أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسين النصير - الإسلام السياسي وعنف المقال















المزيد.....

الإسلام السياسي وعنف المقال


ياسين النصير

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 09:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


1
دعونا نتفق على نبذ ثقافة العنف الإرهابي الطائفي وإدانته،
ابتداء من كتابة المقال الصحفي،
إلى كتابة القصيدة،
ومن القصيدة، إلى القصة القصيرة،
ومن القصة القصيرة إلى الرواية،
ومن الرواية إلى الصحافة،
ومن الصحافة إلى المناظرة التلفزيونية ،
ومن المناظرة إلى الإتصال بالمحاور،
ومن التفكير إلى القراءة،
ومن القراءة إلى الفهم،
ومن الفهم إلى الممارسة.
فليس غيرنا من يدفع الثمن، وليس سوانا من يكتوي بنار عنف الأشاعة.
نحن العراقيين علينا ان نكتب وأن نقول وفق ما تمليه ضمائرنا،
وأن نقرأ وفق ما يمكن ان يكون تهدئة للعنف،
ليس من احد غيرنا يضمد جراحنا.
لنحتقر مقالات العنف ونفضحها،
ونكشف عن كتابها الزور وندينهم،
ونبحث عن الجهات الممولة ونعريها،
ونصرخ بوجه الأحزاب الإسلامية وغير الإسلاميةالتي تتبنى ثقافة العنف
أن كفوا،فقد ملّ الشعب مقالاتكم وتبريراتكم للقتل.
علينا ان نتسلح باقلامنا العراقية،
فلن تنفع أقلام الجيران والمحتلين،
علينا أن ندخل البهجة للعراق بحروفنا.
فلقد أن الآوان لأن يصبح المثقفون،
بعد يأسنا من رجال الأحزاب الحاكمة، صوتا ضد عنف المقال.

