أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - الكون الواسع والعقول الضيقة 34















المزيد.....

الكون الواسع والعقول الضيقة 34


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 7040 - 2021 / 10 / 7 - 22:55
المحور: الطب , والعلوم
    


الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 34
The vast universe and narrow minds 34


لقد تطرّقنا إلى العديد من المصطلحات والإشارات وأثَرْنا كذلك العديد من المسمّيات التي تتعلّق بشتّى التأثيرات التي تتمحور من وجهة نظريّ حول الزّمن واللازمن. فكلّ ما ذكرت، له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالزّمن واللازمن. من الثّقوب السّود إلى القوانين الفيزيائيّة المعتادة والمعروفة إلى المعادلات الرياضيّة والفلسفيّة وحتّى التأثيرات المتعدّدة التي لا علاقة لها تذكر مع الرياضيّات و العلوم الطبيعيّة الأخرى، بل وحتّى التأثيرات المتعدّدة الأخرى التي أتطرّق لها بين الحين والآخر، منها النفسيّة المرتبطة بالإنسان بسبب وجود العلاقة ما بين الزّمن وإدراكه من قبل ذلك الإنسان أو الحيوان وكذلك ما يتعلّق بتأثيراته على النبات. أي له العلاقة الوثيقة بكلّ ما يتعلّق بالأرض والحياة وما يتعلّق بالكون وما قبله ومابعده! لكن هناك ما يمكن أن نخرج من خلاله بنتيجة عجيبة عن اللازمن أولاً إنْ فَهِمْنا معنى التّعامل مع الزّمن الذّاتيّ أو ذات الزّمن. الزّمن الوحيد من الإصطلاحات الفيزيائيّة التي تبتعد أحياناً عن التفصيلات التي تصبّ في خانة العلوم الأخرى، وتكون له علائق مهمّة بالغيب والفلسفة والعلوم الأخرى التي لا تؤثّر في معناه (أقصد بوضعه المستقلّ). فالزّمن له علاقة بجوارحك وأنت نائم وله علاقة بجوارحك وأنت صاحٍ وهو مؤثّر و/ أو متأثّر به. وكذلك له علاقة عميقة بما يتعلّق بالثّقب الأسود وبالمجاهيل العديدة في الكون. فلا يمكن لنا أن نصل إلى تعريف مطلق إلّا من خلال ما نصل إليه من كشوفات لمكنونات هذه المجاهيل الكونيّة. خاصّة وأنّ هذه المجاهيل الكونيّة قد تحوّلت إلى مجاميع من الألغاز، يكون الدّخول إليها من خلال الفرضيّة، أكثر مما يكون من خلال شيء آخر. ومن خلال معادلات رياضيّة رصينة ومهمّة جدًا لعواملها المعروفة وليس لتلك العوامل المجهولة! وحتى الميكانيك الكمّي لم يكن ليصل إلى ما وصل إليه إلّا من خلال ما وضعه الباحثون والعلماء إستناداً لنسبيّة آنشتاين العامّة خاصّة وهي النظريّة التي بان فيها من النّقص مع التطوّر في مجالات عديدة ذات صلة مثل:الكروماتيّ والطيفيّ والمجالات الأخرى التي كشفت النّقص بالتّضامن مع الفلسفة التي توزّع منطقها ما بين الرّياضيّات المجرّدة والرّياضيّات المستندة إلى الإحصاء الذي بات لا يمكن الإستغناء عنه تماماً في هذه المجالات.

المادّة المظلمة من جديد!

