أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الجنّة للأغبياء.














المزيد.....

الجنّة للأغبياء.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 7038 - 2021 / 10 / 5 - 19:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المعلوم جيداً لدى كل عاقل ومتنور سوائاً أكان ملحداً أم لا دينياً أم أياً كان توجهه الفكري بعيداً عن أديان اله الدم الثلاثة , أن هذه الأديان صنعت آلهة مختلّة ومريضة نفسياً ذات شخصيات حقيرة وسفيهة لأبعد الحدود والأوصاف , وأهم ما يميز هذه "الآلهة" البعيدة كل البعد عن الألوهية , سوائاً أكان اله الاسلام أم اله المسيحية أم اله اليهودية , هو تحجيم العقل والتفكير وتحريم الشك والتساؤل.

ونعلم جيداً أيضاً أن تحييد العقل هي الصفة الأولى لأي دين كان , سوائاً أكان ديناً ميتافيزيقياً أو ديناً مادياً , وتحييد العقل مع تحريم ما يميزنا كبشر عن باقي الحيوانات ألا وهو التفكير والشك , يصنع مزيجاً سامّاً يجعل من عقل المؤمن عرضة لتقبّل الخرافات والدجل وهو ما أبقى على هذه الأديان على قيد الحياة كل هذه القرون والحقب , إضافة طبعاً الى غسيل المخ منذ الطفولة والذي يتسبب بذات النتائج المخزية من طمس للعقل وتقبّل للشعوذة الدينية وهرائها.

ولكن ما لفت اتنتباهي في هذه الأديان هو النعيم والجنان التي أعدها هذا الإله لمن يحيّد عقله ! حيث أن كمية وحجم تحييد العقل يتناسب طردياً مع قوّة الإيمان في أي دين , وهذا ما رأيناه بشكل مستمر خلال التاريخ والى اليوم , فلو وضعنا جميع المؤمنين المتزمتين الممسوحي العقل والانسانية , من دواعش بهائم الصحراء , الى معاتيه الدين المسيحي الى بهائم يهوى , سنجد أنهم جميعاً موعودون بجنان الخلد من قبل صديقهم الخيالي (الله) ولكن ما هو ثمن هذه الجنان ؟

ثمنها هو القيام بالفظائع والمجازر والجرائم بحق الآخرين , ثمنها تحييد أي ذرّة من الأخلاق الحميدة والمنطق والتفكير الانساني , ثمنها وضع العقل والعقلانية جانباً والسير مع القطيع , ثمنها فقدان أي ذرّة من الانسانية والاستقلالية الفكرية.

فمن يقوم بأفعال كالرجم والجلد وقطع الأيدي وقتل الآخرين المختلفين لمجرّد اختلافهم , وحرق العلماء في محافل دينية ملعونة , وارتكاب المجازر الجماعية بحق شعوب كاملة , وتخريب أوطان وأمم وطمس حضارات , كل هذا وأكثر اقترفه أرذل البشر ولا يزال بعضهم يقوم بذلك الفجور والفساد الذي أثبت فشله وتخلفه وانحطاطه على جميع الأصعدة الى اليوم ليصلوا الى ما يسمى بالنعيم الإلهي , في تصرفات لا يمكن وصفها سوى بالغباء !

والمخزي في هذا الأمر أنه لم يقف أي أحد من هؤلاء الرعاع ليفكر ولو للحظة بالثمن الذي يقوم بدفعه ليصل لذلك النعيم , أو بالغباء والعته الممنهج الذي يدافع عنه ليل نهار ناسفاً لكيانه كإنسان بشكل كامل , ليصل لذلك النعيم , فلو كان هذا الفجور الديني ذا مصدر الهي حق , لما كان ثمن النعيم الأبدي أرواح البشر ومصير الأمم وخراب الشعوب والحضارات , فالإله الذي يأمر بهذه الفظائع ليعطي مقابلها نعيماً ليس بإله , وإنما شيطان يريد خراب العالم والبشرية والمكر والفتك بها , وفعلاً هو من وصف نفسه بخير الماكرين.

