أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جليل البصري - الطليعة والفدرالية والوصاية السياسية














المزيد.....

الطليعة والفدرالية والوصاية السياسية


جليل البصري

الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 06:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تردد دائما امامنا عبارات ان الحزب الفلاني هو المعبر عن تطلعات القومية الفلانية او الطبقة والفئة الفلانية ، وان الحزب الفلاني هو طليعة الامة العربية او الكردية او التركمانية وانه المعبر الحقيقي عن امانيها ، او هو طليعة الطبقة العاملة او غيرها .. لكن العامل المشترك بين هؤلاء جميعهم من القومي الى العلماني الى الديني والطائفي هو انهم يفترضون الممثلية حتى قبل ان يعرفوا على صعيد الساحة السياسية وياتي هذا الافتراض مستندا الى الرؤية السياسية والايدولوجية التي يضعها مؤسسوها والتي تتناول نظريا وضع من تفترض تمثيلها لهم ، بسبب من حاجتها الى سبب للقبول يمثل اساس التوسع والانتشار . ومفهوم الطليعة هو مفهوم لا يستند الى الديمقراطية ، بل يتعكز على نظريته ورؤيته الخاصة ليفرض نفسه ممثلا لكن سياسيا او بعبارة اخرى وصيا سياسيا على هذه القومية او تلك الفئة . وتختلف النخبة عن الطليعة كونها ممثلا فوقانيا مميزا او مميز لنفسه عن البيئة التي يخرج منها يعتبر نفسه نموذجا يحتذي لها . فيما يعتبر النائب ممثلا لهذه القومية او الفئة ومنتخبا من قبلها ، رغم ان النائب يظل في ظروف بلدنا ممثلا للحزب او الطليعة او النخبة مما يؤثر خللا في وظيفة مجلس النواب يتمثل في عدم التوافق بين ازدواج صفتي النائب كممثل منتخب وكممثل سياسي او فوقاني . وتعتبر احدى علل الوضع السياسي في العراق هي تاسيس الاحزاب والقوى السياسية في ظروف غير طبيعية وغير ديمقراطية على اساس ايديولوجي سياسي اثني وديني ، وهي تشكيلات لا تسمح بتمثيل اوسع داخل البنية العراقية المقسمة مناطقيا وتاريخيا بين الاحزاب والقوى المختلفة .. لذلك كانت الانتخابات مشكلة حقيقية لهذه القوى التي لجأت كحل مؤقت الى تشكيل الائتلافات لتحقيق اوسع نفوذ في ظل انعدام وجود احزاب عراقية التمثيل ذات وزن يغطي المحافظات المختلفة ، مما يعني بعبارة اخرى ان الاحزاب هي محلية في وقت تدعو الحاجة او تقضي اما الى نشوء احزاب او تحول هذه الاحزاب نفسها الى قوى جماهيرية حقيقية يتجذب الناس نحو صناديق الاقتراع استنادا الى الثقة ببرامج خدمات واصلاحات اقتصادية وتموينية تعلن عن تبنيها .. لكن هذا التحول يتطلب تبدلا جوهريا في فكر واسلوب عمل هذه الاحزاب وتخليا عن قواعد العمل السابقة ، وهي مهمة صعبة اذا ما افترضنا وجود النية للتحول ، اذ تواجه مخاوف من خروج اللعبة السياسية من يدها وقد تواجه معارضة داخلية تكشف عن مصالح كرسها الوضع الراهن لقيادات وكوادر الحزب ، او تواجه ضعفا في القدرة على التحول .. وتزيد حالة عدم الاطمئنان المتبادلة بين مكونات الشعب المختلفة الطين بلة فتدفع باتجاه تكريس الرموز القديمة من مرجعيات دينية وسياسية من قبل هذه القوى بدل التحول والانفتاح على اللعبة الديمقراطية .. ان الوضع الهش داخل الائتلافات السياسية يدفع بالقوى المشاركة الى التفكير ببدائل اكثر تطمينا على مستقبل استمرارها في العملية السياسية ونجاحها في احتواء المتغيرات الجديدة في بودقتها القديمة حتى لو تم ذلك قسرا فهي تعيش حالة الخشية من التحولات دائما .. الفدرالية كصيغة سياسية للحكم طرحت في البداية على صعيد اقليم كردستان كمطلب كردستاني لتطمين قومية تعرضت الى اضطهاد مستمر من الحكومات السابقة ونكران لحقوقها في مجتمع عراقي متعدد الاعراق والاثنيات ، وهو مطلب واجه قبل التغيير وبعده معارضة من قبل قوى سياسية عراقية ، لكن مطلب فدرالية الجنوب القديم جدا والذي اعيد طرحه على يد نخب مثقفة بعد التغير واجه معارضة من قبل القوى السياسية الشيعية والسنية المشاركة في الحكم واعتبر المطلب وسيلة لتقسيم العراق ، لكن هذه القوى بدأت تغير موقفها وتتبني المطلب رسميا وتعمل على تنفيذه على الارض من خلال عمليات الترحيل تاجيج الصراع الطائفي لرسم حدود هذه الاقاليم الفدرالية حتى قبل ترسيمها رسميا وهو صراع مرير يدفع المواطن ثمنه من دمه ورزقه وحياته ، وبدأ البعض الاخر يفكر في ان الفدرالية في الجنوب والوسط هي الحل الممكن لاحتواء الصراع الطائفي المنفلت بين القوى والفئات المختلفة ، ورغم ان اطرافا في هذا الصراع لا تزال تطلق الشعارات المعادية او المعارضة للفدرالية الا انها في حقيقة الامر تدفع باتجاهها باعتبار ان هذه الفدرالية التي ستولد داخل الصراع ستكون اقطاعيات تحت وصايتها السياسية كما انها ستكون وسيلة سهلة لصعودها الى البرلمان العراقي لا تكنفها المخاوف ولا تحتاج فيها الى اتلافات معقدة تعرقل مساعيها .. لذلك فاءن فدرالية من هذا النوع ستكون عاملا معيقا للتطلعات الديمقراطية كما انها ستحمل في داخلها بذور صراع سلطوي اخر بين الاجنحة المختلفة على احكام قبضة اليد .. لكن الجانب الايجابي الهام هو ان هذه الفدراليات ستضع القوى المتصدية للعملية السياسية امام مواجهة مع المعارضة التي ستولد بعد ان تنتهي ضرورة الائتلاف الواسع وامام الجماهير التي ستراقب ادائها بعد ان تنهي الفدرالية مبررات العدو الخارجي ومغتصب الحقوق التاريخي وسترينا الايام ما سيجري .



#جليل_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوبرمان والزير سالم و بغداد
- حزب الله و الميليشيات العراقية
- ماذا يعترض طريق المصالحة ؟
- المافيات وحكومة الظل
- الولادة العليلة للديمقراطية في العراق
- حرب الاحزاب
- ماذا نحتاج لكي نكون آمنين؟
- هيئة اجتثاث البعث تلقي المسؤولية عن اكتافها
- مجرد مقارنة
- لماذا نحن بلا ليبراليين ؟
- المظلومية البناءة
- الميليشيات مجددا
- حرب أهلية أم لا ؟


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جليل البصري - الطليعة والفدرالية والوصاية السياسية