2
مرة أخرى يتأكد فشل الإسلام السياسي في العراق بتبنيه سياسة عنف المقال الصحفي والإعلامي والثقافي وكانه يؤكد منهجية قارة في تكوينه، أن لاحوار ولا مفاهمة ولا استبصار بمصائر الناس وحاجات البلاد، بل هناك رأي واحد، وثقافة واحدة، وخطاب واحد يجب أن يسود، وعلى الجميع طاعته والتبليغ به، ومن يخالف الخطاب أو يعارضه فالبندقية له بالمرصاد.ما نشهده في مدن العراق وخاصة في البصرة ليس إلا اختلاف الخطاب الواحد بين فصائل لا تؤمن بالرأي الآخر. إذن بماذا اختلفنا عن خطاب المرحلة السابقة؟. اليوم ثمة مداهنة إعلامية، تظهر شيئا وتبطن اشياء.فالمحاورُ مشحون بالعنف والمُحاور مشحون بالعنف أيضا، وكأن ثمة مبارزة وعلى الجميع مشاهدتها دون إبداء الراي.
عنف في خطاب الجمعة،
عنف في الجوامع والحسينيات والتكيات،
عنف في الكلمات والصور والرسوم.
عنف في الزيارات، و ممارسة العقائد.
عنف في الطرقات، وملاعب الصبيان،
عنف في المدن والقرى والأرياف.
عنف في الإعلان والبوسترات والمقالة،
عنف في الأسواق ودكاكين الحارة،
عنف في اختيار الألوان والملابس.
عنف في بيع المخدرات.
عنف في الخطاب المفرد،
وعنف في اللسان الصراخ.
عنف في المأكل،
وعنف في المشرب،
عنف في التجوال.
وعنف في سياقة العربة،
عنف في اللقاء مع الحبيب،
وعنف في زيارة المرضى،
وعنف في النداء والدعاء
........................
........................
و....العنف يجرجر عنفا.
3
لم تشهد صحافتنا ثقافة العنف قبل أن يحل الإسلام السياسي حاكما أو محكوما في العراق،وهو كما يبدو جزء من عقلية القوم الطارئين، إذ غالبا ما يلجأون للصياح كي يعرّفوا بانفسهم. فالثقافة العراقية بريئة من مقال العنف الذي يشاع ويكتب، وبريئة من دعاته ومنفذيه، وبريئة من كل من يدفع باتجاه قتل الأخ لأخيه. ثقافة تبدو - ما دام القوم يحكمون- جزء من عقلية الأخذ بالثأر.وهوية للمستجد، وراية لمن لاعقدا اجتماعيا له. ترى بماذا اختلفت سياسة الحاكيمن الجدد عن اسلافهم البعثيين في إشاعة ثقافة العنف وتأكيدها، وجعلها الفصل في الحوار والرأي؟. لقد تحول الحوار، وهو ما كنا نأمل أن يسود، من الحوار إلى المليشيات، ومن المليشيات إلى التحريض والتكفير، ومن التحريض والتكفير إلى القتل على الهوية، ومن القتل على الهوية إلى إبادة شعب ومدن وقرى وطوائف.فهل ثمة أنفال جديدة مبطنة بأسم الأحزاب الإسلامية ودعاتها؟ كل ذلك يحدث مصحوبا بالمقال الصحفي المشحون بالعنف، والندوة التلفزيونية المعبأة بالشك والاحتمال، والحوار المتلفن المعد للشتيمة والنيل، والكلمة الناقصة الأهداف. من يتابع المشكلة يجدها علنية وطافحة على السطح، وهي أن هذه المقالات صنو البنادق كلتاهما تعبير عن الضعف والإنكساروالهزيمة.فالشخصيةالضعيفة المتهالكة وحدها التي تلجأ للعنف، مرة بالكلمة والهتاف والقصيدة والمقال،ومرة بالبنادق والتكفيروالتشكيك والذب والاحتيال. وفي جذورنا العربية ما يجعل الحوار أكثر قبولامن السلاح، هكذا لجأ الرسول"ص" في فترات معينة من حكمه، فخاطب أعداءه بالعقل وأرسل لهم الرسل والرسائل، وأوصى بالاعداء خيرا في الأسر، وحرم قطع الأشجار وقتل الطير والدواب.ونص القرآن الكريم على المجادلة " بالتي هي احسن" .
من يقرأ بعض المقالات التي تنشرها المواقع الألكترونية العراقية وصحافتها وتلفزويناتها،ومن يستمع إلى خطب الساسة والمسؤولين سيجد بدون ادنى شك أنها جزء من ترسيخ ثقافة العنف في حياة المجتمع العراقي. وقد يعود سبب ذلك بالجملة إلى الاوضاع المأساوية التي يمر العراق بها، وهي وحدها تكفي لان نسلط الضوء عليها ثقافيا، كي نفهم المدى الذي تدفع به مثل هذه المقالات في إذكاء العنصرية والقبلية والعشائرية والحزبية الضيقة والطائفية المقيته في إشاعة ثقافة الموت والقتل والاحتراب المأساوي الذي تعشيه مدننا وقرانا ومحلاتنا، وأزقتنا، ونفوسنا. وبالتالي لتدميرالنسيج الاجتماعي الذي بدأ يتهلهل جراء الثقافة اللامسؤولة التي تضخها يوميا عشرات المقالات الطارئة بتوجهات حزبية أوفئوية،قومية او دينية. والتي يخاطب أصحابها الناس بلغة لاتمت بصلة لأصول الخطاب الثقافي،أو لثقافة الحوار،أو لثقافة المقال.

