحديداً وفيه تم جمع اليهود من عدة جنسيات من مختلف القارات وكذلك تم تنصيب مجموعة من القيادات الإجرامية جاء أغلبهم من دول شرق أوروبا وذلك من أجل تحقيق مصالح الحركة الصهيونية العالمية.
الجرائم التي ارتكبها الكيان بمختلف أذرعه وعملاءه لا تختلف كثيراً عن تلك التي تمت محاكمة النازية بسببها بل أن العديد منها يزيد فظاعة خصوصاً أنها موثقة بتقارير دولية مثل مجزرة جنين عام 2002 الموثقة بتحقيق من الأمم المتحدة.
ولا شك أن الغطاء الدولي المتوفر حاليا للكيان الصهيوني والممثل بأمريكا وبعض الدول الغربية وأذرعهم في الشرق الأوسط هم الأساس حالياً لوجود الكيان وتأجيل تلك المحاكمات، وذلك الغطاء قائم على أسباب متعددة بعضها أيديولوجي وأغلبها وظيفي ولكنها بالمجمل زائلة لا محالة.
في الحياة السياسية غالباً ما تتغير المعادلات وبالتالي التحالفات بشكل جذري، وكثيراً ما انتهى وجود قوى عظمى من الساحة مثل الاتحاد السوفييتي سابقاً، وما بدأ يطفو مؤخرا على السطح من تغير جذري في طبيعة العلاقات بين دول المنطقة ونوعية الصراع الأمريكي الصيني، ومجمل هذه التغييرات مؤثرة على الكيان الصهيوني من نواحي وجوديه.
ورغم مرور أكثر من سبعين عاماً على نشأة الكيان الصهيوني إلا أن قادته يدركون عدم تجانس تركيبته الداخلية خصوصاً لأسباب عنصرية فكرية، لذلك فهم يعملون جاهدين على تنويع علاقاته الخارجية بناء على قواعد اقتصادية وعسكرية وذلك من أجل إدامته أطول وقت ممكن.
من المؤشرات المهمة على فكرة حتمية زوال الاحتلال انه وعلى عكس جميع دول المعمورة التي نشأت بشكل طبيعي، وعلى الرغم من مرور عشرات السنين على نشأة الاحتلال على أرض فلسطين إلا أنه لازال كيان أمني منبوذ في المنطقة بقياداته ومرتزقته ومستهدف من الشعوب العربية رغم إنفاق أموال طائلة على الجوانب العسكرية والاستخباراتية من أجل توفير الحماية لوجوده.

في الداخل الفلسطيني تزايدت مساحة الثقة الشعبية بدنو أجل الاحتلال، تحديداً بعد الأحداث المرافقة لتهجير سكان حي الشيخ جراح ومن ثم معركة سيف القدس وما رافقها من تضامن شعبي دولي وكذلك مدى تطور القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية، ومؤخراً استعادة ستة من الأسرى حريتهم قبل أن يتم اعتقالهم مجدداً وغيرها من الأحداث التي كسرت من خلالها العديد من الحواجز.
لقد كان الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني هي المنهج الذي قام من خلاله الكيان، وهي الأسس القانونية التي ستتم بناءً عليها محاكمة قياداتهم ومجرميهم عندما يحين ذلك وهو لا محالة سيحدث.



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن غاب جسده فلن تغيب كلماته: غسان كنفاني قصة لاجئ فلسطيني في ...
- مع ذكرى النكبة: أحداث حي الشيخ جراح تثبت فشل الكيان الصهيوني ...
- لماذا أصبحت جرائم الاحتلال في فلسطين مجرد خبر في الإعلام الم ...
- لماذا تطورت لغة العنف في النزاعات العشائرية في الأردن؟ وإلى ...
- محاولات التطبيع الصهيوني تطل برأسها من جديد من خلال مشروع -ي ...
- في ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامي ...
- معالجة المصائب بمنطق الفزعات لا يطور الأداء الإداري المترهل ...
- تفكك الإتحاد السوفيتي، تجربة مستنسخة لنهاية قريبة للكيان الص ...
- في ذكرى الإنتفاضة الفلسطينية الأولى، إنتفاضة الحجارة التي حر ...
- الشعب العربي هو الرقم الصعب في المنطقة، حقيقة يدركها الكيان ...
- العودة للتنسيق مع الكيان الصهيوني خطأ كبير، والرهان خاسر على ...
- رحيل الصحفي البريطاني روبرت فيسك مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم!
- المقاطعة إسلوب حضاري ومؤثر، والإسلام دين المحبة
- مدن فلسطين: شواهد على التاريخ.. بئر السبع عاصمة النقب
- الهوية الوطنية وتحديات الحياة المعاصرة
- مدن فلسطين شواهد على التاريخ... بئر السبع عاصمة النقب
- خالد مشعل الشاهد الحي على الفكر الإجرامي للمحتل الصهيوني.
- في ذكرى حصار صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس.. ما أشبه اليوم ...
- الذاكرة الحيه: مذبحة صبرا وشاتيلا التي لم يهتز لها ضمير البش ...
- كيف تتكون الحاضنة الشعبية للطبقة السياسية في الأردن؟


المزيد.....




- تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم ...
- روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
- مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا ...
- السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
- بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
- إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
- السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
- إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ ...
- حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات ...
- واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - قانونياً الجريمة لا تسقط بالتقادم، ومحاكمة النازيين نموذج لمحاكمة مجرمي الكيان الصهيوني