أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كامل الدلفي - دفاعا عن السلوك الديمقراطي لاينبغي خلط الاوراق في قضية مؤسسة اوجلان للثقافة والبحث العلمي















المزيد.....

دفاعا عن السلوك الديمقراطي لاينبغي خلط الاوراق في قضية مؤسسة اوجلان للثقافة والبحث العلمي


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 06:41
المحور: المجتمع المدني
    


ان العسل النقي في الديمقراطية هو وهم محض ، فالديمقراطية طريق شائك ، تسلكه الشعوب لايجابيته بين حلول كثيرة ، جربتها العمليات السياسية في هذا البلد او غيره ، فالديمقراطية افتراض افضل نحو استقرار ستراتيجي وطمأنة انسوية . ولاريب ان التوجه الى عالمها يبدأ بمرحلة التحول نحوها ، أي ان مرحلة الانتقال الديمقراطي هي لازمة ، وقد نكون اشبه مادخلنا تفاصيلها . الا ان الاشتراطات اللازمة للدخول من هذه المرحلة نراها صعبة تفرض فينا اهتزازات يقينية ، فالناظر الى تجربة السنوات التي اعقبت التغيير في 2003 ، يجد مماهاة حادة مع نقائض الفروض الاساسية للتحولات الديمقراطية ، فالتجربة بحد ذاتها تبدو شكلية وسطحية وتثير امتعاض الجميع بانتاجها المزيد من الانتهاكات والاعباء على معيشة الاغلبية وصحة ذلك واضحة في ازمات الوقود والكهرباء والخدمات والصحة ، وفي مستوى اكثر تعقيدا في الامن والاستقلال السياسي والتبعية الاقتصادية والفساد الاداري. هذا لان الديمقراطية تقترب كثيرا من صورة المثال في المستوى النظري ولكن التطبيق (الامبيريقية ) تأخذ بجمال الصورة الى الدونية في احايين كثيرة ، فالتطبيق يمنح الحكم النهائي على صدق التجربة . ان الديمقراطية في واقعها ليس حكرا على ايدلوجيا بعينها ، فالجميع يمتلك حق وخاصية ممارستها ، ولكن كم من الحيوية في تلك الايدلوجيا واتساقها للسماح بالممارسة الحيوية دون تدفق الممارسات المخالفة في التعبير ، في الجانب النظري تسمح الديمقراطية في حق الرآي وحرية التعبير ، وتظفي قدسية عالية لهذين الحقين ، وعليه ان الاجتهاد الايدلوجي والثقافي يبدو واردين في فضاء الديمقراطية - الحرية . وتبدو وكانها تطرح سيرورة حضارته يمكن لاي احد حق السير نحوها ولتمثلها ولاتوجد محذورات قبلية على أي ثقافة او فكر او نظام مجتمعي في رسم محددات نظامه الديمقراطي الموائم لاشتراطاته الموضوعية والذاتية ومن ثم انتاج تطبيقاته الصحيحة . التي تجد في الاستقلال وعدم التبعية ركنا مهما في جدوى التطبيق ، ومن الملاحظ في تجربتنا التجاوز على هذا الشرط من قبيل الوجود الثقيل للاحتلال الامريكي وكثرة تداخلاته ونصائحه واستشاراته في كافة مستويات الشأن العراقي (سياسيا ،؟ اقتصاديا ، اجتماعيا ، ثقافيا ..الخ ) مع ضعف واضح في آليات الدفاع عن الاستقلال السياسي ومحاربة الوصفات الاقتصادية الجاهزة التي تكرس التبعية والتخلف ، مما شجع القوى الاقليمية المجاورة لان تمارس تدخلاتها ايضا تاركة بصماتها في مختلف الشؤون الداخلية سيما وانها قد ركزت وجودها المخابراتي في مكاتب مختلفة الواجهات ، مكاتب اعلام ووكالات انباء ومكاتب اغاثة ومكاتب سفريات ومجتمع مدني وغيرها ... وقد ساهمت في دعم انساق الفوضى والدمار ولعبت على اوتار الانقسام العرقي والطائفي وساندت هذه الجهة او تلك في الاحتراب الداخلي ، وامعنت جديا في نقل ازماتها الداخلية وتصديرها الى العراق ، بحثا عن مخرجا للخلاص وابعاد ميدان المواجهة وزمانها مع الامريكان الذين خلخلوا موازين اللعبة باحتلالهم العراق فصار كل يدفع بعيدا .