3
لا شك أن جل هؤلاء الكتاب وطنيون وحريصون على العراق حرصهم على ظهور أسمائهم على ما يكتبون، ولكنهم، ولقصور في فهم بنية المقال الصحفي، ولجهلهم بنتائجة المأساوية، يقعون في مطبات غيرالاهداف الوطنية التي دبجوا مقالاتهم من أجلها. وقد ينساق البعض منهم بروح الرد الطائفي على ما يرى من تخريب ودمار، دون أن يعرف أن انسياقه هذا جزء من ثقافة العنف التي خُططت له، وبدون وعي منه يُسهم هو الآخرفي إذكاء روح النعرات الطائفية. فيوسع من دائرة العنف شعبياً، ويسهم في نشر تجارة السلاح، والقتل، والتدمير، ويشيع ثقافة الخوف. هذه المقالات التي امتهنت مخاطبة الناس يوميا باطنان من الكلمات غير المترابطة، وباسلوب عشائري وحزبي متخلف، هي سقط متاع الثقافة العراقية التي جاءت وهي معبأة باكياس النفايات العابرة الحدود. ما أن تفتحها حتى تفوح منها رائحة النتانة والحقد الطائفي، كما لو كانت جزء من بضاعة الهرويين والاسلحة والمخدرات والمنشورات الطائفية والمفخخات المليئة بالكره على استقرار شعب وعلى ثقافة شعب. هذه المقالات المشحونة بلغة التهديم والنهب والتخريب والموت، هي جزء من ثقافة العدو الذي امتهن الامة العربية منذ قرون فأسس ثقافة الإشاعة في وعي الناس معتمدا على التدمير لارضنا وإنساننا وقد صيغت صورها ومناهجها في دوائراستخباراتية خارجية، وسوقت إلينا بشعارات قومية ودينية. ثقافة مصدرها معروف، وكتابها معروفون، وتاريخها معروف، وممارستها مدفوعة الثمن، وكياناتها عميلة محسوبة على هذا التيار أوذاك، وعلى هذا الجار وذاك، أتية إلينا عبر الحدود وهي معبأة بالكراهية واللغة الحاقدة. ويخطئ من يعتقد أن ثقافة التخريب والتدمير والشك هي من فعل العراقيين،فلم تكن مثل هذه الثقافة يوما مادة لجريدة أو لحوار أو لرأي. وعلينا كي نكون عراقيين، وأن ننتبه إلى أن هذه الثقافة تتسرب إلينا عبر أنفسنا وادواتنا ونوايانا ومعتقداتنا،وأكثر حذرا عندما يكتب المقال وليس وراءه اي شاهد، أو يكتب المقال ومحوره قضية صغيرة، أو يكتب المقال عن ظاهرة عشائرية أو دينية ضيقة فيعممها على الشعب،او يكتب المقال ومادته الإشاعة، أو يكتب المقال وعنوانه مخالف لمتنه. وهؤلاء الذين يملأون ساحة أعيننا صباح مساء وهم ينشرون حقدهم باسم الثقافة ومعالجة الأوضاع المتردية، يذكون والله نار الفتنة الطائفية، تفوح منهم رائحة الرشى والخراب والتدمير لسياقات المجتمع العراقي ونسيجه الأسري والثقافي وبنيته الراسخة التي عبرت القرون دون ان يصيبها اهتزاز أو انكسار. هؤلاء الاغبياء الذين لم يدركوا أن الكتابة السيئة عامل تهديم وتخريب ودمارلأنفسهم قبل غيرهم، ولبلدهم قبل بلدان أخرى ولفكرهم قبل اي فكر آخر، سينقلب عليهم الصاج" الطاق" ثانية، ولكن هذه المرة بأيديهم أنفسهم. هؤلاء الذين ما أن تتصفح مقالاتهم اليومية في المواقع الإسلامية وغير الإسلامية حتى تجدها مليئة بما لم يرض الله به ورسولة. كما لو أنهم جاءوا إلينا من كواكب اخرى كالغزاة في افلام الرعب ليخربوا البيت العراقي وليهدموا أعمدته وسياجه،ولينهبوا نفطه ويقتلوا ضباطه وكوادره العلمية، وليفرقوا بين الأسرة الواحدة وليذبحوا الأطفال، وليفخخوا الحمير والكلاب، ولينشروا طائفيتهم في زمن التوحد، وليقولوا عبر ألسنة غيرهم أن لا أستقرار للعراق، ولا تفاهما بين فئاته ولا اتفاقا على مبادئه الوطنية، ولا اعتمادا لاي حوار.