فالجنّة كما نعلم من نصوص الأديان ثمنها تحييد العقل , والقبول إمّا بالانعدام الأخلاقي الاسلامي , أو بالبلاهات المسيحية التي تتسبب بأفعال لا أخلاقية والتاريخ المسيحي هو خير دليل , أو الرضى بالعنصرية والفوقية والجنون اليهودي الذي هو أيضاً كان مصدراً للخراب والإجرام كما نعلم من الكتاب المدنّس , كلها تجعل من الجنّة كما نرى مكاناً مصمماً للأغبياء والحمقى والمجرمين , أو بالأحرى مصح للمرضى عقلياً.

وطبعاً نعلم جيداً وبفضل العلم والمنطق أنه لا يوجد لا اله ولا جنة ولا زفت , ولكن حتى ولو كان كل هذا العته حقيقة , فأنا كإنسان لا يشرّفني الدخول بهذا النعيم الأبدي , حتى لو تطلّب ذلك أتفه الأفعال الشريرة , فأخلاقي الانسانية والحضارية لا تسمح لي بالنزول لمستوى الغباء الإلهي أو القبول بثمن جنّته اللعينة , فطريق الجنّة مفروش بالفساد والخراب وجثث الأبرياء ودمائهم , ومن يسمح لنفسه بالسير في طريق كهذا , هو خاسر حتى لو دخل الجنة , فثمن حياة انسان واحد أعظم من الإله نفسه وجنته السفيهة والحياة الأبدية.

فالمؤمن اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما , فهو إمّا عليه اتباع أوامر الهه الشرير والإفساد في الأرض وخسارة انسانيته وأخلاقه , وهذا ما نراه حقاً يومياً في دولنا الموبوئة بدين رضاع الكبير , أو عليه التعقّل والتفكير وإعادة النظر ورؤية الحقيقة والعيش بشكل أخلاقي سليم , فكما قال ماركوس اوريليوس الإمبراطور الروماني والفيلسوف العظيم "سأعيش حياة صالحة , فلو كان هنالك آلهة خيّرة , فستحاسبني على ما فعلت دون النظر لمعتقداتي أو لطقوس قمت بها , وإن كان هنالك آلهة شريرة فهي لا تستحق العبادة , وإن لم يكن هنالك آلهة , فسأكون قد عشت حياة سليمة مليئة بالإنجازات والخير"

فالإله الشرير الذي يأمر بالشر لا يستحق العبادة , إلّا إن كنت غبياً , فاصنع ما شئت.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردّاً على مصري ملحد , فيما يتعلّق بإنقاذ ستالين للاتحاد السو ...
- المعجزات في تلاوة الهلوسات !
- البيان في حيونة الإخوان.
- ترجمة رؤية المتنور العربي على أرض الواقع.
- يجب مراجعة التاريخ والاجرام الاسلامي.
- تناقض مسيحي لطيف.
- اسماء الله -الحسنى- تنسف ألوهية الله !
- مغالطة أحجار الشطرنج.
- ماذا قدّمت الوصايا العشر للبشرية ؟
- الأديان ونظرية المؤامرة.
- مشكلة المحتوى العربي , الانترنت كمثال.
- لماذا انهار الجيش الأفغاني بين ليلة وضحاها ؟
- أسوار الإرهاب الفكري الإسلامي.
- أفغانستان , وفشل الغرب الفاضح.
- الاسلام والنازيّة , تشابه لحدّ التطابق.
- هل توقف حمام الدم في سوريا ؟
- هل الحكم الدكتاتوري سيء بالمطلق ؟
- الإيجابيات في دول بهائم الصحراء
- أسطورة المسلمين العسكرية.
- طفرة التطور في عقول بول البعير.


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الجنّة للأغبياء.