|
إرجع يا ولد أنا مش حيسبك
عادل صوما
الحوار المتمدن-العدد: 7036 - 2021 / 10 / 3 - 20:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سيتذكر الاعلام بعد أيام الذكرى الأربعين لاغتيال أنور السادات، وهنا وقفة تأمل لأهم انجازات واخفاقات الرئيس الذي لم يعرف المهادنة أو الحلول الوسطى، وعاش تحت الأضواء وبين الكاميرات، فقد كان من المؤمنين بتأثير الصورة على الناس أكثر من المحتوى لأنهم ينفعلون بها أسرع، ومن سخريات الظروف أنه خرج من التاريخ في مشهد لا يخطر على بال أي مخرج سينمائي في العالم، وفي لحظة لم يتوقعها أحد له على الاطلاق. هوية أصيلة استجمع أنور السادات شتات هويته المبعثرة، وتجاوز عداوات مُقدسة وأساطير يذعن الناس خوفاً منها وليس اقتناعاً، وتجاهل المنافع القَبَلية والسياسية من مسألة فلسطين، محور قضايا الشرق الأوسط كما يقولون متجاهلين التخلف والعنصرية، وأصمّ أذنيه عما قيل له عندما استشار المقربين وحافظ الأسد* في زيارة إسرائيل، وصمم على تجاهل ما سيقال وسيحدث، وذهب كفرعون أصيل إلى الكنيست الإسرائيلي ليناقش مشكلة مصر معه ويجد حلا بأقل خسائر وأكبر أرباح ممكنة، ويدع كل بلد يحل مشكلته بنفسه واقعياً عوضاً عن المزايدات السياسية الاسلامية. هكذا غيّر السادات مسار الصراع الإسرائيلي/الإسلامي، وأجبر كل دولة على حل مشاكلها، بدلا من حشر الدول الناطقة بالعربية لنفسها في سلة دينية إسلامية ظاهرياً، تُحاك اتصالات سرية بعيدة عنها هدفها بقاء كل حاكم على عرشه، رغم ما يردده ويثرثر به علانية في مهرجاناته أو خطبه التاريخية، التي لن تؤدي إلى معاهدات مُلزمة أو حل سياسي واقعي أو حتى تغيير حال شعبه للأفضل، بل إلى كارثة مُهينة لا حل واقعياً لها مثلما حدث سنة1967. الرأي العام قبل هذه الزيارة غير المسبوقة في التاريخ العلني في القرن العشرين بين المسلمين والإسرائيليين وكانت من نتائج "حرب أكتوبر"، أدرك السادات أن الانتصار الحاسم على إسرائيل في حرب أمر لا يقبله سادة العالم، فتريث وتحمّل غضب المصريين ومفكريهم وسخرية الناطقين بالعربية بسبب تأجيله للحرب عدة مرات، ولم يخض معركة حماسية خلال "الضباب" الذي كان يراه عربياً ودولياً، حسب ما قال حرفياً في خطاب له، قبل ربح الرأي العام العالمي، فزار دول القرار وأقنعها بعدالة حربه، ووطد صداقته مع الزعماء الذين يلعبون دوراً فعّالا في المزادات وفتح القنوات السياسية، قطع خلالها آلاف الأميال في سبيل هذا الهدف الاستراتيجي. البترودولار فتح أنور السادات قنوات اتصال مع أميركا، لأن أوراق اللعبة السياسية في الشرق الأوسط كانت بيدها كما كان يعتقد، ثم وضع حربه المحدودة ذات الأهداف المحددة القادمة مع إسرائيل، بدهاء سياسي لم يسبقه أحد إليه، على خريطة ربط سعر البترول بالدولار، الذي كانت تُخطط واشنطن له، بعدما ألغى الرئيس رتشارد نيكسون في 15 أغسطس/آب 1971 نظام غطاء الذهب للدولار، الذي كان نتيجة اتفاق بريتنوودز لضمان استقرار أسعار صرف العملات العالمي، ثم أدى إلى الزيادة الرهيبة على طلب الدولار، بسبب حق حامل ورقة الدولار استبداله بأونصة ذهب من نظام الاحتياط الفدرالي الاميركي، ما أدى إلى خلل كبير فى الميزان التجاري الأميركي. كانت واشنطن تبحث عن سبب يجعل دول العالم مجتمعة ترضخ لجعل الدولار غطاءً دولياً لعملاتها، واتُخذ القرار بعد وقف ضخ البترول وأزمة شحه عالمياً بسبب "حرب أكتوبر" سنة 1973 ووقف الدول العربية انتاج وتصدير البترول تضامناً مع مصر، بعدما قام هنري كيسنجر سنة 1974 بزيارة السعودية، وتمخضت زيارته عن قيام المملكة بتثمين البترول مقابل الدولار الأميركي فقط وإقناع دول "أوبك" بهذه الخطوة، وقيام السعودية بإعادة استثمار عائدات نفطها فى سندات الخزانة الأميركية، وقيام واشنطن بتوفير الحماية للنظام الملكي السعودي، وهذه الاتفاقية ضمنت عصر هيمنة جديدة للولايات المتحدة بعد انتهاء عصر غطاء الذهب للدولار. الرئيس المؤمن لم يذكر مؤرخ أو مرجع أن أنور السادات كان عضوا في جماعة الاخوان المسلمين، كما لم يُظهر تاريخه قبل 23 يوليو أنه كان مؤمناً بها كقوة لتحرير مصر من الاستعمار البريطاني، رغم أن معظم ضباط انقلاب يوليو 1952 كانوا منتسبين للجماعة، ويستنيرون برأي مرشدها لدرجة أنهم أجلوا الانقلاب من 22 إلى 23 يوليو حتى تأتيهم بركة وموافقة حسن الهضيبي مرشد الجماعة آنذاك، وبعد نجاح الانقلاب ذهب عبد الناصر مع جمال البنا ليقف على قبر أخيه حسن البنا وقفة خشوع، بل أن عبد الناصر جعل الأزهر جامعة بكافة فروعها الأدبية والعلمية، بعدما كان مجرد مدرسة دينية مُستهدياً ومُنفذاً فكرة حسن البنا نفسه. كان أنور السادات في عمقه فلاحاً فرعونياً متديناً على الطريقة المصرية، لكنه بعدما أصبح رئيساً انضم إلى التيار العالمي الذي يقوده الغرب ويرى في الاسلام حائط صد للمد الشيوعي في العالم، واختار أن يُعرف للعلن بعدما أصبح رئيساً بإسمه الكامل محمد أنور السادات، وأوعز للإعلام بإطلاق "الرئيس المؤمن" عليه، وجعل المادة الثانية في دستور مصر سنة 1971 تنص على أن "الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية مصدر التشريع". وبعد "حرب أكتوبر" غيّر اسمها إلى "حرب رمضان"، وتبنى رسمياً صد الشيوعية بالإخوان المسلمين في مصر، بعدما حجمّهم وبدد عبد الناصر قوتهم، وكان يعتقد أن هذه الجماعة ستكون مخلصة له، بعد وعده بضمان شخصه لعودتهم إلى ساحة العمل السياسي، والتغاضي عن كل ما يفعلوه شرط عدم المساس به أو سياساته، لكنه نسى تاريخ الاسلام السياسي الذي لم يخلص في تاريخه لأحد سوى لمصالحه، لدرجة أن عمر بن الخطاب رفض إعطاء الرسول محمد ورقة وقلما ليكتب للمسلمين كتاباً لا يختلفون فيه (سياسياً) بعد موته، وقال عمر أن الرسول يهذي بسبب سكرات الموت، وما فعله عمر يعني التمسك بأجندة سياسية مُتفق عليها سلفاً منذ أصاب المرض محمد، وتجاهل الله الذي يقول لجبريل ليوحي بما يقول لمحمد، وكان دائما سند محمد في حواراته ومحاججة الناس، ويستحيل أن يتخلى عنه بوحي أو إلهام ما في لحظات موته. لم يكن غريباً أن يسخر أنور السادات من الخوميني ويعادي نظامه، رغم أن السادات أنشأ نواة دولة دينية، ولم تكن السخرية نابعة من غيرة سياسية، بل من أمر جوهري عند السُنة هو أن الحاكم/الخليفة يختار ما يشاء من الفقه الذي يؤيده، ويستند على القرآن والاحاديث متى شاء ليعضض ملكه، لكن الفقيه لا يصل للسلطة نفسها. أيام اليقظة كان واضحاً في أواخر أيام أنور السادات أنه أفاق من وهم التعاون واخلاص الاخوان المسلمين الذين تخرجت الجماعات الاسلامية ودعاتها في مدرستهم، وشجعته عوامل دولية على تنفيذ غلطته التاريخية والاستمرار فيها. أدرك السادات أنه أوقع نفسه بنفسه على خطيّن متناقضيّن هما كونه حاكم/فرعون دولة عَلمانية، لكنه يواجه فقه ديني يريد أن يزيحه ويحل محله، أو على الأقل يملي إرادته عليه، واتخذ قرار مواجهته بدون رجعة أو تفاهم بعدما بدأت جماعات هذا الفقه ترفع عقيرتها ضده وضد سياساته، وتستخدم سلاح التكفير لتجييش الناس لمواجهته، فحزم أمره واستجمع إرادته واسترد فرعونيته الأصيلة الكامنو فيه، وبدأ مواجهة المحرضين