ومع الأسف الشديد أنهم لو رشحوا أنفسهم لانتخابات قادمة، - باسم الديمقراطية وهم بعيدون عنها فهما وثقافة وممارسة- سيفوزون ما دامت الثقافة الملقنة للعامة هي ثقافة أخذ الثأر حتى لو تقادم الزمن!!. الثقافة عندهم هي القتل، والغدر هو الطريق الاسلم للمصالحة كما يعتقدون!!، والموت للآخر هو الحل في افراغ البلد من كوادره العلمية، والتربص بالاساتذة والمثقفين والصحفيين هو المجال لان يفسح لأرائهم ومواقفهم الإنتشار. أننا نناشدكم يا أصحاب المواقع الألكترونية والفضائيات المؤجرة، المباعة والمشتراة، أن انتبهوا، فقد تسهمون بدون قصد في نشر ثقافة العنف وتسويقها لعامة العراقيين الذين باعوا اغراضهم وحاجاتهم كي يشتروا تلفزيونا ليرفهوا به عن كربهم، أو كومبيوترا ليفتحوا فيه صفحات الانترنيت، حتى يقفوا، كما يقف العالم على إنجازات البشرية في العلوم والإتصالات والفكر والتقدم والحداثة. وإذا بمثل هذه المقالات تسهم في تغذية من لم يصل إليه غذاء الطائفية، فتدخل بيوتا بعيدة وآمنة،ومدنا قصية وهادئة، ليخاطبوا عقولامختلفة،وثقافات متباينة،فيحيلون اخضر العراق إلى يباس، وماء العراق إلى جفاف،وهواء العراق إلى سموم، يذكون الطائفية كما لو كانوا رسل أبليس على الأرض العراقية، ويجعلون قرانا وأسواقنا كالنار في هشيم البيت العراقي. أننا نعيش يوميا وأمام اعيننا عشرات المقالات التي تفتقد إلى اصول المقال الصحفي أو التلفزيوني، وإلى اصول الخطاب، وإلى اصول الكلام وحقيقته، وهي محملة باطنان من حقد الدماء،واللغة السوداء والمفاهيم التي ترتبط بهذا التوجه الديني أوذاك، هي لغة مستحدثة أتت لثقافتنا العراقية في القرن الحادي والعشرين محملة بتربية مشوهة، وبلغة دينية حاقدة، وباسلوب قصير المدى، لغة يجب ان لا تسود، وان لا تتبادلها الالسن، وان لا تقول الكلمة إلا التي يجب ان تقال. انها مقالات كالأكياس المليئة بالأدغال والأحقاد والنفايات والمخدرات، مقالات تحولت من الثقافة التنويرية إلى الثقافة التدميرية، ومن الخطاب الإنساني المفاهيمي إلى خطاب الكسب غير المشروع. والله أنهم لايخاطبون الأعداء والمستعمرين بمثل ما يخاطبون أبناء جلدتهم من العراقيين، هل قرأتم لأحدهم مقالة تحريضية عن إسرائيل كالتي تكتب عن قتل السنة أو الشيعة في العراق؟ صحيح أن الكثير منها مجانا وهو الأمر الذي اسهم في إشاعة فوضى المقال، إلا أن المجانية هذه ساهمت في أن يطل علينا أرباع الكتاب ليلقوننا كيف ناخذ بثأرنا وكيف يجب أن نفسر ما قاله المسؤول الفلاني، وكيف نواجه رأيا نختلف معه، وكيف يفكر اولئك المسلحون، وكيف علينا ان نفكر بمواجهه خطابهم الدموي والتكفيري، وكيف نسهم دون أن ندري باذكاء نار الفتن والطائفية، ونشر الأحقاء والبغضاء،وكيف نبرر أفعال فرق الموت وقتل الناس على الهوية. وتعلمنا هذه المقالات الطريقة السهلة التي تصبح فيها قاتلا بثلاثة ايام دون معلم،وما هي اساليب التخفي عن الأنظار بأن تضع غطاء اسودا على وجهك وتكتب علية بسم الله الرحمن الرحيم وبيدك سكينا صُدرتْ مع الفستق والمكسرات، وضع على رأسك عصابة خضراء مرسوم عليها سيفين متقاطعين وأمض لاحفظك الله ولاحفظ حزبك أو تحزبك للقتل. حتى وصل الأمر بتعميق الفرقة بين الأسرة الواحدة، أن كان زوج المرأة سنيا وهي شيعية، وان كان ابناؤهما سنة لابيهم أم شيعة لأمهم، وذهبنا ابعد من ذلك باشاعة الفرقة بين طلاب المدرسة الواحدة، وفي الصف الواحد؛ فنعزل التلاميذ السنة ونجلسهم في كراسي معينة، والتلاميذ الشيعة ونجلس في كراسي أخر. أما المعلم فعليه ان يوجه الأسئلة بالتساوي وإلا عد شيعيا طائفيا او سنيا تكفيريا، فأي بؤس يعم ثقافتنا ؟

