أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكي بوشوشة - عوائق التنوير في العالم العربي














المزيد.....


عوائق التنوير في العالم العربي


زكي بوشوشة
كاتب

(Zaki Bouchoucha)


الحوار المتمدن-العدد: 7039 - 2021 / 10 / 6 - 20:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يختلف عاقلان حول ضرورة التنوير في حياة الأفراد و استقرار المجتمعات و مع ذلك يبقى هذا المصطلح غامضا و مبهما و ذو طبيعة مرنة و هيولية يصعب الامساك بها او ضبطها في إطار و شكل واحد ثابت و هذا ما دفع سابقا بكبار الفلاسفة و على رأسهم إ . كانط إلى مناقشة ماهية التنوير و ليس ضرورته و اهميته فهذه الاخيرة بديهية و مسلمة أولا و ثانيا هي لن تقدم لنا جوابا وافيا حول كيفية ممارسة التنوير او اخراجه من مثاليات السرد إلى تناقضات الواقع ، و من هنا نتساءل لماذا فشل خطاب التنوير في العالم العربي هل كان يفتقر لادوات الممارسة الواقعية أم أن المشكل اعمق من ذلك و يكمن في فهم التنوير بالاساس ؟
في بحثنا عن ماهية التنوير و كما سبق و قلنا عن كونه مصطلح مبهم و غالبا ما نسيء فهمه و تقديره ، وجب علينا ان نقترب منه تدريجيا و ان ننطلق من ابعد نقطة او من اوضح اشكال رفض التنوير ثم الأقل وضوحا و هي :
أولا : الخطاب التراثي هو خصم التنوير الظاهر الذي يقف منه موقف النقيض إذ أنه يناقض التنوير من حيث المبادئ العامة و الشكل العام و يقوم كل واحد منهما على نفي الآخر و هنا نذكر أهم النقاط .
الخطاب التراثي يتوجس كثيرا من العقلانية و يفرض حدودا و رقابة جد صارمة على العقل و التفكير و يحدد مجال استخدام العقل في نطاق معين ، و هذا أحد الاسس التي قام عليها عصر الانوار استخدام الإنسان لعقله بنفسه .
الخطاب التراثي يكرس السلطة و الوصاية بكل اشكالها الدينية و السياسية و الاجتماعية و الابوية و الذكورية ...، بينما التنوير يدعو إلى الحرية ، حرية التفكير و الاعتقاد و حق الاختلاف و الاختيار .
الخطاب التراثي هو دعوة لإغتراب ثقافي طوعي ، فهو يعيش على معايير و قيم زمان آخر و مكان آخر ، و هذا ما رفضه التنوير و تجلى ذلك في فكرة العلمانية .
ثانيا : الخطاب المابعد حداثي هو خصم التنوير الخفي ، و إذا كان الخطاب التراثي يعارض التنوير في الشكل العام فالخطاب المابعد حداثي يعارضه من حيث المضمون و يقوضه من الداخل ، فهو يتبنى نفس مبادئ التنوير ليسوقها في غير سياقها الطبيعي ، و من خلال تلاعب خفي بتلك المبادئ و على سبيل المثال لا الحصر نذكر :
أولا : التنوير رفض السلطة الابوية للكنيسة و دعى الى حرية الفرد في التفكير ، مابعد الحداثة تستغل هذا المبدأ لتكريس الشعبوية و الغوغائية و تلغي اي دور للنخب و المتخصصين . و هذا ما يقوض حركة التنوير و يعيقها .
ثانيا : التنوير يتميز بالعقل النقدي ، فهو يعرض المفاهيم للنقد لاختبارها و التحقق من صوابيتها ، أما المابعد حداثي فيجعل النقد غاية و يجعل السخرية فنا ، فيتحول الامر إلى فوضى و غوغاء و انحطاط باسم النقد و التنوير و في الحقيقة هو فقط تحطيم لما شيده التنوير تحطيما من الداخل ....و الامثلة كثيرة .
هكذا سننتهي إلى ان التنوير هو ثورة على خطاب الكنيسة و ما بعد الحداثة هي ثورة مضادة على التنوير كما وصفها هابرماس ، و ان عوائق التنوير اليوم تكمن في صخرة التراث التي تشل حركتنا من جهة و حصان مابعد الحداثة الاعمى الذي يجرنا في منحدر لا ينتهي لأي سفح غير الهواية .



#زكي_بوشوشة (هاشتاغ)       Zaki_Bouchoucha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرطة الألمانية تنفي أن تكون دوافع هجوم ماغديبورغ إسلامية
- البابا فرانسيس يدين مجددا قسوة الغارات الإسرائيلية على قطاع ...
- نزل تردد قناة طيور الجنة الان على النايل سات والعرب سات بجود ...
- آية الله السيستاني يرفض الإفتاء بحل -الحشد الشعبي- في العراق ...
- بالفيديو.. تظاهرة حاشدة أمام مقر السراي الحكومي في بيروت تطا ...
- مغردون يعلقون على التوجهات المعادية للإسلام لمنفذ هجوم ماغدب ...
- سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكي بوشوشة - عوائق التنوير في العالم العربي