عليه من رؤوساء الجماعات بيد أمنيّة، وقال في خطابه أو مراجعته الضميرية بالغة الأهمية مساء الخامس من أيلول/سبتمبر 1981 عبارات في منتهى الحزم والقوة ضد فقه هذه التيارات، بلغة عامية أقرب الى لهجة المنوفية قريته التي وُلد فيها. عاد إلى طفولته لأنه كان في منتهى الغضب لهجومهم عليه وخروجهم عن سيناريو الجماعة الدينية التي وظّفها لتقليص مد الشيوعية السياسية وإعلاء شأن الاسلام في العالم، ومن تلك العبارات: "أنا جيت غلطان إنّي طلعتهم من السجون وعطيتهم حقوقهم وخليتهم يقاضوا حتى الدولة ومؤسساتها في المحاكم". "مفيش حد معتدل أو متطرف فيهم .. كلهم واحد". "يقوم يجي رئيس التحرير في العدد إللي بعده ويقول: الله؟! اشمعنى هذا العدد إتصادر، ما إحنا قلنا قبل كده كتير وحتى أكتر من المكتوب في العدد المُصادر". "خرجوا عن حدود النقد المباح وبدأوا التجريح الشخصي". "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين. ليكن هذا واضحاً للجميع". "في كامب ديڤيد.. مصر ماخرجتشي من ساحة الجهاد.. ده أسيادهم إللي بيمولهم هُمّا إللي بيقولولهم يقولوا هذا الكلام". "مفيش إرادة خارجية إنفرضت عليَّ أو على مصر". "انا لا انحني سوى لشعب مصر ولا أسجد سوى لله". "بقول هذا الكلام النهارده علشان أولادي المُغرر بهم يفهموا حقيقة إللي بيحصل". "ده الكلام إللي قاله الشيخ البذيء. أهو مرمي زي الكلب في السجن وخلّي حد يتكلم". "هُمّا دول بقى إللي بيسمّوا نفسهم حَمَلة مشاعل النور؟!". "والمرشد .. وانا مش حقول إسمه، خلّى الست تطّلق من جوزها وتهرب من بيت أهلها وأخدها لنفسه. هو ده الاسلام؟ إنه يخلي الست تتطلق من جوزها وياخدها لنفسه". "دول بقى امراء الجماعات إللي إختاروهم؟! طب ده أمير الجماعة تلميذ، أيه بيفهم في الاسلام؟". "دول بقى إللي بيسموا نفسهم حَمَلة لواء الاسلام؟" "أخطر ما في الموضوع هو نظام السمع والطاعة لأمير الجماعة". "يعني أيه الواحد يخرج عن طوع أبوه وامه ويتبع أمير الجماعة؟ طب ده القرآن بيقول: ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما. الكلام ده عن الابوين لو ضغطوا على البني آدم علشان ما يكونشي مسلم.. ما يقولشي لأمه وأبوه أنتم غلطانين، يقولهم .. يعني كده.. بعدين أفكّر إني ما كونشي مسلم". من الملاحظ أن تلك المراجعة الضميرية التي استمرت أكثر من أربع ساعات وقال السادات قرب نهايتها "معلشي.. استحملوني النهارده لأنه خلاص.. المواجهة حاسمة النوبادي.. مفيشي أنصاف حلول"، لم يتناول فيها ولو تلميحاً ما فعلته الجماعات الاسلامية بمسيحيي مصر، بدءاً من تحقيرهم وسبهم في المساجد وعلى أشرطة الكاسيت ووسائل الاعلام، مروراً بخطف البنات المسيحيات والاعتداء عليهن لأسلمتهن، حتى سرقة محلات الذهب والصيرفة التي يملكوها، ناهيك عن الفتن الطائفية التي خططوا لها ونفذوها. لم يشر أنور السادات إلى هذه الأمور الخطيرة التي بدأت تنهش ثقافة مصر وشخصيتها وتعدديتها؛ عظمة الهوية الفرعونية التي دفعته لزيارة إسرائيل، تلاشت أمام مواطنين متمسكين بفرعونيتهم لكنهم من دين آخر، لأنه كان ينتهج فكر ضباط انقلاب يوليو 1952 نفسه بدون الانتماء للإخوان المسلمين، وهو تحجيم مسيحيي مصر وعدم ترقيتهم إلى وظائف الدرجة الأولى، لدرجة أنه شخصياً لم يرق بطرس بطرس غالي أحد مهندسي كامب ديڤيد وبنوده إلى رتبة وزير، رغم أنه الرجل الوحيد الذي كانت لديه الجرأة والاخلاص لمصر وله ورافقه وأكمل معه مفاوضاته، بعدما تخلى عنه محمد إبراهيم كامل وزير خارجيته واستقال جُبناً أثناء مفاوضات كامب ديڤيد. سبب