|
هل صياح الديك 🐓 🇫🇷 كافي لإيقاظ أمةً تشعر بالإحباط…
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7038 - 2021 / 10 / 5 - 18:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ بادئ ذي بدء ، أُغمض عيني للمرة المليون ، تحديداً ، كلما تلفظ رجل يشعر بصقوريته النابعة مِّن الالة العسكرية ، ويتساءل صقر الإليزية ، وهو قبلئذ ، لا سواه ، يُعرف عنه بالقارىء الجيد 😎 للتاريخ ، وايضاً على يقين ، بأن الجزائريون ينتمون لأمة عريقة دون أدنى شك من ذلك ، يقول الرئيس ماكرون 🇫🇷 متسائلًا بصيغة التساؤل التطيّري ، حول إذا كان هناك أمة جزائرية ، بالطبع ، لا يوجد شيء أسمه بالأمة الجزائرية ، وأنا ☝ شخصياً أتفق معه ومع فيلسوفه المفضل كامو ، الذي كان قد طرح هذا التساؤل منذ عقود سابقة ، لكن ، السؤال الذي يغيب عن النخبة الفرنسية ، وهو في رأي ، كان الأجدر أن يطرح على طاولة البشر للنقاش ، لو لم تكن الجزائر 🇩🇿 تنتمي إلى أمة عظيمة ، ( الأمة العربية الإسلامية ) ، كان من السهولة للمستوطنين الفرنسيون أن يجعلوا من أرض الجزائر 🇩🇿 كما فعلوا المهاجرون الأوروبين مع الهنود الحمر والتى أصبحت تُعرف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية 🇺🇸 ، ولأن أيضاً عروبة الجزائريين متأصلة ومتجذرة ، بالفعل استطاعت هذه الأمة إستقطاب نخبة كبيرة من الفرنسيين إلى صفوف الثورة الجزائرية والذين ضحوا بدمائهم من أجل 🙌 حرية الجزائر ، كل هذا الانتماء ، هو وحده الذي دفع أجداد صقر الإليزية وجيوشهم بأن يحزموا حقائبهم لمغادرة الجزائر 🇩🇿 ، مرة وللأبد ، وبالتالي ، هو أيضاً سؤالاً من حق😟 أي شخص طرحه ، والطرح هنا 👈 في مضمونه ، أو بالأحرى التساؤل الذي قدمه الرئيس ماكرون 🇫🇷 ، بالطبع ، هو صحيح من جانب ، إذنً ، لماذا الجزائر 🇩🇿 رغم كل الموارد التى تملكها ومؤهلات أبناءها ، لم تتحول إلى دولة إقتصادية قوية 💪، إذنً ، هناك خلل بنيوي ، وقد يكون ، وهو تحليل 🧐 مبسط ، لا يحمل عمقاً أو أن الطارح أراد من الطرح فقط ، إثارة السؤال بين الجزائرين ، لماذا اخفقتوا بتحويل المغرب العربي لامة أو لماذا عجزت الدولة ، وهي التى مازالت عالقة بالشيوعية المندثرة ، عن تحقيق 🤨 اقتصاد يوازي اقتصاديات الدول السبع كبرى ، لكن أيضاً في المقابل ، تُعتبر إجراءات الرئيس تبون الأخيرة وانحيازه للشركات الوطنية والذي دفع بالشركات الفرنسية التى كرست وجودها في الجزائر 🇩🇿 بفضل بوتفليقة وجماعته الحرمية بالرحيل ، بالطبع ، وهو السبب الرئيسي في انزعاج 😳 باريس 🇫🇷 من الجزائرين وتحريك ملفات تهدف إلى تقزيمهم ، بل كان الموضوع المالي 🇲🇱 قد ترك آثراً عميقاً 🧐 لدى الديك الفرنسي بعد حكاية الغواصات أو ما بات يُعرف ( بقضية الغواصات ) والغرق الفرنسي بين الهادئ والنهدي ، على الرغم من الحضور الميداني لفرنسا في جزيرة 🏝 مايوت وحضور أخر رمزي ، لكنه عسكري بالغواصات عند مضيق الموزمبيق ، وكذلك في جزيرة 🏝 كاليدونيا ، والذي يصنف بالحضور الاستراتيجي ، بالطبع ، المراقب لا ينسى ولا يتناسى إيقاف صفقة الحاملات الهرلكبتر لروسيا التى تم توقيفها بضغط من حلف الناتو أو تحديداً من واشنطن 🇺🇸 ، وبالتالي ، الانزعاج الفرنسي بالمختصر المفيد ، لأن الرئيس تبون أبرم تحالف مع الروس 🇷🇺 أدى ذلك إلى إجبار فرنسا 🇫🇷 الخروج من مالي 🇲🇱 بشكل مخجل 🙈 ، و في جهة أخرى ، وهو موقف أخر لا يمكن 🤔 تجاهله أو الفقز عنه ، لقد تمكن الرئيس الجزائري الحالي وضعَّ كثير من رجال الأعمال ورجال السلطة في السجون ، وقام باستبدال شركائهم الاوروبين بالاتراك والصينين ، الذين باتوا يستثمرون بشراكة مع الجزائرين من خلال نقل الخبرات وتأسيس ما يسمى بالاقتصاد الوطني .
