احمد طلال عبد الحميد
باحث قانوني
(Ahmed Talal Albadri)
الحوار المتمدن-العدد: 7044 - 2021 / 10 / 11 - 17:51
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
ان النظم الانتخابية لم توجدها الطبقات الحاكمة عبثاً ، ومن المؤكد ان اختيار نظام انتخابي ما تكمن وراءه مقاصد واهداف سياسية تسعى القوى السياسية المتصارعه من خلاله الحصول على اكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية في المجالس التشريعية ، فهنالك علاقه حتمية بين نظم الانتخاب وطبيعه الحكم التي تلقي بضلالها على تحديد طبيعه وحجم الاغلبية في الهيئة التشريعية ، لذلك فأن اختيار نظم الانتخاب تمليه اعتبارات سياسية محضة هدفها الوصول الى سدة الحكم اكثر من تحقيق العدالة ، ولذلك ان الكثير من الاتفاقات والتحالفات تنشأ قبل الانتخابات وتضمحل بعدها او العكس ، وحتى نظام الاغلبية البرلمانية لايمكن ان يحقق فكره الديمقراطية التمثيلية بالشكل الذي يدحض مساوىء نظام التمثيل النسبي بشكل مطلق ، فقد تتشكل الاغلبية الانتخابية في منطقه انتخابية ما ليس على اساس مبادىء او حاجات او متطلبات هذه المنطقه ، وانما لاغراض المخاصمة السياسية لاحد المرشحين ومن المؤكد ان هذه الاغلبية الانتخابية ستذوب لاحقاً في البرلمان ، كما ان نظام الاغلبية يمكن ان يؤدي مع سوء التطبيق الى ثلم الديمقراطية التمثيلية ، ويمكن ان نلمس ذلك من خلال بروز الكارتلات الانتخابية او التكتلات الانتخابية ، اذ تندفع احزاب الاقليه في منطقه انتخابيه ما الى الاتحاد والتفاهم رغم اختلاف الرؤى والمناهج لغرض الفوز بالاغلبية في تلك المناطق ، وعند ذلك يكون النائب الذي فاز بمقعد في البرلمان بسبب هذا التخادم المصلحي غير قادر على تمثيل احزاب الاقليه المؤتلفه لاختلاف المناهج والسياسات ، وبالتالي فأن اداءه لن يرضي ناخبيه وهذا من شأنه ارباك اداء عمل البرلمان ، وهنا يحق لنا ان تسأل هل حقق نظام الاغلبية الديمقراطية التمثليه المنشودة ؟ الجواب يكمن في نتائج الانتخابات ...والله ولي التوفيق .
#احمد_طلال_عبد_الحميد (هاشتاغ)
Ahmed_Talal_Albadri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