فكما قلنا يمكن للمادّة المظلمة أنْ تتكون من ثقوب سود بدائيّة التّكْوين ويمكن أنْ تتكوّن من تكوينات أخرى غير معروفة. إلّا أنّها مصدر عظيم من مصادر الطّاقة التي لا يعرف مصدرها داخل هذه المادّة. أقول ربّما تكون جسيماتها التي تكوّنها مثل الجّسيمات التي تكوّنت كمصادر للطّاقة كما في جسيم هيغز الذي يكون مصدراً لتزويد المواد الأخرى بالطّاقة. وربّما يكون جسيم هيغز من الجّسيمات التي تكون فعّاليتها غير طبيعيّة هنا في المادّة المظلمة أو السوداء. وهذا الجّسيم (وربّما هناك مثله) في هذه المواصفات يكون ذا أهميّة كبيرة في كيفيّة التّعامل مع المادّة هذه بخصائصها القليلة التي نعرفها والمجهولة بشكل كبير! والإعتقاد السّائد حول المادّة المظلمة هو تكوينها من بدايات نشأة الكون، وهي مستمرّة في التّكوين بإعتبار الرّابط بينها وبين الكون عموماً وبما أنّ الكون مستمر في التّكوين فتكون المادّة مستمرة في التّكوين أو مستمرّة في تكوين محتوياتها وبالتّالي مستمرّة في إحتواء ألغازها! لذلك نقول أنّها مستمرّة في التّكوين والتوسّع ضمن معادلة توسّع الكون، كما هو معروف وفق فرضيّة توسّع الكون المشار إليها. وبسبب تشكّل المادّة المظلمة من ثقوب بدائيّة فلذلك تكون على غرار هذه الثقوب السّود حيث يمكن لها أن تكون أخفّ أو ربّما تكون أثقل من الثّقوب السّود العاديّة، كونها بدائيّة التّكوين لم تبلغ من عمر الثّقب ما يجعلها تمتلك الخواصّ كلّها للثّقب الأسود. وهذه المادّة المظلمة يمكن أن تكون بمواصفات خياليّة من النّوع الذي يمكن أن يوجد في مكان ما وفي زمان ما، له علاقة بالموضع الذي هو فيه. فالعلاقة من هذا النّوع هي كعلاقة الجّذر التّربيعيّ للواحد السّالب. أي يكون خياليّاً إلّا إذا إرتبط بشقيقه أي الواحد السّالب تحت الجّذر التّربيعيّ رياضيّاً ليكونا في حالة الضّرب لهما قيمة واقعيّة هي الواحد السّالب، أي بلا جذره التّربيعيّ الذي تلاشى مع الضّرب ما بين الجّذرين. أو من النّاحية الرّياضيّة التّقليديّة يتمّ التّعامل مع مكنوناتها من خلال حسابات أو مواصفات أو تقديرات من نوع آخر ليس أكثر من تماثل في الشّكل مع الأرقام التي تقسّم فيها العشرة على الثّلاثة فيكون إرجاعها بعكس العمليّة إلى وضع جديد يقترب من حقيقة الوجود الأوّل ولا يساويها. وهكذا يتمّ التّعبير عن المادّة المظلمة من خلال العديد من الأمثلة. هذه من النّاحية الرّياضيّة، أمّا من النّاحية الفيزيائيّة مثلاً لا نبتعد عن آلة زمن معيّن أو تلك التّجربة التي تعتمد أساساً على شكل الجّسم أو شكل السّطح أو شكل بصيغة أخرى. دعني أوضّح ذلك: هناك بعض الأشكال التي نتعامل معها بصيغة الشّكل الواقعيّ الحقيقيّ الذي يلعب الدّور الأساس في تجديد الحركة كما في العديد من الآلات من هذا القبيل، كمثال لوجود الدّيمومة في الحركة أو في وجودها دون مصدر أساس (رغم بعض التحفّظات على كلمة الدّيمومة التي أكتبها، لكنّني مضطرّ لذلك الذّكر لتقريب القصد لا أكثر. وفي الحقيقة ليس هناك شيء في الوجود دون مسبّب لكنّني أثير موضوع السّببية بشكل واضح من خلال العديد من الحلقات وهنا الحديث عن المسبّب لا عن السّبب!). وفي هذه الحركات أو الأشكال ما يمكن أن يكون مجهول التّحقق من مصدر الحركة أو مصدر الطّاقة. وكلّ هذه الأشكال التي إنْ وجدت بالوضع المثار هنا فهو إنتهاك لقوانين الدّيناميكا الحراريّة. علماً أنّ هناك العديد من الحركات من خلال العديد من الأشكال المساحيّة أو الحجميّة أو الأشكال المستندة إلى إحداثيّات عديدة فرضيّة كانت أم واقعيّة. والتعدّد في الحركات والأشكال ليس بالضّرورة أن يكون إنتهاكاً معيّناً لقوانين الديناميكا الحراريّة بالمقارنة مع القانون الأوّل أو الثّاني أو حتّى الثّالث