شخصيات مندلاوية في الذاكرة/1

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7050 - 2021 / 10 / 17 - 01:14
المحور: المجتمع المدني
    

# هو السيد محمد الموسوي القمي العالم الفاضل والإنسان الجليل،من مواليد كربلاء المقدسة،والمصلح المشهور تمَّ تعيّنه من قبل المرجع الأكبر السيد كاظم اليزدي وكيلاً في قضاء مندلـي قبل ثورة العشرين ببضع سنين،وقام السيد العالم بوكالته خير قيام بأمانة وإخلاص،رائده الصدق وديدنه الإصلاح،كانت الفوضى ضاربة أطنابـها في محلتي السوق الصغير، وقلعة بالي القريبتين من البساتين من حيث لا رادع يردعهم ولا قانون يمنعهم، فلما وصل مندلي وسكن في جامعها الكبير الذي تبرع بأرضها إسماعيل أفندي المستنطق أحد وجهاء المنطقة،وبناه الحاج صالح بك،فتولى السيد الطيب الوعظ والإرشاد، والدرس والتدريس،وهو مع هذا يزور المجالس والدواوين ويحضر الاجتماعات، ويجالس وجوه البلد،و يطالس الفقراء والمساكين،ويعلم الناس أمور دينهم ودنياهم، ويرشد المعوج منهم،ويسعى ليقيم أولادهم،ويشارك أهل العزاء عزاءهم،وأهل الأفراح أفراحهم، كما وانَّ له ديواناً يحضره عامة الناس من بعد العصر حتى المساء والى هزيع من الليل،وكان يعطي الأهمية البالغة لتعازي الإمام الحسين (ع)، إذ انه في شهر محرم وصفر يؤدي ما يجب عليه، وتقرأ التعازي في الجامع نفسه مع الوعظ والإرشاد والصلاة على أفضل الخلق محمد (ص)،وانّ هذا المصلح الإنساني قد قام بأعمال جبارة في ثورة 1920م، إذ لولاه لكانت الفتنة تعم أرجاء البلدة من أهل الفوضى والفوضويين، إلا إنَّ السيد الفاضل شمّر عن ساعديه، وأخذ يجوب المدينة ليل نهار باذلاً أقصى الجهود لاستتباب الأمن،وعدم التعدي على الناس الفقراء والضعفاء، ورغم شيخوخته وضعف بدنه تراه يندس بين الناس في الأسواق وفي الإزدحامات والاجتماعات، يأمر هذا،وينهي ذاك،والناس على العموم يحترمونه ويودّونه،لأنّهم يشعرون إنَّ السيد الجليل يريد خيرهم،ولا يعمل إلا بما أمر الله ورسوله (ص)، وهكذا كان خير إنسان لحب الخير،و معواناً لأهل البلدة،توفي السيد القمي(رحمه الله) عام 1366هـ -1946م،فجزاه الله عنا خير الجزاء.

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات