علاء داوود
الحوار المتمدن-العدد: 7038 - 2021 / 10 / 5 - 11:26
المحور:
الصحافة والاعلام
تعرضت هذه ( القرية الصغيرة ) وهو المصطلح الذي يطلق على كوكبنا في هذا الزمان التكنولوجي بامتياز لكارثة اجتماعية إن صح التعبير، إذ لم تكن الأسلحة المستخدمة قاتلة للأجساد كقنبلة هيروشيما وناكازاكي النووية ولا أمراضاً كالطاعون والجدري وكورونا، ولا حروباً كلاسيكية، ببساطة إن عطلا قد أصاب عدد من مواقع التواصل الإجتماعي على شبكة الإنترنت وهي الفيسبوك والواتساب والإنستغرام وبعض الشركات الأخرى.
ولعل البعض قد يختلف حول وصف الحدث، إلا أن المعظم قد نال نصيبه من الصدمة والمعاناة، في ظل تعطل هذه المواقع، والسبب هو الإعتماد الكلي والمباشر في الحياة اللحظية، عدا عن اعتماد بعض الشركات الكبرى وحتى الخاصة منها عليها في مجال التسويق والمبيعات، والتي قد تكون قد فقدت جميع بياناتها على هذه المواقع.
مهما كانت الأسباب فإن الخسائر الإقتصادية حول العالم يمكن وصفها بالكارثي، لا جديد حتى اللحظة حول ما إذا كان السبب مفتعلاً كما يدور الحديث، لكن قد نشهد سطوع أسماء خاصة بالحدث ككلاشينكوف ارتباطاً باختراعه، فالحدث جلل والبقاء تحت ظله يعد في هذا الزمان موتاً سريرياً الى ان تعود الحياة الإلكترونية الى طبيعتها، ويتساءل مهتمون حول إذا ما استمر فقدان هذا المواقع لفاعليتها، فهل سيتمكن البشر من استعادة الحياة الطبيعية على هذا الكوكب؟!.
الجدير بالذكر والمضحك المبكي أن كافة أقطاب الإنسانية في هذه القرية الصغيرة باتوا في قلب التيه يتخذون التعارف الشخصي أساساً من جديد، فتراهم كأنهم على أولى الخطى لتعارفهم واقعياً، ولكن واعتماداً واعتناقاً لشعار لا لليأس، فهذه الكارثة ستنتهي يقيناً، وسيعود الواقع الإفتراضي للهيمنة على البشرية جمعاء، وستنتهي قريباً أيضا الظاهرة الإجتماعية الطبيعية للتواصل، الى ذلك الحين كونوا بخير.
#علاء_داوود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