|
الانتخابات وأحزاب الخراب
رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)
الحوار المتمدن-العدد: 7041 - 2021 / 10 / 8 - 00:09
المحور:
المجتمع المدني
تحصل أحزاب السياسة العراقية التي تخوض الانتخابات على دعم فئات من الشعب العراقي و تشكل هذه الفئات جماهير تلك الاحزاب التي تدافع عن احزابها بأساليب كأنها مافيات تستند على الولاء المبني على أساس تبادل المنافع على عكس ما هو معروف في عالم السياسة من ان مؤيدي الأحزاب هم ممن يتوافقون مع الأهداف المعلنة لتلك الأحزاب مقارنة مع إنجازاتها وتاريخها العملي وما حققته للشعب . الا ان هذه الأحزاب نشأ معظمها بعد سقوط بغداد في 2003 على يد دول التحالف وكانت الصله بين الأحزاب وجماهيرها تعتمد على أسس المنافع و المكتسبات من ارث انهيار الحكومة و تفتت الدولة ، لذلك لم تنشأ الصلة من خلال معاناة الضغوط و الاضطهاد السياسي لقوى تستغل الجماهير وتسلبها حقوقها في الثروة و الأرض و الحرية وهي مفاهيم الأحزاب الثورية التي تسعى الى حرية الفرد و المجتمع و تتطلع الى الديمقراطية و الاستقلال السياسي وسيادة الشعب وتخلصه من التأثيرات الأجنبية والخارجية كما هو معروف في الأوساط الثورية وعلى أساس ذلك تنشأ العلاقة و الصلة بين الأحزاب الوطنية التي تتصدى لقوى القمع و الظلم وبين الجماهير الداعمة لها من اجل ان تسعى الى إزاحة القوى الاستعمارية وتعمل على تملك صنع القرار والتخطيط لتطور و تقدم الوطن و الشعب ، وهذا الوصف بجانبه السيء ينطبق على كل الأحزاب الفاعلة في البيئة السياسية العراقية حتى الأحزاب التي تشكلت في ازمان سابقة (قبل سقوط بغداد) في تأسيسها فقد انحرفت و تأثرت بالوضع السياسي الجديد بعد 2003 _كحزب الدعوة مثلا) . لا نريد البحث اكثر في هذه المفاهيم الا اننا نجدد ان الخلاصة هي ان الأحزاب السياسية في العراق لم تنشأ وفق مفاهيم الدافع الوطني الناتج عن الظلم و الاضطهاد ومقاومة الاستعمار بل ولدت و تطبعت في بيئة تجربة فاشلة للديمقراطية الفوضوية التي وفرتها دول التحالف الدولي و على رأسها اميركا . رغم ان بعض الأحزاب تدعي غير ذلك وقد بان زيفها لاحقا للقاصي و الداني . هذا الوصف للاحزاب السياسية العراقية يثبت انها مبنية و متماسكة و متوافقة وفق احدى الروابط التالية : 1- روابط طائفية وتطرف الديني. 2- روابط تعصب عرقي و قومي. 3- روابط ذوي المناصب الحكومية و النفوذ وبذل السلاح. 4- روابط السيطرة على مصادر الثروة و المال مهما كان مصدرها. 5- وأخيرا روابط العشيرة و الأرض. علما ان الأحزاب تعمل وفق اكثر من رابط واحد ، ومن لا ينتمي للأحزاب و لا يرتبط بها يكون ضمن فئات اخرى ضعيفة و مفككة ولا تجتمع على رأي او تنظيم قيادي يقودها بين حيتان ومافيات السياسة. علما ان الأحزاب السياسية المشاركة في الحكم قضت الى الان اكثر من 18 عام استقرت في تشكيلاتها وفئات جماهيرها و احتل كل حزب مواقعه في العملية السياسية الفاشلة المتحكمة في سياسة الوطن و تزوير الانتخابات وتدمير الوجه الحضاري للوطن من خلال الادارة الفاسدة لحكومة الجهل وتحرص هذه التشكيلة السيئة بكل جهد لثباتها و بقاءها واستمرارها . وقد شوهت الأحزاب الحاكمة في العراق العملية السياسية خصوصا الأحزاب الدينية التي شاركت في الفساد وتعمقت في زرع الفتنة الطائفية وميزت بين الطوائف و الأديان مما ترك انطباع لدى المواطن