أو حتّى القوانين التي تخضع لظروف جديدة آنيّة من داخل المادّة المظلمة المذكورة. والفكرة الأساس هي خلق الطّاقة أو ناتج الطّاقة يكون أكبر من تقدير وجود متفاعلاتها أو مكوّناتها. لذلك سيكون القانون بصيغة غير متساوية، ليكون الإنتهاك في قانون حفظ الطّاقة واضحاً. وقد أثير موضوع خلق الحركة أو خلق الطّاقة عبر مثل هذه الآلات في العديد من الحضارات عبر التّاريخ البشريّ وتمّ تطبيق العديد من هذه الأفكار والإثارات. ومن هذه الحضارات التي إشتهرت بموضوع الحركة بلا مسبّب، الحضارة البابليّة القديمة التي طبّقت فيها حركة الماء إلى أعلى دون الحاجة الى طاقة رفع! وليس غريباً التّفسير إذا ما درسنا جميع القواعد أو الأشكال الميكانيكيّة فسنصل إلى الشّكل أو الوضعيّة المناسبة التي تجعل من الآلة بحيث تعمل بلا مشغّل. وهناك آلات كذلك تنتهك القانون الثّاني للدّيناميكا الحراريّة وهو قانون التّعامل مع الإنتروبيّ. حيث تنشأ أو تخلّق الطّاقة من خلال عكس الإنتروبيّ. وهناك تقنيّة مهمّة تعمل عليها العديد من الشّركات ومراكز الأبحاث للوصول إلى آلة الإستغناء عن مصدر الطّاقة فيما يعرف بالطّاقة الحرّة
Free energy
وقد لوحظ في التّاريخ البشريّ العديد من أنماط وأنواع متعددة من الآلات بأشكال تصل إلى تعقيدات كبيرة جداً، ومنها البسيط السّهل في تصميمه وفي عمله كذلك، ومنها ما هو معقّد مبهم الكيفيّة التي تحصل فيها الحركة. كما هو تصميم الجنائن المعلّقة حيث كانت بتصميم أرضيّ معيّن مستندين على العديد من العوامل ضمن فكرة الطّاقة الحرة. وهناك ما تستخدم تصاميم من المادّة الصّلبة، ومنها ما يستخدم السّوائل أو الموائع وغير ذلك. فنظرة إلى عجلة بهاسكارا عالم الرياضيّات الهنديّ ترى مثل هذا التّصوّر مع بعض الشّروط التي يجب أن تتوفّر كي تعمل مثل هذه الآلة أو العجلة كما هو معروف للمتخصّصين في هذا المجال. وهناك العديد من الأشكال الهندسيّة التي لا تستند إلى الأشكال التقليديّة التي نتعامل معها على أساس الإحداثيّات المعروفة.
من ذلك نضع إفتراضنا إلى أنّ المادّة المظلمة ربّما يكون مصدر طاقاتها بحيث يفعل من خلال شكل من الأشكال وكمون من الكمونات التي لا تعرف إلى الآن. ولا غرابة في هذا الإستنتاج لأنّ ما لا يعرف لا ينبغي أن يكون الحديث عنه على أنّه غير موجود. وإذا درسنا أكثر وبعمق الخصائص الماديّة الفيزيائيّة والكيميائيّة والذّريّة والنوويّة سنخرج بنتيجة وهي أنّنا يمكن أن نتعامل مع مواد لها قابليّة على أن تتعامل مع الطّبيعة بلا أيّ جهد مكتسب، بل يكون جهدنا الذي سنكتسبه منها أعلى إنْ لم يصل الأمر إلى أنّنا سوف لا نحتاج إلى الكثير من الطّاقة لو سخّرنا كلّ السّبل والتّفكير في ذلك. ومنها الإفتراضات العقليّة التي تستند إلى الفلسفة أو بعض إشراقات الغيب الذي لا نعرف الكثير عنه.
وكلّ ما صرّح به العلماء والباحثون عن مصادر أو مصدر الطّاقة في المادّة المظلمة هو ربّما يكون من خلال وجود جسيمات أطلق عليها بالجّسيمات الغريبة ولكن لم تحدّد مواصفات هذه الجّسيمات إلّا من خلال الإفتراض بوجود جسيمات غير مكتشفة إفتراضاً (أشرت إلى بعض منها أعلاه. ربّما يكون منها مثلاً جسيم هيغز أو ربّما النيوترينوات المتشتّتة والنّاتجة من تفاعلات أخرى بما تتّصف به من مواصفات ذكرنا بعضاً منها في حلقات سابقة). وربّما تكون عبارة عن جسيم له مواصفات متعدّدة يساهم في عمليّة التنشئة للعديد من الجّسيمات الأخرى أو هناك جسيمات إفتراضيّة لها مواصفات متعدّدة تختلف في صفة عملها وإنتاجها وإستمراريّتها. وقد جاء هذا الإستنتاج من خلال إيجاد بعض الجّسيمات التي أشير لها ببعض الخواص التي وضعت وترك البعض الآخر إلى المستقبل للعجز الواضح في الوصول إلى تفاصيل