في المقابل ، يدخر التاريخ تصنيفات عديدة وقد حفظتها كل جهة حسب روايتها الخاصة ، ليست بالمزدوجة فحسب بل بالمتعددة ، هناك👈 حقيقة راسخة ، منذ الانقلاب الذي حصل في العاصمة الأولى للدولة الإسلامية ( المدينة المنورة ) وقتل اميرها الصحابي والخليفة عثمان بن عفان وإضطرار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الانتقال إلى العراق كعاصمة مؤقتة ، مازالت الأمة العربية تعاني من تحقيق الوحدة والانتقال السياسي السلس والسلمي ، هذا مؤكدًا وصحيحاً ، لا لأحد يستطيع 😣 المساجلة فيه أو إنكاره ، لأنه واقع وحقيقة ، لكن أيضاً ، السؤال الذي يمكن طرحه ، هل كانت اسبانيا 🇪🇸 قبل دخول الإسلام تصنف بالأمة ، وايضاً عندما أجبروا المسلمون بالرحيل أو تغير دينهم ، هل تركوا المسلمون حضارة وعمران في الأندلس ، وهذا بالطبع السؤال 🙋 ذاته يوجه للاستعمار ، هل كان الاستعمار ، استعماراً ، أو دماراً وتخلفاً ، وهنا 👈 في سياق يسوقنا إلى أستحضار كلام 🗣 لأحد مفكرين فرنسا 🇫🇷 ، عندما قال يوما ماً ، لقد فقدت فرنسا الكثير عندما لم يشملها الفتح الإسلامي ، ولو دخلوا المسلمون تماماً👌 كما استقروا في اسبانيا 🇪🇸 ، كانوا الفرنسيون قطعوا أشواط ومسافات كبيرة بالحداثة والعلم واتاح لهم الفتح الاختيار الفكري الحر ، لأن في نهاية المطاف ، الهدف 🎯 من الفتح ، هو تحرير البشرية وتمكينهم من الاختيار ، وعلى الرغم أن فرنسا 🇫🇷 تصنف بالدولة الثلاثة في تصنيع 🏭 الأسلحة بعد أمريكا 🇺🇸 وروسيا 🇷🇺 ، إلا أن الدبلوماسية الفرنسية تحتاج إلى إعادة النظر في سلوك تعاملاتها مع الدول ، لأن اليوم الجزائر 🇩🇿 تدرس اعتماد اللغة الانجليزية كلغة ثانية مكان الفرنسية بعد لغة الأم .
هنا 👈 الواقع يفسح المجال أمام كل القوى ، لكي يستولدون استراتيجيات لحضور متعدد ومترامي الاطراف من خلال الابتكارات الإبداعية ، لأن ببساطة ، لم تعّد الأمور كما كانت سابقاً ، فزمن تفرد حلف الناتو بات من الماضي ، هناك تحالفات متعددة ، على سبيل المثال ، تحالف البريكس الناشئ (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) ، هو ايضاً في مضامينه يُعتبر تهديد أخر لبريطاني كعضو أساسي في الناتو ، لأن البريطانيين مازلوا يحتفظون بجزر فوكلاند، في البرازيل 🇧🇷 ، وبالرغم من الدعم الارجنتيني للبرازيل في إعادة الجرز ، تبقى بريطانيا 🇬🇧 قلقة 😨 من أي تفوق عسكري في بلد يسكنها أكثر من 213 مليون شخص وتعد خامس أكبر دولة في العالم من ناحية المساحة والسابعة من ناحية عدد السكان ، وفي عام 2034م سيتم إدخال غواصة نووية فرنسية حديثة الصنع إلى الخدمة البحرية البرازيلية والتى تعتبر محط قلق 😟 كبير للأسطول البحري البريطاني ، تحديداً في جنوب البحر الأطلسي ، وبالتالي حتى الآن ، يُعتبر الرضوخ أحياناً شيء من الواقعية السياسية وتماشي مع المتغيرات ، فالأمور التي لا مفر منها ، ببساطة لا مفر منها ، أو بالأحرى لا مفر من استيعابها ، حتى لو كانت تثير غضب اليمين المتشدد ، فهؤلاء مازلوا يعيشون زمن الحقب الاستعمارية ، متناسيين أن العالم تغير ، ويتغير مع كل عام جديد .
