أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ستار جبار الحسيني - هل يجب اخضاع الفضائية (العراقية) للمحاصصة؟ ام الغائها تماما؟















المزيد.....


هل يجب اخضاع الفضائية (العراقية) للمحاصصة؟ ام الغائها تماما؟


ستار جبار الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 07:09
المحور: الصحافة والاعلام
    


في ظل سيل الكتابات عن شبكة الاعلام العراقية والاخطاء الكبيرة التي ترتكب فيها يدفع السؤال بنفسه..اين مكمن المشكلة؟
تكمن المشكلة الرئيسية في اعتقادي الذي ساوضحه لا في وسائل الاعلام العراقية او في نوعية وسائل الاعلام المعاصرة بل في المتلقي، واظن ان هذه الحقيقة الجلية الوضوح والمكتسبة عن خبرة هي التي دفعت الى تأسيس شبكة الاعلام العراقية على يد الاميركان انفسهم والذين لا يؤمنون بعمل اجهزة الاعلام الرسمية والحكومية ولا حتى الحزبية ويفضلون بدلا عنها وسائل الاعلام المستقلة المؤسسة على اساس اقتصادي قبل ان يكون ثقافي او سياسي، فالولايات المتحدة الاميركية جاهدت منذ لحظة احتلالها للعراق على تحويله من بلد الدولة المركزية والنظام الشمولي والاقتصاد الاشتراكي الى دولة لا مركزية ومن ثم فيدرالية بنظام ديمقراطي واقتصاد حر..ولعل في ذلك تفسيرات ما جرى وما يجري اليوم في نواحي عديدة..
فقد كانت الادارة الاميركية قررت قبل سقوط النظام تأسيس ثلاث وسائل اعلام، وانتدبت لهذا الغرض عددا من الاعلاميين العراقيين بينهم السيد اسماعيل زاير الذي تولى تأسيس جريدة الصباح العاملة اليوم، والسيدين مصطفى الكاظمي واحمد الركابي اللذين توليا تأسيس راديو وتلفزيون العراقية اضافة الى خيري منصور والسيدة شميم الرسام وعبد الحليم الرهيمي على ما اعتقد، واوكلت مهمة ادارة الشبكة والانفاق عليها لمكتب اعادة اعمار العراق الذي كان يشرف عليه السيد جي غارنر قبل ان يأتي بول بريمر لقيادة العراق اميركيا..
وكان اول شيء صنعته الادارة الاميركية حل مؤسسات وزارة الاعلام، حيث تنتفي الحاجة اليها تماما في ظل الوضع الجديد، وهو امر لم يفهم كنهه منتسبو تلك الوزارة الذين تظاهروا مطالبين باعادة الوزارة للعمل، وذلك ينم عن قصور واضح في فهم نوعية النظام الذي سيتأسس على انقاض العهد البائد..وفي تلك الاثناء سمع من الاعلاميين العراقيين اعتراضات من قبيل ان لا توجد دولة في العالم بلا وزارة اعلام..لكن الاميركان اختاروا حلا وسطا يضمن عدم سيطرة الدولة مجددا على وسائل الاعلام من خلال التأسيس مؤقتا لتجربة مماثلة لتلك الموجودة في بريطانيا على نمط ال(بي بي سي) حيث ترتبط بالوزارة ماليا واداريا وتنفصل عنها في التوجه العام..قاد الى هذا الحل معرفة وفرها الاعلاميون العراقيون العاملون في اوساط الاحتلال كمستشارين، وتتلخص بأن العراقيين اعتادوا على نمط واحد من التلقي والاستجابة يتمثل في وسائل اعلام الحكومة التي توفر الخبر من مصدره الرسمي
، مهما تكن نوعيته، وهذا الامر جرى على مدى عقود خلت فيها الساحة العراقية سوى من وسائل اعلام ودعاية الدولة، المصدر الرئيس للخبر ، على ان كثيرين كانوا يبحثون عن مصادر اخرى مثلتها وسائل الاعلام الخارجية المسموعة، لكن ذلك لا ينفي ان الكثرة موضوع المشكلة كانت تريد وسيلة اعلام تابعة للدولة او حتى للاحتلال كي تستقي منها مادتها..
الى اي مدى كان هذا الرأي منطقيا ، ذلك محل اختلاف، والى اي مدى كان اتباع الحل صحيحا فهذا يمكن مناقشته..
ارتبط العراقيون ووفقا لسياسة منظمة ومدروسة بالدولة الام في كل شيء تقريبا، فهم يتسلمون منها الحصة الغذائية الشهرية مجانا ، ويحصلون على الماء والكهرباء ووقود الطاقة باسعار زهيدة تماما، كما ان جملة الخدمات التي تقدم للمواطن من قبل دوائر الدولة كانت مجانية او شبه مجانية..على ان الدولة لم تكن تمنح المواطن مرتبا ، فكانت معاشات المواطنين قياسية بالادنى حيث يتقاضى الموظف مثلا راتبا اسميا يقدر بثلاثة دولارات لا غيرها..مع حرمانه من كافة وسائل الاتصال الجماهيرية والشخصية الحديثة كالانترنت والستالايت والهاتف المحمول..وبالتالي لم يكن امام الغالبية من اختيار سوى الدولة الام..وهذه تتحكم بنوعية الاخبار وكثافتها وميقاتها الخ..وقد حاول الاحتلال بسياسة مدروسة ربما تغيير هذا النمط من العلاقة مع الدولة..بصورة تدريجية احيانا، وفجائية احيانا اخرى..ولعلنا نلمس اليوم بعض نتائجها التي ستكون حاسمة مستقبلا باتجاه لبرلة المجتمع العراقي وفق نمط قد يكون فيه بعض الخصوصية..
وفي مجال الاعلام اتخذت اميركا قرارها بتأسيس الشبكة، لكنها لم تضع في حساباتها ان تؤول الشبكة الى العراقيين بهذه السرعة فقد تحدث مصطفى الكاظمي في بدايات مبكرة لتأسيس الشبكة عن عملها لاجل محدد ينتهي بنهاية الاحتلال، اما كيف سينتهي بها الامر، فذلك ما لا نعتقد بان اميركا فكرت له بعمق بدلالة ما انتهى اليه امر الشبكة اليوم..
لم يفهم القائمون على تأسيسها بداية كيف يمكن تسيير عمل الشبكة بازاء جملة من العوامل التي تتصارع في الداخل العراقي واهمها الفئوية الحزبية والطائفية والعنصرية الضيقة، والتي لم تجد لها حلولا سوى في المحاصصة، تلك التي بدأتها العراقية بتقسيم اذان الصلاة بين الشيعة والسنة، وعن حسن نية وعدم معرفة حقيقية بما آلت اليه الامور وضع القائمون عليها منهاجا بعيدا جدا عن احتياجات ومتطلبات المشاهد العراقي في العهد الجديد، فتصوروا ان انموذج تلفزيون الشباب الذي كان يديره عدي صدام حسين هو الاصلح فقدموا برامج من قبيل مشكل شو..الذي كان يعرض فيما يذهب العراق بعيدا مع ظهور بوادر الصراع الطائفي، ولكي يضمنوا مقدارا معينا من المنهجية الاعلامية الاحترافية اوكلوا مهمة انتاج وادارة القناة الى شبكة ال بي سي اللبنانية التي قدمت مشكورة برامجها القديمة من قبيل الكاميرا الخفية باسعار خيالية بالباشتراك مع مؤسسة كويتية تدعى الفوارس، ويقال ان الفوائد المتحققة لها تعد بارقام فلكية لو استثمرت جيدا لتأسس من خلالها فضائيات على غرار الجزيرة والعربية..وتم البدء بعد اعلان السيادة العراقية بالعمل لتسليم هذه المؤسسة الى العراقيين وهنا بدأت بالفعل عملية تطبيق نموذجي (بي بي سي) البريطانية و (ال بي سي) اللبنانية ، ولم توضع محددات لتشكيلها كانموذج على الغرار لمذكور وهنا بدأت مشاكلها، فشكلت الواجهة الدعائية لحكومة السيد اياد علاوي الانتقالية قبل ان تقلب له ظهر المجن في فترة حكومة الجعفري المنتخبة ومن ثم حكومة المالكي الحالية..

