أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - حتى لانذبح الكورد الفيلية مرة أخرى















المزيد.....

حتى لانذبح الكورد الفيلية مرة أخرى


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى تقبع محنة الكورد الفيلية في أعماق النسيان ، ومرة أخرى يتم خذلانهم بعد تلك التضحيات الجسام .
مرة أخرى يتم التنكيل بشهداء الكورد الفيلية ويستهان بكل ما قدمته هذه الشريحة للعراق ، ويقينا أن محنة الكورد الفيلية شكلت الأرضية التي تم تأسيس نهاية الطاغية عليها حيث سطروها بتضحياتهم الجسام وبدماء شبابهم الزكية .
مرة أخرى بعد إن تعرض الكورد الفيلية تحت سمع ومرأى بصر العالم وأسماعه ، لأبشع عملية أستلاب أنساني سجلها التاريخ الحديث ، لم تزل صورتها تخجل الإنسانية لصمتها وسكوتها المريب ، وصورتها أقمارهم الأصطناعية وشبكات الأعلام الدولي الذي تم أخراسه بثمن بخس ، وأمام مهادنة مع النظام حول الجريمة الإنسانية التي تهز الوجدان ، فلم يسبق لشعب إن تم تجريده من هويته وجنسيته وأمواله المنقولة وغير المنقولة ، وتم تعريض شبابه للتجارب الكيمياوية ، وتم أبعاد الشيوخ والعجائز الى الصحارى ، وتم حجز الاف الشباب ومن ثم أعدامهم والقضاء عليهم بصمت ، أمام قوانين العالم ومنظماته الدولية ولوائح حقوق الإنسان التي كانت تداري لغة الطاغية وسيولة أمواله التي تتدفق على مكاتب المهتمين بقضايا حقوق الإنسان والقانون الدولي والسياسيين ، نفس القانون الذي يمنع أبقاء مواطن واحد دون جنسية ، في حين أصيب هؤلاء بدهشة المقابر وأصابهم صمت الموتى مع الكورد الفيلية .
الكورد الفيلية الذين لم تجد قضيتهم فسحة أنسانية في الأعلام العروبي المتشدق بالحرية والرأي الأخر واحترام حقوق الانسان وكرامته ، ولا وجدوا من صحافة الأعراب ودول الجوار ما ينشر حقيقتهم ، وكأن الجميع أتفق على غض النظر عن أظهار بشاعة الجريمة الإنسانية التي اقترفها طاغية العراق بحق هذه الشريحة الممتلئة عبقاً وطيباًُ وعطاءاً للعراق .
ونفس المحنة التي تعرضوا لها أيام الطاغية تعيدها عليهم اليوم دوائر وسفارات حين تطالبهم بشهادة الجنسية ( العثمانية ) ، شهادة السلطات التي تعاقبت على حكم العراق ، وشهادة الجنسية التي مزقناهم ووضعناها تحت اقدام اخياتنا من امهات الشهداء وحرائر العراق ، وشهادة الجنسية تلك الوثيقة البائدة التي استعملها صدام البائد للتنكيل بالعراقيين وتسفير العوائل العراقية العفيفة وتشتيتها ، لم تزل تلك الشهادة موضع أعتزاز وتقديس من دوائر الدولة والسلطات الجديدة ، ولم تزل تتصدر قائمة المطالب في كل ظرف أو معاملة .
مرة أخرى رغم سقوط الطاغية وتبجحنا برحيل نظامه لم تزل أموال الكورد الفيلية بأنتظار قرارات يتذكرهم فيها مجلس النواب العراقي ، وتستذكرهم فيها الحكومة ، فتعاد الحقوق الى من سلبت منه ، ويتم ترتيب ما ضاع من حقوق لهم وما فاتهم من حقوق الأنتفاع طسلة هذا الزمن المرير ، وأن يتم الأرتفاع بمستوى المحنة التي لحقت بحياتهم ودمرتهم وشردتهم .
مرة أخرى يتم خذلان الكورد الفيلية ، وهم لم يفكروا بأستلام السلطة ، ولانافسوا احداً على وزارة سيادية ، ولاوقفوا بباب الأحزاب يريدون تشكيل ميليشات تابعة لهم ، ولا استغلوا محنة العراق كما أستغلها غيرهم ، ولم تزل عيون الأمهات اللواتي ودعن عشرات الشهداء من عائلة واحدة ، يترقبن قراراً ينصف الشهداء ويعلن حقاً للعالم أنهم اعطوا ارواحهم لهذا العراق الذي نريد .
مرة أخرى لم تزل رغم كل هذه السنوات الممتلئة بالمرارة والعنف والموت تضيع قضايا الكورد الفيلية ، ليس ضياعاً وتنكراً فقط أنما هناك من ينبري يطالبهم بالصمت ، فيقول : اليسوا كورداً وقد تحققت الفيدرالية لهم ؟؟ أليسوا شيعة وقد صارت الأحزاب الشيعية في السلطة ؟؟ أليسوا مع الحركة الوطنية وقد صاروا وزراء ونواب في البرلمان ، فليصمتوا فأنهم أخذوا اكثر من حقوقهم !! فأي مغالطة تلك وأي ظلم بشع تتعرض له الكورد الفيلية !
لم تزل اللجان التي تم تشكيلها تحيك لهم الطرق التقليدية والوسائل البائدة والقوانين العتيقة التي ستحقق لهم ضمان حقوقهم بعد سنوات أخرى ، فليصبروا حتى تحل هذه السنوات الجمر قضيتهم التي نسيها العديد من إبناء العراق .