عادةً التأخير في إدراك المستجدات أو المتغيرات ، يصنع يأساً😞 ، وإن الشعور بحال فقدان الاستقرار ، هو أمر يتيح للمستشعر إعادة تفعيل عناصر الوجود وتجنيب دولته من ممارسة نهج الخطوة إلى الأمام وعشرة خطوات إلى الوراء ، فالخلاف الاسترالي / الفرنسي ليس بالجديد ، بالفعل ، يميلا الاستراليون 🇦🇺 والنيوزيلاندين 🇳🇿 للولايات المتحدة الاميركية 🇺🇸 أكثر من باريس ، وهذا الصراع على الهيمنة بدأ يظهر بعد التجارب النووية الفرنسية المتعددة في المحيط الهادئ ، وبالطبع ، يعود النزاع إلى أبعد من ذلك ، وله عمق 🧐 تاريخي أغور بين الفرنسيون 🇫🇷 والبريطانيين 🇬🇧 والألمان 🇩🇪 ، فمنذ الوجود الأوروبي على أرض الولايات المتحدة 🇺🇸 والهيمنة على الدول اللاتينية ، ظهر التنافس بين المهاجرين على ألمنت 🇩🇪 الولايات الامريكية أو فرسنتها 🇫🇷 أو برطنتها 🇬🇧 ، بل كان الإتفاق بين شركتي كانبيرا / ومجموعة نافال ، بالشيء المستغرب على الصعيد الشخصي وغير متوقع ، لأن الاستراليين لا يكنون للفرنسيين أي تعاطف ❤🩹 ، تحديداً مع جهة جعلت هادئهم ممتلئ بالإشعاع النووي ، وبالإضافة لشعورهم بالأمن أكثر ، عندما يقفون وراء حليف مثل واشنطن 🇺🇸 في مواجهة الصين 🇨🇳 والهند 🇮🇳 .
وبهذا المعنى ، وضمن أية منهجية تتوخى الإطلاع البحثي لسياسات طويلة العمر ، أصبح الماضي عالق😵 بين تصرفات بدائية وكل المؤشرات تشير☝أنها تحتاج إلى إعادة دراسة الوقائع على الأرض 🌍 لكي لا تذهب بالمتعطل عن المراجعة إلى الغرق أكثر بالإحباط ، فالأهداف الإستراتيجية تحتاج على الدوام إلى تغليب العقل وامتصاص الضربات ، لماذا حصلت ومن أين جاءت ، والصحيح ايضاً ، أن مجيء الرئيس ماكرون إلى قصر الاليزيه ، باتت فرنسا تسعى بكل جهد إلى تعزيز وجود قواتها في منطقة المحيطين ( الهندي والهادئ ) من خلال إعادة العلاقات بطرق مختلفة وبالأخص تطويرها عبر مسارين الاقتصاد والسلاح ، وتحديداً مع الهند 🇮🇳 واستراليا🇦🇺 ، لكن الأصح أيضاً ، هو أن المجتمع الاسترالي وايضاً الهندي ، على الدوام يرغبون بالحماية الأمريكية بالاضافة إلى السلاح الأمريكي ، وهذا يحتاج من الفرنسين أولاً ، الخروج من حالة الإحباط والانخراط في إثبات قدراتهم من خلال الصناعات المتنوعة التى تجعلهم منافسون في المحيطين أو في المغرب العربي ، بل الانكباب في مراجعة سياسات الجزائر 🇩🇿 الجديدة أو الدول في المحيطين ، هو السبيل الوحيد لمعرفة لماذا تلك الدول يلجؤن إلى الولايات المتحدة 🇺🇸 أو تركيا 🇹🇷 أو الصين 🇨🇳 ويرحلون عن باريس ، فالانكباب أفضل من الاستمرار بالصياح على طريقة الديك . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين فقدان الثقة ومضاعفة الثقة / اغتصابات بلا كعب 👠 و
...
-
فرنسا 🇫🇷 تكرم العملاء ، من يكرم أحرار فرنسا
...
-
عقدة 🪢 التجديد / انفق ابو رؤوف ...
-
من سيشكل الشرق الأوسط الثاني ...
-
الهوية الجامعة والتراث المتعدد
-
رايات لا تصلح إلا للتنكيس برحيل اللصوص ...
-
نعم 👍 أنها خزياً وندامة ....
-
زحزحة لبيد الاقتصادية لقطاع غزة ..
-
صراع داخل البيت ...
-
درس المغرب 🇲🇦 / تفصيل حاسم وذات دلالات هامة
...
-
ببساطة ، إن ذهبت ستموت ☠ 💀 / الجريمة المفتوحة
...
-
الاستيقاظ من حلم الانتصار✌/ ماذا 😶 بعد ذلك ...
-
الموسيقار الذي ضبط إيقاع الراقص المتمرد على الحزن / اليوناني
...
-
حصاد دامي كفيل بتحريك الرمال ...
-
بعد كل محاولات التحرر من القهر ، يضربن بأقدامهم الأرض --- ،
...
-
ماذا 😟 يعني وصول الإيراني إلى الحدود الجنوبية في سور
...
-
من التأسيس إلى الوصية
-
من التأسيس إلى ترك وصية قابلة إلى تفسيرات متعددة( أوصيكم ألا
...
-
وصلت الأمور إلى نتيجة مسؤولة / فوجب الانسحاب ...
-
بموافقة حزب البعث السوري / سوريا احتلت إيرانياً بالمجازر ...
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|