|
بيان من الاحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية
الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)
الحوار المتمدن-العدد: 36 - 2002 / 1 / 15 - 16:34
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
عقدت الاحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية، اجتماعا في الآونة الاخيرة، تدارست فيه الاوضاع المستجدة في العالم وفي المنطقة، بعد احداث الحادي عشر من ايلول، وما خلفته من تداعيات ونتائج، وبحث الاجتماع سبل زيادة فعالية التنسيق فيما بينها.
توقف المجتمعون عند خطورة هذه الاحداث، وما تلاها من تصعيد امريكي خطير، وتفجير حرب مفتوحة على العالم، وجددوا ادانتهم للارهاب من اي جهة أتى، ومهما كانت اسبابه ومبرراته. فالارهاب لا يستفيد منه سوى اشد القوى رجعية وشراسة وعنصرية وعداء للشعوب في المعسكر الامبريالي. وهو في النهاية يقطع الطريق على التطور الطبيعي لنضال الشعوب التحرري.
وأكد المجتمعون في الوقت ذاته، ادانتهم للحرب الامريكية على افغانستان، التي ذهب ضحيتها الاف المدنيين الابرياء، ورفضهم محاولات توسيع هذه الحرب لتشمل بلدانا اخرى، والسياسة التي تستهدف ارهاب الشعوب والقوى المناضلة من اجل حقوقها المشروعة. وتوصل المجتمعون الى ان ما حدث بعد الحادي عشر من ايلول لم يكن بسبب تلك الاحداث فقط، وانما هو تطور نوعي في مخطط متواصل لاقامة ما يسمى بالنظام العالمي الجديد على الطريقة الامريكية، بدأ تنفيذه قبل ذلك التاريخ، ويستمر هذا التنفيذ راهنا ، وبضمن ذلك اعادة النظر في الاستراتيجية النووية الامريكية. وقد وظفت الولايات المتحدة هذه الاحداث على نحو فعال من اجل تحقيق مخططاتها الرامية لبسط هيمنتها على العالم واستغلال شعوبه وثرواته، وهي التي رعت وترعى الارهاب الاسرائيلي ومنظمات ارهابية عديدة في العالم.
ناقش المجتمعون تداعيات هذه الاحداث واستهدافاتها في البلدان العربية، وعدم وجود اي تضامن حقيقي وتنسيق فعال بينها لمواجهة المخاطر المحدقة على مختلف الاصعدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، اذ سارع معظم الانظمة لاعلان الولاء للولايات المتحدة، دون اعتبار لقضايانا التي تضرب بها امريكا عرض الحائط، والتي لا تتورع عن اعلان بلدان عربية اهدافا مقبلة لحملتها بعد افغانستان، وعن اطلاق يد الارهابي شارون في استباحة الشعب الفلسطيني ومنعه من اقامة دولته المستقلة. ورأى المجتمعون انه في ظل العجز القائم عن تنظيم مواجهة حقيقية للمخططات الامبريالية، لابد من اطلاق الحريات العامة والديمقراطية للجماهير، ومواجهة مساعي اخضاعها، ليتسنى لها الدفاع عن استقلال بلدانها والتصدي لسياسة العربدة الامريكية.
ويتوجه المجتمعون الى مؤتمر القمة العربي المزمع عقده في بيروت، من اجل اتخاذ مواقف جادة لمواجهة محاولات توسيع الحرب الامريكية والضغط على الامم المتحدة والمجتمع الدولي، من اجل تحمل مسؤولياتهما في توفير الحماية للشعب الفلسطيني وفي دعمه لاقامة دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، ومن اجل العمل على رفع الحصار عن الشعب العراقي ودعمه في نضاله الوطني والديمقراطي ولوضع حد للضغوطات الموجهة ضد عدد من البلدان العربية.
ان ما يعانيه الشعب العربي الفلسطيني، من حرب ابادة على يد العصابات الصهيونية المدعومة امريكيا، هو جزء من مخططات اعادة ترتيب الاوضاع في منطقتنا وفق الشروط الامريكية، وبضمن ذلك تصفية الانتفاضة، وفرض حلول في غير صالح الشعب الفلسطيني.
ان هذا الواقع يتطلب اليوم اكثر من اي وقت مضي، تدعيم وحدة الشعب الفلسطيني التي لا غنى عنها لافشال مخططات الايقاع بين فصائله المختلفة. ويحتاج الشعب الفلسطيني الى دعم كل القوى الوطنية والديمقراطية العربية. ويعلن الشيوعيون في البلدان العربية عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل والمشروع من اجل احقاق حقوقه الوطنية، ويهيبون بالقوى الشعبية للانخراط في التضامن الفعلي مع انتفاضة الشعب الفلسطيني.