4

المعاينة الأكثر دقة لعنف المقال تكشف عن مستوى من التردي الأخلاقي الذي تمارسه هذه المقالات ضد القراء. فنحن شئنا أم أبينا نعتمد المبدأ العشائري في الكتابة، وهو مبدأ ترسخ سايكولوجيا واجتماعية كرد فعل غير ديمقراطي منذ مأساة الحسين وليومنا هذا. هو أن نكتب صراخا ضد الظلم بعد أن نكون قد عجزنا عن أخذ حقنا بالطرق السلمية.القصيدة المنبرية صراخ، الأغنية الهتافية صراخ، الكلمة الحوارية صراخ، الحكاية صراخ،وعندما يعم الصراخ نفتقد الصراحة. فالمبدأ العشائري كامن في السيكولوجية العراقية، وهو أن تنتصر لأخيك ظالما أو مظلوما ( دون فهم سياق هذه العبارة). وقد يعود الأمر إلى ابعد من ذلك بكثير، هو ما رسخته الثقافة العربية القديمة فينا قولا وسجايا قوم ومسلسلات تنتقد وشهررمضان قريب وسنشاهد عشرات مشاهد القتل التاريخية.أما ما رسخته كتب الأديان السماوية منذ نزولها في عقل وفكر وبناء الشخصية العربية، هو أن العنف يبررفي حالات كثيرة،لا بل أن السياقات الثقافية له تأخذ صيغة القانون إذا ما وضعت في سياق تفسيرات مغايرة لروح النص الديني.
لا شك ان جهاتا أجنبية تقف وراء تأجيج العنف،وتصرف لذلك الملايين وثمة من يروج له، ولكن لنحاسب وبوضوح الجهات العراقية التي تتبنى ثقافة العنف وهي البعيدة عنه وتأخذه كطريقة للتعامل مع الشعب العراقي، في حين تحاور الخصوم بالسر. اليوم بدأ العنف يأكل أهله،السني المتطرف يواجه بسني آخر، والشيعي المتطرف يواجه بشيعي آخر، ومن يرى ما صارت عليه البصرة حاليا يكفر بكل قيم الثقافة، كيف ان هذه المدينة الأم تحولت على يد مليشيات إيرانية الهوى إلى ساحة فارغة من الوطنية والحب والفكر. مدينة حولها الطائفيون إلى مرتع للنهب والكسب الحرام، وإلى مدينة عليها أن تكون الضحية لكل الأنظمة الفاسدة، المدينة التي استوعبت كل قنابل حروب إيران وحروب البعثيين وحروب الحلفاء والمستعمرين. أنهم ينهبون البصرة، تراثا، وتاريخا، ووجودا، وإنسانا، وجغرافية. وعلينا نحن العراقيين جميعا أن نكشف، وبالقوة العقلية عن هذه التصرفات التي زرعها الطائفيون في مدينة تحلم الدنيا أن تستعير منها حداثتها، وقوتها، وخيراتها، وطبائع إنسانها،وقامة نخيلها.، وعذوبة شطئانها، وندى رياحها، وبعد نظرها في البحر والصحراء والجيرة.
ما نريده في ثقافتنا العراقية هو العودة إلى مكوناتها الأساسية وهي: الوحدة الوطنية، والإنصات لصوت العقل، واعتماد الحوار، واللجوء إلى القانون في وضع الحق في نصابه، واعتماد الفعل البناء بدلا من العاطفة التهديم،والإنسانية بدلا من الحيوانية في السلوك، والمبادئ والأخلاق والتفكير بدلا من العشوائية.هذه هي بعض مقومات الشخصية العراقية التي اعتمدت التداخل الأسري والديني والمذهبي والجغرافي والعملي منذ مئات السنين.



#ياسين_النصير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل أحزاب الإسلام السياسي في العراق؟
- المقال الثاني : العنف وتخطيط المدن
- العنف وتحطيط المدن
- الطائفية مصطلح بغيض
- مرايا المقهى
- الثقافة والمرحلة العراقية
- الصين وافق الحداثة في العراق
- سوق هرج
- الرؤى السردية
- كتاب شعرية الماء
- حوار مع الدكتور كاظم الحبيب
- عن المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- مكونات الطبقة الوسطى العراق نموذجاً
- قراءة في رواية الضالان
- أدباء عراقيون - الشاعر سعدي يوسف
- أدباء عراقيون -ابو كاطع: شمران الياسري
- أدباء عراقيون- غائب طعمة فرمان


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسين النصير - الإسلام السياسي وعنف المقال