الاغتيال يجمع جميع كُتاب السياسة ومحلليها، على أن سبب اغتيال السادات هو زيارة إسرائيل، وهذا الرأي الذي انتقل بالتواتر ليس هو الوحيد أو الأصح لاغتياله، فلو عدنا بالذاكرة إلى ما قبل حرب أكتوبر سنجد أن مصر وافقت على القرار 242 ايام عبد الناصر وهو اعتراف ديبلوماسي بدولة إسرائيل، لكن عبد الناصر لم يملك المقومات الشخصية أو نصر عسكري ليجلس ويتفاوض مع الاسرائيليين. بعدما أجّل أنور السادات الحرب ضد إسرائيل، وقّع أهم كتّاب ومفكرو مصر بياناً سنة 1972 ومنهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ولويس عوض وحسين مؤنس، جوهره أن يصرف السادات النظر عن الحرب ويبحث عن طريق آخر، وهم على استعداد للتمهيد له بين الشعب، فلا أحد عنده مقدرة هزيمة اسرائيل التي تحظى بتأييد العالم كله. وحتى بعد حرب أكتوبر التي كان مفترضاً أن تستثمرها دول المواجهة، كان مشهد الشرق الأوسط وقتها غريباً؛ بدء خراب الدولة اللبنانية بسبب الحروب الفلسطينية/اللبنانية التي بدأت ارهاصاتها فعليا منذ سنة 1973، بدلا من تفرغ الفلسطينيين لحل مشكلتهم بواسطة مصر الدولة المنتصرة. الحروب الأهلية اللبنانية التي تمخضت عن الحروب اللبنانية/الفلسطينية، وموقف سورية منها وفيها، ومحاولات إمساكها بالورقة الفلسطينية وتلاعبها باللبنانيين، عوضاً عن حل مشكلتها مع إسرائيل. تحركات الملك حسين ومقابلاته سراً مع زعماء إسرائيل، وتسريبه موعد حرب أكتوبر إلى غولدا مايير، ناهيك عن تنظيرات ثوار المقاهي وتهويمات ياسر عرفات الذي أسس "جمهورية الفاكهاني" في لبنان، وسياسة العلاقات العامة الاسلامية "تحرير القدس" التي كان ينتهجها ليجمع بها التبرعات باسم القضية الفلسطينية/الاسلامية. كان واضحاً أنه لا توجد إرادة إسلامية أو فلسطينية موَحدَة مشتركة لحل مسألة فلسطين، بشكل واقعي يتماشى مع ما يحدث على الأرض. وعلى صعيد مصر نفسها، سنجد في 26 آذار/مارس 1978 توقيع معاهدة السلام، وفي 9 نيسان/ابريل 1978 تبناها مجلس الشعب المصري بموافقة 329 عضوا، واعتراض خمسة عشر عضوا، وامتناع عضو واحد عن التصويت. وفي 19 نيسان/ابريل 1978 تم الإستفتاء الشعبي على المعاهدة الذي نال 96% من الاصوات. "إنني على استعداد للذهاب إلى أبعد نقطة في العالم سعياً إلى السلام العادل ومن أجل أن لا يُقتل أو يُجرح أي من أبنائي الضباط والجنود، ومن مركز القوة أستطيع الذهاب حتى إلى الكنيست لأواجه إسرائيل بتحرير الأرض وحقوق الفلسطينيين". قال السادات في خطاب له قبل الذهاب إلى إسرائيل، وكلامه يعكس طبيعة شعب زراعي مسالم يميل للإستقرار لم يعش على التعرض لقوافل التجارة أو الغزو وسلخ جلد المهزومين أو حرقهم أو سبي نساءهم. وإذا نظرنا إلى مشهد عودة أنور السادات من إسرائيل سنة 1977، سنجد أن خمسة ملايين مواطن استقبلوا السادات وصوتوا إيجابا في شوارع القاهرة لصالح مبادرته، وسنجد أن فقهاء السلطان المصريين القادرين على التأثير في الشارع قد أيدوا أنور السادات، ورددوا من القرآن في المساجد والاعلام ما يبارك ويثمّن مبادرة السلام وزيارة إسرائيل. وبلغ ذروة هذا التأييد ما قاله إيقونة الدعاة الوهّابي الهوى والتمويل متولي الشعراوي في مجلس الشعب المصري في مجلس الشعب المصري يوم الأثنين 28 آذار/مارس سنة 1978، أثناء جلسة عُقدت بناء على طلب المُعارض المستشار عادل عيد، لاستجواب وزير الأوقاف آنذاك متولي الشعراوي، بعدما اتهمه بالتهاون في استخدام حقوقه لمواجهة الفساد داخل وزارته، وداخل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، حيث قال عادل عيد: "الوزير الشعراوي قد قصَّر في استخدام حقوقه الدستورية والقانونية، في مواجهة موظف فاسد تابع له، واكتفى بكتابة شكوى لرئيس الوزراء ولمجلس الشعب". قفز أيقونة الدعاة فوق الشكوى ليبيّن ضلالها ويُخدر المؤمنين في مجلس الشعب بالسجع، ويؤكد أن البلد بخير ولا فساد فيها بفضل رئيسها، ورتّل أثناء دفاعه عن تستره عن فساد وزارته وفساده حرفياً: "والذي نفسي بيده، لو كان لي من الأمر شيء، لحكمت للرجل الذي رفعنا تلك الرفعة (يقصد أنور السادات)، وانتشلنا مما كنا فيه إلى القمة، ألا يُسأل عما يفعل". أنزل الداعية الشعراوي في ما قاله، الرئيس السادات منزلة الإله في العقيدة الإسلامية، حيث تطابقت جملته مع آية في سورة "الأنبياء" تقول عن الله "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ". بعد اغتيال أنور السادات ذكر جميع من شارك في فيلم "أيام السادات" وكثير من الناس الذين أثق في شهادتهم أن الحاضرين في دور السينما كانوا يصفقون وقوفاً ولمدة طويلة بعد انتهاء الفيلم، ولم يصفّر أحد استهجاناً أو تقليلا من شأن السادات. وأكد النجم أحمد زكي الذي تقمص دور السادات ولم يمثله أن التصفيق كان للسادات فعلا وليس له كنجم محبوب. فهل حقيقة كانت زيارة أنور السادات للقدس سبب اغتياله؟ قتلة أنور السادات الحقيقيين كانوا مستفيدين من توظيف الاسلام سياسياً مثله تماماً، لكن الحكم كان هدفهم وليس محاربة الشيوعية والعمل الاجتماعي، والوقائع تقول أن الاغتيال تم لمصلحتهم وتمهيداً لإنقلاب فشل ولم ينجح. لو كان السبب هو معاهدة السلام، لماذا صام الجهاديون عن اغتياله لمدة أربع سنوات كان يتجول فيها في شوارع القطر بسيارة مكشوفة ومواعيد معروفة؟ أُغتيل الرئيس السادات لأنه كان الوحيد الذي لن يرضخ لأي إرادة إسلامية أو دولية تسمح وتحثه على غض النظر عن استمرار تفشي الجهاديين في مصر، ومن ثم في الشرق الاوسط والعالم، وكان القتلة المجرمون الممولون من جهات أجنبية، مجرد ربوتات مُسيرة، وكان هدف الاغتيال الحقيقي هو بدء "تمكين" التيار الظلامي وحده من منطقة الشرق الاوسط خطوة بخطوة، وبمباركة دولية، رغم أن الرئيس السادات كان "الرئيس المؤمن" الذي قال يوماً: "انا رئيس مسلم لدولة إسلامية يقطنها بعض الاقباط"، وكان أول حاكم مصري يقحم الدين في دستور دولة ويجعل مواد سياسية علمانية تتطور وفقا لحاجات المجتمع، تحت رحمة مستفيدين سياسيين من دين يستحيل أن يتطور، لأن ما ورد فيه نهائي غير قابل للنقاش. الانقلاب الفاشل قبل نهاية العرض العسكري احتفالا بنصر أكتوبر سنة 1981 بحوالي عشر دقائق، انحرفت عربة تقطر مدفعا عن مسارها في قافلتها، عن سابق تصور وتصميم من الضابط المُسيطر عليها، بعد تفتيشها المُفترض ومرورها من الحواجز الأمنية قبل الدخول إلى طريق القوافل العسكرية لفروع الجيش المختلفة، وفُتح بابها المواجه للمنصة التي يجلس فيها السادات وكبار رجال الدولة والضيوف والسفراء، ونزل ضابط منه وتقدم بضع خطوات وألقى قنبلة يدوية لم تنفجر داخل المنصة، فانتبه الرئيس الذي كان يتابع تشكيلات طائرات العرض العسكري المختلفة والألوان التي تطلقها، ووقف أمام الضابط الذي رفع عقيرته وقال له: ياكافر يافرعون يا ابن الكلب، ورد السادات بصوت مرتفع: إرجع ياولد انا مش حسيبك! فرجع الضابط ليأخذ مدفعه الرشاش من العربة، ولما رأى الرئيس بدء اطلاق الرصاص عليه من عدد آخر من الجنود في مؤخرة العربة المكشوفة قال وهو في حالة ذهول تام: "مش معقول"، وعندها قفز القتلة الثلاثة الآخرين باتجاه المنصة التي وقع الرئيس على أرضها بسبب