العراقي ان كل الأسماء والوجوه العاملة في الوسط السياسي فاسدة و تشجع على الفساد وخصوصا اهل العمائم ، وتشتد هذه الازمة أيام الانتخابات التي نعيشها هذه الأيام . والسؤال المنطقي الذي يجتمع حوله اغلب العراقيين من الفئات الضعيفة و المفككة (وهم الأغلبية العظمى) . (هل نستطيع ان نتجمع ونجتمع في حزب يكون شرط الانتماء له نقيض المقومات الخمس سابقة الذكر؟.) ويكون حزب وطني مبني على النزاهة و الحرية و العدل يرتبط اعضاءه روحيا باسم العراق وليس بالروابط أعلاه التي غيبت الاخلاق وسهلت وجود الفساد ونموه في المجتمع العراقي ، ان التطلع لحزب عراقي وطني نقي من شوائب الطائفية و التبعية يكون أعضائه نظيفي النفس تفيض قلوبهم بحب الوطن ارضا و شعبا وفهم صائب لمعنى الحرية و اعلاء كلمة الحق و المساواة بين افراد الشعب ، حزب ينتمي له ابناء العراق الاصلاء من الأحرار و الشرفاء .ويا لفرحة العراقيين حين يلد حزب احرار العراق الشرفاء. من السهل الإجابة على هذا السؤال الذي ببساطة هو ان لا يمكن و من غير المتوقع ان يظهر مثل هذا الحزب بالتزامن مع وجود الأحزاب النفعية و نفوذها ومليشياتها و سيطرتها على مرافق الحكومة ، حيث تحرص قوى الفساد على متابعة الناشطين و تصفيتهم واغتيال من يعلو صوته او ينقاد لكلامه الجمهور او من ينضم له ثلة من أبناء الوطن الشرفاء الاحرار نظيفي اليد و النية ، مع علمنا ان الشعب العراقي الأصيل فيه من النماذج المشرفة الشريفة الابية الحرة لكن ظهورها الى الساحة السياسية سيجعلها هدف سهل للأغتيال بأسلحة أحزاب الفساد وسلاح الغدر الصامت الذي تحمله مليشيات الاغتيالات ، مع ذلك فالوضع السياسي الفاسد بأدواته و اعوانه و تشكيلاته لايمكن ان يستمر و لا بد ان يحصل ما يسقط الفاسدين و العملاء و الخونة فهذا ديدن الشعوب عبر التاريخ التي اثبتت ان الفساد و الظلم و الغدر لا يدوم مهما طال الزمن . وان غدا لناظره قريب.
#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)
Riyadh_M._S.#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أ لا زال البعير على التل ويشاركه الحمار
-
هل تعلم ما هو الانتخاب العقابي
-
الصراع الصعب
-
خبر وحكاية مُرة
-
هل الحكومة العراقية قادرة على بناء دولة
-
الجيش العراقي و السيادة الوطنية
-
شكرا مصر
-
حول زيارة بابا الفاتيكان للعراق
-
تشابيه
-
جسر الطابقين في بغداد
-
قاع الفساد
-
هل العراق بلد اسلامي ، انه تساؤل فقط
-
الانتخابات الامريكية ، أكذوبة صادقة
-
تساؤلات عن تظاهرات العراق
-
محركات ماكنات الاعلام
-
قبل ان يصبح طائفيا
-
من مذكرات حمار الغابة
-
بلا قشور ... ما فوق وتحت الطاولة
-
واقع الوطنية عند السياسين
-
الاختيار الصعب
المزيد.....
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
-
مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا
...
-
اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات
...
-
اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
-
ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف
...
-
مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
-
الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
-
تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة
...
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|