أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - لغة قطر العجيبة والغريبة















المزيد.....

لغة قطر العجيبة والغريبة


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 487 - 2003 / 5 / 14 - 04:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 http://home.chello.no/~hnidalm

 

إن المتتبع لسياسة دولة قطر لا يستغرب التصريح الأخير الذي أطلقه وزير خارجية الأمارة الصغيرة،تلك التي تلعب منذ فترة طويلة دورا هاما ومحوريا أكبر من حجمها بعشرات المرات. فقد كان لهذه الإمارة دور الريادة في التسابق مع الكويت على استقبال القوات الأمريكية التي احتلت العراق فيما بعد. فدولة النصف مليون مواطن ونيف، شرعت أبوابها للقواعد الأمريكية في السيلية وغيرها.كما أنها أقامت علاقات تجارية مميزة مع إسرائيل وفتحت مكتب تجاري إسرائيلي في الدوحة،رغم أن قطر ليست بحاجة ولم تكن بحاجة أبدا لتك العلاقة مع دولة لازالت تقتل وتقهر بإخوانهم الفلسطينيين. لكن مشيئة أمريكا شاءت أن تقبل قطر بالعلاقات التجارية وفتح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة( أغلق بعد شهر من تفجر الانتفاضة الفلسطينية في 28 سبتمبر أيلول عام 2001 للحيلولة دون انهيار مؤتمر لقمة منظمة المؤتمر الإسلامي كانت تستضيفه قطر بعد أن هددت عدة دول عربية وإسلامية بالمقاطعة).

يا للراحة ويا للفرحة! قطر في تل أبيب وإسرائيل في الدوحة. إنها معادلة غير مفهومة من الناحية القومية والدينية،معادلة بين شيطان وجبان،شيطان يحتل فلسطين والجولان وجزء من أراضي لبنان،وجبان يقول بأنه يقيم تلك العلاقة حرصا على قضية فلسطين ومن اجل السلام. وفي فترة من فترات الاستسلام العربي الجزئي بعدما تمت عملية أوسلو القيصرية للسلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية،أخذ بعض العرب هذه الاتفاقيات حجة وأقام بعضهم علاقات مع إسرائيل،منها الكاملة مثلما حال مصر التي سبقت كل العرب في الخروج عن الإجماع والالتحاق بركب السلام المبتور،و التي خسرها العرب كاملة بعد استسلامها لشروط السلام الذي قاده الرئيس الراحل أنور السادات. ثم العلاقات الأردنية الإسرائيلية الكاملة والتي لا لم تأتِ على الأردن بأية فائدة تذكر على الإطلاق،بل هي شرعت بيع الأرض والمياه أو تأجيرها لفترات طويلة للإسرائيليين بدون أي مقابل معقول للجانب الأردني،خاصة أن هذا الجانب لم يكن مجبرا أو مضطرا لتوقيع أي اتفاق سلام أو أية معاهدة مع الإسرائيليين،لكنه فعل ذلك تحت وطأة التأثير الأمريكي والعلاقات السرية السابقة بين الدولتين وتماشيا مع متطلبات سلام الشجعان. ثم حصلت حملة تسابق وتراكض على فتح مكاتب تمثيل عربية أو تجارية في تل أبيب وغزة، تصوروا لقد تحججوا بالعلاقات مع السلطة الفلسطينية من أجل بناء علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي. فأقيمت علاقات بشكل ما أو مكاتب لقطر وموريتانيا وتونس والمغرب بالإضافة لسفارتي مصر والأردن. وأصبحت الوفود العربية تحج إلى تل أبيب كي تزور غزة أو رام الله، وبالمناسبة ولكي تكمل حجتها تقوم بالتعريج على القدس المحتلة والصلاة في المسجد الأقصى المحاصر والمستباح يوميا لولا الدم الفلسطيني الذي يحميه ويصد الرجس الصهيوني عنه.

لقد أخذت تلك الدول من اتفاقية أوسلو وسلامها الأجبن من أن يكون سلام شجعان، العبرة فأقامت علاقاتها مع إسرائيل دون مقابل يعود بالمنفعة والفائدة على الشعب الفلسطيني والأمة العربية. ويوم تفجرت الانتفاضة وامتدت وطالت، اضطرت بعض تلك الدول لاتخاذ إجراءات شكلية من أجل حفظ ماء الوجه،فقامت كل من مصر والأردن بسحب سفيريهما من تل أبيب وأقفلت المكاتب الإسرائيلية في الدول الأخرى أو تم تجميد العلاقات شكليا. لكن  تلك العلاقات استمرت عمليا كما هي عليه وإن بشكل غير معلن وليس كما كان في السابق.