رصاصة اصابته في عظمة الترقوة لجهة اليمين، ثم اندفع القتلة الاربعة نحو المنصة لاغتيال كل أركان الدولة، وهم يقذفون قنابلهم اليدوية الاخرى ويطلقون الرصاص، بينما الحاضرون يهربون إلى المدرجات الخلفية أو يحتمون بالكراسي لعدم وجود من يدافع عنهم، فالرئيس شخصياً أمر مرافقيه بالبعد عنه وعن المنصة حتى لا يقول الاعلام الاجنبي أنه خائف، أو يعطي انطباعاً بعدم ثقته في جيشه وولائه له، ولذلك تأخر رد فعل الحرس الخاص حوالي عشرين ثانية، كان فيها سكرتير الرئيس محمد عبد الحافظ يغطيه بجسمه حتى لا تصيبه رصاصات أخرى، أما العسكريون في الصف الاول فقد إحتموا حسب خبرتهم خلف حائط المنصة الخرساني نفسه. لم يكن المقصود هو قتل الرئيس فقط، بل كل اركان الدولة تمهيداً لانقلاب على الحكم فشل، لعدم تصديق الانقلابيين بامكانية اغتيال السادات في العرض العسكري، ومن ثمة تراخيهم في تنفيذ الخطة، التي اعتمدوا فيها كما تقول التحقيقات على تقدير وقت عملية الاغتيال، وبدء تنفيذ الانقلاب بعدها، وليس على خطوات تبدأ من ساعة محددة، ما مكّن الأجهزة الأمنية من القبض على المتآمرين، بعد محاصرة مبنى التلفزيون لمنع السيطرة عليه واعلان البيان الرقم واحد منه. الأدوات والفكر أعلن قتلة السادت في المحكمة أنهم قتلوا الطاغوت الذي أهان علماء المسلمين، وخرج عن اجماع الأمة، وهي كليشيهات لُقنوا ترديدها من شيوخهم، وأخذتها هيئة المحكمة أقوالا نهائية، في اجواء متشنجة داخل الجلسات لأهمية القضية موضوع النظر إعلامياً، والعواصف السياسية التي أحدثها الرئيس أثناء حكمه. التحقيق نفسه كان به قصوراً لأنه إنحسر في واقعة الاغتيال فقط، وليس ما قبلها والتمهيد لها. وحتى التحقيق فيه قصور ومخالفة للقانون وأصول التحقيقات الجنائية، إذ كيف يكون أحد المتهمين في جريمة شاهداً أصلياً فيها، لأن ممدوح أبو جبل، الضابط في المخابرات الحربية، كان سراً ضمن جماعة الجهاد، وهو الذي أعطى القتلة إبر إطلاق الرصاص والرصاص الحارق والقنابل وقال في التحقيق: "إنهم قالوا لي أن أعطيهم كذا وكذا". ولم يسأله المُحقق من هم الذين قالوا لك ذلك؟ هذا الضابط لم يُطرد من الخدمة رغم ما فعله، حتى لو حُوّل لشاهد في القضية، لكنه رُقي وذهب ملحقاً عسكرياً في بعثة ديبلوماسية خارج مصر. سالم رحّال، مؤسس تنظيم الجهاد الذي ينتمي قتلة السادات إليه، فلسطيني قبض الأمن عليه، ورُحّل إلى الاراضي الفلسطينية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، بعد شهر من واقعة إغتيال الرئيس، لأنه غير مشارك فيها وغير مرغوب فيه بمصر. قائد قافلة العرض العسكري رُقي وأصبح مدير المدرسة الحربية، وتم ترقية الفريق أبو غزالة إلى رتبة مشير، رغم إنه لم يقم بعمل عسكري باهر، وهو وزير الدفاع الذي كان موجودا في المنصة، والمسؤول معنوياً عن التقصير الذي حدث. أخذت المحكمة العسكرية كلام المسؤولين عن نقاط التفتيش العشرة الموجودة قبل المنصة بشكل نهائي، رغم أن مرور الرصاص والقنابل المستخدمة في الجريمة، قد يكون إلى حد ما مقنعاً عند النقطة الاولى، التي كان المسؤول عنها ضابط في سرية الاسلامبولي نفسه، ويعرفه ويثق فيه فجعله يمر بعد سؤاله: هل تأكدت من كل شيء يا خالد؟ لكن مرور القتلة بالرصاص والقنابل من تسع نقاط تفتيش بعدها وفيهم إثنان مدنيان من خارج الجيش لا يحملان بطاقات عسكرية أمر غير مُفسر إطلاقاً. لم تلق المحكمة أي شكوك بتاتاً على اقوال سائق العربة التي نقلت القتلة كيلومترين، وهي المسافة من نقطة الانطلاق إلى منصة السادات، ولم تعتبره حتى مشاركاً بالصمت والتواطؤ، فمن غير المعقول إنه مرّ على عشر نقاط أمنية وهو يرتعد من الاسلامبولي، لدرجة إنه لم يغمز حتى بعينه إشارة ريبة إلى أي مسؤول عن أحد هذه الحواجز، في ظروف تشير كلها إلى إحتمال إغتيال السادات، وحتى عندما إنشغل القتلة باطلاق الرصاص لم يتحرك حركة عنيفة بالعربة ليقذف بهم من على سطحها، أو لكي يجعل رصاصاتهم طائشة على أبسط تقدير لجندي مثله، أو ينحرف بها إلى اليمين ليدهس بها تشفياً الضابط الخائن لقسمه ووطنه وشرفه العسكري خالد الاسلامبولي، الذي هدده بالقتل بشكل وضيع، حسب ما قال في التحقيق، إذا لم يقف أمام المنصة. أصدرت المحكمة العسكرية حكماً بإعدام أدوات الجريمة، ولم يحاسب المجتمع المصري جريمة فكرها المتطرف الذي نهش بعد ذلك جسد مصر واغتال بعض مفكريها وكفّر بعضهم وقزّم قوتها الناعمة ومسخ شخصيتها ولم يزل، وكأن خروج أنور السادات من حركة التاريخ كان مُرحباً به ومطلوباً في صمت، غير مرغوب في البحث الجدّي عن تفاصيله، ليس لأنه رجل سلام كما يُشاع، لكن لقدرته وحده على لجم المستفيدين من الاسلام سياسياً آنذاك، ليتحول الامر بعد ذلك، حسب خطة مجدولة منذ الاطاحة بنظام شاه إيران، إلى تجارة دولية عبر البحار بفضل قوة المال الحلال في الشرق، وإدمان رائحة وأموال النفط في الغرب! مش معقول لو زار شخص كان يدرس في القاهرة أثناء رئاسة أنور السادات وبعد أربعين سنة من اغتياله مدن مصر، لن يقول "مش معقول" بل سيصاب بالوجوم من التغيير الهائل الذي حدث. سيجد أن شخصية مصر قد تغيرت وقوتها الناعمة قد شُلت، والعمارة قد تغيرت إلى طراز خليجي والآذان يُقال بلكنة سعودية، وحتى عاداتها وتقاليدها قد تلاشت، وإذا أراد تحويل دولارات إلى جنيهات مصرية سيجد ملتحين يملكون هذه المحلات وعلى حيطانها شعار " لا ربا في الاسلام"، بينما يضاربون على عملة مصر، ويضاربون في أسهم البورصات العالمية، وسيرى أطفالا يحملون أكفانهم في مناسبات معينة ويرددون بسذاجة الطفولة "أكره الحياة وأحب الموت"، وقد يختلط عليه الأمر في لحظة ويعتقد أنه يسير في قندهار وليس في شوارع الأسكندرية الكوزموبوليتانية بسبب كثرة عدد المُنقبات، وسيلاحظ تفشي الهلوسة الدينية الطقوسية وسيطرة مصطلحاتها على الشارع، حتى "فن الطبخ" يبدأ بالبسملة قبل شرح طريقة عمل ورق العنب وينتهي بإن شاء الله تعجبكم الطبخة، رغم استحالة العلاقة بين الله والمطبخ أو الإيمان وفن الطبخ، ناهيك عن زيادة نسبة التحرش الجنسي، كتنفيس عندما يقرص الجوع الجنسي الفقير المُخدّر طقوسياً ويحركه كآلة لا انسانية أو تفكير فيها. ورغم ذلك وأكثر، لم تذهب آخر جملة قالها أنور السادات سدى"إرجع يا ولد أنا مش حسيبك"، فبعد مرور ثلاثة عقود على اغتياله بدأت اليقظة تجاه من يفعله الجهاديون للإنسان والدولة. وصفت النيابة المصرية الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي بأنه "أبو لهب العصر الذي باع مصر في سبيل الجماعة"، وأن مصر ابتليت به. وقال ممثل النيابة في مرافعته بقضية تخابره مع جهات أجنبية، إن القضية هي ختام فصل جديد من انتهاك للأديان وخيانة للأوطان من جماعة الإخوان، وينطبق عليهم قول الإمام علي بأنهم خوارج، مستنداً إلى قول أحد مسؤوليهم لأخيه "أتظن نفسك مسلماً بعدما خرجت من الجماعة؟". رغم التقاصف الديني السخيف الذي يحدث في قاعات قانون مدني عَلماني، وكان نتيجة لما وُصفت بأنها "صحوة إسلامية"، تُلاحظ ردة الفعل العنيفة تجاه الاخوان المسلمين ورغبة اقتلاعهم، وهو أمر غريب على فكرة تعايش الجميع منذ إنشاء محمد علي لدولة مصر الحديثة، ما يعني