ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 7046 - 2021 / 10 / 13 - 02:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بالفعل أخرجنى الخبر والمشهد عن صمتى ... على شاشة التلفزيون الإيطالى رأيت مشهداً أراه لأول مرة فى حياتى حيث خيم الظلام على لبنان ونفذ الوقود مع النقود ولا تسأل عن المسئول لأنهم كانوا يعلمون بساعة الصفر لكنهم أختبأوا فى مكاتبهم بعيد عن الظلام، وأكتشفت بعد ذلك أن الأسباب كثيرة التى أوصلت بلد الحياة والجمال والشعراء والأدباء بلد الحرية والمحبة سويسرا الشرق، كان المشهد حقيقةً مؤلماً لى وشعبها لا يستحق هذا الظلام العربى السياسى، وكأنى أقف أمام قطيع من الأنتهازيين أصابهم الشلل المؤقت وسط حقولهم النفطية يبتسمون على نجاح عقوباتهم للنظام اللبنانى الفاشل بجدارة، هذه الصورة مرت بخيالى وأنا أرى الظلام الأخلاقى لجميع العرب الذين كانوا معجبين بالأنشودة الحماسية: وين وين الملايين وين وين الشعب العربى وين؟؟؟
أصابت الأنظمة العربية السكتة القلبية أم أن الخرس ألجم أفواههم؟؟؟
أخطأ النظام اللبنانى وفشل فى سياساته الخارجية والداخلية ونسى أنه قد يحتاج لهؤلاء العرب وقت الأزمات وكان الواجب عليه أن يتعلم الحكمة قبل السياسة، لكنه فشل وأثبت فشله وفساد جميع الذين يطلقون على أنفسهم قادة وزعماء، لكن ذلك ليس معناه يا حكام العرب أن تعاقبوا الشعب اللبنانى ولا تأخذوه بجريرة أخطاء النظام السياسى الفاشل أو الذى أفشلته المؤامرات والطائفية والأنقسامات، مهما قيل يا حكام ويا حكماء العرب من فقدان النظام السياسى من مصداقيته وعجزه عن إنقاذ بلاده وشعبه، فلا تتركوهم ينهاروا وقت الشدة التى يظهر فيها المعدن الحقيقى لكل نظام.
خفايا الكواليس اللبنانية يعرفها خبراء السياسة كما تعرفونها يا زعماء العرب لكن ضعوا خلافاتكم ومشاكلكم مع النظام جانباً، وأقيموا الشعب اللبنانى من محنته وقدموا له المعونة التى يستحقها بغض النظر عن أعمال القادة اللبنانيين الصبيانية المفتقرة للحنكة الإدارية ونقص الخبرة وإنعدام التوافق والإنسجام فى حكومته، لكن لا تجعلوا شمس المحبة تغيب عن عقولكم ولا تضعوا الأنهيار هو الخيار الوحيد للشعب اللبنانى، أزرعوا فى قلوبهم الأمل والثقة بأن لهم أخوة سيسارعوا إلى نجدتهم من أنهيار سياسى قبل أن يكون أقتصادى من أناس تصدروا الساحة وهم لا يملكون قدرة أو كفاءة ينهض فيها لبنان من هذا المصير المؤلم.
أنتظر يا زعماء أن تنقذوا لبنان وشعبها من صراع النفوذ والسلطة من صراع رجال سياسة لا يفكرون فى إنقاذ الشعب من التدهور المستمر، أنتظر يا زعماء العرب أن تعيدوا إلى لبنان بهجتها وبسمتها التى ستسعد الملايين.
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