واذا كان السيد جلال الماشطة التي تولى ادارة الشبكة لوقت ما ادرك خطورة الامر فحاول مراعاة شروط وسيلة الاعلام التي تقبض امولها من العراقيين سنة وشيعة واكراد وغيرهم بأن تراعي حدا معقولا من الحيادية فأن ذلك بات بعيدا جدا عن ادراك من خلفه وهو السيد حبيب الصدر وكادره الذي بدأ ينحرف الى ميوله الطبيعية، وهنا ضاع الانضباط اللازم لعمل العراقية واتجهت بعيدا الى الميل الطائفي الذي حركت باتجاهه الرياح التي لا يمكن للمتحزب مقاومتها.حتى وجدنا فضائية طائفية بامتياز تتلقى دعما حكوميا تأخذه الاخيرة من اموال الشعب..
شكل ظهور وتأسيس العديد من الاقنية الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية المستقلة وغير المستقلة فرصة للمواطن العراقي ليتعلم وةيستفيد من التعددية مما اكسبه خبرة ممتازة في انتقاء المادة الاعلامية سواء من القنوات التي توافق ميوله وانحيازاته او المصادر المستقلة والمحايدة ساعد في ذلك انفتاح العراق على العالم من خلال الانترنت والستالايت، والتي لم تدع شاردة او واردة في العرق الا وعالجتها، ولم تكن الحكومة بحاجة الى لسان ناطق لها طالما كانت جميع وسائل الاعلام تبحث عن الخبر لديها، وطالما اصبح للقائمين على عمل الحكومة وسائل اعلامهم الخاصة، وبالاحرى منابرهم، زبذا فقد انتفت الحاجة تماما الى وسائل اعلام الحكومة..