أكثر. وحينما تتوفّر الجّسيمات الإفتراضيّة الغريبة التي تعطي بعضاً من خواص المادّة المظلمة فستكون هذه الجّسيمات مسؤولة عن الكثير من الصّفات، ومنها خاصيّة الجّاذبيّة الزّائدة والتي لوحظت وقيست وأعتقد ومازال الإعتقاد سارياً إلى أنّ هذه الجّاذبيّة الزّائدة متأتية من المادّة المظلمة بإعتبارها مكاناً مجهولاً يضمّ العديد من المكنونات المجهولة. ولا أعتقد بصعوبة الإستنتاج إلى أنّ مثل هذه الجّسيمات لا يمكن إلّا أن تلعب دوراً مهمّاً في العديد من الصّفات والسّلوكيّات التي توجد في الكون خاصّة وأنّ الكون مستمرّ إلى الآن في التوسّع والتمدّد وبالتّالي سيكون هناك العديد من المجاهيل واللامعروفات في هذا الكون ومنها الجّسيمات الإفتراضيّة أو ربّما الموجودات التي لا يمكن أن نطلق عليها بالجّسيمات بل يمكن أن تكون أجساماً واقعيّة تعيش وتتناسل وتكثر بأسلوب متطوّر عال لا يمكن للعقل الحاليّ أن يستوعبه! لِمَ لا؟! والحديث عن المادّة المظلمة ليس هروباً من المثير من المجهول خوف تفسيره، أبداً ولكنّ الأبحاث مستمرّة في هذا الجّانب وتنتظر البشريّة العلوم الفرعيّة الأخرى لتدلي بدلوها في تصنيع الآلات المتطوّرة التي تسعى إلى سبر أغوار الكثير ممّا موجود في الكون والذي ربّما تتوفّر فيه قوى تسعى إلى إعاقة الوصول إلى تفسيرات مقنعة للعديد من المجهولات. نحن ندرّس الكثير عن الأشعّة التي أجملناها بإسم الأشعّة الكونيّة والتي لا تعرف مصادرها كلّها، ونقول أنّها قادمة من أعماق الكون ومن مصادر منها معروفة ومنها مجهولة. ومنها المادّة المظلمة التي تظهر منها بعض الإشعاعات التي يتصرّف الكثير منها كثقب أسود فيعكس الأشعّة إلى الدّاخل، لذلك نلاحظ العديد من الباحثين يعزون إطلاق مصطلح المادّة المظلمة على أنّها ثقب أسود أو يشبه ذلك بسبب بعض الصّفات التي يستنتج منها على أنّها من المادّة المظلمة في الكون. وتظهر هذه المميّزات في حالات التّصادم الذي يحدث بين جسيمين أو أكثر ينتج بين الحين والآخر نتاجات منها يكون غريباً في تفسيره إن إعتمدنا على ما متوفّر من معلومات. خاصّة بوجود التّأثيرات الكبيرة المستمرّة والتي تغطّي على التّأثيرات التي نريد تعيينها ودراستها. لذلك نلاحظ الغوص إلى أعماق الأرض من خلال مختبرات تساهم بشكل كبير بتقليل التّأثيرات الكبيرة المذكورة كالأشعّة الكونيّة الخلفيّة والتي تساهم بضوضاء واضحة في أجهزة الكشف. وهنا في أوربا يساهم المختبر والمركز سيرن بشكل كبير بهذه الدّراسات. والمختبر المذكور هو أكبر مختبر في العالم يدرس الجّسيمات وما يتعلّق بها ضمن فيزياء الجّسيمات ومنها جزء كبير يدرس عن جسيم هيغز وكيف يزوّد المحيط بالكتلة المناسبة. ويتطرّق الباحث في هذا المجال يوناس ستراندبيغ والأستاذ المحاضر في الكليّة التقنيّة الملكيّة في السّويد من خلال محاضرته التي ألقاها يوم الخامس من أكتوبر أي قبل يومين إلى معلومات مهمّة جدّاً في هذا المضمار.
لا يمكن لي أن أتواصل بالمعلومة مع من يتصوّر أنّ العلم يتوقّف عند حدّ معيّن دون البحث المستمرّ لكشف أسرار الكون والبحث عن الحقيقة المطلقة عموماً. كلّ بصورته وكلّ بوسائله الخاصّة والعامّة. فقد طرحت عدد من الإقتراحات حول إستخدام الفيزياء الكميّة أو الميكانيك الكميّ في تسليط وتفسير الضوء على عدد من المخفيّات ومنها المادّة المظلمة، والحق نقول أنّ الحديث عن المادّة المظلمة لا يكون صفراً حين الحديث عن تفاصيل تتعلّق بها أو ببعض مكنوناتها المجهولة. حيث أنّ الإفتراض في الفيزياء، خاصّة في الفيزياء الكميّة أو في الميكانيك الكميّ بشكل عام، يأخذ إهتماماً منّا كباحثين في هذا المجال، حيث أنّ الكثير ممّا نتطرّق إليه وما بحث فيه الباحثون يستند على الإفتراض والبرهان الكميّ من خلال العديد من التصوّرات، فلماذا لا نستنتج من خلال نفس الأسلوب بعضاً من المميّزات الإفتراضيّة عن المادّة المظلمة؟ الجواب على هكذا سؤال نقول: إنّ الكثير مما قيل عن المادّة المظلمة وعن المميّزات الإفتراضيّة ليس بالهيّن ولكنّنا نبحث الآن عن إمكانيّة إستنتاج ما يمكن إستنتاجه من خلال الحاسوب المتطوّر ومن خلال بعضٍ من النظريّات الأخرى للحصول على نتائج أخرى أو لتأكيد الإفتراضات الأخرى. ومن ضمن الدّراسات المهمّة المعوّل عليها هي نظريّة الأكوان المتعدّدة (رغم تحفّظ ومعارضة البعض الآخر عليها) فلربّما يكون في تلك الأكوان من المادّة المظلمة شيئاً يمكن أن يكون دليلاً على ضرورة التعدّد في الأكوان (وقد أشرت إلى هذا الموضوع في حلقة سابقة). إضافة إلى أنّ الإستنتاجات تأتي من خلال بعض الإقتراحات المهمّة فيما يتعلّق مثلاً بسؤال، هل أنّ الكون نشأ من الصّفر الكونيّ أو الصّفر الوجوديّ؟ أي هل أنّ الكون كان بالفعل صفراً رياضيّاً أو نقطة؟ والسّؤال، هل النقطة هذه موجودة بالفعل في وجود معيّن وإن كان الجواب بالإيجاب فأين هذا الوجود الذي ضمّ النّقطة؟ ومن أين جاء؟ فلذلك تطرّق العلماء الرّوس حينها (في فترة الثمانينيّات) إلى أنّ الكون ربّما نشأ بالفعل من لا شيء. وقد أصبحت فرضيّة الخَلق من لا شيء فرضيّة من فرضيّات متعدّدة لا تعني أنّ هذا الفرض يدلّ على أنّ تعديلات قد أجريت على القوانين الفيزيائيّة بل هو سيناريو من السيناريوهات التي تتحدّث عن عمليّة نشأة أو خَلق الكون# وفسّر هذا الوضع الكونيّ من خلال ما أطلق عليه بالنّفق الميكانيكيّ الكميّ مثلما حدث ويحدث عندما ينطلق جسيم ما إلى ما وراء الحاجز الكميّ في تجارب الميكانيك الكميّ المعروفة. وقد قدّر أنّ هذا النفق يحتوي على المادّة والطّاقة كأي كون من الأكوان. وبالتّالي سنتعامل مع خصائص هذه المادّة والطّاقة من خلال بعض المميّزات الكميّة والتي تسحبنا إلى عالم رغم تعقيداته إلّا أنّها يمكن أن تعطينا تفسيرات معيّنة. هل تعرف أنّ الميكانيك الكميّ فيه من التّفسيرات تصل إلى تجلّيات رائعة قد تلتقي مع تجلّيات النّفس البشريّة حينما تصل إلى مستويات الكشف عن بعض الغيب الذي أذكره بين الحين والآخر؟ فقد ذكر في الميكانيك الكميّ ما يعرف بالتّصحيحات الكموميّة التي إعتبرت إضافات إلى نظريّة آينشتاين النّسبيّة العامّة. ومن خلال هذه التّصحيحات يمكن أن نتوصّل إلى ما تضمره المادّة المظلمة من معانٍ ومن مكنونات. وبالتّالي سنُربِتُ على رأس أكثر من يتيم من أيتام ظلم الحكّام (بدلا من القول سنضرب أكثر من عصفور بحجر واحد!). رغم أنّ التّصحيحات الكميّة لا يتمّ تطبيقها لغرض محدّد وهو الذي أثير حجّة على تلك التّصحيحات، حيث هي محاولة للقضاء على تفرّد الإنفجار العظيم. ومن هنا تمّ الإستناد إلى ما يقوله ديفيد بوم الذي لعب لعباً جميلاً يوم تطرّق إلى فلسفة الفيزياء في تفسير عدد من الأفكار والظّواهر المعروفة، فقد إستبدل المسارات الجيوديسيّة الكلاسيكيّة (وهي أقصر مسافة بين نقطتين على سطح منحنٍ) بمسارات كموميّة##
سنعود مرّة أخرى إلى ذلك إن شاء الله تعالى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
# راجع البحث المقدّم حول هذا في:
Physics of the dark universe volume 2, Issue 4, December 2013 pages 195-199. Spontaneous creation of the universe Ex Nihilo
## يمكنك الاطلاع على المزيد من العنوان التالي: علما انني قد تطرقت الى الغرافيتونات التي يشار اليها في البحث المذكور والسائل الكمي الذي يعتقد وفق الميكانيكية الكمية التي نشر عنها عدد من الباحثين فيما يتعلق بهذا المجال.
No Big Bang? Quantum equation predicts universe has no beginning (phys.org)