وتنبه احزابنا الى خطورة استمرار الصراعات الاثنية والطائفية، والانتهاكات السافرة لحقوق الانسان في الوطن العربي.
وانطلاقا من قناعة الاحزاب المجتمعة بأن العولمة الرأسمالية بطابعها الوحشي، بمختلف اشكالها ومستوياتها، قد طالت منطقتنا العربية كلها، وتهدد مصائر شعوبنا بالتهميش وادامة التخلف والتجزئة وتعريض سيادتها واستقلالها للخطر، فإنها تدعو الى العمل لبناء حركة عربية مناهضة للعولمة، تندمج وتتفاعل مع الحركة المناهضة للعولمة والمتنامية على النطاق العالمي. وتدعو الاحزاب المجتمعة الى الحوار والتعاون مع مختلف القوى العربية الرافضة للهيمنة والوجود الامريكي، على اساس علاقات ديمقراطية واعتراف واحترام متبادلين، من اجل صياغة استراتيجية شاملة وبرنامج نضالي يرتكز على:
- تعزيز التضامن العربي وعدم الوقوع في صراعات جانبية، واستمرار التصدي للمشروع الامريكي الاسرائيلي، مع ما يتطلب ذلك من دعم للانتفاضة ولمواقع الصمود والمقاومة في المنطقة، حتى تحرير كامل الاراضي العربية المحتلة واسترداد الحقوق المسلوبة.
- النضال من اجل الحريات العامة والديمقراطية في بلداننا العربية، من اجل التغيير الديمقراطي وقيام المجتمع المدني العصري وصيانة حقوق الانسان.
- بناء القاعدة المادية للتنمية العربية المستقلة، على اساس ايقاف نهب الثروات العربية وتحويلها الى عنصر تنمية اقتصادية وبشرية حقيقية، ورفع مستوى حياة الشعوب، وتهيئة الشروط لاقامة تكامل عربي تدريجي حسب ظروف البلدان العربية، والعمل المشترك لاقامة العلاقات مع التجمعات الدولية الاخرى.
ان التعاون والتنسيق والتضامن مع شعوب العالم، تساعد في تحقيق اهداف التصدي الناجح لهيمنة القطب الواحد ولمسار العولمة الرأسمالية. وهي الطريق لتشكيل حركة عالمية شاملة تؤمن تحقيق عولمة انسانية وديمقراطية عادلة.
وبحث ممثلو الاحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية المجتمعون واقع اعمال التشاور والتنسيق القائمة فيما بينهم، واتفقوا على مجموعة من الاسس والاجراءات التي ترفع من مستوى عملهم المشترك وفعاليته بما يخدم مصلحة الجماهير الشعبية ويعزز النضال من اجل السيادة الوطنية والديمقراطية والتنمية.
الحزب الشيوعي الاردني - الحزب الشيوعي السوداني - الحزب الشيوعي السوري - حزب الشعب الفلسطيني - الحزب الشيوعي العراقي - الحزب الشيوعي المصري - الحزب الشيوعي اللبناني.
12 كانون الثاني 2002
#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)
Iraqi_Communist_Party#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إعدام ثمانية مواطنين من البصرة بتهمة الاتصال بقوى المعارضة
-
بيان تضامني مع طلبة وشبيبة وشعب العراق
-
اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
-
خوفا من انتفاضة شعبية جديدة كاسحة
-
ندوة عن حقوق الإنسان في العراق
-
البؤس والمعاناة حصيلة رسالة صدام حسين سيئة الذكر
-
مجزرة اعدام سجناء في -غرفة الغاز
-
العار لحكومة شارون! والظفر للشعب الفلسطيني
-
برقية تضامن مع شيوعيي تشيلي
-
من اجل إبعاد شبح الحرب عن العراق ورفع معاناة الشعب العراقي
-
مستقبل الشيوعية في القرن الحادي والعشرين
-
اكثر من 100 الف متظاهر يهتفون: لا للحرب.. لا للارهاب
-
لا للإرهاب بكل صوره وأشكاله!
المزيد.....
-
صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب
...
-
لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح
...
-
الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن
...
-
المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام
...
-
كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
-
إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك
...
-
العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور
...
-
الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا
...
-
-أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص
...
-
درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|