ولكنهم لحد اللحظة لم يزل بعض اولادهم دون سندات ودون جوازات سفر ، ولم تزل دوائر متعددة تطالبهم بشهادة الجنسية ( السيف ) الذي شحذه صدام وجز رقابهم وأستباح حلالهم ، ولكنهم لم يزلوا ينظرون لأملاكهم وبيوتهم ومتاجرهم بعيون ممتلئة بالدمع ، وهم يشاهدون عناصر وضباط الأمن العام والخاص تحتلها وتستغلها وتشغلها وتعمل بها ولايريدون إن يخرقوا القانون وهو اليوم ابطأ من سير السلحلفاة في التطبيق .
مرة أخرى نتنكر لهم ولانستذكر معهم المحنة الإنسانية الكبيرة التي تعرضوا لها ، ولانداوي جراحهم بأيجاد العلاج السريع والشافي ، ولا وجدوا من يهدأ وجعهم ويكفكف دموعهم فيقرر النواب على الأقل تخصيص راتب تقاعدي رمزي للشهداء .
مرة أخرى نخذلهم ونتنكر لكل الوعود التي قطعناها لهم ، ومرة أخرى نكلفهم أن يضعوا الحقوق في مجمدات النسيان ، وأن يصبروا فلعل الزمن القادم كفيل أن يجعل قلوبنا أكثر رقة وأحساساً فنقر لهم بالحقوق ، ويقرر مجلس النواب إن لهم شهداء هم حطب العراق ، ويقرر النواب أن لهم حقوق لايمكن تأجيل اعادتها اليهم ، ويقرر النواب أنهم ملح العراق ، ويقرر النواب مايميزهم من مكانة عراقية ننشف بها دموع من لم تجد رفات وليدها حتى اليوم ، وأن مقابرهم الجماعية لم تزل مجهولة حتى اللحظة ، وأنهم في ضمائر اهل العراق عربه وكورده وتركمانه وكلدانه وآشورييه وأرمنه ، وأن تكون القرارات التي يصدرها البرلمان لاتحيلهم على قائمة انتخابية أو حزب سياسي ، فقد كان عطاؤهم للعراق ، وأن تكون القرارات متناسبة مع ما تحمله الكورد الفيلية من جرائم الطاغية ، وحين نستطيع إن نعيد ابتسامة الأمهات حين نبرهن لهن إننا اولادهن وأننا اخوانهن بحق وان الغربة التي ارادها لهم صدام والتي بعثرت حياتهم لايمكن إن تكون حاجزاً يشتت حياتهم ، فالعراق وطنهم واهلهم وارضهم وحقهم ، كل العراق دون أستثناء فهم كانوا لكل العراق ، حينها نكون قد اعدنا لهم بعض ما في ضمير العراق من دين لهم .
مرة أخرى يتناساهم البعض ويحاول تبرير هذا النسيان والأجحاف بأحالة ملفاتهم على حكومة أقليم كوردستان ، ومرة أخرى نعود لقضية التبريرات والالتفافات لكنها جميعاً لاتعيد لهم حقاً مسلوب ولا أعمارا ذهبت دون عودة ولاظلماً أزيح عن كاهلهم ، ولاغصة في القلب صارت متحجرة لم تزل جاثمة فوق صدورهم ، ولا قبوراً وشواهد معروفة لأولادهم ، مرة أخرى نعود بهم الى الوعود التي ما تحققت وما تبرعمت فعلاً تحت زحمة الأنشغال بمكافحة الإرهاب وضجة الكراسي والمناصب والمحاصصة ، لكنهم يقفون دون ضجيج فقد قدموا النفس والمال والأستقرار لهذا العراق .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحكام القضائية
- زمن المقابر العربية
- الحكم بأعدام صدام شنقاً أو رمياً بالرصاص
- النار لاتطفيء النار
- تفعيل دور القضاة في محاكمة القتلة والأرهابيين
- طهارة المندائيين وخسة الملثمين
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم -
- تسليم المتهمين
- فكرة التسامح
- الخلل في النظرة الى أستقلال السلطة القضائية
- غداً يستعيد العراق وجهه المشرق
- بعد توجيه الأتهام في قضية المتهم صدام
- خطوات في المصالحة الوطنية
- كيف سقطت ( قناة العربية ) في حبائل وائل عصام ؟
- دمعة الطفلة الاردنية مرح ودموع اطفال العراق
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - القسم السابع
- شلت اليد التي تريد السوء بالمندائي
- وبرغم كل هذا سيقوم فينا العراق
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم- القسم السادس
- جدوى بقاء الهيئات المستقلة في الدستور العراقي


المزيد.....




- -فجأة سمعنا طلقات نارية-.. ترامب يروي ما حدث بالتفصيل لحظة م ...
- رئيس وزراء العراق يكشف عن موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الد ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم مواطنا قصاصا وتوضح كيف قتل زو ...
- مراسلتنا: مكتب الجمعية الوطنية الفرنسية يجيز مناقشة عريضة عز ...
- -الشاباك- يعلن إحباط محاولة اغتيال خطط -حزب الله- لتنفيذها
- الحرب الروسية الأوكرانية: مليون قتيل وجريح في حصيلة مروعة
- إعادة سكان الشمال هدف إسرائيلي جديد لحرب غزة
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1960 عسكريا أوكرانيا خلال 24 ...
- ميلوني: سعداء بتعيين مرشحنا نائبا لرئيسة المفوضية الأوروبية ...
- القوات المصرية تنقذ 3 سياح في البحر الأحمر


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - حتى لانذبح الكورد الفيلية مرة أخرى