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 33
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 32
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 31
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 30
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 29
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 28
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 27
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 26
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 25
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 24
- الكونُ الواسعُ والعقولُ الضيّقة 23
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 22
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 21
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 20
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 19
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 18
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 17
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 16
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 15
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 14


المزيد.....




- ولي العهد السعودي: المملكة قدمت أكثر من 6 مليارات دولار لدعم ...
- خطوات تثبيت تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجديد 2024 الجديد ...
- في اليوم العالمى لذوى الهمم.. طرق رعاية وتغذية الطفل المصاب ...
- مرض اليد والقدم والفم.. ما هو وأهم طرق الوقاية
- المقدار الزمنى والطريقة.. ازاي نغلى اللبن فى البيت بطريقة ص ...
- بوتين يزور المؤسسات الروسية الرائدة في قطاع الصناعة الطبية و ...
- رئيس وزراء باكستان يزور السعودية ليشارك في قمة المياه الواحد ...
- فنلندا تكشف عن سبب التلف في كابل الإنترنت بينها وبين السويد ...
- خطوات تثبيت تردد قناة الفجر الجزائرية  2025 “متاحة على القمر ...
- وضعية جلوس شائعة تسبب الصداع والأرق.. اعرف الطرق الصحية


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - الكون الواسع والعقول الضيقة 34