لقد كان الاولى بالاميركان اغلاق هذه الفضائية وغيرها كما كان مخططا، لا ان تجيرها لمصلحة حكومة ناشئة لا زالت بعيدة تماما عن اجواء لديمقراطية الحقيقية، ولهذا السبب قام السيد اسماعيل زاير بحركته التصحيحية عندما شق جريدة الصباح التي كان يفترض ان يكون امتيازها له، واسس جريدة الصباح الجديد، وبدا ان زاير ادرك ان المشروع الاساس انحرف عن خطه..ولم يتمكن من مجاراته بوضعه الجديد..فترك المشروع..وكذا فعل الركابي والكاظمي وشميم وخيري..
ان من اهم شرائط العمل الاعلامي في العالم ان لا يكون الاعلامي حزبيا، ذلك سيؤثر سلبا على حياديته ومصداقيته، لكن بعض الشر يهون تبعا لظرفه..فالحزبي في جريدة حزبه شيء، وفي وسيلة اعلام محايدة شيء آخر.وللاسف فأن كثرة من كادر العراقية الرئيسي منتمون لأحزاب وفعاليات سياسية غالبيتها طائفية، يضاف الى ذلك ان حبيب الصدر مدير عام الشبكة والمسؤول المباشر عن عمل العراقية له ارتباطاته القرائبية مع زعامات حزبية معينة من داخل السلطة، ولم يصل موقعه هذا بكفاءة الاعلامي وانما لقرابته، ولن نتوقع منه بحال من الاحوال ان يكون غير حبيب الصدر قريب او نسيب فلان..لكنه في المحصلة يدير اكبر شبكة اعلام في الشرق الاوسط قاطبة وصاحبة اكبر ميزانية، وهي قياسية بالمقارنة مع اخريات تفوقها باشواط..
وليست دفة سفينة الشبكة هي السائبة فحسب وانما اموالها وهناك احاديث كثيرة عن اموال مهدورة، هي بالمحصلة النهائية اموال الشعب..ويبدو ان مفوضية النزاهة وغيرها غير معنية بهذا الشأن..فعلى سبيل المثال اشترى تلفزيون العراقية مؤخرا عددا من الافلام بأموال طائلة، كان غالبيتها من المعروض سابقا وممن يمتلك حق عرضه تلفزيون العراق السابق..الذي تعد العراقية وريثه الشرعي ..
ان شبكة الاعلام العراقية تعد عبئا مضافا الى مجمل اعبائنا في العراق لم نكن بحاجة اليه..وكان الاولى اغلاقها قبل ان يستفحل امرها ، ونقصد هنا اشتغال الالاف من الكوادر الاعلامية فيها..فقد ثبت عدم امكانية جعلها على الغرار البريطاني..الا اذا اتخذ البرلمان قراره بربط هذه المؤسسة به على غرار فضائية الحرة و صوت العراق الحر المرتبطان بالكونكرس الاميركي واخضاعها الى عدد من الشروط منها..
اولا: ضمان عدم انتساب العاملين فيها الى اي حزب سياسي عامل في العراق
ثانيا: ضمان احترافية ونزاهة مديري الشبكة ورؤساء المؤسسات فيها
ثالثا: ضمان حياديتها التامة وابعادها عن اجواء الطائفية مهما كان شكلها..
ان ما حدث مؤخرا من تكريس لاوقات وبرامج الفضائية العراقية لمناسبات دينية معينة لطائفة قد يدفع بالاخرين الى المطالبة بالمساواة في مناسباتهم..وقد يضطرون الى اختراع مناسبات مماثلة..فاذا كان الامام موسى الكاظم عليه السلام قد مات في السجن مسموما، فان الامام ابي حنيفة هو الاخر مات في السجن مسموما وعلى يد الجلاد ذاته..فما اغنانا عن صداع الرأس هذا لو اننا تخلصنا من هذه الفضائية جملة وتفصيلا..او على الاقل التخلص من محركاتها الطائفية وذلك اضعف الايمان



#ستار_جبار_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ضد روسيا.. أستراليا تلوّح بـ-أقوى إجراء ممكن- إذا قُتل أسير ...
- انتقادات قانونية لبايدن بسبب نجله
- إنقاذ رجل وكلبه بعد سقوطهما في بحيرة متجمدة في بوسطن
- لقاء مستشاري بايدن وترامب للأمن القومي لتسليم -الشعلة-
- الكرملين: ننظر بتفاؤل حذر إزاء أنباء التوصل لاتفاق بشأن غزة ...
- تيم كوك يكشف عن أول وظيفة له قبل ترؤسه آبل
- أكثر من 3 آلاف معتقل من قطاع غزة يقبعون في مراكز احتجاز في إ ...
- القوة الجسدية والجاذبية الجنسية.. دراسة تكشف سر العلاقة بين ...
- الزيت الأكثر فائدة لكبار السن
- الكرملين يتوقع إبرام اتفاقيات قطاعية مع إيران بعد توقيع اتفا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ستار جبار الحسيني - هل يجب اخضاع الفضائية (العراقية) للمحاصصة؟ ام الغائها تماما؟