كانت ولازالت حجة الذين يواصلون اللقاء والتزام العلاقات مع إسرائيل أنهم بهذه الطريقة يساعدون الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية. يا للمهزلة! ما هذا اللأستخفاف بعقول الناس والأمم؟

الشعب الفلسطيني أيها السادة يشكر نيتكم الحسنة ونواياكم الصادقة،لكنه لا يريد لتلك العلاقات أن تستمر ويرفضها جملة وتفصيلا ويطالبكم بقطعها مرة واحدة وحتى إشعار آخر.

 

وفي العودة لتصريح وزير الخارجية القطري الذي كان في السابق أطلق تصريحات مثيرة للجدل أتسمت بالجرأة و عدم الخجل من مغزاها ومعانيها وما تحمله من صراحة مثل تصريحه الشهير( على العرب توسل أمريكا). فقد صرح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يوم الأحد الموافق الحادي عشر من أيار/ مايو الجاري،بأن بلاده قد تفكر في إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل إن كان ذلك يتناسب ومصالح بلاده. هذا الموقف الغريب للشيخ العجيب يعتبر موقفا نادرا،لأنه من النادر حقيقية ما يصدر مثل هذه المواقف عن مسئولين عرب رفيعي المناصب في المنطقة. فكل البلاد العربية تقريبا تستبعد إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل قبل أن تنسحب الأخيرة من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967.

 

ما هي المصلحة القطرية في إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل في هذه المرحلة بالذات؟

لا توجد أية مصلحة قطرية فعلية في إقامة علاقات مع إسرائيل،إلا إذا كانت قطر اعتادت طرق الأبواب الإسرائيلية والأمريكية بدون العودة للقرارات والاتفاقيات وحتى المصالح العربية. فلا يوجد ما ينفع قطر في علاقاتها مع إسرائيل،خاصة أن قطر ليست من الدول الفقيرة والمحتاجة والتي قد تغريها أموال الأمريكان وهباتهم  وقوة اللوبي اليهودي العالمي وبالأخص القسم الأمريكي منه، فهي دولة غنية وفيها النفط والغاز والثروات الطبيعية. أما مكانها الجغرافي فهو بعيد عن فلسطين المحتلة وليست دولة مواجهة مع إسرائيل،مع معرفتنا بأنها تعتبر في هذه الأيام دولة مواجهة مع السعودية،وهي كذلك كسبت معركة الوجود الأمريكي في المنطقة العربية من خلال تشريعها لذاك الوجود وسحب البساط من تحت أقدام الدول الخليجية الأخرى. لذا فيكفي قطر علاقاتها التجارية غير المبررة وغير المنطقية مع إسرائيل ولتترك للآخرين مجالا تكتيكيا رحبا وأوسع للتعامل مع عدو قوته أكبر من قوتهم وعنده من العلاقات مع كبرى دول العالم ما يجعله لا يهتم كثيرا بعلاقة تجارية أو رسمية كاملة مع قطر،خاصة أنه ضمن تلك الأمارة منذ زمن،وبعد أن أصبحت محمية أمريكية بشكل رسمي وعلني.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة الطريق بلا طرق
- شواكيش عراقية وعربية
- الغريب والعجيب في زمن بوش الحبيب
- من أخبار الدنيا الأخرى
- الزمن العراقي بالتوقيت الأسرائيلي
- بين السلام و شالوم يقف شارون
- لا عجائب ولا غرائب
- من المسئول عن السلب والنهب في العراق؟
- حزب متسناع أصبح بلا ذراع
- لا أخشى سوى صدام حسين وهذا الأخير لم يعد هنا
- لماذا يا تيري رود لارسن؟
- يوم الصحافة العالمي
- سارس صيني وفيروس عراقو- أمريكي
- شريعة الغاب في زمن الإرهاب
- خارطة الطريق تبدأ ميتة في حي الشجاعية
- حكومة فلسطينية جديدة
- بين ميتشيغان والفالوجة تكمن حرية العراق
- عجائب وغرائب عربية وغربية
- كاظم الساهر يرفض أن يغمض عينيه
- كيف سيخرج عرفات من هذه العلقة ؟


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - لغة قطر العجيبة والغريبة