الى ان اصبح ميدان الصراع الدولي بعد ان فوض الامريكان انفسهم اليات الصراع الى أرضه واعتبروه ساحة الحرب الاولى ( حسب خطاب الرئيس الامريكي في عيد رأس السنة الفائت ) لذلك ان الكثير من الازمات المحلية في الدول المجاورة عكست ظلالها على الواقع العراقي . فالقضية الكردية في تركيا تمثل ازمة حضارة وديمقراطية بحتة ، وقد مرت تاريخيا بمستويات متعددة للصراع ، وقد جرى في غضونها اختبار عسير لمباديء الديمقراطية وحقوق الانسان الامريكية والاوربية والتركية ، اذ رسبت جميعا وبان معدنها الرديء وقتها والمتتبع لكتابات البروفسور الامريكي نعوم تشومسكي يجد تفاصيل ذلك في العديد من كتبه لاسيما ( الهيمنة ام البقاء ) حيث يغني القارئي بمشاهد الدمار الجماعي الذي الحقته تركيا باكرادها تحت مظلة وحماية الامريكان .. وحصيلة الامر وجراء العمل العسكري الطويل كان ان تمركزت قوات الدفاع الشعبي (الكريلا ) العائدة لحزب العمال الكردستاني في جزء من شمال العراق (منطقة جبال قنديل ) ، الامر الذي يدفع تركيا حاليا للتدخل في الشأن العراقي تحت ذريعة ملاحقة هذه القوات دون ان تخفي مشاعرها واطماعها القديمة في العراق خاصة في كركوك والموصل .. فلطالما صرحت باجتياح شمالي العراق بشكل يخالف المعاهدات الدولية وحقوق الجوار . لقد اكدت في بداية القول ان الاستقلال السياسي يظل اهم مقومات نجاح التجربة ، وان أي مظهر ضعف باتجاه تحقيق مطاليب الطمع المجاورة يشكل ثلمة وخرقا لاستقلالنا الوطني . لقد طالبت تركيا اخيرا بغلق بعض المؤسسات المدنية العراقية العاملة في مجال الثقافة والفكر بحجة انها مكاتب لحزب العمال الكردستاني في العراق وتم فعلا في صباح الثلاثاء 15 / آب غلق مؤسسة اوجلان للثقافة والبحث العلمي ، لقد استعجلت حكومتنا الوطنية باجراء الغلق دون ان تستوضح حقيقة الامر ولم تفتح باب الحوار مع كادر المؤسسة المدنية والعراقية الخالصة واكتفت باتهامات الجانب التركي لها الذي اطلق اتهاماته من موقع قوة اذ كان يتفاوض وقتها حول توريد مشتقات النفط الى العراق وكان شرطه الاولي على هذه المؤسسة ( وكان اخو مالك مجبرا فوقع قرار الغلق) .
الفكر والثقافة ممارستان كفلهما الدستور العراقي ودافع عنهما ،اوصى بقدسيتهما وكذلك تعمل دساتير الارض كافة ، فمابال وهن يصيبنا في اول امتحانات لي الذراع الاقليمية ؟ لقد انتهجت مؤسسة اوجلان نهجا ثقافيا فكريا وطنيا خالصا ودافعت عن الثقافة العراقية وعقدت الجلسات والندوات والاحتفاءات للكثير من المثقفين والمبدعين ولم تكن يوما ما وكرا عسكريا او حزبيا كما صورت ذلك سفارة تركيا في العراق ، لا بل من النوادر ان هذه المؤسسة تخلو حتى من حرس يقف لحمايتها او حتى موظف استعلامات ، ولو كانت واجهة حزبية لاقتضت الضرورة ان تكون على سرية عالية وحراسات مشددة الم تكن هذه المعطيات البسيطة جديرة بأن تؤخذ بنظر الاعتبار قبل الشروع بالهجوم على هذا الصرح الثقافي . اليس الا مثل ان تقوم حكومتنا بطرد وكالة جيهان التركية من الاراضي العراقية لانها تقوم بخرق فاضح لوظيفتها الاعلامية وتؤدي مهاما تجسسية واستخباراتية ؟ اذ ان مؤسسة اوجلان قامت بدعوة هذه الوكالة في احدى احتفاءاتها فما كان من هذه الوكالة الا تصوير داخل المؤسسة وتسليم الافلام الى الحكومة التركية . هل هذا هو واجب وكالات الانباء . ثم الايمان بالفكر واطلاق التسميات لايدخل في باب مخالفة الدستور والديمقراطية في شيء ، انما هو حتى اجتهاد يكفله العقل والتطور ،والوجدان ، فالتنوع الفكري واقع لا محيص عنه وان احترام هذا التنوع يمثل اهم خطوات الانتقال نحو الديمقراطية ، ومن الاهمية ان تجري توضيح ليست اخر اكتنفة الغموض في عدة جوانب بسبب من التعصب القومي السائد في ذهنية الشرق الاوسط والتي نظرت الى الكرد بدونية مميزة سيما نحن العرب ، فالمفكر الكردي عبد الله أوجلان قد جاء بتقييمات فكرية وحضارية تمثل مستوى اول من الفكر وبطراز خلاق ووضع حلولا منهاجية لمختلف القضايا الرئيسة التي تخص حياة المجتمعات الشرقية ، وليس للكرد وحدهم الا ان قدره لانه كردي ولو كان غير ذلك لكان الامر مختلفا جدا . لقد اخرج الاطروحة الاشتراكية من ازمة ما بعد التردي السوفيتي واضاف اليها مصادر قوة وحيوية غالبتين، ومنح للديمقراطية تفسيرات وافاق ومعان سامية لم تعرفها ذهنية الشرق الاوسط المظلمة ودافع عن الحضارة الديمقراطية ، وعن المراة وعن العدالة الاجتماعية .. ولكن الحكام دائما لايقرؤون ، فقراءة هذا الفكر المتطور الذي خرج من اوساط الطبقات الشعبية المعدمة على قدر من الاهمية ، لقد انتج براديغما مجتمعية متطورة بحس شرقي خالص ولكن قدر الفكر الشرقي دائما ان يتطهر على مذبح العصر قبل ان تدرك اهميته لان انانية الفكر الغربي تطوق باستمرار أي نواة فكرية شرقية بقيودها وتظفي عليها طابع عدم الاهمية وتنعتها بالازدراء . ان مجموعة العراقيين الذين ادركوا جوهر الطرح الاوجلاني انما ينتجون حلا فكريا للمشاكل والقضايا العراقية البحتة بافاق معاصرة تستمد معالمها من الطرح النظري الواسع بهذا المفكر ، ولم يتدخلوا في شؤون تركيا وحتى اوجلان نفسه لم يتجاوز دور الشعب التركي في لحظة ما ، بل اعتبره احد اربعة يشكل اتحادهم اركان الحضارة الشرق اوسطية القادمة بالاضافة الى العرب والفرس والاكراد ، ودعا الى اتحاد هذه الشعوب من اجل مواجهة البرامج الكولونيالية الحديثة بمسمياتها المتعددة كالعولمة وماوراء الحداثة وغيرها من طروحات النظام الراسمالي المعاصرة . فكثير من التريث والقراءة المستنيرة تمنحنا فرصة الوصول الى طريق التحول الديمقراطي الحقيقي الذي نجد انفسنا بحاجة ماسة الى تطبيقه في بلادنا ، ونبذ اساليب البوليسية والاقصاء والافكار والامحاء والتهميش سيما لدور مؤسسات الفكر والثقافة والمجتمع المدني.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاصمتا الاحتراق الديمقراطي بغداد وبيروت


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كامل الدلفي - دفاعا عن السلوك الديمقراطي لاينبغي خلط الاوراق في قضية مؤسسة اوجلان للثقافة والبحث العلمي