أن الوعي الشعبي المصري بدأ يدرك الخطر على هوية مصر وثقافتها رغم تخديره، ومن مظاهر هذا الوعي ردة الفعل الايجابية غير المتوقعة على "موكب ملوك الفراعنة" وسماع موسيقاهم. في دول الجوار لمصر توالى سقوط الظلاميين في السودان الشمالي وتونس والمغرب، ويتابع الناس بنسبة مشاهدات عالية شباب عَلمانيين يتحدثون العربية على وسائل التواصل الاجتماعي، وهم يزلزلون أساسات تاريخ الأديان المزيف وزمنه الوهمي والترقيعات على اقتباسات الأساطير واسناد ذلك الانتاج إلى وحي مباشر أو غير مباشر إلى الله واستعمال الأديان سياسياً. هؤلاء العَلمانيون يبينون للناس الأوهام ويذّكروهم بهوياتهم الضائعة وجذورهم المنسية وحضارات أسلافهم المطمورة، وهي أهم بكثير من المواجهة الأمنية التي لا تنزع جذور الظلامية.
*لم تكن زيارة السادات مفاجأة لحافظ الاسد، لأن الأسد نصح السادات أثناء مشادتهما في دمشق بالانتظار ثلاثين سنة أخرى، بعد الثلاثين سنة الاولى منذ إنشاء إسرائيل، للوصول إلى حل أفضل، ورد السادات بأن الجيل الذي سيكون بعد ثلاثين سنة لن يجد أي شيء ليفاوض عليه. وقيل أن الأسد فكّر في القبض على السادات ليمنعه من زيارة إسرائيل، لكن يبدو أن هذه كانت فكرة أحد المقربين منه، لأن الأسد كان أحكم وأذكى من عمل ذلك، لأنه سيثير عاصفة عربية وإسلامية ودولية عليه لا قِبل له بها. كما لم تكن الزيارة مفاجأة لياسر عرفات، لأن السادات طلب منه حضور خطابه الذي أعلن فيه نيته زيارة إسرائيل، ولا يُعقل أن السادات لم يقل لعرفات نيته قبل الخطاب، والصورة التلفزيونية تبيّن أن ياسر عرفات وقف وصفق للسادات بشكل حماسي، ثم إلتفت إلى أعضاء مجلس الشعب المصري ورفع يديه ليحمسهم على التصفيق أكثر، لكن بمجرد عودته ل"جمهورية الفاكهاني" غيّر موقفه وانضم إلى جوقة القائلين بان السادات خائن للقضية.
#عادل_صوما (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سادة الكوكب الجدد
-
هل أنا سكران؟
-
أنا ومراتي وكورونا
-
تجليات علي جمعة لسد النهضة
-
برهان الخواقين والأمر الواقع
-
التنمّر بالدين والتسوّل بالانسانية
-
السيدة التي هزمت الشيخ البذيء
-
الأساطير التي ترسم المستقبل
-
الأحمقرور
-
فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (4)
-
فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (3)
-
أرشيف برنامج -رحلة في الذاكرة-
-
قانون صامويل باتي وأعراف العشائر
-
تجديد الخطاب الديني أم السياسي؟
-
نائب ما قبل عصر البرلمانات
-
الباقي من الزمن ثمانون سنة
-
شكراً يا يسوع المسيح
-
موقف سياسي أم خلفية دينية؟
-
فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (2)
-
الليبرالية المطلوبة من البابا فرنسيس
المزيد.....
-
إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي
...
-
10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
-
برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح
...
-
DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال
...
-
روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
-
مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي
...
-
-ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
-
ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
-
إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل
...
-
الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات
المزيد.....
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
المزيد.....
|