علماء، هذه التسمية الجليلة التي اشتقت من العلم ومفردها عالم، اي من له العلم الكثير، او من هو الاكثر دراية بالشيئ . وقد قيل ان العلم نور والجهل ظلام. فالعلم في الانسان نقيض الجهل تماما، يطرده من نفسه واينما حل كما يطرد النور الظلام ، وتطبيقا لهذه القاعدة، يشكل العالم اكثر الانوار اضاءة في المجتمع والجاهل صفره اي ظلامه.. ولهذا يكون الجاهل من اشد اعداء العالم. فكيف اتفق العلم والجهل تحت قيادة الشيطان الاكبر، صدام المقبور؟
نحن على يقين بأن الذين يطلق عليهم (علماء)، كانوا على دراية تامة بانعدام الحس الثقافي والانساني في الطغمة الحاكمة، كما كانوا على علم ودراية بالاجرام الذي يمارسه هؤلاء الجهلاء في شعبهم... وايضا تفهموا اكثر من غيرهم بأن وضع هكذا اسلحة (فتاكة) بايدي جاهل مجرم لابد وان تكون نتائجها مدمرة لشعبهم وشعوب المنطقة والانسانية ككل، والامر انهم يدركون بان شرف المهن العليا يقتضي عليهم توظيف شهاداتهم في خدمة الانسانية عامة وشعوبهم خاصة، ومع هذا استمر هؤلاء في مجارات القتلى ووضعوا خبراتهم العلمية في خدمة المجرمين وقبلوا لانفسهم وعلمهم ان يكونوا عبيدا للجهلاء وضد شعبهم، لماذا؟؟ طمعا في المال والجاه ولا شيئ غير المال والجاه .
نعم، حب المال والجاه هو الذي جردهم من شرف المهنة ومنعهم من التزام موقف شريف ضد الطغمة الجاهلة واتخاذ اجراءات الضد امام السلطة الدكتاتورية والابتعاد عن مسايرة الاجرام بحق الشعب، فلم يكن شأنهم شان الملايين العراقية المثقفة التي ضحت بمصالحها وشهاداتها واملاكها واموالها وحتى حياتهم، من اجل مواقفها الانسانية تجاه قصية شعبهم وضد السلطة الجاهلة.
ولكن مهلا، فيد القدر لم تمهل استهتار هؤلاء بالشرف المهني والعلمي طويلا.. فقد اوصلهم الانحطاط، الى ان يتشربوا الخوف والرعب الذي زرعه قائدهم الجاهل صدام حولهم ايضا، ناهيك عن الاهانات التي كانوا يتلقونها منه وزمرته الساقطة.. واليوم يراهم العالم يخرجوا كالجرذان من بين القباب ليطلبوا من قوات التحالف حماية حياتهم من غضب الشعب المفجوع باختراعاتهم الفتاكة، لانها قتلت، في عراقنا الجريح، وفقط في عراقنا الجريح، الحياة في جيل كامل.
لا ادري من اطلق اسم العلماء عليهم وكيف انبرى البعض للدفاع عنهم واعتبارهم ثروة اضافية للعراق، وهم الذين ارتضوا وضع خبراتهم الذهنية وعلمهم في ايدي جاهلية، غابية، لم تعرف الاخلاق او الثقافة العلمية والانسانية في حياتها ولم تتعرف على مرافئ الرأفة والرحمة في حكمها، كصدام حسين وزمرته الجاهلة المجرمة.
اما بعد، فهل يستحق هؤلاء لقب علماء ام عملاء؟؟؟